موضة الإلحاد !

البربهاري

عضو مميز
لأسبوع كامل وأنا على الفراش الأبيض في إحدى مستشفيات الكويت , تترنح درجة الحرارة بين 38 و 39 وتزيد قليل على التسعة والثلاثين , لا أعرف الليل من النهار , جوالي أغلقته لعدم قدرتي على الحديث والكلام مع أحد , وأنا أصارع تلك الحُمَّى لم أصلي فرضاً إلا وأنا على فراشي في تلك الفترة .


تعطَّلت الأركان , وتوقف الذهن , ما ألبث لأغامر وأنهض فأدخل في الماء البارد فأعود فأجدها تجد عليَّ بجدِّها وحديدها , كأنَّها تُريد افتراس ما تبقَّى من عافية , ومضت الأيام ومرت خلالها الساعات , لينبثق للعافية سناءٌ كنت أنتظره مع فجر السبت الماضي .


رحلت الحُمِّى التي لازمتني لأسبوع , ولم يتبقى سوى بعض الألم في المعدة ذبل بعد ذهاب الحمى بأيام .

أتى الأحد لأخرج في صباحهِ وأنا أقود السيَّار وأطلقها مدوية { يازين العافية زيناه } لم أكن أتصور للعافية طعم ولا لون ولا رائحة , لم أتصور أنَّ للعافية قيمة كبيرة وأنا أركض في المعلب مع اللاعب الشهير وصديقي أبي شليويح .

ولكن سرعان ما أتت الحمى ولأسبوع تدك عرش العافية , لأشعر أنني كنت في نعيمٍ لم يستقيم طويلاً بلا حمدٍ ولا شكر .

يقول النبي صلى الله عليه وسلم { من بات آمنٍ في سربهِ , عنده قوت يومهِ , معافاً في بدنهِ , فكأنَّه حاز الدنيا بما فيها } فعلاً كأنَّه حاز الدنيا بما فيها .



موضة الإلحاد :


ثم بعد مسيري لمنزلي وإلى فلذة كبدي الدحمي , أتى يوم الأثنين ليلة الثلاثاء وبرنامج قذائف الذي يقدمه العوضي .

وأشار لي بالبرنامج وأخبرني بهِ أحدهم برسالةٍ عبر الجوال , وكنت مسترخي فوضعت القناة على الراي , وشاهدت الموضوع , وإذ بهِ حواراً مع الملحد حمد , الذي هو ربما بين ظهرانينا الآن يسمع ويرى .


اتصلت فتكلمت وبيَّنت جانباً مهماً , وهو أنَّ ليس للإلحاد سوق ولا بضاعة , بل الإلحاد غالب من يسلك مسلكه مرضى ويعانون المر المرير .


ربما يرى البعض في مقالي التجني , ولكن من شاهد الحلقة يعلم أنني قد أصبت الحقيقة , وذلك عندما قال الملحد حمد أنَّه مُتعب أصابه الشك ولم ينفك عنه الشك , لم يأكل , أصابه الضعف , أصبح يتناول بعض الأقراص التي تساعده في حياتهِ المتعبة والصعبة .


وبعد حوار المُلحد حمد مع الدكتور محمد العوضي كان يسأله العوضي { هل سلَّمت لما أقول } فكان يرد { للحين دكتور } .


رغم أنَّ الحوار كان قبل الحلقة ولساعات وربما أيام , الذي يجعلني أؤكد على مسألة أنَّ بعضهم وأقول بعضهم مصاباً بمرضٍ نفسي وليس لأنَّ الدكتور لم يكن صاحب حجة , هو أنني قد واجهت بعضهم وهذا البعض يحمل نفس الأفكار , ويردد نفس الردود , يقتنع فيذهب بعيداً عنك فيرجع لنفس الأفكار التي تقهره بأنَّ الله غير موجود ولله خالق وهلم جرى !

وبعضهم يصرِّح لا أريد هذه الأفكار وأراني مرغماً عليها .



أصبحت الأن فكرة الإلحاد موضوعة , نجد الشاب أو الفتاة لا يحملون من العلم الشرعي سوى ما يكفيهم لأداء الفريضة , وعلى حياء أيضاً , وتجده ينخرط في بعض المسالك العميقة التي ربما تذهب بدينه وتعبث بحياتهِ , فيقرأ لبعض الفلاسفة ولبعض المذاهب الفكرية التي ماهي إلا وحي ذهني وليس وحي إلهي , بمعنى من صنع العقل الإنساني فهو تصور ذهني إنساني { بمعنى ما هو خارج نطاق العقل الإنساني مستبعد } وهذا ما يعطل قوله { فيها لا عين رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر } .

فتجد الشاب يتثقف تثقيفاً خاطئاً , ويُدمر بهذا التثقيف ما تبقى من حياتهِ , فيهرب من اليقين إلى الشك .



لماذا يسعى البعض لهذه الموضة الفكرية وهي موضة الإلحاد , لماذا يصر البعض على التقوقع فقط على العقل والمشاهدة المجردة فقط ويترك اللامحسوس ولا يؤمن إلا بالمحسوس !




لقد قلت آنفاً أنَّ ذلك الشاب يعاني من بعض المشاكل في نفسهِ , وهذا ما وجدته مع بعض الحالات التي قابلتها , فبعضهم يرى في الإلحاد هروباً من حقيقة الموت والبعث .

بل قالها صراحةً الملحد حمد وأنَّه تناول مجموعة من الحبوب للوصول لحقيقة الموت وعدم انتظاره , فانتظار الموت والتفكير فيما بعده مؤلم , والوصول إليه سريعاً ربما يُريحه من الآلام النفسية والتفكير فيه .

فيُريد بذلك أن يُريح نفسه من حقيقة البعث والحساب والعقاب من خلال تكذيب ذلك من خلال هذا الإعتقاد , الأمر هذا ليس تخميناً , بل غالبهم كان مبعث تفكيرهم بالإلحاد هو الموت ومابعده وهذا هو الباعث الحقيقي .


وكلما استمروا وفكروا أصيبوا بالألم النفسي الحاد الذي يجعلهم غير مرتاحين في حياتهم , ويستمرون وبإسهاب بالإلحاد ليكذبوا الكذبة ويصدقها لسانهم ويُرغمون القلب والفطرة على ذلك مستندين على التصورات الذهنية وبعض المراجع لبعض الفلاسفة لكي يهربوا من الحقيقة التي لا مفر منها .



لم أتجنَّى على المُلحد حمد , بل قالها هو وبصراحة { تعبت حيل يا دكتور والحبوب دايم بمخباتي } وكذلك الأشخاص الذين قابلتهم قالوا لي نفس الكلام والنوم حاربهم وكابدوا الأرق .

وبعضهم صرَّح لي وقال هذه الأفكار لن ترحل إلا بطبيبٍ نفسي .


ولا أريد تضخيم مسألة الإلحاد , فكما قلت وأقول أنَّ الإلحاد ذو بضاعةٍ كاسدة ولا يرقى إلى أن يُتناول , ولكنَّ التنظير هنا والبيان مطلوب , لأنني ربما أعلم بانتشار المقال عند بعضهم , فلعل هذا البعض يُظهر مافي نفسهِ قد اختبأ .



أخوكم / عبدالله المطيري
 

@Noura@

عضو مخضرم
لأسبوع كامل وأنا على الفراش الأبيض في إحدى مستشفيات الكويت , تترنح درجة الحرارة بين 38 و 39 وتزيد قليل على التسعة والثلاثين , لا أعرف الليل من النهار , جوالي أغلقته لعدم قدرتي على الحديث والكلام مع أحد , وأنا أصارع تلك الحُمَّى لم أصلي فرضاً إلا وأنا على فراشي في تلك الفترة .



تعطَّلت الأركان , وتوقف الذهن , ما ألبث لأغامر وأنهض فأدخل في الماء البارد فأعود فأجدها تجد عليَّ بجدِّها وحديدها , كأنَّها تُريد افتراس ما تبقَّى من عافية , ومضت الأيام ومرت خلالها الساعات , لينبثق للعافية سناءٌ كنت أنتظره مع فجر السبت الماضي .


رحلت الحُمِّى التي لازمتني لأسبوع , ولم يتبقى سوى بعض الألم في المعدة ذبل بعد ذهاب الحمى بأيام .

أتى الأحد لأخرج في صباحهِ وأنا أقود السيَّار وأطلقها مدوية { يازين العافية زيناه } لم أكن أتصور للعافية طعم ولا لون ولا رائحة , لم أتصور أنَّ للعافية قيمة كبيرة وأنا أركض في المعلب مع اللاعب الشهير وصديقي أبي شليويح .

ولكن سرعان ما أتت الحمى ولأسبوع تدك عرش العافية , لأشعر أنني كنت في نعيمٍ لم يستقيم طويلاً بلا حمدٍ ولا شكر .

يقول النبي صلى الله عليه وسلم { من بات آمنٍ في سربهِ , عنده قوت يومهِ , معافاً في بدنهِ , فكأنَّه حاز الدنيا بما فيها } فعلاً كأنَّه حاز الدنيا بما فيها .




السلام عليكم

ألف لا باس عليكم أخي الكريم عبدالله

غدا الشر من عقب السخونة


الحمدلله على سلامتك
 

واقـعـي

عضو ذهبي
بادئ ذي بدء أحييك و أرحب بك أيها البربهاري، و أجر و عافية غدا الشر ان شاء الله، أما و قد زالت علة الرخوم.

فأسمح لي أن أبين لك بأن ما ذكرته أدناه

لماذا يسعى البعض لهذه الموضة الفكرية وهي موضة الإلحاد , لماذا يصر البعض على التقوقع فقط على العقل والمشاهدة المجردة فقط ويترك اللامحسوس ولا يؤمن إلا بالمحسوس !




مثل هذه الأمور تجدها عندما تطغي الماديات على حياتنا لذا نلهث وراء كل محسوس فيصيب الإنسان ما يصيبه من فراغ عاطفي و روحاني.
 

clashman82

عضو بلاتيني
الحمدالله على السلامه...

تسجيل مرور

لم اتابع الحلقة..او ما فهمت منها و يا الاهل ان الشخص كان ملحد ..للأسف لم اتابعها
 

المختصر المفيد

عضو بلاتيني
طهور لا بأس عليك إن شاء الله و ألبسك ثياب العافية و المعافاة و أبشر من الحمى خيرا

جاءت مكفرة الذنوب بغبها
يا مرحبا من زائر و مودع

قالت و قد عزمت على ترحالها
ماذا أردت ؟ فقلت ألا تقلعي

ابن القيم رحمه الله
 

ولد النوخذه

عضو ذهبي
الاخ البربهارى
الحمدلله على السلامه
انت اثرت موضوع الالحاد وعبرت عن وجهة نظرك لكن الملحدون لم يبدوا وجهة نظرهم لان المنتدى

لايسمح بذلك .
 

المجهر

عضو مخضرم
أصبحت الأن فكرة الإلحاد موضوعة , نجد الشاب أو الفتاة لا يحملون من العلم الشرعي سوى ما يكفيهم لأداء الفريضة , وعلى حياء أيضاً , وتجده ينخرط في بعض المسالك العميقة التي ربما تذهب بدينه وتعبث بحياتهِ , فيقرأ لبعض الفلاسفة ولبعض المذاهب الفكرية التي ماهي إلا وحي ذهني وليس وحي إلهي , بمعنى من صنع العقل الإنساني فهو تصور ذهني إنساني { بمعنى ما هو خارج نطاق العقل الإنساني مستبعد } وهذا ما يعطل قوله { فيها لا عين رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر } .

فتجد الشاب يتثقف تثقيفاً خاطئاً , ويُدمر بهذا التثقيف ما تبقى من حياتهِ , فيهرب من اليقين إلى الشك .

لا بأس طهورا إن شاء الله و نحمد الله علي سلامتكم يا شيخنا الكريم

الفقره المقتبسه اختصرت وعبرت عن الموضه واسبابها !!

سلمت يا ابا عبدالرحمن,,,
 

البربهاري

عضو مميز
بادئ ذي بدء أحييك و أرحب بك أيها البربهاري، و أجر و عافية غدا الشر ان شاء الله، أما و قد زالت علة الرخوم.

فأسمح لي أن أبين لك بأن ما ذكرته أدناه





مثل هذه الأمور تجدها عندما تطغي الماديات على حياتنا لذا نلهث وراء كل محسوس فيصيب الإنسان ما يصيبه من فراغ عاطفي و روحاني.


الله يبارك بعمرك ويجزاك خير , أنا قد بيَّنت أنَّهم يخافون الموت , فدخل يتغلل في أنفسهم الوسواس الذي يُريد منهم أن يُنكرون ما بعد الموت لكي يبتعدون عن جو الموت وما يخلفه , وهذا ما تلفظ بهِ الملحد حمد نفسه وكذلك من صادفته وحادثته وناقشته كان يخشى الموت كثيراً ويفكر فيه , وكان هذا التفكير هو الباعث الحقيقي للإلحاد .
 

البربهاري

عضو مميز
طهور لا بأس عليك إن شاء الله و ألبسك ثياب العافية و المعافاة و أبشر من الحمى خيرا

جاءت مكفرة الذنوب بغبها
يا مرحبا من زائر و مودع

قالت و قد عزمت على ترحالها
ماذا أردت ؟ فقلت ألا تقلعي

ابن القيم رحمه الله


بارك الله فيك عزيزي وأشكر لكم هذا التواصل وهذا التواجد المُبارك , بورك فيك يا مختصر .
 

البربهاري

عضو مميز
الاخ البربهارى
الحمدلله على السلامه
انت اثرت موضوع الالحاد وعبرت عن وجهة نظرك لكن الملحدون لم يبدوا وجهة نظرهم لان المنتدى

لايسمح بذلك .

الأخ ولد النوخذة , ثق تماماً أنَّهم متواجدين , ولكن مشاركاتهم على استحياء , فلا يوجد تصريح واضح فيما يعتقون , بل هو مجرد تعريض لا أكثر , أما المنتدى يمنع ذلك فهناك مشاركات فيها تطاول واضح على بعض الأحكام الشرعية في مشاركات كثيرة وقديمة , ولم يكن هناك أي منع , وعموماً أتمنى تصريح البعض وتناولهم مقالي بشكل واضح وصريح .
 

البربهاري

عضو مميز
لا بأس طهورا إن شاء الله و نحمد الله علي سلامتكم يا شيخنا الكريم


الفقره المقتبسه اختصرت وعبرت عن الموضه واسبابها !!


سلمت يا ابا عبدالرحمن,,,



الله يثيبك يا المجهر ويسلمك عزيزي , والله يرفع عنهم ولا يبتلينا بعزيز , وأسأل الله أن يثبتنا على القول الثابت حتى نلقاه , حياك الرحمن يا مجهرنا .
 

أبو مالك

عضو بلاتيني
أبو عابد حمدا لله على سلامتك " لا بأس طهور ان شاء الله "

كم يتمنى المتمنى
أن لا ينتشر وتظهر
هؤلاء النكرات في وسائل
الإعلام حتى لا يأخذوا صدى
وبعض النفوس مجبولة على تقليد الغريب والشاذ من القول والأفعال بل حتى الهرطقات
فلو انها تركت وعالجت بعيدا عن وسائل الأعلام لكان ذلك تمام
وحتى اذا منَ الله على الإنسان بالتوبة لا يعيره ناقصوا العقول بما كان عليه قبل التوبه
ويسبب له ذلك من الحرج أو الإنتكاس أو الإنطواء ماسلم منه من لم يتعرض لتلك الوسائل
على كل
المصيبة
تيار لاسع مميت
يسيــر بخطى متعرجة
بين
مـوضة الإلحــاد
وإلحـــاد الموضة
 
أعلى