السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
من المؤسف أني أرى الكثيرين من إخواننا السلفيين و خاصة
منهم حدثاء العهد بالسلفية يتخبطون تخبط عشواء و يسلكون منهجا دخيلا عن السلفية فيبدع
بعضهم بعضا و يفسق بعضهم بعضا و يهجر بعضهم بعضا خلافا لقول رب العالمين " وَلَا تَكُونُوا مِنَ
الْمُشْرِكِينَ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ "
فرأيت أنه من الواجب أن أبين لإخواني بعض النقاط المنهجية الفاسدة التي سلكها "الجامية" أو "
المدخلية" مع أنهم لا يحبون من يصفهم بهذا الإسم رغم أنه نسبة لمشائخ و علماء كبار لا أحد
يشك في علمهم ... لكنهم أخطؤوا في بعض المناهج ( الطريقة ) فخلفهم من بعدهم شرذمة
يتعبدون الله بهذه المناهج الفاسدة ففرقوا لحمة السلفية و تراجعت الدعوة بسببهم قرونا إلى الوراء
ولا حول ولا قوة إلا بالله و هذا أمر ملموس نشاهده في المساجد .لا بل و هناك من إرتد عن دينه
بسببهم ( أقصد غلاة الجرح و التبديع و الهجران)
فأصبح السلفية عندهم حكرا على شرذمة يجب أن تبدع فلان و تفسق فلان من بني جلدتهم
عقائديا فإن لم تفعل فأنت لست سلفي و إن قلت أنا متوقف في أمرهم قالوا أيضا نحنوا متوقفون
في سلفيتك .. و كأن السلفية أصبحت صكا على بياض أو وساما لا يتقلده إلا من طعن و سب و
فسق و هجر و إلا أخرج من دائرتها فرحماك ربي هذا بهتان عظيم ..
و سأقوم في هذا الموضوع بنقل بعض طوام المنهج الجامي
المدخلي مستدلا بأقوال أهل العلم الراسخون في العلم من الصدر الأول من السلفية الذين ساروا
على المنهج السلفي إعتقادا و أحكاما و خلقا
قال الإمام أبو داود في «السنن» (4659 ):
«حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ الثَّقَفِيُّ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ قَيْسٍ الـْمَاصِرُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
أَبِي قُرَّةَ، قَالَ:
كَانَ حُذَيْفَةُ بِالـْمَدَائِنِ ، فَكَانَ يَذْكُرُ أَشْيَاءَ قَالَهَا رَسُولُ الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ -
فِي الْغَضَبِ-.
فَيَنْطَلِقُ نَاسٌ -مِمَّنْ سَمِعَ ذَلِكَ مِنْ حُذَيْفَةَ- ، فَيَأْتُونَ سَلْمَانَ ، فَيَذْكُرُونَ لَهُ قَوْلَ حُذَيْفَةَ، فَيَقُولُ
سَلْمَانُ:
حُذَيْفَةُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُ.
فَيَرْجِعُونَ إِلَى حُذَيْفَةَ ، فَيَقُولُونَ لَهُ: قَدْ ذَكَرْنَا قَوْلَكَ لِسَلْمَانَ ؛ فَمَا صَدَّقَكَ وَلا كَذَّبَكَ!
فَأَتَى حُذَيْفَةُ سَلْمَانَ -وَهُوَ فِي مَبْقَلَةٍ-، فَقَالَ: يَا سَلْمَانُ، مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُصَدِّقَنِي بِمَا سَمِعْتُ مِنْ
رَسُولِ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-!؟
فَقَالَ سَلْمَانُ: إِنَّ رَسُولَ الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَغْضَبُ ؛ فَيَقُولُ فِي الْغَضَبِ لِنَاسٍ مِنْ
أَصْحَابِهِ، وَيَرْضَى ؛ فَيَقُولُ فِي الرِّضَا لِنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ.
أَمَا تَنْتَهِي حَتَّى تُوَرِّثَ رِجَالاً حُبَّ رِجَالٍ ، وَرِجَالاً بُغْضَ رِجَالٍ، وَحَتَّى تُوقِعَ اخْتِلافًا وَفُرْقَةً؟!
وَلَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَطَبَ ، فَقَالَ:
«أَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي سَبَبْتُهُ سَبَّةً، أَوْ لَعَنْتُهُ لَعْنَةً -فِي غَضَبِي-؛ فَإِنَّمَا أَنَا مِنْ وَلَدِ آدَمَ - أَغْضَبُ كَمَا
يَغْضَبُونَ، وَإِنَّمَا بَعَثَنِي رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ-؛ فَاجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ صَلاةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
وَالله لَتَنْتَهِيَنَّ ، أَوْ لأكْتُبَنَّ إِلَى عُمَرَ».
قلتُ:
ورواه البخاري في «الأدب»-المفرد-(234)،و«التاريخ الكبير»(280)و(281)،وأحمد (23706)،و(23721)،والطبراني في «المعجم الكبير»(61565) ،وأبو نُعيم في «تثبيت الإمامة»(159) ،والخطيب البغدادي في «تالي التلخيص»(80)،والبزار (2532 -«البحر الزخار»)،وابن أبي شيبة في «المسند»(467)،و«المصنَّف»(34679)، وابن مَخْلَد العطّار في «حديث ابن كرامة»(27)، والمِزّي في «تهذيب الكمال»(21/486)-مطوّلاً ومختصراً-.
وصحّحه شيخنا الإمام الألباني –رحمه الله- في «سلسلة الأحاديث الصحيحة»(1758).
وانظر-لزاماً-: «علل الحديث»(ص640)-لابن المديني-،و«تقريب التهذيب»(5079)-لابن حجر-.
من المؤسف أني أرى الكثيرين من إخواننا السلفيين و خاصة
منهم حدثاء العهد بالسلفية يتخبطون تخبط عشواء و يسلكون منهجا دخيلا عن السلفية فيبدع
بعضهم بعضا و يفسق بعضهم بعضا و يهجر بعضهم بعضا خلافا لقول رب العالمين " وَلَا تَكُونُوا مِنَ
الْمُشْرِكِينَ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ "
فرأيت أنه من الواجب أن أبين لإخواني بعض النقاط المنهجية الفاسدة التي سلكها "الجامية" أو "
المدخلية" مع أنهم لا يحبون من يصفهم بهذا الإسم رغم أنه نسبة لمشائخ و علماء كبار لا أحد
يشك في علمهم ... لكنهم أخطؤوا في بعض المناهج ( الطريقة ) فخلفهم من بعدهم شرذمة
يتعبدون الله بهذه المناهج الفاسدة ففرقوا لحمة السلفية و تراجعت الدعوة بسببهم قرونا إلى الوراء
ولا حول ولا قوة إلا بالله و هذا أمر ملموس نشاهده في المساجد .لا بل و هناك من إرتد عن دينه
بسببهم ( أقصد غلاة الجرح و التبديع و الهجران)
فأصبح السلفية عندهم حكرا على شرذمة يجب أن تبدع فلان و تفسق فلان من بني جلدتهم
عقائديا فإن لم تفعل فأنت لست سلفي و إن قلت أنا متوقف في أمرهم قالوا أيضا نحنوا متوقفون
في سلفيتك .. و كأن السلفية أصبحت صكا على بياض أو وساما لا يتقلده إلا من طعن و سب و
فسق و هجر و إلا أخرج من دائرتها فرحماك ربي هذا بهتان عظيم ..
و سأقوم في هذا الموضوع بنقل بعض طوام المنهج الجامي
المدخلي مستدلا بأقوال أهل العلم الراسخون في العلم من الصدر الأول من السلفية الذين ساروا
على المنهج السلفي إعتقادا و أحكاما و خلقا
قال الإمام أبو داود في «السنن» (4659 ):
«حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ الثَّقَفِيُّ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ قَيْسٍ الـْمَاصِرُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
أَبِي قُرَّةَ، قَالَ:
كَانَ حُذَيْفَةُ بِالـْمَدَائِنِ ، فَكَانَ يَذْكُرُ أَشْيَاءَ قَالَهَا رَسُولُ الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ -
فِي الْغَضَبِ-.
فَيَنْطَلِقُ نَاسٌ -مِمَّنْ سَمِعَ ذَلِكَ مِنْ حُذَيْفَةَ- ، فَيَأْتُونَ سَلْمَانَ ، فَيَذْكُرُونَ لَهُ قَوْلَ حُذَيْفَةَ، فَيَقُولُ
سَلْمَانُ:
حُذَيْفَةُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُ.
فَيَرْجِعُونَ إِلَى حُذَيْفَةَ ، فَيَقُولُونَ لَهُ: قَدْ ذَكَرْنَا قَوْلَكَ لِسَلْمَانَ ؛ فَمَا صَدَّقَكَ وَلا كَذَّبَكَ!
فَأَتَى حُذَيْفَةُ سَلْمَانَ -وَهُوَ فِي مَبْقَلَةٍ-، فَقَالَ: يَا سَلْمَانُ، مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُصَدِّقَنِي بِمَا سَمِعْتُ مِنْ
رَسُولِ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-!؟
فَقَالَ سَلْمَانُ: إِنَّ رَسُولَ الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَغْضَبُ ؛ فَيَقُولُ فِي الْغَضَبِ لِنَاسٍ مِنْ
أَصْحَابِهِ، وَيَرْضَى ؛ فَيَقُولُ فِي الرِّضَا لِنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ.
أَمَا تَنْتَهِي حَتَّى تُوَرِّثَ رِجَالاً حُبَّ رِجَالٍ ، وَرِجَالاً بُغْضَ رِجَالٍ، وَحَتَّى تُوقِعَ اخْتِلافًا وَفُرْقَةً؟!
وَلَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَطَبَ ، فَقَالَ:
«أَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي سَبَبْتُهُ سَبَّةً، أَوْ لَعَنْتُهُ لَعْنَةً -فِي غَضَبِي-؛ فَإِنَّمَا أَنَا مِنْ وَلَدِ آدَمَ - أَغْضَبُ كَمَا
يَغْضَبُونَ، وَإِنَّمَا بَعَثَنِي رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ-؛ فَاجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ صَلاةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
وَالله لَتَنْتَهِيَنَّ ، أَوْ لأكْتُبَنَّ إِلَى عُمَرَ».
قلتُ:
ورواه البخاري في «الأدب»-المفرد-(234)،و«التاريخ الكبير»(280)و(281)،وأحمد (23706)،و(23721)،والطبراني في «المعجم الكبير»(61565) ،وأبو نُعيم في «تثبيت الإمامة»(159) ،والخطيب البغدادي في «تالي التلخيص»(80)،والبزار (2532 -«البحر الزخار»)،وابن أبي شيبة في «المسند»(467)،و«المصنَّف»(34679)، وابن مَخْلَد العطّار في «حديث ابن كرامة»(27)، والمِزّي في «تهذيب الكمال»(21/486)-مطوّلاً ومختصراً-.
وصحّحه شيخنا الإمام الألباني –رحمه الله- في «سلسلة الأحاديث الصحيحة»(1758).
وانظر-لزاماً-: «علل الحديث»(ص640)-لابن المديني-،و«تقريب التهذيب»(5079)-لابن حجر-.