بقلم//ياسين شملان الحساوى
"اصحى يا نايم"..واقرأ واعتبر(2)
مع النهار
يستحسن قراءة الجزء الأول
http://ns2.nationalkuwait.com/vb/showthread.php?t=241911
عرف الأوروبيون أهمية السلع الشرقية وما تدره عليهم من أرباح طائلة.. ولكنهم كانوا يحقدون على العرب والأتراك لما يفرضونه من ضرائب وأتاوات عليها.. بخلاف ما ذكرناه من مخاطر.. وقد حرمت تركيا عبور السفن المسيحية البحر الأحمر لتضمن مرور البضائع في أراضيها..
وعند استقلال البرتغال الواقعة بطرف البحر المتوسط على حدود الأطلسي لم تستطع ان تقوم بأي دور يذكر للاستفادة الفعلية من خيرات الشرق كبقية بلدان أوروبا.. فعملت المستحيل حتى اكتشف ابناؤها النشطاء طريق رأس الرجاء الصالح الذي يوصلها الى جزر الشرق دون المرور ببلدان العرب والأتراك الأفريقية والآسيوية ودون الخضوع لنفوذ البندقية وتحكمها في البحر المتوسط..
فازدهرت تجارة البرتغال ونمت اقتصادياتها وصناعتها خاصة بالسفن الكبيرة المحمية بالمدافع والقذائف.. فسيطرت على خط تجارة الشرق وفرضت الضرائب الباهظة على السفن الأوروبية.. بعد ان تمكن ملكها من الحصول على مرسوم وقعه أربعة باباوات يقضي بأن تمتلك البرتغال جميع القارات والبحار والجزر التي يكتشفها ابناؤها..
هبة عجيبة جعلت البرتغال مالكة للشرق المجهول بسكانه..والكل يخدم وطنه ولو بفعل الخطأ
وكانت الدول الأوروبية قد فعلت المستحيل للسيطرة على طريق التجارة قبل ذلك ومن بين ما قامت به شن الحروب الصليبية لتحرير المقدسات المسيحية ولكن الهدف الأساس كان السيطرة على هذا الطريق بدعم كامل من التجار والكنيسة..إلا ان هذه الحروب فشلت...
وها هي أصغر دولة أوروبية تتحكم الآن في طرق الملاحة عبر أفريقيا ثم سيطرتها على مداخل البحر الأحمر والخليج العربي.. وبلغ بها الجبروت ان حرمت على السفن الأوروبية استعمال طرقها ومراكزها تماماً كما فعلت تركيا.. كيف لا.. والمرسوم الباباوي يخولها امتلاك كل ما يقع في يديها من اكتشافات..
وتشاء الأقدار أن يتمكن بحار برتغالي آخر من اكتشاف طريق بحري الى الشرق، ولكن باتجاه الغرب عبر أميركا الجنوبية لصالح إسبانيا.. فتصادمت المصالح ولم يمنع نشوب الحرب بين البلدين الا صدور مرسوم بابوي آخر يعدل من مضمون الأول.. بحيث يصبح كل ما تكتشفه البرتغال عن طريق الابحار الشرقي حول أفريقيا ملكاً لها.. وكل ما تكتشفه اسبانيا عن طريق الابحار الغربي حول أميركا ملكاً لها..
وهكذا تم تقسيم العالم لصالح الدول الأوروبية من أميركا غرباً الى ملقة والهند والملايو والصين شرقاً.. ولولا مساعدات أهالي هذه المناطق لما عرف الأوروبيون المسالك التي أدت الى احتلالهم لدول العالم.. وأشهر من ساعدهم هو أسد البحار أحمد بن ماجد الذي أطلق عليه المستشرقون لقب ربان سفينة فاسكو ديجاما..
فقد علمهم العلوم والثقافات والتقاليد البحرية والمسافات والقياس.. وهو بذلك ساعد على خنق الدولة الاسلامية من حيث لا يدري.. وسهل لهم السبل لحكم هذه البلاد بواسطة قسوتهم وبشاعة تعاملهم مع أهاليها.. قتل.. ومجازر.. واستعباد وتفريق عنصري متعمد بينهم لاضعاف وحدتهم وتلاحمهم بتسهيل السيطرة عليهم..
ومثال ذلك لعبة كرة القدم التي أدخلتها بريطانيا للهند مع اصرارها على ان يكون لكل طائفة أو مذهب أو عرق فريق خاص بهم.. لتوليد الحماس للفريق والكره للآخرين.. ونجحوا بذلك..
ألا يستدعي ذلك انتباهنا لما يحدث حالياً في الكويت من استعار الفكر العنصري والمذهبي الذي بدأ ينخر في عظام وحدتنا ونسيجنا الاجتماعي..
يقوده بخساسة اناس تخلوا عن انتمائهم الوطني لأجانب يريدون السيطرة علينا؟
يتبع
مع النهار
يستحسن قراءة الجزء الأول
http://ns2.nationalkuwait.com/vb/showthread.php?t=241911
عرف الأوروبيون أهمية السلع الشرقية وما تدره عليهم من أرباح طائلة.. ولكنهم كانوا يحقدون على العرب والأتراك لما يفرضونه من ضرائب وأتاوات عليها.. بخلاف ما ذكرناه من مخاطر.. وقد حرمت تركيا عبور السفن المسيحية البحر الأحمر لتضمن مرور البضائع في أراضيها..
وعند استقلال البرتغال الواقعة بطرف البحر المتوسط على حدود الأطلسي لم تستطع ان تقوم بأي دور يذكر للاستفادة الفعلية من خيرات الشرق كبقية بلدان أوروبا.. فعملت المستحيل حتى اكتشف ابناؤها النشطاء طريق رأس الرجاء الصالح الذي يوصلها الى جزر الشرق دون المرور ببلدان العرب والأتراك الأفريقية والآسيوية ودون الخضوع لنفوذ البندقية وتحكمها في البحر المتوسط..
فازدهرت تجارة البرتغال ونمت اقتصادياتها وصناعتها خاصة بالسفن الكبيرة المحمية بالمدافع والقذائف.. فسيطرت على خط تجارة الشرق وفرضت الضرائب الباهظة على السفن الأوروبية.. بعد ان تمكن ملكها من الحصول على مرسوم وقعه أربعة باباوات يقضي بأن تمتلك البرتغال جميع القارات والبحار والجزر التي يكتشفها ابناؤها..
هبة عجيبة جعلت البرتغال مالكة للشرق المجهول بسكانه..والكل يخدم وطنه ولو بفعل الخطأ
وكانت الدول الأوروبية قد فعلت المستحيل للسيطرة على طريق التجارة قبل ذلك ومن بين ما قامت به شن الحروب الصليبية لتحرير المقدسات المسيحية ولكن الهدف الأساس كان السيطرة على هذا الطريق بدعم كامل من التجار والكنيسة..إلا ان هذه الحروب فشلت...
وها هي أصغر دولة أوروبية تتحكم الآن في طرق الملاحة عبر أفريقيا ثم سيطرتها على مداخل البحر الأحمر والخليج العربي.. وبلغ بها الجبروت ان حرمت على السفن الأوروبية استعمال طرقها ومراكزها تماماً كما فعلت تركيا.. كيف لا.. والمرسوم الباباوي يخولها امتلاك كل ما يقع في يديها من اكتشافات..
وتشاء الأقدار أن يتمكن بحار برتغالي آخر من اكتشاف طريق بحري الى الشرق، ولكن باتجاه الغرب عبر أميركا الجنوبية لصالح إسبانيا.. فتصادمت المصالح ولم يمنع نشوب الحرب بين البلدين الا صدور مرسوم بابوي آخر يعدل من مضمون الأول.. بحيث يصبح كل ما تكتشفه البرتغال عن طريق الابحار الشرقي حول أفريقيا ملكاً لها.. وكل ما تكتشفه اسبانيا عن طريق الابحار الغربي حول أميركا ملكاً لها..
وهكذا تم تقسيم العالم لصالح الدول الأوروبية من أميركا غرباً الى ملقة والهند والملايو والصين شرقاً.. ولولا مساعدات أهالي هذه المناطق لما عرف الأوروبيون المسالك التي أدت الى احتلالهم لدول العالم.. وأشهر من ساعدهم هو أسد البحار أحمد بن ماجد الذي أطلق عليه المستشرقون لقب ربان سفينة فاسكو ديجاما..
فقد علمهم العلوم والثقافات والتقاليد البحرية والمسافات والقياس.. وهو بذلك ساعد على خنق الدولة الاسلامية من حيث لا يدري.. وسهل لهم السبل لحكم هذه البلاد بواسطة قسوتهم وبشاعة تعاملهم مع أهاليها.. قتل.. ومجازر.. واستعباد وتفريق عنصري متعمد بينهم لاضعاف وحدتهم وتلاحمهم بتسهيل السيطرة عليهم..
ومثال ذلك لعبة كرة القدم التي أدخلتها بريطانيا للهند مع اصرارها على ان يكون لكل طائفة أو مذهب أو عرق فريق خاص بهم.. لتوليد الحماس للفريق والكره للآخرين.. ونجحوا بذلك..
ألا يستدعي ذلك انتباهنا لما يحدث حالياً في الكويت من استعار الفكر العنصري والمذهبي الذي بدأ ينخر في عظام وحدتنا ونسيجنا الاجتماعي..
يقوده بخساسة اناس تخلوا عن انتمائهم الوطني لأجانب يريدون السيطرة علينا؟
يتبع