عبد الله76
عضو مميز
للأسف الشديد ان ما أفسد ثورة الشعب السوري وأطال بقاء الطاغية والشبيحة هو دخول تنظيمات متطرفة وطائفية على الساحة السورية. فثورة الشعب السوري ضد الدكتاتورية والظلم هي ثورة شرعية لكن بعد تدخل دول وحركات متشددة تحول الصراع الى صراع أقليمي وأخذ منحنى طائفي خطير أثار القلق في دول المنطقة وفي العالم. فلو لا دخول المفخخات والذباحين والمتهمين بعمليات القتل الطائفي في العراق لكان حصول الجيش السوري الحر على أسلحة متطورة سهلا ولكانت أطاحة الدكتاتور وحلفاءه الأقليميين وشبيحته قد حسمت. وكما دخلت مجاميع لتقاتل البطة العرجاء دخلت مليشيات لتدعمه. فما حدث في العراق من قتل وتهجير وخراب طائفي في الأعوام السابقة يحدث اليوم في سورية على نفس الأيادي التي قتلت العراقيين بحجج وادعائات كاذبة. وأن هذه المجاميع والمليشيات جائت تحت ذريعة حماية المواطنين أو(المذهب) أو (الموالين) كما كانت تقول المليشيات الشيعية أو حماية (اهل السنة والجماعة) كما تدعي القاعدة والمجاميع التي على شاكلتها، لكن بعد ان سيطرت هذه المجاميع على زمام الأمور بدأت تحاكم وتقطع الرؤس وتخطف وتقطع الأوصال وتغتصب الأعراض والأملاك على هواها وبأحكام سخيفة صادرة عن ما يسمى "حاكم شرعي" قد لايكون حاز على الدراسة الأبتدائية. وصار الأنسان الذي يخلقه الباري عز وجل بتسعة اشهر ينتهي بدقائق على ايدي آثمة وبتهم كاذبة. فلمعت اسماء لنكرات ومجرمين و قتلة ليصبحوا أبطال اسطوريين بنظر الجهلة الذين عمى الحقد الطائفي بصرهم وبصيرتهم مثل (ابو درع) و (ابو مصطفى الشيباني) ويقابلهم (ذباح الفلوجة) و (الزرقاوي) وأسماء أخرى لا يسع المكان لذكرها. الذي يهمني في سورية هو دماء الأبرياء من اطفال وشيوخ ونساء تهدر بدون وجهه حق، ومساجد تهدم على رؤوس المصلين ظلما وعدواناً. واماكن اثرية لها تأريخ عريق تهدم وتحرق بلا وعي. وهذا بسبب عدم وجود قيادة موحدة للثورة ولا قيادة موحدة للشبيحة، وعندما يختفي القانون يباح دم الأبرياء. طبعاً الذين يقفون بجانب جبهة النصرة أو بجانب كتيبة أبو الفضل العباس - ولمن لا يعرف كتيبة أبو الفضل العباس: (http://ara.reuters.com/article/topNews/idARACAE89F0CT20121016) لا يتفقون معي، لكن معظم سكان حماه وحلب ودمشق والأعظمية والفلوجة واللطيفية ومدينة الثورة في بغداد والرمادي وديالى يتفقون معي ويتذكرون الويلات والدمار التي جاءت به هذه التنظيمات. وأن المقابر الجماعية التي تحوي جثث المغدورين من اهالي الأعظمية والطارمية والعامرية مازالت شاخصة "ورى السدة" في الثورة، وان جثث المغدورين من مدينة الثورة والشعلة والكاظمية مازالت شاخصة في الغزالية والطارمية وابو غريب. كذلك المفخخات التي تستهدف الأسواق والجامعات والتي لا تفرق بين طفل وشيخ، وسني وشيعي حيث كانت تختلط دمائهم وأعضائهم البشرية. لكن البيانات الرنانة وعبارات الجهاد التحمسية في صفحات الفلوجة وشموخ الأسلام وعلى صفحة العمارة المجاهدة (جيش المهدي) وصفحة مقاومة (عصائب الحق) والغالبون (فيلق بدر) وكتائب حزب الله كانت تذكر بأن المؤمنين تمكنوا من قتل الأرهابيين والصداميين والتكفيريين والعملاء وأهل الحرابة والحقيقة بأنهم قتلوا ابناء مناطقهم ومن كان يتعاطف معهم أكثر من قتلهم أعدائهم. واصبح العراقيون يترحمون بمرارة على ايام صدام لما ذاقوه من رعب وهوان على ايدي الأرهاب وفرق الموت. وهذه كلمة الشيخ عدنان العرعور (حفظه الله) يقول لا نريد مقاتلين غير سوريين لأنهم يسببون مشاكل لنا (http://www.youtube.com/embed/erTF4iPOsFs) ، وطبعا بعض الأخوة –الغير سوريين- يقولون بأن الشيخ – الذي كان ضابطا بالجيش السوري - يفهم فقط بمجادلة الشيعة ولا يفهم في الوضع في سورية وهذا كلام مغالط به كثيرا فلا احد يعرف شعاب مكة أكثر من اهلها. وأنظروا كيف بدأ الخلاف الذي ينذر بالخطر بعد سقوط الطاغية، حيث ان جبهة النصرة تريد حكم على طريقة قندهار أيام ملة عمر والشعب السوري وجيشه الحر يريد نظام ديمقراطي يحفظ كرامته ويحترم حريته. وأن الشعب السوري والعراقي متشابهان بالتقاليد والعادات الأكثر تفتحاً بالملبس والأختلاط في العمل والمناسبات والحفلات، فهل سيرضوا بحكم متطرف أم اننا سنشهد مرحلة جديدة من الذبح وقطع الرؤس والخطف وتفجير دور العبادة وتشويهه الوجوه والسيقان بحامض النتريك وووو ... الله يحفظ الشعب السوري ويقيه مصائب وويلات الأرهاب