ما اوصتني به الرياح

khaled al kandari

عضو بلاتيني
على دَفترِ الغَيمِ تكتُبُ ريحٌ وصيَّتها
للندى
فتمضي إلى حَتفِها غَيمَةٌ
في سرابِ المدى
وَتَزولُ

فَهل تحفظ الريحُ كِلْمَتَها
في بريدِ الصدى
وهل تذكر الروحُ في رحلةِ الأبدِيّةِ
ماذا يُعِدُّ لها المُطلَقُ المستَحيلُ ؟!

هِيَ الأرضُ موعِدُ سربِ الغَمام النّدِيِّ
وموعِدُ سربِ اليَمامِ الهَديلُ
ولا شيءَ يحمي السلالةَ
في سيرةِ القمحِ حينَ تَجِفُّ السنابلُ في قَبضَةِ الصيفِ
إلاّ الحُقولُ

فلا تُمسك الريحَ من ذيلِها
وكُنْ أَوّلاً في اندِلاعِ العواصِفِ
حينَ تحلُّ الرياحُ ضَفائرَها الغجَريَّةَ
كُنْ بَرقَةً تتقدّمُ مفرزةً من رماحِ الرياحِ
إذا احتَدَمَ الغيمُ في ماءِ روحِك
َفالبرقُ فيكَ الدّليلُ

سَيدركُ سربُ العصافيرِ حينَ يُطِلُّ
على لثغةِ الماءِ
في شَفةِ النهرِ
أَنَّ الرسائلَ قد بَلَغَت أَهلَها
في بريدِ الغمامِ المُسَجّلِ
فانتَظَروا
واثقينَ منَ النهرِ
أن لا يُغيِّرَ مجراهُ أنّى يَسيلُ !

فهل علَّمتْهُم خطيئَةُ قابيلَ دَرساً
بأنْ لا يواري الخطيئةَ
إلاّ غُرابٌ نبيلُ

أُ حِبُّكَ يا ذا الغراب الشقِيُّ
لماذا اتُّهِمتَ بما ليسَ فيكَ
وماذا فَعلتَ بليلِ جناحَيكَ
حتّي يعيبَكَ هذا السوادُ الجميلُ !
لكَ الأرضُ فادْرُجْ كما شِئتَ فوقَ ثراها
وحَلِّقْ بعيداً بعيداً
إذا ضجّت الأرضُ بالسوءِ
في نَسلِ آدَم
َكَمْ سَوءَةٍ سوفَ تخفي
وكمْ سوءَةٍ سوفَ يفضَحها في غيابِكَ
هذا الرحيلُ الطويلُ ؟!

هيَ الأرضُ حاضِنَةُ الدَمِ
والإثمِ...
والغَمِّ
والهَمِّ
يا شُهداءُ فلا تبرحوها
فمَنْ يا تُرى يؤنس الأرضَ
إنْ غابَ عَنها النّخيلُ..؟!​
 

وسم*

عضو مخضرم
عندما أقرأ عنوان أي موضوع وأجد اسم خالد الكندري تحته أعلم بل أجزم بأنه موضوع قمة بالذوق الرفيع والكلمات الجميلة وأكيد هذه الكلمات لاتخرج إلا من انسان رقيق المشاعر والقلب
تحياتي لك
 

كنترول

عضو ذهبي
خالد الكندري ربما هذه المره الثالثه التي اضع فيها رد على قصائدك وفي كل مره تبهرنا بجمال الحروف التي تكتبها والإحساس الذي تحمله معك , فلا تحرمنا من ابداعاتك المشرقه

تحياتي
 
أعلى