الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى ثم أما بعد.
الموسوي
لا أدري لماذا تشتكي من أن الحوار انقلب إلى جدال , أنا لم أوجه لك أي كلمة خشنة ولم أتهمك بشيء وإنما أنت ادعيت أمرا ولم تستطع إثباته بدليل صحيح...
وقد طلبت مني أن أفسره لك ففعلت فأين المشكلة الآن ؟؟
وكل ما فعلته أني أوردت الآدلة الصحيحة بالإسناد الصحيح التي تثبت قولي وتدعمه وما جاوزت ذلك إلى غيره من قول أو فعل فارجع إلى أدبك المعروف ودع عنك تلك الأمور التي لا دخل لها بالمسألة التي نتكلم فيها.
نمسك زمام هذا الكلام ونرجع إلى البحث.
لا يمكن أن يكون سبيل الإستدلال على إسلام إنسان قد علمنا بالإسناد الصحيح أنه كافر دخل برخصة معينة لإفادة المسلمين بصنعته , أقول أن نثبت أنه كان مسلما بأنه دخل المسجد خلسة ليقتل أمير المؤمنين وهو يصلي.
فلا يعقل أن يكون هذا هو سبيل إثبات ديانة إنسان !!!!!!!
إذا كان نية دخول المسجد القتل
وحتى الصلاة ما صلاها بل قتل ولي أمر المسلمين
فهل هذه الأمور تثبت ديانته ؟؟ هذه مسألها لا يقبلها أي إنسان عاقل وأنت أفضل من أن تستدل على مسألة بهذه الطريقة
وأما قولك بأن عمر رضي الله عنه يعرفه وأنه كان يصلي في المسجد فمردود لقول أمير المؤمنين رضي الله عنه في محضر من الصحابة عن أبو لؤلؤة أنه لم يسجد لله سجدة وأنه لم يدعي الإسلام .
إذا المسألة ساقطة من جميع النواحي , وقد تنقلنا الآن من محاولة إثبات أنه مصلي إلى أنه مسلم إلى شبهة دخوله المسجد.
فبقيت المسألة على أصلها أنه كان كافرا ,ومن أراد أن يثبت إسلام إنسان فعليه بالدليل الذي يفيد اليقين أو حتى الظن الراجح في هذه المسألة , وارجع إلى أركان الإسلام وشعائره لتعلم كيف يُثبت إسلام إنسان.
ولكن أنت تسأل سؤالا غريبا حقا وهو الدليل على أنه كان مجوسيا , وإن كانت هذه المسألة لا تؤثر في محاولة إثبات إسلامه أو كفره إلا أنني أجيبك إليها إن شاء الله تعالى.
أقول لك لو تتبعت قصة مقتل عمر رضي الله عنه إلى تحقيق الصحابة في حادثة القتل واقتصاصهم من بعض الأشخاص ( أترك لك أن تبحث عنهم ) لعلمت أنها كانت مؤامرة وأن هذا الغلام مجوسي
ولكني لا أدع لك شيئا للظن فأورد عليك خبرا واحدا اخترته لك لحسن إسناده أورده الطبراني في الكبير برقم 14463- عن عبد الله بن عمر قال: لما طعن أبو لؤلؤة عمر طعنه طعنتين، فظن عمر أن له ذنبا في الناس لا يعلمه فدعا ابن عباس، وكان يحبه ويدنيه ويسمع منه فقال: أحب أن نعلم عن ملأ من الناس كان هذا؟ فخرج ابن عباس فكان لا يمر بملأ من الناس إلا وهم يبكون، فرجع إليه فقال: يا أمير المؤمنين ما مررت على ملأ إلا وهم يبكون كأنهم فقدوا اليوم أبكار أولادهم، فقال: من قتلني؟ فقال: أبو لؤلؤة المجوسي عبد المغيرة بن شعبة، قال ابن عباس: فرأيت البشر في وجهه، فقال: الحمد لله الذي لم يبتلني أحد يحاجني يقول: لا إله إلا الله، أما أني قد كنت نهيتكم أن تجبلوا إلينا من العلوج أحدا فعصيتموني، ثم قال: ادعوا إلي إخواني، قالوا: ومن؟ قال: عثمان وعلي وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص) إلى آخره...
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن
والأخبار كثيرة في هذه المسألة ولكني اخترت لك أثرا واحدا يثبت لك أنه كان مجوسيا وإن كانت هذه المسألة لا تؤثر في المسألة شيء حيث أنه رجل كافر من سبي المغيرة بن شعبة عامل أمير المؤمنين على الكوفة التي سقطتت تحت أيدي أهل الإسلام , فذلت الفرس بعد عز وانكسرت نفوسهم وهذا بركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم عندما مزقول كتاب رسوله فدعا عليهم أن يمزق ملكهم كما مزقوا كتاب رسوله.
وقد استجاب الله تعالى لدعاء نبيه صلى الله عليه وسلم فسقطتت مملكة الفرس سريعا بينما الروم والذي أكرموا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم بقي ملكهم بعد ذلك سنين طويلة.
فالمسألة واضحة وهي ثابتة بالأخبار الصحيحة المسندة ولو كانت عندك خلاف ما عندنا مما يثبت بالأسانيد الصحيحة وينزل تحت مجهر البحث العلمي فأورده علينا.
ترى المسألة معك يا الموسوي حوار وليست مناظرة...
وأما الدكتور فأقول له لم تورد إلى الآن ما بقي في ذمتك من الدليل على أن وجود الإنسان في المدينة دليل على إسلامه , وقد أمهلتك ثلاثة أيام فلا تدفعني لكي أثبت لك خطأ أقوالك مرة ثانية ,,, مازالت المهلة ممدودة.
** نكتة خفيفة:
أعجبني فعلا إستدلالكم بفعل أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه في إخراج الكفار والمشركين من جزيرة العرب وتسوية الصفوف.
هذا يدل على أنكم تعلمون شدة إتباع الفاروق رضي الله عنه لهدي النبي صلى الله عليه وسلم وقوة إستقامته على أمر الله وعدله بين رعيته وإلا لما استدللتم بفعله.
شكرا لكم
والحمد لله رب العالمين