عبد الله السلفي
عضو مميز
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
قال الإمام أبو القاسم محمد بن الحسين الآجري رحمه الله ( ت ٣٨٧ هـ ) : ( من أُمِّرَ عليك من عربي أو غيره . أسود أو أبيض أو عَجَميّ ، فأطعه فيما ليس فيه لله معصية ، وإن حرمك حقاً لك ، أو ضربك ظلماً لك ، أو انتهك عرضك ، أو أخذ مالك ، فلا يحملك ذلك على أن تخرج عليه بسيفك حتى تقاتله ، ولا تخرج مع خارجي يقاتله ، ولا تحرّض غيرك على الخروج عليه ، ولكن اصبر عليه ) المصدر : كتاب الشريعة ( ١ / ٢٢٤ ) طبعة دار الفضيلة ، الطبعة الثالثة .
وقد أورد الشيخ حمد بن إبراهيم العثمان حفظه الله قول الآجري رحمه الله في كتابه ( الغوغائية هي الطوفان ) مؤيداً له في الرد على الإخواني حاكم المطيري .
وقال الشيخ فلاح إسماعيل مندكار حفظه الله : ( ... ومن الحكام من يكون على خلاف ذلك والعياذ بالله ، كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ، ضرب ظهرك ، وين شرع الله عز وجل فيمن يضرب ظهرك ، ويأخذ مالك ، بل وربما اعتدى على عرضك أيضا ؟! ... ) إلى آخر رده ، المصدر : اللقاء المفتوح بتاريخ ٢٦ / ٨ / ٢٠١٣ م في الدقيقة ٣٤ : ٢١ .
فهم الحزبيون والتكفيريون من قول الإمام الآجري رحمه الله والشيخ فلاح إسماعيل حفظه الله أن المقصود بـ ( انتهاك العرض ) هو : الاغتصاب ! فاتهموا السلفيين بـ ( الدياثة ! ) وأنهم يقولون بأنه لو جاءك الحاكم وأراد اغتصاب أهلك ، فيجب أن تقبل بذلك وتسمع وتطيع له في مسألة ( الاغتصاب ) !
وهذا الفهم سببه أحد أمرين أو كليهما :
١ - الجهل بلغة العرب ومعنى ( انتهاك العرض ) أو ( هتك العرض ) .
٢ - العناد والهوى وبغض السلفيين الذين يخالفونهم في ( أصل السمع والطاعة ) ويلتزمون بالكتاب والسنة منهج السلف وأقوالهم في هذا الباب .
ووجد فيه بعض الحزبيين والتكفيريين متنفساً للتشنيع والسب والشتم في الشيخ فلاح إسماعيل حفظه الله وغيره من المشايخ السلفيين كالشيخ حمد العثمان حفظه الله ، وهذا الاعتراض من الحزبيين والتكفيريين يشبه اعتراض القس النصراني الخبيث زكريا بطرس - عامله الله بما يستحق - الذي اتهم النبي عليه الصلاة والسلام بـ ( الشذوذ الجنسي ) ، وسيأتي بيان هذا فيما بعد بإذن الله تعالى .
والرد على هذا الاعتراض على الإمام الآجري والشيخين فلاح إسماعيل وحمد العثمان من وجوه :
الوجه الأول : معنى ( العِرْض ) و ( انتهاك العِرْض ) ، ماذا يعني ( العِرْض ) ؟!
أما العرض فهو ـ كما فى العين ـ : ( واعترض عِرْضي إذا وقع فيه وانتقصه ونحو ذلك ، وعَرَّضْتَ لفلان وبفلان : إذا قلت قَوْلاً وأنت تعيبه بذلك ، وعِرْض الرجل : حَسَبه ، ويُقَالُ : لا تعرض عرض فلان ، أيْ : لا تذكره بسوء ) .
وفى لسان العرب ( 7 / 165 ) : ( وعِرْضُ الرجل حَسَبُه ، ويقال : فلان كريم العِرْضِ ، أِي كريم الحسَب , وأَعْراضُ الناس : أَعراقُهم وأَحسابُهم وأَنْفُسهم ، وفلان ذو عِرْضٍ إِذا كانَ حَسِيباً ) .
فـ ( العِرْض ) هو : الحسب ، وليس المقصود منه : الزوجة والأهل ، كما هو شائع عند العامة . ماذا يعني ( انتهاك العرض ) ؟!
في لسان العرب :
( والنَّهْك : المبالغة في كل شيء ، والنّاهِك والنَّهِيكُ المبالِغ في جميع الأَشياء ، قال الأَصمعي : النَّهْك أَن تبالغ في العمل ، فإِن شَتَمْتَ وبالغتَ في شَتْم العِرْض قيل : انْتَهَكَ عِرْضَه ) .
وفى العامي الفصيح من إصدارات مجمع اللغة العربية بالقاهرة ( 24 / 15 ) : ( نَهَكَ : انتهكَ عِرْضَ فلان : بالغ في شَتْمِهِ ، وانتهك حُرْمَتَه : تناولها بما لا يحلُّ ) . أهـ
فـ ( انتهاك العرض ) : هو الشتم والمبالغة فيه ، وليس ( الاغتصاب ) ، كما هو شائع عند العامة .
الوجه الثاني : شواهد من كلام أهل العلم رحمهم الله في بيان أن ( هتك العرض ) هو : السب والشتم ، وليس ( الاغتصاب ) :
١ - قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ( ت ٧٢٨ هـ ) : ( وأما انتهاك عرض الرسول ، فإنه يوجب القتل ) المصدر : الصارم المسلول ( ٣ / ٩٠٢ ) .
فهل يقصد شيخ الإسلام من انتهاك العرض : الاغتصاب ؟!
٢ - قال شيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله : ( وأما اللِّعان ، فالزوج هو الذي قذفها وعرَّضها للِّعان وهتك عرضها ورماها بالعظيمة وفضحها عند قومها وأهلها ، ولهذا يجب عليه الحد إذا لم يلاعن ... ) المصدر : زاد المعاد ( 5 / 339 ) .
فهل يُقال أن الزوج اغتصب زوجته بناءً على فهم أن ( هتك العرض ) هو ( الاغتصاب ) ؟!
٣ - قال محمد شمس الحق العظيم آبادي رحمه الله شارحاً حديث ( ليُّ الواجِدِ يُحِلُّ عِرضَهُ وعُقُوبَتَهُ ) : ( [ عرضه وعقوبته ] : والمعنى : إذا مَطَلَ الغني عن قضاء دَيْنِهِ يحل للدائن أن يغلِّظ القول عليه ويشدد في هتك عرضه وحُرمته ... ) المصدر : عون المعبود ( ٨ / ١٢٢ ) .
فهل يُقال بأن السنة تأمر بـ ( الاغتصاب ) بناءً على فهم أن ( هتك العرض ) هو ( الاغتصاب ) ؟!
٤ - قال المناوي رحمه الله تحت شرح حديث ( إنَّكَ إن اتبعتَ عَوراتِ المسلمينَ أفسدْتَهُمْ ، أو كِدْتَ تُفْسِدُهُمْ ) : ( [ أو كدتَ ] أي : قاربت أن [ تفسدهم ] لوقوع بعضهم في بعض بنحو غيبة أو لحصول تهمة لا أصل لها أو هتك عرض ذوي الهيئات المأمور بإقالة عثراتهم ) المصدر : فيض القدير ( ١ / ٧١٤ ) .
الوجه الثالث : قد أورد النصراني النجس زكريا بطرس قول النبي عليه الصلاة والسلام في أبي سفيان رضي الله عنه : ( أما ابن عمي ، فَهَتَكَ عِرضي ) رواه البيهقي والطبراني في المعجم الكبير والحاكم وصححه ووافقه الذهبي ، وهذا الكلام مقتبس من حديث طويل صحيح في قصة فتح مكة ، وصحح هذا الحديث : الشيخ الألباني رحمه الله في سلسلة الأحاديث الصحيحة في المجلد السابع ، القسم الثاني ، ص ١٠٢٣ ، برقم ٣٣٤١ .
فهل المقصود في الحديث هو ( الاغتصاب ) ؟! عياذاً بالله أن يكون المقصود ذلك ، وحاشاه صلى الله عليه وسلم ! ولكن القس ( القبطي ) النصراني الأحمق الخبيث أراد هذا المعنى لحمقه في معرفة لغة العرب !
ولكن المعاند صاحب الهوى الطاعن في السلفيين ظلماً وبهتاناً يلزمه أن يقول بهذا المعنى ، ومن اعتقد هذا المعنى في هذا الحديث فهو كافر ، لا شك في كفره وكفر من لم يكفره ، فأين تذهبون ؟!
وقد يقول قائل : هذا الحديث ضعيف ، والألباني أخطأ في تصحيح الحديث .
سواءً كان عنده حجة في تضعيفه أو لم يكن عنده حجة .
فنقول : هذا الحديث استدل به شيخ الإسلام في الصارم المسلول ، وهذا تصحيحٌ له عنده ، وقد وافق الذهبي تصحيح الحاكم لهذا الحديث ، فالحديث صححه جمع من أهل العلم ، وهو حديث ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وإليك بيان معنى الحديث عند أهل العلم بأن ( هتك العرض ) هو ( الهجاء والإيذاء بالسب ) :
قال الحافظ ابن حجر في الاصابة : ( وكان أبو سفيان ممن يؤذي النبي صلى الله عليه و سلم ويهجوه ويؤذي المسلمين قبل إسلامه ) أهـ
وقال ابن الأثير في اسد الغابة : ( وكان أبو سفيان من الشعراء المطبوعين وكان سبق له هجاء في رسول الله صلى الله عليه و سلم ) أهـ
وقال ابن الأثير : ( وروي أن الذين كانوا يهجون رسول الله صلى الله عليه و سلم من مشركي قريش : أبو سفيان ابن الحارث بن عبد المطلب وعبد الله بن الزبعرى وعمرو بن العاص - قبل اسلامه - ... ) أهـ
فهذه أقوال أهل العلم بالحديث والسير تُضاف إلى ما سبق من كلام أهل العلم بلغة العرب في بيان معنى ( هتك العرض ) بأنه ( السب والشتم والهجاء ) .
يتبع إن شاء الله
قال الإمام أبو القاسم محمد بن الحسين الآجري رحمه الله ( ت ٣٨٧ هـ ) : ( من أُمِّرَ عليك من عربي أو غيره . أسود أو أبيض أو عَجَميّ ، فأطعه فيما ليس فيه لله معصية ، وإن حرمك حقاً لك ، أو ضربك ظلماً لك ، أو انتهك عرضك ، أو أخذ مالك ، فلا يحملك ذلك على أن تخرج عليه بسيفك حتى تقاتله ، ولا تخرج مع خارجي يقاتله ، ولا تحرّض غيرك على الخروج عليه ، ولكن اصبر عليه ) المصدر : كتاب الشريعة ( ١ / ٢٢٤ ) طبعة دار الفضيلة ، الطبعة الثالثة .
وقد أورد الشيخ حمد بن إبراهيم العثمان حفظه الله قول الآجري رحمه الله في كتابه ( الغوغائية هي الطوفان ) مؤيداً له في الرد على الإخواني حاكم المطيري .
وقال الشيخ فلاح إسماعيل مندكار حفظه الله : ( ... ومن الحكام من يكون على خلاف ذلك والعياذ بالله ، كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ، ضرب ظهرك ، وين شرع الله عز وجل فيمن يضرب ظهرك ، ويأخذ مالك ، بل وربما اعتدى على عرضك أيضا ؟! ... ) إلى آخر رده ، المصدر : اللقاء المفتوح بتاريخ ٢٦ / ٨ / ٢٠١٣ م في الدقيقة ٣٤ : ٢١ .
فهم الحزبيون والتكفيريون من قول الإمام الآجري رحمه الله والشيخ فلاح إسماعيل حفظه الله أن المقصود بـ ( انتهاك العرض ) هو : الاغتصاب ! فاتهموا السلفيين بـ ( الدياثة ! ) وأنهم يقولون بأنه لو جاءك الحاكم وأراد اغتصاب أهلك ، فيجب أن تقبل بذلك وتسمع وتطيع له في مسألة ( الاغتصاب ) !
وهذا الفهم سببه أحد أمرين أو كليهما :
١ - الجهل بلغة العرب ومعنى ( انتهاك العرض ) أو ( هتك العرض ) .
٢ - العناد والهوى وبغض السلفيين الذين يخالفونهم في ( أصل السمع والطاعة ) ويلتزمون بالكتاب والسنة منهج السلف وأقوالهم في هذا الباب .
ووجد فيه بعض الحزبيين والتكفيريين متنفساً للتشنيع والسب والشتم في الشيخ فلاح إسماعيل حفظه الله وغيره من المشايخ السلفيين كالشيخ حمد العثمان حفظه الله ، وهذا الاعتراض من الحزبيين والتكفيريين يشبه اعتراض القس النصراني الخبيث زكريا بطرس - عامله الله بما يستحق - الذي اتهم النبي عليه الصلاة والسلام بـ ( الشذوذ الجنسي ) ، وسيأتي بيان هذا فيما بعد بإذن الله تعالى .
والرد على هذا الاعتراض على الإمام الآجري والشيخين فلاح إسماعيل وحمد العثمان من وجوه :
الوجه الأول : معنى ( العِرْض ) و ( انتهاك العِرْض ) ، ماذا يعني ( العِرْض ) ؟!
أما العرض فهو ـ كما فى العين ـ : ( واعترض عِرْضي إذا وقع فيه وانتقصه ونحو ذلك ، وعَرَّضْتَ لفلان وبفلان : إذا قلت قَوْلاً وأنت تعيبه بذلك ، وعِرْض الرجل : حَسَبه ، ويُقَالُ : لا تعرض عرض فلان ، أيْ : لا تذكره بسوء ) .
وفى لسان العرب ( 7 / 165 ) : ( وعِرْضُ الرجل حَسَبُه ، ويقال : فلان كريم العِرْضِ ، أِي كريم الحسَب , وأَعْراضُ الناس : أَعراقُهم وأَحسابُهم وأَنْفُسهم ، وفلان ذو عِرْضٍ إِذا كانَ حَسِيباً ) .
فـ ( العِرْض ) هو : الحسب ، وليس المقصود منه : الزوجة والأهل ، كما هو شائع عند العامة . ماذا يعني ( انتهاك العرض ) ؟!
في لسان العرب :
( والنَّهْك : المبالغة في كل شيء ، والنّاهِك والنَّهِيكُ المبالِغ في جميع الأَشياء ، قال الأَصمعي : النَّهْك أَن تبالغ في العمل ، فإِن شَتَمْتَ وبالغتَ في شَتْم العِرْض قيل : انْتَهَكَ عِرْضَه ) .
وفى العامي الفصيح من إصدارات مجمع اللغة العربية بالقاهرة ( 24 / 15 ) : ( نَهَكَ : انتهكَ عِرْضَ فلان : بالغ في شَتْمِهِ ، وانتهك حُرْمَتَه : تناولها بما لا يحلُّ ) . أهـ
فـ ( انتهاك العرض ) : هو الشتم والمبالغة فيه ، وليس ( الاغتصاب ) ، كما هو شائع عند العامة .
الوجه الثاني : شواهد من كلام أهل العلم رحمهم الله في بيان أن ( هتك العرض ) هو : السب والشتم ، وليس ( الاغتصاب ) :
١ - قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ( ت ٧٢٨ هـ ) : ( وأما انتهاك عرض الرسول ، فإنه يوجب القتل ) المصدر : الصارم المسلول ( ٣ / ٩٠٢ ) .
فهل يقصد شيخ الإسلام من انتهاك العرض : الاغتصاب ؟!
٢ - قال شيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله : ( وأما اللِّعان ، فالزوج هو الذي قذفها وعرَّضها للِّعان وهتك عرضها ورماها بالعظيمة وفضحها عند قومها وأهلها ، ولهذا يجب عليه الحد إذا لم يلاعن ... ) المصدر : زاد المعاد ( 5 / 339 ) .
فهل يُقال أن الزوج اغتصب زوجته بناءً على فهم أن ( هتك العرض ) هو ( الاغتصاب ) ؟!
٣ - قال محمد شمس الحق العظيم آبادي رحمه الله شارحاً حديث ( ليُّ الواجِدِ يُحِلُّ عِرضَهُ وعُقُوبَتَهُ ) : ( [ عرضه وعقوبته ] : والمعنى : إذا مَطَلَ الغني عن قضاء دَيْنِهِ يحل للدائن أن يغلِّظ القول عليه ويشدد في هتك عرضه وحُرمته ... ) المصدر : عون المعبود ( ٨ / ١٢٢ ) .
فهل يُقال بأن السنة تأمر بـ ( الاغتصاب ) بناءً على فهم أن ( هتك العرض ) هو ( الاغتصاب ) ؟!
٤ - قال المناوي رحمه الله تحت شرح حديث ( إنَّكَ إن اتبعتَ عَوراتِ المسلمينَ أفسدْتَهُمْ ، أو كِدْتَ تُفْسِدُهُمْ ) : ( [ أو كدتَ ] أي : قاربت أن [ تفسدهم ] لوقوع بعضهم في بعض بنحو غيبة أو لحصول تهمة لا أصل لها أو هتك عرض ذوي الهيئات المأمور بإقالة عثراتهم ) المصدر : فيض القدير ( ١ / ٧١٤ ) .
الوجه الثالث : قد أورد النصراني النجس زكريا بطرس قول النبي عليه الصلاة والسلام في أبي سفيان رضي الله عنه : ( أما ابن عمي ، فَهَتَكَ عِرضي ) رواه البيهقي والطبراني في المعجم الكبير والحاكم وصححه ووافقه الذهبي ، وهذا الكلام مقتبس من حديث طويل صحيح في قصة فتح مكة ، وصحح هذا الحديث : الشيخ الألباني رحمه الله في سلسلة الأحاديث الصحيحة في المجلد السابع ، القسم الثاني ، ص ١٠٢٣ ، برقم ٣٣٤١ .
فهل المقصود في الحديث هو ( الاغتصاب ) ؟! عياذاً بالله أن يكون المقصود ذلك ، وحاشاه صلى الله عليه وسلم ! ولكن القس ( القبطي ) النصراني الأحمق الخبيث أراد هذا المعنى لحمقه في معرفة لغة العرب !
ولكن المعاند صاحب الهوى الطاعن في السلفيين ظلماً وبهتاناً يلزمه أن يقول بهذا المعنى ، ومن اعتقد هذا المعنى في هذا الحديث فهو كافر ، لا شك في كفره وكفر من لم يكفره ، فأين تذهبون ؟!
وقد يقول قائل : هذا الحديث ضعيف ، والألباني أخطأ في تصحيح الحديث .
سواءً كان عنده حجة في تضعيفه أو لم يكن عنده حجة .
فنقول : هذا الحديث استدل به شيخ الإسلام في الصارم المسلول ، وهذا تصحيحٌ له عنده ، وقد وافق الذهبي تصحيح الحاكم لهذا الحديث ، فالحديث صححه جمع من أهل العلم ، وهو حديث ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وإليك بيان معنى الحديث عند أهل العلم بأن ( هتك العرض ) هو ( الهجاء والإيذاء بالسب ) :
قال الحافظ ابن حجر في الاصابة : ( وكان أبو سفيان ممن يؤذي النبي صلى الله عليه و سلم ويهجوه ويؤذي المسلمين قبل إسلامه ) أهـ
وقال ابن الأثير في اسد الغابة : ( وكان أبو سفيان من الشعراء المطبوعين وكان سبق له هجاء في رسول الله صلى الله عليه و سلم ) أهـ
وقال ابن الأثير : ( وروي أن الذين كانوا يهجون رسول الله صلى الله عليه و سلم من مشركي قريش : أبو سفيان ابن الحارث بن عبد المطلب وعبد الله بن الزبعرى وعمرو بن العاص - قبل اسلامه - ... ) أهـ
فهذه أقوال أهل العلم بالحديث والسير تُضاف إلى ما سبق من كلام أهل العلم بلغة العرب في بيان معنى ( هتك العرض ) بأنه ( السب والشتم والهجاء ) .
يتبع إن شاء الله