تويتر الكويت
عضو مخضرم
الجزء الأول من الموضوع
سرحان الحدب الشمري
أنا قائد الدبابة التي تحركت
مسافة عشرة كيلو مترات
في عمق الأراضي الكويتية
فمهدت الطريق أمام قوات التحالف
لتحرير الكويت
«التحقت بالعسكرية أثناء أزمة الصامتة»
الحدب الشمري ونظرة لعدسة «الراي»
( تصوير جراح السلامة )
الشيخ سرحان الحدب الشمري
إعداد :
سعود الديحاني
للتضحية والفداء عناوين ودلائل تبرهن عليها.
ضيفنا اليوم كانت معه هذه البراهين والدلائل
عندما يشرح لنا صفحات من سجل ذكرياته العسكرية
والمعارك التي شارك بها والدورات التي التحق فيها...
ان خلاصة هذه الحياة العسكرية في سجل ذكرياته
هي انطلاقته فوق اول دبابة
تحركت داخل اراضي الكويتي لتمهد نصر وفرحة التحرير
يحدثنا عن هذه الساعة التي رافقت دبابة
وكيف كان ذلك فلنتركه ليخبرنا عنها:
أنا دخولي للجيش كان بعد ازمة الصامتة
وهي معروفة في تاريخ الجيش الكويتي،
وكان في الاول دخول الجيش عن طريق المساطر العسكرية
ودخلت عن طريق علي الحميدي الوقيت
كان مسطر شمر عنده وهو ساكن في الصليبخات
وهذه أول وظيفة لي وقد سبقني بعض ابناء الجماعة في العسكرية
وبداية الامر كانت هناك دورة عسكرية مدتها شهران
وبالعادة تكون الدورة ثلاث شهور
اما نحن فكنا اقل لاجل ازمة الصامتة
ولم تكن هناك صعوبة عند التحاقي في التدريب العسكري
والحركات القتالية وان كانت لها شدة لكن نحن كنا شبابا ومتحمسين...
بعد التخرج وزعت إلى اللواء الخامس والثلاثين
حتى انني اذكر ان ثامر طواري المطيري
«بومحمد»
وهو الذي جاء بنفسه ومعه سيارات عسكرية
وهو الذي اخذ المجموعة التي وزعت في اللواء الخامس والثلاثين
وانا كنت ضمن هذه المجموعة وكانت رتبته في تلك الايام عقيدا
ومكان اللواء بالقرب من المستشفى
اما السرية التي كنت فيها هي الكوكبة ومهمتها دبابات
وانا اول دورة لي كانت دورة لاسلكي
مدتها ثلاث شهور وهي في المعسكر.
الغزو
كنت في اجازة سنوية قبل الغزو
انا التحقت مع كتيبتي التي خرجت من الكويت
وكانت في منطقة الجبو وآمر اللواء كان سالم المسعود
وآمر الكتيبة احمد خالد الوزان
وانا اجازتي كانت خارج الكويت واستمررت طول الازمة معهم
في صحراء الجبو ثم تحولنا شمال منطقة خسارة بالقرب من الشعيب
ثم رجعنا إلى الجبو وجاءتنا دبابات عسكرية يوغوسلافية
وتدربنا عليها في مدة وجيزة خمسة عشر يوما
واخذنا مواقعنا في منطقة الجبو وعند بدأ عمليات التحرير
كان هناك ساتر ترابي لا تستطيع السيارات الكبيرة مجاوزته
عال بين السعودية والكويت.
التحرك
في يوم 25/2/1991 تحركنا نحو الساتر الترابي «الحاجز»
وكان معنا اللواء العشرون السعودي
وطلب من اللواء سالم المسعود سرية دبابات تكون معه رأس حرباء
تكون معه حين دخول الكويت
كان امر سريتنا نقيب طالب عبدالله جويعد الشمري
وقد طلب من امر سريتنا من قبل القوات السعودية فصيل دبابات
يدخل الكويت عشرة كيلومترات ويرجع اي استطلاع
ولم يدخل احد الكويت بعد جميع القوات على الحد «الحاجز»
قال آمرنا حاضر ثم جمع أمار الفصائل وكنت من ضمنهم
وقال نريد واحدا منكم يدخل عشرة كيلومترات
يمهد عملية تحرير الكويت ودخول قوات التحرير
وكل من رفع يده وانا رفعت يدي فقال آمرنا «المسؤول»
سوف اضع قرعة بينكم حتى لا ندخل في عتب
لان من دخل قد لا يعود وضعت القرعة ووقعت علي انا وفصيلي
فقال جهز نفسك «يا ابا عبدالله انت وزملاءك لدخول الكويت»
عشرة كيلومترات
ولما جئنا إلى القوات اللواء السعودي العشرين
قالوا لا يتسلم وكيل ضابط الفصيل لابد معه من ملازم
فجاء ضابط معنا وهو للتو جاء للسرية جهزنا دباباتنا واستعددنا
وانا كنت الآمر لهم ومعي الملازم لانهم قالوا ذلك
انا اكنت مع الرقيب وجهزنا الرشاشات وكنا ثلاث دبابات
وعملنا موجات اتصال بين ثلاث دبابات وصفرنا العداد
حتى نعرف المسافة التي سوف نقطعها وعملنا نافذا من الساتر
وودعنا زملاءنا ومعنا من ترك وصيته وتحركنا الساعة العاشرة
من وقت الضحى
بعد دخولنا انتشرنا فكانت دبابتان بالامام والثالثة بالخلف
اي على اليمين وعلى اليسار وهي تشكيلة عسكرية
ودخلت معنا مدرعة سعودية مشاة ولم يكن عندنا فكرة بدخولها معنا
وكان قائدها مقدما سعوديا ونحن في الطريق سوف تكون
قلمة صباح على اليمين وكنا نراها
لكن لا نعلم هل ستكون الارض مزروعة بالالغام
ام هناك مدفعية سوف تقذفنا
وكذلك الطيران لا نعلم هل سيأتينا منه قصف
كل ذلك كان متوقعا لأننا نحن دخلنا ولا نعلم اننا سوف نرجع
فالموت المحقق امامنا وكل ذلك فداء للكويت
ولكل الشعب واسرة الصباح حفظها الله
فالكويت بلدنا ونحن فداء له.
المشي
طبعا ودعنا زملاءنا قبل الدخول وهم يقولون نريد ان نراكم قبل ذهابكم،
انا كان معي قرآن مصحف جعلته فوق الدبابة
وقلت في نفسي «ان مولود التسعة لا يموت بالثمانية»
تحركنا وكنا نعرف القوات العراقية وعندنا فكرة عنها يوم قاتل ايران
والمقسوم سيأتي والذي نريده تحرير الكويت
مشينا كيلو «الف متر» بعد ذلك قال لي المدفعي
يا ابا عبدالله ان هناك في قلمة صباح موضعا دفاعيا
وهناك مدفع موجه هل ارمي أم لا؟
والدبابة نحن كنا فيها ثلاثة
سائق ومدفعي وقائد وانا قائد «امر» لا ارى شيئا إلا بالعين المجردة
والمدفعي عنده منظار ومكبر يرى مسافة عشرة كيلو
والمدفعي الذي معي اسمه رشيد
اما السائق نسيت اسمه «فليعذرني»
وانا ارسلت هذا الامر للقائد الذي خلفي «الملازم»
وقد رد علي المقدم لمشاة القوات السعودية التي دخلت خلفنا
وقال لي الدبابة المتصلة تابع المسير ولا ترمي ذلك الموقع
قلت خير ان شاء الله وقال لي اذا وصلت مسافة 500 متر
بينك وبينه قم بإطلاق النار نحو...
كنت اتحرى وتوقعت في اي لحظة اطلاق النار من ذلك الموقع
لكن اخبرني المدفعي ان الهدف كاذب مجرد خزان فوقه عامود خشبي
انا ارسلت هذا الخبر للقوات التي خلفنا وقلت
«اتضح ان الهدف كاذب خزان ماء وعليه عامود خشبي»
فقال القائد السعودي «معلوم صح»
وواصل المسير وهم كانوا يعلمون عنها ومكشوفة امامهم
ولذلك قالوا لا ترم تابعنا المسير واصبحت المسافة 10 كيلو مترات
ارسلت لهم هل اكمل المسير؟
أم ارجع فرد علي قائد اللواء العشرين السعودي
فقال الحمد لله على السلامة الآن ارجع ولا انسى كلامه
لأنني خرجت إلى الدنيا من جديد
لكن قال لي الانسحاب منظم اي ترجع دبابة ثم الاخرى
فتتقدم الثالثة ثم تتوقف وتتقدم الثانية
حتى نصل إلى الموقع فعلا وصلنا إلى الساتر الذي انطلقنا منه
وكان وقت الغداء فكأننا عدنا للحياة من جديد
وقد وجدنا غداء جعله لنا زملاؤنا
الحمد لله صارت بردا وسلاما
العراق الذي احتل الكويت سبعة اشهر نجونا منه.
المسير
بعد ذلك صرنا نحن الكويتيين رأس حربة امام اللواء العشرين السعودي
وكنا اثنتي عشرة دبابة ودخلنا الكويت على الاتجاه نفسه
ودخلت قوات التحالف معنا ونحن بالمقدمة وقد واجهنا الساتر العراقي
الذي عبارة عن اخدود وخندق وقد حفره من الجنوب إلى الشمال
وهو ساتر ناري لأن فيه نفط وعندما اقبل عليه اشتعل
فأصبح الفضاء كله دخانا لا نرى شيئا واطلق النار علينا
لكن جاء امر بأن نتوقف حتى الصباح
والقصف الذي جاءنا كان من مرصد عراقي من مكان «عال»
لكن اللواء السعودي استطاع الامساك به بعد تحديد مكانه
لكن بعد ذلك انقطع القصف علينا.
الصباح
في الصباح تحركنا وجاءت امامنا سيارات تحمل جسورا
ووضعت على الخندق وعبرنا ونحن لم نحتج اليه
فقد عبرنا فوق الخندق ثم جاء امامنا حقل الغام
فجاءت الهندسة السعودية وتعاملت مع ذلك الحقل
حيث ابطلت مفعول الالغام ودخلنا ووجدنا خنادق القوات العراقية
مليئة بالملابس العسكرية بعد الانسحاب
وقد خرجت علينا قوات عراقية بالآلاف رافعين الاعلام البيضاء
فجاءت قوات خلفنا واستقبلتهم حيث ان الامر الذي جاءنا
ان من رفع العلم الابيض لا تطلقوا عليه النار.
النار
دخلنا اللواء الخامس والثلاثين الذي على طريق السالمي
اطلق النار علينا من داخل المعسكر لكن طوقنا المعسكر
فسلم من كان فيه ثم توجهنا شمال اللواء
وثبتنا بعد تطهير اللواء الخامس والثلاثين
وبعد ثلاثة ايام دخلنا الجهراء فاستقبلنا الاهالي
فوق ما تصور العقل واغلقوا الشوارع بالاعلام والصيحات.
النفط
وضعنا نقاط امينة عند كل اشارة مرور
لكن هناك 700 بئر محترقة فالنهار ليل
اذا غسل احدنا وجهه بعد ساعة رد سواد عليه
والكهرباء معدومة بعد خمسة عشر يوما تحركنا نحو الصهيبي
بالقرب من العبدلي وبعد شهر رمضان جئنا إلى مدينة الحجاج
ثم رجعنا إلى لوائنا واستمررت بالوظيفة حتى العام 1997.
الشعبي
كان عندي بيت شعبي تسلمته سنة 1992
وسحب مني حين خرجت من الوظيفة لكبر سني
ونحن يوم كنا في قاعدة خالد ابان الغزو
جاءنا الشيخ سعد رحمه الله وقال ليس هناك بدون وكويتي
اليوم الكويت بحاجة لنا كلنا كويتيون
والذي يدخل التحرير ولد الكويت قال الكلام امام مشهد الناس
وقد حمل على الاعناق حتى ان عقاله سقط
وقد حمل من الفرحة فرحة لقائه
وانا كانت وصيتي ان ادفن في الكويت.
التقاعد
حين تقاعدي حسب لي من الراتب 65 في المئة
بعد ما كنت آخذ 1200 اليوم 600 دينار والايجار 300 ماذا بقي لي؟
لكن الحمد لله على الصحة والعافية وستر الحال وميسور وبخير
لله الحمد بفضل الله ثم الصباح.
الاستفادة
استفدت من العسكرية والصبر وتعلم الرجولة
لأنها مصنع الرجال ولا تخرج إلا الرجال الطيبين.
الخدمات
الخدمات الجليلة هم من اشهروا سلاحهم في وجه العدو
وهذا الذي نعرفه وهذه الكلمة وضعت لأجل هذا المعنى
وهذا الامر لمن قدم دماءه للكويت.
الزواج
انا تزوجت مرتين والحمد لله رزقت بتسعة ابناء
والكلمة الاخيرة لي
الله يحفظ الكويت وامراءها
ولا نريد الا الله ثم الصباح وعسى الله يعزهم.
جريدة الراي
التعليق في الجزء الثاني من الموضوع
سرحان الحدب الشمري
أنا قائد الدبابة التي تحركت
مسافة عشرة كيلو مترات
في عمق الأراضي الكويتية
فمهدت الطريق أمام قوات التحالف
لتحرير الكويت
«التحقت بالعسكرية أثناء أزمة الصامتة»
الحدب الشمري ونظرة لعدسة «الراي»
( تصوير جراح السلامة )
الشيخ سرحان الحدب الشمري
إعداد :
سعود الديحاني
للتضحية والفداء عناوين ودلائل تبرهن عليها.
ضيفنا اليوم كانت معه هذه البراهين والدلائل
عندما يشرح لنا صفحات من سجل ذكرياته العسكرية
والمعارك التي شارك بها والدورات التي التحق فيها...
ان خلاصة هذه الحياة العسكرية في سجل ذكرياته
هي انطلاقته فوق اول دبابة
تحركت داخل اراضي الكويتي لتمهد نصر وفرحة التحرير
يحدثنا عن هذه الساعة التي رافقت دبابة
وكيف كان ذلك فلنتركه ليخبرنا عنها:
أنا دخولي للجيش كان بعد ازمة الصامتة
وهي معروفة في تاريخ الجيش الكويتي،
وكان في الاول دخول الجيش عن طريق المساطر العسكرية
ودخلت عن طريق علي الحميدي الوقيت
كان مسطر شمر عنده وهو ساكن في الصليبخات
وهذه أول وظيفة لي وقد سبقني بعض ابناء الجماعة في العسكرية
وبداية الامر كانت هناك دورة عسكرية مدتها شهران
وبالعادة تكون الدورة ثلاث شهور
اما نحن فكنا اقل لاجل ازمة الصامتة
ولم تكن هناك صعوبة عند التحاقي في التدريب العسكري
والحركات القتالية وان كانت لها شدة لكن نحن كنا شبابا ومتحمسين...
بعد التخرج وزعت إلى اللواء الخامس والثلاثين
حتى انني اذكر ان ثامر طواري المطيري
«بومحمد»
وهو الذي جاء بنفسه ومعه سيارات عسكرية
وهو الذي اخذ المجموعة التي وزعت في اللواء الخامس والثلاثين
وانا كنت ضمن هذه المجموعة وكانت رتبته في تلك الايام عقيدا
ومكان اللواء بالقرب من المستشفى
اما السرية التي كنت فيها هي الكوكبة ومهمتها دبابات
وانا اول دورة لي كانت دورة لاسلكي
مدتها ثلاث شهور وهي في المعسكر.
الغزو
كنت في اجازة سنوية قبل الغزو
انا التحقت مع كتيبتي التي خرجت من الكويت
وكانت في منطقة الجبو وآمر اللواء كان سالم المسعود
وآمر الكتيبة احمد خالد الوزان
وانا اجازتي كانت خارج الكويت واستمررت طول الازمة معهم
في صحراء الجبو ثم تحولنا شمال منطقة خسارة بالقرب من الشعيب
ثم رجعنا إلى الجبو وجاءتنا دبابات عسكرية يوغوسلافية
وتدربنا عليها في مدة وجيزة خمسة عشر يوما
واخذنا مواقعنا في منطقة الجبو وعند بدأ عمليات التحرير
كان هناك ساتر ترابي لا تستطيع السيارات الكبيرة مجاوزته
عال بين السعودية والكويت.
التحرك
في يوم 25/2/1991 تحركنا نحو الساتر الترابي «الحاجز»
وكان معنا اللواء العشرون السعودي
وطلب من اللواء سالم المسعود سرية دبابات تكون معه رأس حرباء
تكون معه حين دخول الكويت
كان امر سريتنا نقيب طالب عبدالله جويعد الشمري
وقد طلب من امر سريتنا من قبل القوات السعودية فصيل دبابات
يدخل الكويت عشرة كيلومترات ويرجع اي استطلاع
ولم يدخل احد الكويت بعد جميع القوات على الحد «الحاجز»
قال آمرنا حاضر ثم جمع أمار الفصائل وكنت من ضمنهم
وقال نريد واحدا منكم يدخل عشرة كيلومترات
يمهد عملية تحرير الكويت ودخول قوات التحرير
وكل من رفع يده وانا رفعت يدي فقال آمرنا «المسؤول»
سوف اضع قرعة بينكم حتى لا ندخل في عتب
لان من دخل قد لا يعود وضعت القرعة ووقعت علي انا وفصيلي
فقال جهز نفسك «يا ابا عبدالله انت وزملاءك لدخول الكويت»
عشرة كيلومترات
ولما جئنا إلى القوات اللواء السعودي العشرين
قالوا لا يتسلم وكيل ضابط الفصيل لابد معه من ملازم
فجاء ضابط معنا وهو للتو جاء للسرية جهزنا دباباتنا واستعددنا
وانا كنت الآمر لهم ومعي الملازم لانهم قالوا ذلك
انا اكنت مع الرقيب وجهزنا الرشاشات وكنا ثلاث دبابات
وعملنا موجات اتصال بين ثلاث دبابات وصفرنا العداد
حتى نعرف المسافة التي سوف نقطعها وعملنا نافذا من الساتر
وودعنا زملاءنا ومعنا من ترك وصيته وتحركنا الساعة العاشرة
من وقت الضحى
بعد دخولنا انتشرنا فكانت دبابتان بالامام والثالثة بالخلف
اي على اليمين وعلى اليسار وهي تشكيلة عسكرية
ودخلت معنا مدرعة سعودية مشاة ولم يكن عندنا فكرة بدخولها معنا
وكان قائدها مقدما سعوديا ونحن في الطريق سوف تكون
قلمة صباح على اليمين وكنا نراها
لكن لا نعلم هل ستكون الارض مزروعة بالالغام
ام هناك مدفعية سوف تقذفنا
وكذلك الطيران لا نعلم هل سيأتينا منه قصف
كل ذلك كان متوقعا لأننا نحن دخلنا ولا نعلم اننا سوف نرجع
فالموت المحقق امامنا وكل ذلك فداء للكويت
ولكل الشعب واسرة الصباح حفظها الله
فالكويت بلدنا ونحن فداء له.
المشي
طبعا ودعنا زملاءنا قبل الدخول وهم يقولون نريد ان نراكم قبل ذهابكم،
انا كان معي قرآن مصحف جعلته فوق الدبابة
وقلت في نفسي «ان مولود التسعة لا يموت بالثمانية»
تحركنا وكنا نعرف القوات العراقية وعندنا فكرة عنها يوم قاتل ايران
والمقسوم سيأتي والذي نريده تحرير الكويت
مشينا كيلو «الف متر» بعد ذلك قال لي المدفعي
يا ابا عبدالله ان هناك في قلمة صباح موضعا دفاعيا
وهناك مدفع موجه هل ارمي أم لا؟
والدبابة نحن كنا فيها ثلاثة
سائق ومدفعي وقائد وانا قائد «امر» لا ارى شيئا إلا بالعين المجردة
والمدفعي عنده منظار ومكبر يرى مسافة عشرة كيلو
والمدفعي الذي معي اسمه رشيد
اما السائق نسيت اسمه «فليعذرني»
وانا ارسلت هذا الامر للقائد الذي خلفي «الملازم»
وقد رد علي المقدم لمشاة القوات السعودية التي دخلت خلفنا
وقال لي الدبابة المتصلة تابع المسير ولا ترمي ذلك الموقع
قلت خير ان شاء الله وقال لي اذا وصلت مسافة 500 متر
بينك وبينه قم بإطلاق النار نحو...
كنت اتحرى وتوقعت في اي لحظة اطلاق النار من ذلك الموقع
لكن اخبرني المدفعي ان الهدف كاذب مجرد خزان فوقه عامود خشبي
انا ارسلت هذا الخبر للقوات التي خلفنا وقلت
«اتضح ان الهدف كاذب خزان ماء وعليه عامود خشبي»
فقال القائد السعودي «معلوم صح»
وواصل المسير وهم كانوا يعلمون عنها ومكشوفة امامهم
ولذلك قالوا لا ترم تابعنا المسير واصبحت المسافة 10 كيلو مترات
ارسلت لهم هل اكمل المسير؟
أم ارجع فرد علي قائد اللواء العشرين السعودي
فقال الحمد لله على السلامة الآن ارجع ولا انسى كلامه
لأنني خرجت إلى الدنيا من جديد
لكن قال لي الانسحاب منظم اي ترجع دبابة ثم الاخرى
فتتقدم الثالثة ثم تتوقف وتتقدم الثانية
حتى نصل إلى الموقع فعلا وصلنا إلى الساتر الذي انطلقنا منه
وكان وقت الغداء فكأننا عدنا للحياة من جديد
وقد وجدنا غداء جعله لنا زملاؤنا
الحمد لله صارت بردا وسلاما
العراق الذي احتل الكويت سبعة اشهر نجونا منه.
المسير
بعد ذلك صرنا نحن الكويتيين رأس حربة امام اللواء العشرين السعودي
وكنا اثنتي عشرة دبابة ودخلنا الكويت على الاتجاه نفسه
ودخلت قوات التحالف معنا ونحن بالمقدمة وقد واجهنا الساتر العراقي
الذي عبارة عن اخدود وخندق وقد حفره من الجنوب إلى الشمال
وهو ساتر ناري لأن فيه نفط وعندما اقبل عليه اشتعل
فأصبح الفضاء كله دخانا لا نرى شيئا واطلق النار علينا
لكن جاء امر بأن نتوقف حتى الصباح
والقصف الذي جاءنا كان من مرصد عراقي من مكان «عال»
لكن اللواء السعودي استطاع الامساك به بعد تحديد مكانه
لكن بعد ذلك انقطع القصف علينا.
الصباح
في الصباح تحركنا وجاءت امامنا سيارات تحمل جسورا
ووضعت على الخندق وعبرنا ونحن لم نحتج اليه
فقد عبرنا فوق الخندق ثم جاء امامنا حقل الغام
فجاءت الهندسة السعودية وتعاملت مع ذلك الحقل
حيث ابطلت مفعول الالغام ودخلنا ووجدنا خنادق القوات العراقية
مليئة بالملابس العسكرية بعد الانسحاب
وقد خرجت علينا قوات عراقية بالآلاف رافعين الاعلام البيضاء
فجاءت قوات خلفنا واستقبلتهم حيث ان الامر الذي جاءنا
ان من رفع العلم الابيض لا تطلقوا عليه النار.
النار
دخلنا اللواء الخامس والثلاثين الذي على طريق السالمي
اطلق النار علينا من داخل المعسكر لكن طوقنا المعسكر
فسلم من كان فيه ثم توجهنا شمال اللواء
وثبتنا بعد تطهير اللواء الخامس والثلاثين
وبعد ثلاثة ايام دخلنا الجهراء فاستقبلنا الاهالي
فوق ما تصور العقل واغلقوا الشوارع بالاعلام والصيحات.
النفط
وضعنا نقاط امينة عند كل اشارة مرور
لكن هناك 700 بئر محترقة فالنهار ليل
اذا غسل احدنا وجهه بعد ساعة رد سواد عليه
والكهرباء معدومة بعد خمسة عشر يوما تحركنا نحو الصهيبي
بالقرب من العبدلي وبعد شهر رمضان جئنا إلى مدينة الحجاج
ثم رجعنا إلى لوائنا واستمررت بالوظيفة حتى العام 1997.
الشعبي
كان عندي بيت شعبي تسلمته سنة 1992
وسحب مني حين خرجت من الوظيفة لكبر سني
ونحن يوم كنا في قاعدة خالد ابان الغزو
جاءنا الشيخ سعد رحمه الله وقال ليس هناك بدون وكويتي
اليوم الكويت بحاجة لنا كلنا كويتيون
والذي يدخل التحرير ولد الكويت قال الكلام امام مشهد الناس
وقد حمل على الاعناق حتى ان عقاله سقط
وقد حمل من الفرحة فرحة لقائه
وانا كانت وصيتي ان ادفن في الكويت.
التقاعد
حين تقاعدي حسب لي من الراتب 65 في المئة
بعد ما كنت آخذ 1200 اليوم 600 دينار والايجار 300 ماذا بقي لي؟
لكن الحمد لله على الصحة والعافية وستر الحال وميسور وبخير
لله الحمد بفضل الله ثم الصباح.
الاستفادة
استفدت من العسكرية والصبر وتعلم الرجولة
لأنها مصنع الرجال ولا تخرج إلا الرجال الطيبين.
الخدمات
الخدمات الجليلة هم من اشهروا سلاحهم في وجه العدو
وهذا الذي نعرفه وهذه الكلمة وضعت لأجل هذا المعنى
وهذا الامر لمن قدم دماءه للكويت.
الزواج
انا تزوجت مرتين والحمد لله رزقت بتسعة ابناء
والكلمة الاخيرة لي
الله يحفظ الكويت وامراءها
ولا نريد الا الله ثم الصباح وعسى الله يعزهم.
جريدة الراي
التعليق في الجزء الثاني من الموضوع
التعديل الأخير: