الكل خاسر.. سواء كان بشراً أو حجراً!
عن الكاتب
الاسم: سعود السمكه
تم النشر في 2013/09/09
في صورة تتداولها أجهزة التواصل الاجتماعي لاحد اعضاء مجلس الامة السابقين مع بعض العناصر المسلحة في سوريا، وهو يبتسم ويرفع شارة النصر، في إشارة إلى أن المعارضة السورية في طريقها إلى الإطاحة بنظام الأسد!
وهنا يتوقف المرء، رغم كل المأساة التي يتعرّض لها الشعب السوري، ورغم المرارة التي يتجرّعها المرء يومياً من مشاهدة منظر الفساد والأطفال والشباب والشيوخ، وهم يتعرّضون للذبح والتعذيب والتشرّد، ويسمع وسائل الإعلام وهي تتحدث عن مئات الآلاف من المعتقلين في السجون، وأيضاً نساء وأطفال وشيوخ، ليرى من هو فرح بهذه المأساة ويتباهى بالحالة المزرية التي وصلت إليها سوريا، الشعب والوطن، التي لم يشهد مثلها المجتمع الإنساني في سياق تاريخه الطويل، ثم يرفع شارة النصر وهو فرح ويبتسم!
عن أي نصر أنت تتحدث يا هذا، وله تفرح وتبتهج وتتباهى؟!.. وماذا بقي من الوطن السوري أرضاً وشعباً؟! ورغم كل هذه المأساة، فإن الحرب لم تنته، وما زالت في أوجها.. بل هي ذاهبة لتطول بشررها كل ما تبقى من الوطن السوري!.. وعلى افتراض أن نظام الأسد سقط وانتهى.. وماذا بعد؟!.. ماذا بقي من الوطن ليفرح به المواطن السوري؟!
هل سقوط النظام السوري يساوي هذا الدمار الذي حل في سوريا اليوم؟! هل بقي للمواطن السوري حجر يجلس عليه في وطنه؟!.. هل يُعقل أن يدفع الشعب والوطن برمته ثمن سقوط النظام؟!
نعم نظام الأسد نظام بلطجي وإجرامي وملعون.. لكن ألم تكن الحرب التي أشعلتم وقودها قد تخطت بإجرامها جميع الكوارث والحروب التي حدثت في سياق التاريخ الإنساني من حيث بشاعتها؟! وهل بقي في كل هذه المأساة المؤلمة البشعة مكان للفرح والابتسامة والتفاخر؟! أإلى هذه الدرجة وصلت حالة الشعور بالتبلّد؟! أإلى هذا الحد انتُزع الإحساس من النفس؟!.. أليس من الأولى بدل الفرح والابتهاج، اللذين يصبحان في ظل المآسي كمن يضع الملح على الجرح، أن تفعّل كل مكامن المشاعر الإيمانية والإنسانية لتوظيفها من أجل وقف نزيف هذا الذبح المتواصل للنساء والشيوخ والشباب والأطفال من الشعب السوري على مدار الساعة؟!
ألم تعلم يا هذا، قبل أن تفرح وتبتهج وترفع راية النصر، أن هذه حرب لن يكون النصر حليفاً لأي طرف فيها.. بل الكل خسران، سواء كان بشراً أو حجراً؟! وأن تشجيعكم لها لن يؤدي إلا إلى مزيد من الكوارث التي قد تمتد لتطول بشررها دول الجوار، إن لم يكن أبعد؟!
أتعتقد يا هذا أن جند «النصرة» أو عناصر «القاعدة» لو سنحت لهم الفرصة - لا سمح الله- بأن يصلوا إلى حكم سوريا فسوف يكونون أرحم من نظام الأسد، وأقل إجراماً في الوطن والشعب السوري؟! إن الشعب السوري لن يغفر لكل من شجّع ودفع بسوريا إلى مثل هذه الحالة المأساوية التي ستبقى تجر ويلاتها ومآسيها وأحزانها على الشعب والمنطقة العربية برمتها إلى عقود طويلة!
........
التعليق:
بوجه نظري هذا السيد منحرف فكريا لانه يشجع على ثقافة القتل و الدم و الثأر
هومنحرف مثل انحراف سيد المقاومة حسن نصرالله الذي ورط نفسه في الدم السوري
اللهم نسألك حسن العاقبة في هذه الدنيا