بسم الله الرحمن الرحيم
اقتحام الغادرين
الحمد لله رب الأرض والسماء، والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد وعلى آله واصحابه النجباء، صلاة دائمة بلا انقضاء، أما بعد:
فقد حاصرت قوة حكومية مدعمة بقوات ايرانية مدينة الحويجة التي حوصرت منذ الجمعة الماضي متذرعين بحجة واهية وهي وجود اسلحة في الساحة ورغم ذلك بذل المعتصمون اقصى درجات ضبط النفس وحسن النية بأن سمحوا بالتفتيش على ان يتم ذلك برفقة ستة من البرلمانيين، لكن القوة المحاصرة رفضت ذلك ورجعت الى الخلف، في خدعة غادرة لتوهم المعتصمين بأنها ستنهي الحصار، لكنها هجمت مع حلول الفجر على المعتصمين العزل، لترتكب مجزرة بشعة من المجازر التي يندى لها جبين الانسانية، مما يدل على تبيت النية للغدر، ويصدق على ذلك التصريحات المتكررة الموتورة للمالكي التي هاجم فيها المعتصمين ومكونهم والتي تدل على الحقد الاعمى على المكون الاساس من مكونات العراق وهم اهل السنة، ولا ندري كيف يريد شخص ان يحكم بلداً وهو يعادي ويحقد على أغلب سكانه؟
يقولون ان التظاهر السلمي من حقوق المواطن الاساسية التي اقرها دستورهم الباطل الذي فرض على أهل السنة بحراب الامريكان، في تزوير واضح لإرادتهم السياسية، ثم اذا أقر هذا الدستور شيئاً من الحقوق لأهل السنة، فإن الدستور يضرب به عرض الحائط، وتتعامل الحكومة مع الشعب الاعزل بتصرف العصابات وقطاع الطرق وهي التي يفترض ان تحتكم الى الدستور اكثر من الشعب.
إن المالكي إذ أقدم على هذه الجريمة وأرسل عصاباته لتقتل الناس العزل الذي يمارسون حقاً "دستورياً"- كما يزعمون هم انفسهم - لم يعتد على المواطنين العزل فحسب وانما يكون قد اعتدى على وثيقة الدستور الذي نصبه، مما يثبت عملياً على نفسه أنه رئيس عصابة وقاطع طريق.
إن هذا الدستور الذي جعل من السجن والقتل والاقصاء والتهميش موادا حصرية باهل السنة من اجل ابعادهم من اي تأثير في البلد، وحيك في غياب تأثيرهم قد اصبح اليوم خرقة بالية، ولم يعد له وجود حتى على سبيل الفرض بعد أن تكررت اعتداءات الحكومة نفسها عليه وبكل مفاصل الحياة، فالقضاء الذي يتبجحون باستقلاله دستورياً أصبح جزءً من حكومة المالكي الشيعية يلبي طلباتها ورغباتها فتحول في عهد الحكومات الشيعية المتتالية مقصلة لإعدام الابرياء، فازدادت وتيرة الاعدامات لتجري بشكل يومي في الآونة الاخيرة مع اشتداد واتساع الاعتصامات ولأبناء المناطق المنتفضة، وغيرها من الانتهاكات وامكانية استمرارها بلا رادع يدل دلالة قاطعة ان هذه الوثيقة لم يعد لها وجود في واقع السياسة العراقية فليتنبه الغافلون.
الى أهلنا المظلومين جميعاً: تهيئوا فإنها المنازلة الكبرى، وإن النصر قريب بإذن الله، ولا يمكن ان يستمر الظلم بلا رادع، وإن يوم الجهاد الاكبر قد جاء، فأعدوا لعدوكم ما يرفع الله عنكم به الظلم، فلا كلام بعد الدم الا بالدم، وحذار من التهاون في تضييع الحقوق.
اللهم أنت المدعو للمهمات وأنت المفزع في الملمات لا يندفع منها إلا ما دفعت ولا ينكشف منها إلا ما كشفت اللهم إننا تبرأنا من حولنا وقوتنا إيقاناً بحولك وقوتك فأرنا في عدوك وعدونا عجائب صنعك، وسلط عليهم سيف نقمتك ومقتك، ويسرنا لعبادة الجهاد في سبيلك انتصاراً لدينك وشرعك، ودفاعاً عن المستضعفين والمظلومين، وصلى الله على نبيه وآله وسلم تسليماً كثيراً .
الحراك الشعبي السني في العراق
2