تحليل-رحى الحرب الأهلية في سوريا قد تستمر سنوات

عمر بن معاويه

عضو مخضرم
تحليل-رحى الحرب الأهلية في سوريا قد تستمر سنوات

Sat Jun 1, 2013 2:59am GMT

r


بيروت (رويترز) - لم يعد الرئيس السوري بشار الأسد قادرا على استعادة السيطرة الكاملة على بلده المنكوب ولا يتمتع معارضوه بالقوة الكافية للإطاحة به مما قد يبقي سوريا في آتون حرب أهلية طائفية لأشهر وربما لسنوات.
وقد حقق الأسد بعض الانتصارات العسكرية في الأسابيع الماضية بدعم من حلفائه الإيرانيين والروس متحديا الكثير من معارضيه الذين توقعوا يقينا اقتراب سقوطه منذ اندلاع الانتفاضة في مارس آذار عام 2011.
غير أن الآراء القائلة بأن حكومته قد تلحق الهزيمة التامة بمعارضيها المختلفين يعكس عدم فهم أصحابها لطبيعة الحرب أو الأعداد الكبيرة للقوات المشاركة فيها.
وقال بيتر هارلينج وهو مدير مشروع بمجموعة الأزمات الدولية "في ضوء الوضع الراهن لا يستطيع النظام استعادة السيطرة ولا المصالحة ولا الإصلاح ولا إعادة البناء."
وقال لرويترز "لكن الفوز يتمثل في البقاء على قيد الحياة ليوم آخر وإذا فكرت بهذا المنطق ستجد أنه (الأسد) كذلك."
وفي ديسمبر كانون الأول صرحت وكالة المخابرات الخارجية الألمانية بأن حكومة الأسد تبدو "في مراحلها الأخيرة" مستشهدة بما فقدته من سيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي وإشارات تعكس تنسيق مقاتلي المعارضة فيما بينهم بشكل أفضل.
وقال مصدر أمني في برلين إن وكالة المخابرات لم تلبث سوى خمسة أشهر حتى غيرت تقييمها للوضع في سوريا.
وتعتقد ألمانيا الآن أن المعارضة هي التي تواجه صعوبات خطيرة إذ تعيقها الصراعات الداخلية واضطرت إلى التراجع بعد وصول مسلحي حزب الله اللبناني المدربين تدريبا عاليا والذين شاركوا في الحرب من أجل بقاء الأسد.
ورغم ذلك نفى مسؤول كبير في إسرائيل الفكرة القائلة بأن الأسد بدأ عملية كبيرة لاسترداد سلطانه وأن بإمكانه استعادة السيطرة الكاملة على بلاده. وتتميز إسرائيل بأن لديها بعضا من أفضل معلومات المخابرات بشأن سوريا.
وقال المسؤول الكبير "إنه وضع متقلب ولكن بمضي الوقت تجد أن قوة الأسد تتضاءل" مضيفا أن المكاسب التي حققتها الحكومة في الآونة الأخيرة قد يصعب الحفاظ عليها.
وتابع "من الممكن أن تتغير جميع الأمور في الغد."
ويظهر التاريخ أن معظم الحروب الأهلية لا تنتهي سريعا ولا يغلب عليها الانتهاء بالتوصل إلى تسويات عن طريق التفاوض وكلما طال أمدها ازدادت صعوبة نزع سلاح الميليشيات المشاركة فيها وحل أزمات اللاجئين الحتمية التي تستتبعها.
ودخلت الأزمة السورية الآن عامها الثالث حيث أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 80 ألف شخص ونزوح ما يربو على 1.6 مليون آخرين إلى الخارج.
ورغم القلق الكبير الذي يساور الغرب يبدو أن أعمال العنف وإراقة الدماء ستستمر لفترة أطول. وتقول باربرا والتر الأستاذة بجامعة كاليفورنيا في سان دييجو إن الحروب الأهلية التي دارت منذ عام 1945 استمرت عشر سنوات في المتوسط.
وبدأ بعض المحللين في المقارنة بين الحرب السورية والحرب الأهلية في لبنان التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.
وقالت والتر التي كتبت كثيرا عن الحروب الأهلية في العالم "نعم ستستمر الحرب السورية لعدة سنوات... ولن ينتصر الأسد."
وفي ظاهر الأمر يبدو موقف الأسد مشجعا لحلفائه.
فمقاتلو المعارضة لم يتمكنوا إلا من السيطرة على واحدة فقط من عواصم المحافظات الأربع عشرة في سوريا وهي مدينة الرقة في شمال شرق البلاد. وعلى عكس ذلك فقد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين السيطرة على 15 من بين 18 محافظة بعد حرب الخليج في عام 1991 ولكنه عاود القتال من أجل البقاء 12 عاما أخرى.

واستخدمت قوات الأسد أساليبها التكتيكية حيث تشارك الميليشيات غير النظامية المدربة على حرب المدن في القتال بينما يركز الجيش قوته العسكرية الكبيرة في المناطق الرئيسية.
وقال أحد مقاتلي المعارضة في مدينة حمص طلب عدم ذكر اسمه "قبل ذلك كان هناك صاروخ يسقط كل عشر دقائق. لكن استراتيجيتهم الجديدة تتمثل في ضربنا بعشرة صواريخ كل 15 ثانية. لا نستطيع التحرك سريعا بالقدر الكافي للرد."
وثمة دعم آخر كبير من حزب الله الذي أعلن التزام قواته بمحاربة مقاتلي المعارضة الذين يفتقرون إلى الأسلحة الثقيلة.
وقال ناشط معارض للأسد يدعى أحمد كان يعمل مع وحدة تابعة لمقاتلي المعارضة في إدلب شمال غرب سوريا "لقد أحدث وجود حزب الله فارقا كبيرا. إنهم قوة حقيقية. فجنود الجيش يمكن أن ينشقوا. وحزب الله يقاتل حتى آخر نفس."
وفي خطوة تسلط الضوء على مشكلات المعارضة ترك أحمد وحدته مؤخرا بسبب استيائه من القتال الداخلي المستمر داخل صفوف المعارضة.
ورغم تحسن التوقعات بخصوص الأسد تجعل آليات الحرب الأهلية من الصعب تحديد الطرف القادر على الانتصار.
وقال جوناثان إيال رئيس قسم الدراسات الدولية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة "لا أذكر حربا أهلية واحدة استمرت أكثر من عامين وانتهت باستعادة الحكومة المركزية سيطرتها الكاملة."
وتظهر أنماط جديدة من القوة في الوقت الذي تتمزق فيها أوصال سوريا وتنهار مؤسسات الدولة واقتصادها. ويشير التدفق الهائل للأسلحة أن الأمر قد يستغرق عقودا لاستعادة النظام.
ويرجح أن تكون الطبيعة الإقليمية والعرقية والطائفية للحرب عاملا آخر يساهم في إذكاء القتال حيث تساند دول سنية مثل تركيا والسعودية وقطر المعارضة المسلحة بينما تدعم إيران الشيعية الأسد.
وقال إيال "حتى وإن تم القضاء على المعارضة فإن التخلي عنها لن يصب في مصلحة معظم الدول العربية لأنها تريد أن يكون لديها أداة لتواصل الضغط على الأسد وإيران."
وهناك كثير من المصالح الأخرى المتعارضة تجعل من الصعب توقع كيفية إيجاد حل دبلوماسي رغم الجهود الأمريكية والروسية الرامية لعقد مؤتمر سلام في جنيف خلال الأسابيع المقبلة.
وتحولت الانتفاضة الشعبية إلى صراع متعدد الأوجه تواجه فيه الأقليات الدينية في سوريا الأغلبية السنية ويختلف فيه الجهاديون مع الإسلاميين الأكثر اعتدالا في المعارضة المسلحة فضلا عن التوترات بين موسكو وواشنطن التي تشبه تلك التي نشبت بينهما إبان الحرب الباردة ومخاوف إسرائيل بشأن أمنها.
وفي ظل غياب التدخل الخارجي الحاسم لصالح المعارضة - والذي لم يبد الغرب رغبة في القيام به - يشير معارضوا الأسد إلى عاملين محتملين قد يؤديان إلى سقوطه وهما الانهيار الاقتصادي التام أو الانقلاب العسكري.
ولكن ليس بالضرورة أن ينهي أيا من هذين العاملين القتال الدائر في البلاد.
ولعل أفضل ما يتمناه العالم في المستقبل القريب هو انحسار حدة الصراع الذي يقول الأكاديمي الأمريكي جيمس فيرون إنه أحد أشرس الحروب الأهلية التي وقعت في الأعوام الستين الماضية فيما يتعلق بعدد القتلى.
وقال فيرون أستاذ العلوم السياسية بجامعة ستانفورد "من الناحية العملية يصعب على الجانبين تحمل هذا المستوى من العنف لفترة طويلة."
وأضاف "حتى إن تراجعت حدة القتال كثيرا فإن احتمالات استمرار أعمال العنف في سوريا لأعوام بمستويات أقل ولكن خطيرة هي حتما احتمالات عالية للغاية."
من كريسبيان بالمر
(إعداد عبد المنعم درار للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن - أحمد صبحي خليفة)

........................................................................................................


التعليق:


نفس فكرتي التي كتبتها وهي ان الحرب في سوريا ستكون طويلة و مرهقة لجميع الاطراف


نسأل الله الاجارة من الفتن.

 

نيو كلير

عضو بلاتيني
ما يحدث في سوريا هي لعبة ما بين الدول العظمى ولا سيطره لاي دوله عربيه او حركه او تنظيم او حزب فيما يحدث في سوريا من اقتتال ...!

واتفاق الدول العظمي هو بقاء القتال ما بين اطياف المسلمين وكل يدعم من جهته حتى تبقى النار مشتعله مما يجعلها تأكل الاخضر واليابس وبعد ذلك يتفق الكبار على تقسيم الغنيمه !

اما مسألة ان حزب اللات قلب الموازين فهذا تحليل غير منصف اطلاقا لان حزب اللات يقاتل بجانب جيش نظامي كبير يملك كل انواع الاسلحه الثقيله والصواريخ والطائرات والعده والعتاد ضد فريق من المقاتلين من هنا وهناك ، فلو كان حزب اللات وحده امام قوات المعارضه لكان هناك رأي اخر في ساحة المعركه.
 

عمر بن معاويه

عضو مخضرم
ما يحدث في سوريا هي لعبة ما بين الدول العظمى ولا سيطره لاي دوله عربيه او حركه او تنظيم او حزب فيما يحدث في سوريا من اقتتال ...!

واتفاق الدول العظمي هو بقاء القتال ما بين اطياف المسلمين وكل يدعم من جهته حتى تبقى النار مشتعله مما يجعلها تأكل الاخضر واليابس وبعد ذلك يتفق الكبار على تقسيم الغنيمه !

اما مسألة ان حزب اللات قلب الموازين فهذا تحليل غير منصف اطلاقا لان حزب اللات يقاتل بجانب جيش نظامي كبير يملك كل انواع الاسلحه الثقيله والصواريخ والطائرات والعده والعتاد ضد فريق من المقاتلين من هنا وهناك ، فلو كان حزب اللات وحده امام قوات المعارضه لكان هناك رأي اخر في ساحة المعركه.

للاسف كلامك صحيح
كلا الطرفين ليسوا قادرين على الحسم لان اللعبة الدولية لا تسمح لهم بذلك
و اتفق معك ان دخول حزب الله لا تأثير له لكنه اخطأ خطأ قاتل بدخوله المستنقع السوري
لانه اعطى جرعة للشحن المذهبي خصوصا عندنا في الخليج .
ننتظر و نرى الفيلم السوري الدموي ولا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم
 

AlBadel

عضو مخضرم
أشهد بأنك قلت بأن الأزمة السورية ستطول
والسبب تعقيداتها المتعددة
 

أسنوفيتش

عضو فعال
اطالة الحرب في سوريا لن يكون في صالح كفار الممانعة , المسلمين ليس لديهم ما يخسرونه وهم مصرين على تحرير سوريا ومعاقبة كل المجرمين والانتقام منهم

لو لم تجد الأقلية النصيرية الكافرة الحقيرة دعما من شيعة لبنان والعراق وايران والخليج والروس والصين وكفار العالم لتحررت سوريا منذ وقت طويل , سوريا ستكون محرقة للمرتزقة حمير الصهاينة وشر من وطئ الحصى

نفس المجاهدين طويل ولا يخشون أحدا لأنهم يثقون بالله وأن النصر من عنده أما الكفرة المجرمين فلم يدخلوا حربا في يوم من الأيام وليسوا معتادين عليها وكلما طالت الحرب خسروا أكثر ماديا ومعنويا وبشريا , قريبا ان شاء الله سنطرح مواضيع حول مستقبل الوثنيات الممانعة ومصيرها في سوريا
 
للاسف كلامك صحيح
كلا الطرفين ليسوا قادرين على الحسم لان اللعبة الدولية لا تسمح لهم بذلك
و اتفق معك ان دخول حزب الله لا تأثير له لكنه اخطأ خطأ قاتل بدخوله المستنقع السوري
لانه اعطى جرعة للشحن المذهبي خصوصا عندنا في الخليج .
ننتظر و نرى الفيلم السوري الدموي ولا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم

لو لم تكن للثورة السورية المباركة إلا حسنة واحدة وهي إنهاء أكذوبة حزب الشيطان لكفتها
، حزب الشيطان سعى لحتفه بظلفه ودخل للمستنقع السوري على وصفك أخي عمر ..
حزب الشيطان كذب كذبة وصدقها وغرته الإستعراضات الفنطازية التي ملأ بها الدنيا ، واعتقد
أنّه سيلعب مع السورين كلعبه مع اليهود ،..

أخي عمر هناك ثورة في سوريا بين الحق والباطل وليست حرب أهلية بمعناها الكلاسيكي
أعرف أنك لن تقرّ بهذا ولكنها الحقيقة ، واحييك على قولك أنّ حزب الشيطان أخطأ خطأ قاتل
..
 
اطالة الحرب في سوريا لن يكون في صالح كفار الممانعة , المسلمين ليس لديهم ما يخسرونه وهم مصرين على تحرير سوريا ومعاقبة كل المجرمين والانتقام منهم

لو لم تجد الأقلية النصيرية الكافرة الحقيرة دعما من شيعة لبنان والعراق وايران والخليج والروس والصين وكفار العالم لتحررت سوريا منذ وقت طويل , سوريا ستكون محرقة للمرتزقة حمير الصهاينة وشر من وطئ الحصى

نفس المجاهدين طويل ولا يخشون أحدا لأنهم يثقون بالله وأن النصر من عنده أما الكفرة المجرمين فلم يدخلوا حربا في يوم من الأيام وليسوا معتادين عليها وكلما طالت الحرب خسروا أكثر ماديا ومعنويا وبشريا , قريبا ان شاء الله سنطرح مواضيع حول مستقبل الوثنيات الممانعة ومصيرها في سوريا

بارك الله فيك ... هذا الكلام الصحيح.
:إستحسان::إستحسان::إستحسان:
 
اعطاء صبغة ( حرب أهلية ) أو ( حرب طائفية ) في سوريا ليس في صالح الثورة ، فالحروب الأهلية والطائفية تنتهي باتفاقيات بين الطوائف ، أما الثورة ضد الاستبداد فتنتهي بانتهاء الاستبداد .

الجميع ( على ما أظن ) من صالحه إعطاء هذه الصفة لهذه الثورة اليتيمة التي خذلها الجميع - إلا من رحم ربك - فحسبي الله ونعم الوكيل ، حسبي الله ونعم الوكيل على الدماء التي سالت في بلاد الشام لمصالح أحزاب وفئات وقوى اقليمية و عالمية ، اللهم عليك بالمستبدين ومن شد على أيديهم يا عظيم يا كريم .... اللهم انصر السوريين على حزب البعث يا بديع السماوات والارضين وارحمهم وارزقهم واغثهم ، وأرنا فيمن ناصر الاستبداد من عجائب قدرتك يا قدير .
 

أحمد الحمد

عضو بلاتيني
اعطاء صبغة ( حرب أهلية ) أو ( حرب طائفية ) في سوريا ليس في صالح الثورة ، فالحروب الأهلية والطائفية تنتهي باتفاقيات بين الطوائف ، أما الثورة ضد الاستبداد فتنتهي بانتهاء الاستبداد .

الجميع ( على ما أظن ) من صالحه إعطاء هذه الصفة لهذه الثورة اليتيمة التي خذلها الجميع - إلا من رحم ربك - فحسبي الله ونعم الوكيل ، حسبي الله ونعم الوكيل على الدماء التي سالت في بلاد الشام لمصالح أحزاب وفئات وقوى اقليمية و عالمية ، اللهم عليك بالمستبدين ومن شد على أيديهم يا عظيم يا كريم .... اللهم انصر السوريين على حزب البعث يا بديع السماوات والارضين وارحمهم وارزقهم واغثهم ، وأرنا فيمن ناصر الاستبداد من عجائب قدرتك يا قدير .

أحسنت أخي العزيز عبدالله الفلسطيني على هذه الكلمات وبارك الله فيك.

رحم الله شهداء الثورة السورية وغفر لهم وإسكنهم فسيح جناته ومنْ على الجرحى بالشفاء العاجل.

 
أعلى