عماد الدين خطاب
عضو فعال
صورة مدير العربية عبد الرحمن الراشد مع بوش
الحمد لله رب العالمين، القائل: { وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ}..
ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على الهادي الأمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أطلق المغرودن في (تويتر) وسم ( #أكذب_من_العربية) .
وهذا الوسم خرج على طريقة أمثال العرب فيمن يكثر منه فعل الشيء حتى يكون لزمة فيه، فيقولون: أكرم من حاتم، وأحلم من أحنف بن قيس، وأشجع من عنترة، وأخطب من قسّ .
وقد جاء في حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكتب صديقا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب كذابا" متفق عليه.
لماذا قناة العربية؟:
قبل سنوات.. أكرمني الله تعالى بتقديم رسالة علمية لجامعة الملك سعود بالرياض لنيل درجة الدكتوراه في الفقه بعنوان (برامج القنوات الفضائية الإسلامية وضوابطها الشرعية).
وكان لهذه الدراسة جانبان: أحدهما فقهي يتضمن فصولاً تأصيلية فقهية، والآخر إعلامي عملي يتضمن تطبيقات عملية حول أنواع البرامج.
ومن فروع الدراسة المتعلقة بنشرات الأخبار:
- معايير المصداقية في الأخبار .
- تقييم مصادر نقل الأخبار: (طاقم التغطية الإخبارية التلفازية، وكالات الأنباء العالمية المصورة، شبكات التبادل الإخباري بين الدول).
- تقييم ونقد عمل وكالات الأنباء العالمية.
- قواعد تحليل الأخبار وفهم فحواها .
- المعايير العامة لتلقي ونشر الأخبار ما يجوز وما لا يجوز نشره.
- الموضوعية في وسائل الإعلام.
وفي معترك البحث أجريت تطبيقاً عملياً على نشرات الأخبار في القنوات الإسلامية الهادفة (على قصور فيها)، إضافة لمتابعة لعدد من القنوات الإخبارية العالمية، كالجزيرة والعربية و (cnn) و(bbc) وغيرها فيما يتعلق بالواقع العام لنشرات الأخبار.
ومن خلال متابعتي في البحث لقناة العربية، ومتابعاتي الشخصية خارج البحث لتغطيتها لأحداث العالم الإسلامي خلال الأعوام الأخيرة والأحداث الداخلية بالمملكة العربية السعودية، عجبت كثيراً لتكرر افتراءات وإساءات (العربية) وتجنيها على كل ما يمت للدين بصلة من أحكام أو تيارات أو هيئات أوشخصيات..وكنت أحتفظ بهذه السوابق في إرشيف أجمع فيه ما أتابعه شخصياً أو ما ينقله عدد من الإعلاميين في تقاريرهم ومقالاتهم (من أبرزها ما ذكر في حاشية التقرير).
سرد الملاحظات على نهج العربية :
خلال سنوات اجتمع عندي العديد من الملاحظات على نهج القناة (وهي على سبيل المثال لا الحصر، وأجزم أن غيري لديه ما يزيد عليها)، أوجزها في النقاط التالية:
1)الإساءة للعقيدة الإسلامية :
1- في شهر 8 من عام 2008م بثت القناة برنامجا وثائقيا باسم "الجنس البشري"، حمل الكثير من المغالطات عن أصل الإنسان لدرجة الإلحاد الصريح وتكذيب نصوص القرآن الكريم.
تحدث عن نظريات غربية تقول بأن أصل الإنسان قرد، وعرض نظرية "ويلسون" التي تقول بان الإنسان كان في يوم من الأيام "غوريلا"، ونظرية أخرى تفيد أن سلف البشر كان امرأة في إفريقيا، ونظريات ملحدة تتحدث عن الإنسان كان يمشي على أربعة أعضاء.
2- في 7 /8/ 1429هـ بثت مقابلة مع المدعوة (بسنت رشاد) مؤلفة كتاب (الجنس في حياة النبي) والتي أثارت ضجة كبيرة وأهدر دمها بسبب إساءاتها، وخلال المقابلة أكدت هذه المأفونة كل مصائبها وأساءت للنبي r واتهمت عائشة رضي الله عنها، وطعنت في السنة النبوية وصحيح البخاري، فكانت المقابلة أكبر تسويق وإعلان لهذه المعتدية.
3- حول التنصير، بثت القناة برامج على شاشتها، وتقارير عبر موقعها، تضمنت مبالغة في عدد المتنصرين (المرتدين اللذين تنصروا)، وتبين كم هم سعداء بدينهم الجديد .
من ذلك: مابثته القناة في تاريخ 4/ 12/ 2004م على حلقتين بعنوان (البحث عن الله-التنصير في الجزائر)، وجاء فيه أن 10 أشخاص على الأقل يدخلون يومياً إلى النصرانية والرقم يتصاعد.
وبثت كلاماً لأحد المنصرين الفرنسيين (ادوارد كوفالسكي) مفاده أن الأحداث القاسية التي مرّت بها المنطقة تلجيء الناس إلى أشياء تريحهم وهذا ما وجدوه في الإنجيل وتقربهم إلى المسيح!.
4- في سابقة جريئة طرح موقع العربية في15 /5 /2005م استفتاء حول حد الردة في الإسلام، وزعم فيه أن نحو 44% عبروا عن رفضهم تطبيق حد الردة لمخالفته حقوق الإنسان.
5- في 6 /3/ 2008م قام مراسل قناة (العربية) نجاح محمد علي بالسخرية من جبريل عليه السلام، وأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم في برنامجه (أهواز العراق أيام في مملكة الماء) دون أن تتبعه القناة باعتذار أو توضيح.
6- في إحدى نشرات الأخبار نشرت العربية خبراً عن فيلم وصفته بالناجح عندما ذكرت بأن أحد الفنانين نجح في إظهار الصورة الحقيقية للنبي عيسى عليه السلام باستخدام التقنية الحديثة في إعادة رسم الكفن من جديد والطريقة التي وضع بها على جسده.
وفي الخبر تشكيك وتشويه للعقيدة الإسلامية وتكذيب للقرآن الكريم، في قوله تعالى: (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا * بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا).
2)الموقف من قضية سب النبي r من الصحافة الدنماركية:
1- كان طرح العربية لهذه القضية التي هزت العالم الإسلامي باهتاً ومتميعاً دون مستوى الحدث، وكأن الموضوع مجرد اختلاف رأي.
2- أجرى موقع العربية تصويته سيء الذكر حول القضية..وهل هي من باب حرية الرأي أو لا؟.
3- في 3 /2/ 2006م نقلت العربية تصريح رئيس وزراء الدنمارك، وقامت بتحريف كلامه وقدمته بقالب الاعتذار، رغم أن تصريحه الفج لم يكن اعتذاراً، بل كان يؤكد إصراره وبلاده على الإساءة، وأنه يأسف لفهم المسلمين هذه الحرية أنها إساءة لهم.
مما دعا الكاتب صالح الشيحي أن يقول في زاويته في الوطن في 4/ 2/ 2006م : (لو أن الدانمارك جنّدت جميع وسائل إعلامها لتلميع صورتها أمام العالم الإسلامي لما استطاعت أن تقدّم ربع ما قدمته قناة (العربية) بهذا الخصوص.كان الشريط الإخباري يعلن عن اعتذار رئيس وزراء الدانمارك..فيما الرجل أمامنا يتحدث ولم نسمع منه ذلك!)
3)في تشجيعها للرذيلة والانحلال:
1- هذا الأمر ظاهر جداً لأدنى مشاهد لبرامج القناة، وانتقائها لبعض الأخبار الفرعية، والمشاهد المصاحبة.. وأما موقع العربية فهو مليء بالأخبار والقصص الجنسية وكسر الجليد عن الشذوذ والجنس، وإشاعة القانون المدني المتضمن زواج غير المسلمين من النساء المسلمات، والذوبان في الغرب.
2- بثت القناة بعض المشاهد الفاضحة خلال نشراتها عبر تقديمها في إطار تقريري عن بعض الأفلام أو غيرها.
ومن ذلك ما حدث في 13/ 6/ 2008م عندما بثت تقريراً عن فلم مصري في إحدى النشرات الرئيسية تضمن بعض المشاهد الساخنة .
3- عرضت القناة عدداً من البرامج الوثائقية المليئة بالبهتان والانحياز ضد الحجاب الإسلامي .
ومن أمثلتها: ما جاء في برنامج (مسلمات بلا حجاب) الذي هاجم الحجاب وتعرض للحدود المقامة على الزانية والزاني وأنها من فهم بعض غلاة علماء الدين الإسلامي، وفي نهاية البرنامج جاء فيه : (قوانين القذف والجلد في الإسلام أصبحت لعنة على المرأة المسلمة).
4)في الاحتلال الأمريكي للعراق:
1- وصفت القناة القوات الأمريكية المحتلة للعراق بـ (قوات التحرير)، في الوقت الذي كان الأمريكان أنفسهم يسمونها (قوات الاحتلال) .
2- رغم الجرائم التي قامت بها قوات الاحتلال الأمريكية، كانت القناة تنقل صور الجنود الأمريكيون وهم يقدمون الحلوى للأطفال العراقيين، وصور المواطنين العراقيين وهم يرمون الجنود بالورود .
3- أحجمت القناة عن نشر أخبار كثير من المجازر التي ارتكبتها القوات الأمريكية وبالذات في الفلوجة والأنبار.
4- صوَّرت القناة كل المقاومين العراقيين على اختلاف أطيافهم بأنَّهم من أتباع ابن لادن، وهو ما لم تجرؤ على قوله القنوات الإخبارية الأمريكية .