..(رسالة غرام )..
يوما من ايام الصيف الحارة واثناء العطلة الصيفية...
خرج العبدلله وهو طفلا مراهقا
فى ال 13 من عمره للفريج الاخر .
.ووقف بالقرب وامام احد النوافذ تلفت حوله بأرتباك وخوف
ولم يرى احدا فى السكة لحرارة الجو والقايلة
لاتسمع الا دوى مكيفات (كنديشن عنتر وجبسون )
ذوات الصوت العالى المزعج ...
ومن ثم اطلق تصفيرة حادة ...
ومن (الدريشة ) امتدت يد صغيرة ترتجف بخوف.وبكف ناعمة بضة لفتاة تقاربه بالعمر واستلمت منه
قصاصة ورق صغيرة مدون بها نماذج
قلوب وكلام حب وسهر وعذاب اغلبه مقتبس ومنقول
من مجلة المرحوم محمد بديع سربيه
(مجلة الموعد اللبنانية ) .
.وهو بدوره استلم منها قصاصة ورق اصغر بها
بضع كلمات مقتضبة مشابه لرسالته
.وهذا يعتبر اقصى ماتوصل له العلاقة ولاتتعدى حدود
ذلك وتبادل قصاصات ورقية بين مراهقين ..
.استلم القصاصة وهو يشعر بسعادة ونشوة فقد حقق اقصى طموحه ومايحلم به ويسعى اليه..!!!
واستعد لمغادرة السكة سريعا قبل ان يكشف امره
تلفت بالاتجاه الاخر للسكة ...ياللهول ..كارثة!!!؟؟:باكي:
وكالة رويتز العجائزية كانت تقف وهى تبتسم ابتسامة
صفراء خبيثة وتهز برأسها ...!!!
اشاح بوجه عنها سريعا وانطلق مسرعا مغادرا الفريج
(عمل نفسه ميت زى حسنى فى محاكمته الاخيرة)..
.مشاعر فتى مغرم بافلام الرومانسية
وهو يشاهد بالسينما افلام فاتن حمامة وعمر الشريف
(ايامنا الحلوة ..نهر الحب ..لا أنام ..
مضى يوم ويوم اخر ..والامور تمضى عادية ..غريبة ؟؟!!
خبر عاجل ومثير كهذا
لم يبث من العجوز لجماهيرها المتعطشة
للاخبار المثيرة والاكشن ؟؟؟
ارتباك واضح وتفكير وارق ..الوالد على الغداء :
(شفيك محمد ؟؟...).
.أرد بارتباك وبفزع لاحساسي بان الامر كشف (شنو شنو ؟؟
(شفيك شكلك تعبان )...
اتنفس الصعداء ( لايبه سلامتك مافينى شئ .)...
ومضى اليوم الثالث ولكونه عطلة صيف والنوم فى السطح ليلا ولساعة متاخرة فى الصباح وتغيير الفراش لجهة الظل
من جدار السطح .تفاديا لشمس الصباح .
.اثناء نهوضى للتغيير وبنظرة للسكة من اعلى السطح
..شاهدتها تتقدم باتجاه باب بيتنا :باكي:..
هبطت سريعا لباب البيت وفتحت لها يبدو انها فى زيارة
عادية للوالدة كعادتها دائما تزور نساء الفريج...
ابتسمت ابتسامة ماكرة وهى تنظر لى :
امك اهني ياوليدى ؟؟
..
.تفضلى خالتى حياج الله.. رددتها بارتباك ونظرة استجداء..
وكأن لسان حالى يردد :تكفين لاتقولين لها .:باكي:
.امضت تقريبا نصف ساعة وهى تتحدث مع الوالدة فى امور عادية
وانا انصت لها متخفيا واستمع لحديثها
ولم تتطرق للامر اطلاقا .
.وخرجت ومضت فى حال سبيلها ..
.مضت الايام ..ونسيت الامر .
.والعجوز لم تتطرق لهذا الامراطلاقا ...
للامانة لا اعرف لليوم مالسر فى عدم بثها هذا الخبر !!!
..هل هو حسن حظى؟؟!!
اما هناك امور اخرى منعتها من بث هذا الخبر ..
عموما رحمها الله وغفر لها ...
هذه حكايتى البريئة من ذلك الزمن البسيط الجميل
فى بساطته ومعيشته ..زمن دنيا الصدق والبراءة ...
سقى الله تلك الاياااااااام .الجميلة !!..
تحياتى ...:وردة: