نشاط غير مسبوق لسفن أميركية وروسية وإيرانية قبالة المياه السورية معززة بكامل القدرات العسكرية والقتالية
| إعداد عماد المرزوقي |
القواعد البحرية الأميركية والروسية والإيرانية والتركية تشهد نشاط وتحركا غير مسبوق في المياه الإقليمية، استباقا لأي طارئ قد يتمثل في اقدام النظام السوري على تجاوز سياسة الأرض المحروقة الى المنطقة المحروقة اي الانتقام من جيرانه الذي يعتبرهم داعمين لمعارضيه بالعتاد والسلاح حتى اصبحوا خصما لا يستهان به، إضافة إلى المخاوف من امكانية لجوء النظام السوري إلى استخدام أسلحة كيميائية يملكها، وتحدثت تقارير أمنية وديبلوماسية أخيرا عن تحريكها أو تجهيزها.
تركيا استبقت هذا السيناريو المخيف لانتقام الأسد فسارعت بنصب منصات باتريوت تحسبا لأي اعتداءات من النظام السوري على اراضيها، اما المياه الاقليمية القريبة من السواحل السورية فلا تهدأ أمواجها أبدا بفعل حركة نشطة للسفن البحرية الروسية والأميركية خصوصا المتأهبة لأي عمل عسكري، إما ضد النظام، او لدعم النظام من الجانب الآخر كإيران وروسيا نوعا ما والتي ما زالت تدعم الأسد على الرغم من نفيها لأي تدخل مباشر في سورية في حال حدوث تدخل عسكري اجنبي في دمشق لكن تغير المواقف محتمل. الولايات المتحدة حسمت امرها مع دول الاتحاد الأوروبي ودول حلف شمال الأطلسي ودول الجامعة العربية برفع درجة التأهب القصوى لهذا الخيار الذي لوح به أخيرا الرئيس الأميركي باراك اوباما فور فوزه بالولاية الثانية في البيت الأبيض وكان ذلك خلال مباحثات له مع رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون له، وحسب الصحافة الأميركية فإن واشنطن ولندن تدرسان «التدخل العسكري في سورية».
ووصلت حاملة الطائرات الأميركية «آيزنهاور» التي تعمل بالطاقة النووية إلى الساحل السوري، فيما تواردت أنباء عن احتمال استعداد الولايات المتحدة للتدخل العسكري المباشر في سورية. وكانت حاملة الطائرات النووية الأميركية «آيزنهاور» عبرت قناة السويس حسب تأكيد وكالات مختلفة، آتية من الخليج العربي، واستقرت قبالة الساحل السوري رغم العاصفة الشديدة، حيث تحمل على متنها، بحسب الموقع، 8 أسراب من المقاتلات و8 آلاف بحار وطيار وجندي من مشاة البحرية الأميركية.
وفي الخامس من ديسمبر الجاري، أعلن عن قدوم سفن حربية روسية رست أخيرا في مرفأ طرطوس السوري للتزود بالوقود حسب افادة مصدر في هيئة اركان البحرية الروسية.
ويذكر ان قاعدة طرطوس البحرية تقع على بعد 220 كلم شمال غرب دمشق، انشئت بموجب اتفاق ابرم في 1971 ابان الحقبة السوفياتية. وقد رست سفن البحرية الروسية مرارا في طرطوس منذ بدء النزاع السوري في مارس 2011 حسب وكالة انترفاكس الروسية.
وفي الثامن والعشرين من نوفمبر الماضي صدر تنبيه في عرض البحر حسب وكالات الأنباء منها «رويترز» بقدوم حاملة الطائرات النووية الأميركية «يو اس اس جورج بوش الأب» الى المياه الاقليمية قريبا من من المياه السورية. وكان عدد من طاقم الحربية الأميركية قد قطع إجازته في نهاية اغسطس الماضي لزيارة ديارهم ليعودوا فورا للالتحاق باحدى حاملات الطائرات الراسية في عرض المياه الاقليمية بمنطقة الشرق الأوسط بحسب رويترز.
يذكر ان حاملة الطائرات الأميركية «جورج بوش الأب» قادرة على حمل ما يصل إلى 70 طائرة، بما في ذلك 48 طائرة نفاثة مقاتلة. وترافق حاملة الطائرات الأميركية على مقربة من المياه السورية مجموعة من السفن المدمرة.
على صعيد آخر، ذكرت «هآرتس» في تقرير لها في أواخر نوفمبر الماضي ان «سفينة حربية إيرانية ترسو في ميناء اللاذقية السوري بالاضافة الى وجود غواصات بحرية ايرانية جديدة، وسفن حربية لاطلاق الصواريخ في المياه السورية.
ويبدو ان اسرائيل تروج لحرب سفن تتوقعها للخلاص من ايران وسورية مرة واحدة، حيث ذكرت صحيفة «يديعوت احرنوت ان «ايران وسورية وروسيا والصين تخطط تخطط لمناورات واسعة في البحر المتوسط، وذلك قبالة الساحل السوري وسيكون هناك حشد لنحو 90 الف جندي من الدول الأربعة حسب زعم المصدر الاسرائيلي سيكونون على متن الغواصات والطائرات والدبابات والسفن الحربية».
مركز الأبحاث الدولية «غلوبال ريسيرش» كان نشر دراسة تفيد ان الولايات المتحدة بدأت في اعداد حاملات طائراتها في المنطقة بالتعاون مع جهود حلف الشمال الأطلسي في نية ربما حسب توقعات مركز الأبحاث العالمية لشن هجوم خاطف جوا وبحرا على سورية لفسح المجال لدخول قوات خاصة عبر السواحل السورية او عبر الحدود التركية.
في هذا الصدد، توقع خبراء روس حسب دراسة مركز الأبحاث العالمية ان التطورات تحتدم بالقرب من الحدود البحرية السورية. وذكر مركز «غلوبال ريسيرش»: «هذا هو التحضير لعملية عسكرية ضد سورية. هذه الأنشطة تذكرنا بمبادرة مماثلة عندما تركزت مجموعة من سفن حلف شمال الاطلسي بالقرب من ليبيا. نحن الآن نشهد المرحلة الأولى من الوحدات البحرية التابعة للناتو تقترب من الشواطئ السورية».
في مقابل التحرك الأميركي ذكر «غلوبال ريسيرش» ان مجموعة حاملة طائرات روسية تتوجه الى البحر المتوسط، حيث أعلن وزير الدفاع الروسي اناتولي سيرديوكوف عن ارسال مجموعة سفن حربية إلى البحر الأبيض المتوسط في محاولة لإظهار وجودها البحري في محيطات العالم وتحتوي المجموعة على حاملة طائرات تحتوي على 47 طائرة على متنها. تحرك أميركي يقابله تحرك روسي ربما لتثبيت ميزان القوى على مستوى القوة البحرية.
كتاب جديد صدر أخيرا في الولايات المتحدة حمل عنوان «سيناريو الاتجاه الى حرب عالمية ثالثة» للكاتب فرانسيس بويول استاذ القانون الدولي في جامعة ايلينويز الأميركية كشف فيه بويول ان القوات الأميركية قد تتورط تحت غطاء نشر الحرية والديموقراطية في العالم في حرب عالمية ثالثة ستكون نووية مع خطر التصعيد ضد ايران.
يذكر ان ميزانية الدفاع الوطني للبنتاغون للعام المقبل قد ارتفعت مقارنة بعام 2012 بواقع 77 مليار دولار حيث بلغت حسب بيانات نشرتها وكالة الأنباء الفرنسية 631 مليار دولار وافق عليها أخيرا مجلس الشيوخ الأميركي بالاجماع. زيادة في الانفاق على الرغم من سياسة التقشف التي كان اعلن عنها وزير الدفاع الأميركي سابقا ليونيل بانيتا ربما قد تقتضي سيناريوات احتمال توسع عمليات الجيش الأميركي في منطقة ما.
الأزمة السورية تستدرج «العملاقة» إلى البحار
قال تقرير نشرته أخيرا صحيفة «ناشيونال بوست» الأميركية ان الصين مع تشغيلها لأحدث حاملة طائرات صنعتها بنفسها أوجدت توترا أو صراعا واضحا مع الولايات المتحدة في ما يتعلق بالسيطرة على البحار، خصوصا على منطقة الخليج التي تقلص فيها عدد حاملات الطائرات الأميركية الى واحدة فقط بعد سحب حاملتي طائرات لكثرة مشاكل صيانتهما في اطار تقليص النفقات العسكرية الأميركية. ويؤشر ذلك حسب تقرير الصحيفة الى تحول مستقبلي لميزان القوى البحرية لصالح الصين التي تتجه الى زيادة صنع حاملات طائرات مستفيدة من التوتر والصراع السياسي في منطقة الشرق الأوسط الذي يدفع الى مزيد من التسلح.
تصنيع الصين لحاملة طائرات متطورة قد يجعل واشنطن بحسب «ناشيونال بوست» غير قادرة على الحفاظ على مستوى قوتها في الخليج.
=====
ولو أن خيار الحرب بين هذه القوى مستبعد لكن تظل مثل هذه التدابير موجوده على أرض الواقع بين أقوى دول العالم والكل مستعد لأي إحتمالات .