ان يختار الانسان الطريقة التى يموت فيها فهذا من حقه وشأنه الخاص والقانون يجرّم من يحاول ان يقتل نفسه لكن في اغلب الاحوال يكون الجاني اوالقاتل لنفسه قد رحل عن الدنيا فلا يجد القانون جانيا ليعاقبه .....من احدى تلك الطرق هي مايقوم به الشباب اليوم تحت التحريض الديني بالاقدام على الموت في انحاء العالم الاسلامي في سوريا و العراق وباكستان وافغانستان والشيشان ..ألخ ويتم تصوير الامر لهذا الشباب الغض بانه واجب ديني وانه اقصر الطرق الى الجنّة والمحرّض الرئيسي لهذه الدعوات وسقوط الشباب في احضان الموت هم شيوخ الدين والسياسيين المنافقين والادهى والامّر هو مايصاحب موت الشباب من زخم اعلامي على الصفحات الاولى وكأن الاعلام يمارس عملية كب الزيت على النار !.
ان اباء وامهات هؤلاء الشباب ضحايا تحريض شيوخ الدين هم المتضررين الاوائل وهم الذين يذوقون لوعة فراق ابنائهم , فلذات اكبادهم لكنهم -اي الاباء - مجبورين ان يظهروا بوسائل الاعلام بانهم فرحين بموت ابنائهم !!! وانه اسعد خبر يتلقّونه بموت ولدهم !!!
انه المجتمع القاتل الذي يُجبر هؤلاء الاباء بالتلفّظ بتلك الكلمات الغير صادقة لكنها تجمّلا للناس لكن الحقيقة تختلف اختلافا كليا فهؤلاء الاباء والامهات اهل الضحايا من الشاب الغض ماكانوا راغبين بان يذهب ابنائهم الى ساحات الموت ولاهم راضين بذلك لكن الامور افلتت من ايديهم بعد ان حرّض شيوخ الدين ابنائهم وجعلوهم وقودا لمعارك وحروب لا ناقة لهم فيها وتبعد عن وطنهم الكويت الاف الكيلومترات .
ان الشئ المحزن والمؤلم ان شيوخ الدين لايرسلون ابنائهم الى ساحات الموت انما يجدون سعادتهم في ارسال ابناء غيرهم وكلنا يتذكر شيخ الدين السعودي المعروف عندما استنجد بوزير الداخلية السعودي في منع ابنه من الدخول الى العراق وقد وصل الحدود العراقية السعودية وعندما سأله الناس عن الموضوع قال ان ابني كان ذاهبا ( للقنص ) !!
ان بعض السياسيون هنا في الكويت والذين قاموا بتجهيز المئات من الغزاة الى سوريا كان عليهم ان يرسلوا ابنائهم ويجهّزونهم للقتال في سوريا بدلا من ابناء الناس ...طبعا هم لن يفعلوا ذلك لان هدفهم انتخابي بالدرجة الاولى فلايهمهم حياة ابناء الكويت .
حدثنا احد الاباء الذين لهم نفوذ في هذا البلد بان ابنه ذو الخامسة عشرة اخذ يسأله عن القتال في سوريا من وجهة نظر دينية فيقول بانه تتبع اثر ابنه الذي كان دائما يصلي صلواته الخمس مع خمسه من رفاقة في مسجد قريب من منزله الكائن في احدى مناطق الكويت الداخلية فوجد اماما يجمع الشباب يوميا بعد صلاة المغرب ليلقنهم التحريض على الموت فرفع الرجل سمّاعة التلفون وماهي الا نصف ساعة حتى وجد الامام نفسه خارج حدود الكويت واسمه على اللائحة السوداء .