نحن من يحدد ماذا نريد بالضبط و اختيارنا للنواب يدل على حقيقة رغباتنا واهدافنا . فمن اراد شيء وسعى اليه فلابد ان ينال نصيبا منه . وكلنا نعرف بيت الشعر الشهير - اذا الشعب اراد الحياه - وانا اقول اذا الشعب ارد التنمية فلابد ان يسعى لها ويناله نصيبا منها .
لكن الحقيقة التي نخفيها في انفسنا هي اننا لا نريد التنمية فرغبتنا في الانتقام والتشفي من بعضا البعض تفوق جميع الرغبات الاخرى .
فهناك من يرى بان الشيعة هم الخطر الاكبر على الدولة وعلى الاسلام وانهم اذناب ايران لذلك فهو يحارب ايران من خلال حربه على الشيعة .
كذلك هناك من يكره البدو ويعتبرهم الخطر الاكبر على الدولة لذلك فهو يقف ضد اي قرارات تمنح ميزات حقوقية او عينية او مالية للمواطنيين بحجة الخوف من المستقبل ومصلحة الوطن التي تعني تقنيين الانفاق ثم تجده يؤيد صرف تلك المبالغ للدول الاخرى .
كذلك هناك من لديه مشكله في الثقة بالاخرين وهو دائم التشائم وينظر الى العيوب ولا يرى الميزات وهذا الشخص دائما ما يطلق الاحكام المسبقة ثم يبحث عن المبررات التي ليست بالضرورة ان تكون مقنعة .
لذلك قدم النواب انفسهم كنماذج لتلك الرغبات وكذلك استطاع بعض الساسة استغلال هذة الرغبات التي نخفيها لقيادة الشارع نحو تحقيق مصالحة السياسية والتي ليست بالضرورة ان تكون مالية بل ربما تكون مصالح في السيطرة على القرار .
لذلك اتمنى ان نحسن الاختيار ونبتعد عن الخطاب التحريضي وننتبه الى الكلمات التي تلقى في الخطابات والتجمعات . فمتى ما سمعتم احدهم متشائم ويهاجم الاخريين دون ان يسميهم او يريد القضاء على اي شيء حتى لو كان القضاء على الفساد فانصحكم ومن خبرتي السياسية انصحكم ان لا تنتخبوه .
واذا رايتم المعتدل الذي يخطب بحب وود ورغبه في الاصلاح والتنمية دون ان يستخدم كلمة فساد او مفسديين في خطابه فانتخبوه .
هذا اذا كنتم تريدون التنمية والاستفادة من خيرات بلادكم لما فيه مصلحتكم ومصلحة ابنائكم