ياعيد

الهاملي

عضو ذهبي

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد ..

وداعاً رمضان وداعاً شهر الخيرات والبركات

وداعاً ضيف حلّ وارتحل كغمضة عين وانتباهتها

وداعاً إلى أعوام عديدة وأزمنة مديدة .

رمضان ترفق دموع المحبين تتدفق ..

قلوبهم من ألم الفراق تتشقق ..

عسى من استوجب النار أن يعتق ..

عسى من انقطع عن ركب المقبولين أن يلحق ..

عسى وقفة للوداع تطفيء من نار الشوق ما أحرق ..

عزم على الرحيل وبعد أيام ستحل علينا فرحة العيد وإشراقة شمس يوم جديد .

قف بالمصلى فهذا اليوم مشهود
واسمع حديث الهدى فالقول محمود

عيد أتيت وشهر الخير منسلخ
من بعد أن كان للقرآن ترديد

أتيت تحمل للصوام تهنئة
ففيك جائزة الصوام ياعيد

أتيت ياعيد والأرواح مشرقة
ف للبلابل ألحان وتغريد


عبادة من العبادات يعيش فرحته الصغير والكبير ..

الذكر والأنثى ..

الغني والفقير ..

لكن في خضم الأجواء والمتغيرات التي طرأت على الأمة المسلمة

غابت بعض مظاهر هذه الشعيرة وفقد بعض المسلمين لذتها ورونقها وفرحتها

ولذا ترى على بعض الوجوه في هذه الحقبة الزمنية وجوماً وكآبة واغتيالاً لفرحة العيد

التي كان يعد لها في السابق منذ شهور

وفي يومنا منذ أيام بل يمر على البعض كطيف من خيال

هم فاتر .. وحسٌّ بليد .. وشعور بارد ..

لايعرف من العيد إلا الصلاة تحية بلا حرارة .. وابتسامة بلا روح ..

بل ترى البعض متذمراً يتمنى ألا يكون عيداً ،

وفي البعض الآخر ترى انحرافاً وضعفاً وفتوراً

ومن الناس من هو على خير وبر وإحسان وفرحة وسرور

وتكبير وشكر لله على ما هدى للصيام والقيام

وآخر....... حزين الحال كاسف البال على التقصير والتفريط


والخير في الأمة مازال ولا يزال


فأبشروا وأملوا والفأل الفأل والله يحب الفأل .


وإنه من منطلق الإيمان بمبدأ الإصلاح والسعي إلى الارتقاء إلى ما هو أفضل وأكمل

ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ...

أهدي هذه الكلـمـات


إلى من أحسن الصيام والقيام ...إلى المقصرين والمفرطين في شهر رمضان ...

إلى التائبين والتائبات ... إلى الذين سكبوا العبرات وأطلقوا الزفرات في شهر الرحمات ...

إلى الذين ينادون بفصل الدين عن الحياة والتحررمن الدليل الشرعي ...

إلى الذين ينادون بالحزبيات والطبقيات ..للمتهاجرين والمتهاجرات

..للأقارب والأرحام والجيران ..

إلى المفتونين والداعين إلى حضارة الغرب وثقافة الكفر وحولهم يصفق الذباب ..

إلى طلبة العلم والدعاة والمصلحين ولجان الاصلاح ..

إلى أصحاب الصحافة والإعلام .. وأرباب القلم والتربية والتوجيه ..

إلى الذين اهتموا بالمظاهر والنقوش وأهملوا تربية النفوس..

فأقول إن العيد شعيرة إسلامية ودينية تتجلى فيه مظاهر العبودية لله

وتظهر فيه معان اجتماعية وإنسانية ونفسية

فالجميع يلبي نداء صلاة العيد والجميع بأيدِ تتصافح وقلوب تتآلف

أرواح تتفادى ورؤوس تتعانق ..

تتألق على شفاههم الابتسامة الصادقة وتلهج ألسنتهم بالكلمة الطيبة والتهنئة العطرة

ود وصفاء وأخوة ووفاء ، لقاء ات تغمرها حرارة الشوق واللقاء والمحبة والنقاء .

إن هذا العيد جاء
ناشراً فينا الإخاء

نازعاً أشجار حقد
مصلحاً مهدي الصفاء



إن كثيراً من الناس يظن أن العيد قضية اجتماعية

وعادة من عادات الأمم لايتعدى اهتمام الاسلام به

في غير قضية الصلاة

بل جهلوا أو تجاهلوا قول الرسول صلى الله عليه وسلم

( لتعلم اليهود أن في ديننا فسحة .. )

وأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان له جبة يلبسها للعيدين والجمعة

وأهدى عمر رضي الله عنه للرسول صلى الله عليه وسلم جبة وقال له تجمل بها للعيد وللوفود

وغير ذلك من السنن والمباحات .


ولكم التحيه
 
أعلى