هذه المقاطع والصور التي تروج لها جبهة النصرة واتباعها على الانترنت والتي تحاول ان تظهر من خلالها على انها تقاتل من اجل الشعب السوري ومن اجل سوريا، اقول تذكرني بأحدى القصص الخرافية من الادب العالمي وهي ذات الرداء الاحمر او ما تعرف في العالم العربي بقصة ليلى والذئب! والتي وضع محرك البحث غوغل اليوم صورا متتالية تشرح القصة احتفالا بمرور مئتي عام على نشر الاخوين الالمانيين "جرمز" اول مجموعة قصصية فلكلورية من هذا النوع.
القصة بأختصار هي ان الفتاة الصغيرة والتي يسميها الجميع ذات الرداء الاحمر كانت تسير في الغابة في طريقها الى بيت جدتها المريضة لتحضر لها بعض الطعام. وهنا يراها ذئب حقير فيريد ان يأكلها ولكنه كان يخاف ان يفعل ذلك في العلن. فيلجأ الى حيلة ماكرة ويتقدم الى ذات الرداء الاحمر ويسألها بمكر عن وجهتها فتخبره الفتاة البريئة انها ذاهبة الى بيت جدتها. ويقترح عليها الذئب ان تقطف بعض الزهور لجدتها وذلك لكي يؤخرها. وفي اثناء ذلك يذهب الذئب الى بيت الجدة المريضة ويدخل البيت متظاهرا انه ذات الرداء الاحمر فيبتلع الجدة المسكينة بلقمة واحدة وينام في سريرها في انتظار وصول ذات الرداء الاحمر.
وعندما تصل الفتاة الصغيرة تلاحظ ان جدتها (هي في الحقيقة الذئب) تبدو غريبة جدا. فتقول لها، لماذا تغير صوتك هكذا؟ ويرد الذئب: حتى اتمكن من تحيتك بشكل افضل! فتقول الفتاة: يا الهي لماذا عيونك كبيرة هكذا؟ فيرد الذئب: حتى اتمكن من رؤيتك افضل! وتقول الفتاة: ولماذا يداك كبيرتان جدا؟ فيرد الذئب: حتى اتمكن من ضمك الي بقوة! واخيرا، سألت ذات الرداء الاحمر: ولماذا فمك كبير جدا؟ وهنا يكشر الذئب عن انيابه ويقول لها: حتى اتمكن من ان اكلك ويقفز من السرير فيبتلع الفتاة الصغيرة! ولكنه ينام بعد ذلك فيأتي الحطاب من الغابة ويكتشف الموضوع فيفتح بطن الذئب بفأسه ويخرج الفتاة وجدتها من بطن الذئب!
كما قلت في البداية هذه القصة الخرافية تنطبق احداثها على ما يحدث في سوريا، فقد خلق نظام الاسد الاجرامي البيئة المناسبة لتنامي العنف من خلال أستخدام الدبابات والطائرات المقاتلة لقتل وترويع الشعب السوري الذي ترمز له شخصية ذات الرداء الاحمر. وهنا يتنبه تنظيم القاعدة لهذه الفرصة العظيمة بالنسبة لهم فيدفعون بجبهة النصرة والتي ترتبط بفرع تنظيم القاعدة في العراق او ما يسمى بدولة العراق الاسلامية والتي تمثل الذئب الحقير في قصتنا. فجاءت جبهة النصرة لتخدع السوريين وتوهمهم انها تعمل لصالحهم ومن اجل سوريا ولكن الحقيقة هي انها ما ان تتمكن من وضع موطئ قدم لها بين الشعب السوري فأنها ستفترسه كما افترس الذئب الجدة المريضة والفتاة الصغيرة. ولكن الشعب السوري الذي انتفض وثار ضد نظام الاسد المجرم وضد عقود من الاستبداد والظلم والقهر لن يسمح للقاعدة او غيرها بسرقة ثورتهم وجرهم الى المجهول كما ان السوريين لن يستبدلوا طاغية بطاغية آخر. الشعب السوري يطمح في دولة سورية جديدة تسودها قيم العدالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. دولة يحكمها الشعب من خلال نظام ديمقراطي يراعي الحريات الدينية والسياسية ويسمح بحرية التعبير والمشاركة السياسية ويحترم حقوق الانسان. ولعمري ليست ايا من هذه على جدول القاعدة او جبهة النصرة فهم يريدون حكما مطابقا لحكم طالبان في افغانستان ويريدون ان يقتلوا الابرياء ويهدموا بيوتهم ومدارسهم كما فعلوا في العراق.
وتأتي الصفعة من اكبر لواء بحلب وريفها من القائد المجاهد عبدالقادر صالح 
