القراصنة البحريون خطر يتجدد:القرصنة البحرية من منغصات متعة الصيد في الخليج
تختلف نوعية القرصنة البحرية الحديثة باختلاف نوع شبكة المافيا
أول معركة سجلها التاريخ ضد قراصنة البحر كانت على سواحل سوريا الحالية
سكان جزيرة كريت هم الذين بادروا بتجهيز أول أسطول لمحاربة قراصنة البحر الأبيض المتوسط
من أسباب نشاط القرصنة كانت الدول المتحاربة تستعين بالقراصنة ضد أعدائها
تقنية المركب الشبح أحد أنواع القرصنة الإجرامية الحديثة
إعداد: إبراهيم بخيت
كانت القرصنة البحرية خطرا يتهدد الملاحة العالمية منذ قرون بعيدة. ورغم التراجع الكبير في عدد حوادث القرصنة البحرية في العصور الحديثة بسبب الإجراءات التي تتخذها الدول، فإن هذه الظاهرة ما تزال تطل برأسها بين الفينة والأخرى. وتشهد هذه الظاهرة تفاقما خصوصا مع تقلقل الوضع الأمني في دول مطلة على البحر، ما يعطي مجموعات من القراصنة المغامرين فرصة الانطلاق من مناطق ساحلية فيها لاعتراض السفن التجارية ونهبها. القرصنة البحرية من الجرائم الإرهابية التي تخالف الإسلام وقواعد القانون الدولي التي نصت عليها اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار منها من الجرائم الإرهابية التي حددتها الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب. ويقصد بالقرصنة البحرية أي عمل غير قانوني من أعمال العنف أو الاحتجاز أو أي عمل سلب يرتكب لأغراض خاصة من قبل طاقم أو ركاب سفينة خاصة أو طائرة خاصة ويكون في أعالي البحار ضد سفينة أو طائرة أخرى أو ضد أشخاص أو ممتلكات على ظهر تلك السفينة أو على متن تلك الطائرة أو ضد سفينة أو طائرة أو أشخاص أو ممتلكات في مكان يقع خارج ولاية أية دولة. او أي عمل من أعمال الاشتراك الطوعي في تشغيل سفينة أو طائرة مع العلم بوقائع تضفي على تلك السفينة أو الطائرة صفة القرصنة او أي عمل يحرض على ارتكاب أحد الأعمال السابقة أو يسهل عن عمد ارتكابها. كما تعد من أعمال القرصنة أي سفينة حربية أو سفينة حكومية أو طائرة حكومية تمرد طاقمها واستولى على زمام السفينة أو الطائرة إذا ارتكبت أي عمل من الأعمال السابقة وفي جميع الحالات تعد السفينة أو الطائرة سفينة أو طائرة قرصنة إذا كان الأشخاص الذين يسيطرون عليها سيطرة فعلية ينوون استخدامها لغرض ارتكاب أحد الأعمال السابقة تبدو القرصنة في الوقت الحاضر هي التهديد الرئيس في بحار العالم، وقد تزايدت منذ عشر سنوات حتى الآن أعمال قرصنة تدل على تفاقم هذه الظاهرة، ولا سيما في بحار جنوب شرق آسيا، لكن التزايد المستمر لاعمال القرصنة لا يمكن أن يجعل المجتمع الدولي يقف موقف اللامبالاة من هذا التهديد، ويُعرّف القرصان بأنه المغامر الذي يجوب البحار لنهب السفن التجارية.على الرغم من المصادر المتفرقة والمتناثرة، فما من شكّ في أن القرصنة طوال العصور القديمة، برزت بشكل مستمر في البحر الأبيض المتوسط، حيث كانت هناك بعض المدن المزدهرة مثل صور وقرطاجنة وكورنته في الألف الثالث قبل الميلاد، وفي أثناء نمو التجارة البحرية المكثفة بين مصر وجزيرة كريت وفينقيا. وكانت القرصنة بشكل مجموعات من البحارة تعيش على سواحل صقلية، وتهاجم السفن المنفردة والموانئ ذات الدفاعات الضعيفة. وكان سكان جزيرة كريت هم أول من فكّر بالتصدي لهؤلاء، فجهّزوا أسطولاً سار إلى أقصى نقطة من شرقي الجزيرة (جزيرة صقلية)، ومهمته طرد القراصنة، وتمكنوا من إحراز نجاح نسبي، ثم جاء بعد ذلك دور مصر الفرعونية، ولأول مرة في التاريخ، تجهز أسطولاً حربياً صغيراً للصراع ضد القراصنة الذين ينهبون سفن البحر الأبيض المتوسط ومدنه.
في العام (1190) قبل الميلاد أول معركة بحرية سجّلها التاريخ على سواحل سورية الحالية، وفي أثناء القتال استخدم بحّارة الفرعون رمسيس الثالث من رماة السهام سلاحاً جديداً وهو السهام أو النبال وبفضل هذا السلاح تمكن المصريون من هزيمة القراصنة، وكان القراصنة يهاجمون الأراضي في العمق فينهبون المواشي والجواهر والمحاصيل، ثم يأسرون الرجال والنساء والأطفال ويبيعونهم كالعبيد، وكانت القرصنة تتطلب شروطاً أساسية لقيامها، منها: توافر الغابات لصنع السفن، ووجود ورشات لصناعة تلك السفن، ووجود أيدٍ ماهرة لصناعة السفن المتينة القوية التسليح، ووجود أسواق لتصريف البضائع المستولى عليها.
فى القرن الثامن قبل الميلاد دفع التنافس بين الفينقيين والإغريق شعبيهما إلى اللجوء إلى ممارسة القرصنة. حيث فرضت أثينا سيطرتها على العالم الإغريقي، وتسلمت مهمة مكافحة القرصنة. وبفضل جهود أثينا اختفت القرصنة، لكنها عادت في القرن الرابع قبل الميلاد عندما تفككت امبراطورية أثينا لتعيث فساداً في المنطقة من جديد.
كما شجعت النزاعات الثلاثة الرئيسة الناشبة بين الرومان والقرطاجيين، على تنشيط أعمال القرصنة، واستعانت القوات المتحاربة على نطاق واسع بالقراصنة، ولا سيما الرومان.
ودخلت روما في صراع لا ينتهي ضد ملك بونت للسيطرة على آسيا الصغرى،حيث وجد الملك »ميتريدات« نفسه مضطراً للتحالف مع قراصنة صقلية، وبفضل هذا الدعم تمكّن من التغلغل في الأراضي الإغريقية، واستولى على أثينا وعديد من الجزر في بحر إيجه، ولما أصبح دكتاتور روما عام (82) قبل الميلاد، قرّر تطهير سواحل صقلية من القراصنة، وبعد تركه السلطة استمرت الهجمات المضادة للقرصنة وسجّلت فاعلية نسبية، والحملة التي قادها »بيبليوس سرفيليوس فاتيكا« بين العامين (78) و(74) قبل الميلاد لاقت نجاحاً جزئياً. وفي العام (72) قبل الميلاد، عندما نزل »ماركوس أنطونيوس« بقواته في جزيرة كريت، كان الأسطول الروماني الذي تحت إمرته يغرق في قاع البحر من قِبَل القراصنة، والأسوأ من ذلك أن القراصنة كانوا يهاجمون السفن القادمة إلى روما المحمّلة بالقمح والقادمة من صقلية ومصر، وأصبحوا يشكّلون خطراً على الجمهورية الرومانية التي كانت تعاني أزمة خطيرة.
ولم تتأخّر ردّة الفِعل الرومانية، فقرّرت روما تعيين دكتاتور للبحار، ووضعت تحت تصرفه وسائط وسلطات استثنائية بهدف القضاء على القرصنة في حوض البحر الأبيض المتوسط كله، وسارت الاستعدادات سيراً حسناً، وكان مركز قيادة الأسطول في مدينة بومبي. وخلال بضعة أشهر تمّ بناء نحو (500) سفينة، وحشد نحو (000،125) رجل وبفضل جهود لم يسبق لها مثيل، وتنظيم دقيق محكم تمكّن دكتاتور البحر من القضاء على قواعد القراصنة واحدة بعد الأخرى في السواد الأعظم من البحر الأبيض المتوسط. وتوجت حملة بومبي بنصر مؤزّر، فقد تم أسر أكثر من (360) سفينة للقراصنة وتدمير زهاء (1000) سفينة أخرى أثناء القتال، وقتل (000،10) قرصان، بينما أُسر نحو (000،20) منهم، وبذلك أصابت بومبي عصفورين بحجر واحد، فهي لم تسيطر على البحر الأبيض المتوسط فحسب، بل قضت أيضاً على أعمال القرصنة فيه،
عادت القرصنة اليوم للظهور
التاريخ يعيد نفسه، فعلى الرغم من التقدم الحضاري الكبير في العالم، وعلى الرغم من وجود منظمات دولية ومحاكم وقوانين دولية، ووسائط رصد ومراقبة فائقة القدرة، وطيران سريع وأسلحة فعّالة، عادت أعمال القرصنة البحرية لتطفو على السطح من جديد، ولا سيما بعد هجمات القرصنة التي يشهدها جنوب شرق آسيا، علاوة على القرصنة قرب السواحل الإفريقية منذ بداية التسعينيات، فالقراصنة يجوبون البحار بحريّة، وينهبون السفن المارة بقوة السلاح غالباً، ويضربون عرض الحائط بسيادة الدول والقوانين، والقانون الدولي للبحار لا يمنح صلاحيات كافية للسفن الحربية والجهات المختصة من أجل مقاومة القرصنة، وكذلك قوانين الدول التي تجري قرب سواحلها أعمال القرصنة.
القرصنة منغصات متعة الصيد في الخليج
يقع بعض الصيادين وهواة الصيد البحري قبالة سواحل بعض الدول الخليجية أحياناً ضحية لأعمال قرصنة بحرية. ويتعرض هؤلاء لهجمات من قبل زوارق تقل قراصنة مسلحين يسلبون ضحاياهم ما يحملونه من أموال، وهواتف نقالة، وأجهزة الكترونية، وما اصطادوه من أسماك، وحتى زوارقهم في بعض الأحيان.
انتباه: هذه المناطق خطرة
يجوب البحّارة المعاصرون جميع البحار تقريباً التي غالباً ما تنتشر فيها حركة تجارية نشطة، لكن بعض المناطق بشكل خاص يشكّل بؤرة مناسبة لنشاط أعمال القرصنة، ونذكر منها: غرب إفريقية، ومدخل البحر الأحمر، وأمريكا اللاتينية، ولاسيما جنوب شرق آسيا
حتى إن كانت القارة الإفريقية تضم نحو ربع الهجمات في العام (2001م)، فإن القرصنة تظل متمركزة في مواقع معيّنة قرب شواطئ بعض البلدان مثل: نيجيريا، وساحل العاج، الصومال، وجيبوتي. وشكل القرصان الإفريقي متبدِّل جداً، فقد تجد اللصوص الصغار ذوي الطرائق البسيطة والتسليح المحدود والذين يستغلّون مرور السفن، وقد تجد أيضاً عصابات حقيقية منظمة، وتتألّف أحياناً من عسكريين قدامى، ينتقون فرائسهم من بين المراكب التي تنقل بضائع قيّمة. والقرصنة في الجنوب تتمركز على طول السواحل البرازيلية وفي جزر الكاريبي وحول قناة بنما، كما توجد جماعات قرصنية محدودة في أمريكا الوسطى وكذلك في المرافئ الكولومبية والإكوادورية أو الفنزويلية.
القرصنة في آسيا
تُرتكب ثلثا أعمال القرصنةفى آسيا وأرخبيلات أندونيسيا وماليزيا والفلبين، وحتى مضايق مالاقا وسنغافورة، تشكِّل المناطق الموبوءة الرئيسة. وإلى عهد قريب أيضاً أصبحت السواحل الصينية على القائمة السوداء، لكن دخول الصين إلى منظمة التجارة العالمية أسهم في الحدّ من عدد الهجمات ولمّا كان جنوب شرق آسيا يتمتع بجميع الشروط الملائمة لأعمال القرصنة، فليس من المستغرب أن تحدث فيه فقط 51% من حالات القرصنة في العالم ففي هذه البقعة تعبث القرصنة فساداً، خدمةً للمافيات الصينية والأندونيسية، وثمة هجمات خطرة تحدث أيضاً جنوب شبه القارة الهندية، قرب السواحل الهندية وسواحل بنغلاديش وسريلانكا.
طرق القرصنة
وحيثما تحدث أعمال القرصنة، فإنها تتبع طرائق متماثلة، حيث أُمكن لمنظمة الملاحة الدولية وضع جدول لها، فهي تحدث في الليل غالباً فيتسلّق القراصنة متن المراكب من أطرافها أو مؤخراتها، مستخدمين الكلاّبات أو العصي الطويلة البسيطة أحياناً، ولا يهمهم حجم المركب أو سرعته، وكثيراً ما شوهدت حالات سطو على ناقلات النفط أو السفن التجارية حاملة الحاويات الضخمة الحجم أو السفن السياحية المخصصة للنزهات. والمهاجمون المعتادون جيداً على سلب السفن التجارية يستغلّون عموماً مناورات الملاحة أو تخفيف السرعة، أو انشغال أفراد الطاقم كله عند المضايق والممرات الضيّقة أو في قاعة الآلات لتنفيذ أحد الأعمال. وقد يحدث أحياناً أن يتسلل بعض شركاء القراصنة إلى السفن وهي راسية في الميناء ويختبئون فيها، ثم يظهرون فجأة والسفينة في عرض البحر لمد يد العون »لزملائهم« القراصنة القادمين في زوارق سريعة. والمهاجمون على علم تام عموماً بهندسة السفن وطبيعتها وقيمة حمولاتها، الأمر الذي يؤكّد أنهم يتعاونون مع شركاء في البرّ، وحتى مع السلطات المرفئية. وثمة طريقة أخرى للقرصنة، وهي إنزال زوارق صغيرة من سفن »أم« كبيرة الحجم، لتسير إلى جوارها أو بالقرب منها، والجميع مطفأ الأنوار، بهدف الانقضاض على الفريسة على حين غِرّة.
الأساليب التي تسلكها القرصنة
1- السلب باستخدام أسلحة خفيفة:
2- السرقة والاعتداء المسلّح المتوسط بخطف أو من دون خطف:
3- الاختطاف الإجرامي الخطير:
وهو فعل خطير يتم فيه ارتكاب جرم الاختطاف، حيث يستولى القراصنة على المركب، ثم يعمدون إلى تمويهه أولاً، ثم تسجيله باسم مزوّر؛ وحمولته تُختَطف أو تُقذف بالبحر حسب نوع شبكة المافيا، وتسمّى منظمة الملاحة العالمية مثل هذه الظاهرة بأنها: »تقنية المركب الشّبح«، كما تحدد المنظمة هذا النوع من القرصنة بأنه: »أنشطة إجرامية دولية مخططة، وتحت تصرفها موارد هامة، وتستخدم عصابات هامة من رجال مدربين جيداً ومسلحين تسليحاً ثقيلاً، وعلى استعداد تام لاستخدام الأسلحة النارية«.
* تقرير جميل ومثير أضعه لكم بعد سماع حالات قرصنة عراقية للصيادين الكويتيين شمال الكويت..
التعديل الأخير: