قس بن ساعدة ومجلس الأمة !

[البربهاري]

بعيداً عن الإزعاج والقنابل المسيلة للدموع , وعن الحجارة وأطفال الحجارة والقوات الخاصة , وعن الفرعيات وعن شراء الذمم وبيعها والمتاجرة بالضمائر , وبعيداً عن سحب الرجال بلحاهم لأخذ المقسوم وشهادة الزور .​

سأتطرق هنا لمعايير المرشح الذي يرغب أي ناخب بانتخابهِ وأن يمثله في مجلس الأمة يكون في محلٍ يشرِّع فيه ويحدد مصير الناخبين .​

سؤالي , هل يجب أن يكون عضو مجلس الأمة مفوهاً خطيباً يُسمِعُ آذاناً صمًّا !!!​

هل يجب أن يكون العضو في مجلس الأمة خطيباً كقس بن ساعدة أو يزيد بن أبيه أو الحجاج أو كميرابو أو دانتون أو روبسبير !!!​

هل من الأمور المفصلية أن يمتلك حنجرة ذهبية يلعلع بها في مجلس الأمة وأمام الكاميرات !​

هل يجب عليه أن يحفظ الكثير من الأمثلة وأبيات الشعر ليستعين بها على تحقيق مطالب الشعب !​

رسالة إلى الناخبين : هل الموقف والوقفة والنظرة لمستقبل البلد تحتاج لكثرة الحديث وقوة الصوت أم تحتاج لأساس نظيف في قلب ذلك العضو ينطلق من خلاله لحماية مستقبل البلد ويبنيها بأفكارهِ ومواقفهِ !!​

ماهي المعايير التي من خلالها يصوت الناخب للعضو , الأجندة الإنتخابية جربها الجميع ولم تؤتي أكلها , بل ذهبت بعد إغلاق الصناديق وإعلان النتائج هباءً منثوراً , وتنكر الكثير أو لنقل البعض لتصاريحهِ ولأقاويلهِ ولطرحهِ وداهن !​

ألم يحن الوقت لاختيار الرجل الصادق , أليس الصدق هو الباعث الحقيقي لحفظ مستقبل البلد , أليس الصدق والتلقائية والصراحة والوضوح هي الورقة الرابحة التي من المفروض أن يستعين فيها الناخبين بعد كل المعمعة التي حدثت !​

عضو الشيشة والشيشان :​

هناك مشكلة يعاني منها التيار اللبرالي والتجمع الوطني , وبعض التكتلات الأخرى , عندما تكون القضية تخص الأخلاق وتخص الدين أو تخص القيم والعادات والتقاليد , نرى صوت نشاز ينطلق من تلك الفرق يردد ويقول { لقد تركتم القضايا التنموية والقضايا الاقتصادية وركضتم خلف هذه الأمور , أين أنتم من التنمية والاقتصاد } !!​

لا أعرف لماذا يعاني البعض من أي طرح يخص قضايا الإخلاق والدين , أصبح البعض مادي أكثر من الماديين أنفسهم , لماذا فقط عندما يكون الحديث عن أي أمرٍ يخص الأخلاق والنظم الإحتماعية والقيم والدين تكون ردة الفعل مباشرة أين أنتم من التنمية !​

وكأنَّ الذي يعطل التنمية هو الذي ينادي بنشر الفضيلة ومحاربة بعض الأخطاء الموجودة كالمثلية والجنس الثالث والشذوذ والطعن في الذات الإلهية وهلم جرا !!!​

لا أريد أن أقول لا أعرف ما مشكلتهم , لأنني أعرف ما مشكلتهم , ولكن أريد أن أقول ما هي مشكلة عوام المسلمين الذي ينتمون لهذا المجتمع الإسلامي والمحافظ بطبعهِ , أريد أن أعرف ما هي مشكلتهم في هذه الفترة كلما رأوا عضواً يطرح أي مسألة تخص هذا الجانب قالوا { وينه من القضايا الاجتماعية وينه من القضايا التنموية } فلماذا هذا التقليد , هل لإفهام الغير أنهم فهموا ووعوا وبدأ الوعي كما يقول البعض { بدأ الناس يفهمون } بمعنى كانوا أغبياء عندما كانوا يحافظون وبدأوا يفهمون عندما اهتموا بالأمور المادية أكثر من الأخلاقيات والدين والقيم !​

لقد نقلت قبل فترة كلام أحدهم عندما قال { الإنجليز يعبدون بنك إنجلترا ستة أيام ويذهبون في اليوم السابع إلى الكنيسة } .​

فقد الإهتمام أو قلة الإهتمام بالقيم والعادات والتقاليد والتدين وأخلاقيات الدين تُعطي مؤشر خطير يدل على أننا أصبحنا ماديين أكثر من الماديين أنفسهم , متى يعي الشارع ويعي العامة من المقلدين والمنبهرين سواءً في المنتدى أو غيره , متى يعون هذه المسألة ويعودون عوداً حميداً !!​

آثرتم الدنيا على أديانكم && لا خيرَ في دينا بلا أديانِ ​

أخوكم / عبدالله المطيري​