أحمد الحمد
عضو بلاتيني
علي سالم
لم تأتِ «داعش» من خارج المكان. لم تنزل علينا من الجحيم، وهو مكانها الطبيعي بين الزبانية، وإن كانت تحمل كل ملامح جهنم، وربما أيضا أوراقها الثبوتية. «داعش» لم تطلع علينا من باطن الأرض، حيث سجنها أحد ملوك الجن لألف عام. كما أنها لم تأتِ من كوكب بعيد يكن أهله كل هذه الكراهية لبني آدم. «داعش» تنظيم متطرف متوحش مجنون ولد أفراده على أرضنا، ودخلوا مدارسنا وجامعاتنا، وقرأوا كتبنا واستمعوا لشيوخنا.. فماذا حدث يا ترى في جهازهم النفسي وآليات التفكير في عقولهم حتى أوصلهم إلى درجة من الوحشية تخجل منها الوحوش؟ لا تنتظر مني إجابة، غير أنني أعرف شيئا واحدا هو أن معركتنا مع هذا التنظيم لا تقتصر على القضاء عليه، بل في فهم ومعرفة العوامل التي أدت لتكوينه. على ضوء ذلك علينا أن نتحلى بالشجاعة اللازمة لمصارحة بعضنا البعض بكل الأخطاء التي ارتكبناها بحسن نية.
هناك الكثيرون، ربما الآلاف، جاءوا من خارج المكان، من أوروبا عنوان التحضر، وهو الأمر الذي صدمنا له بشدة، الواقع أن صدمتنا كعرب وشرقيين بوجه عام ناتجة من تصورنا أن كل من يتكلم لغة أوروبية هو إنسان متحضر بالضرورة. الواقع أن المخابيل موجودون في كل مكان وعلى كل أرض ويتكلمون بكل اللغات، وتجمعهم في النهاية لغة واحدة هي الوحشية وكراهية البشر.
الدكتور أحمد عكاشة، وهو أحد شيوخ العلاج والتحليل النفسي، شخّص حالتهم بأنهم أشخاص سيكوباتيون. الواقع أن قاموس التحليل النفسي في اللغة العربية، يخلو من ترجمة أو تعريف شامل لها. ولكن المعروف أن الشخص السيكوباتي هو شخص ضد المجتمع (Anti society) على حد تعريف الدكتور فيل، وهو صاحب برنامج تلفزيوني أميركي شهير. غير أني أرى أن الشخص الداعشي ليس ضد المجتمع فقط، بل هو عدو له لا يشعر بالارتياح إلا بعد أن تمارس ضده أعلى درجات العدوان وأكثرها وحشية. الداعشية إذن درجة على سلم الشر أعلى من السيكوباتية بكثير.
هزيمة «داعش» والداعشية مؤكدة، ولأنهم يعرفون ماذا يفعلون بالناس بعد أن يقعوا في قبضتهم، ويتوقعون منا نفس المعاملة، لذلك سيقاومون بضراوة وقد يلجأون لسياسة الأرض المحروقة. وإذا كان لي أن أدلي برأيي في هذا الموضوع، فهو أن نحرص في قتالنا معهم على أن نشرح لهم أننا نختلف عنهم، وأن ما فعلوه بالناس سيئي الحظ الذين وقعوا في أيديهم، لن يكون هو ما سنفعله بهم، نحن نحترم أسرانا لأننا نعرف أن الأسير هو شخص انتهت الحرب بالنسبة إليه. كلامي ليس صادرا عن نظرة أخلاقية، بل عن حسابات عملية لا تطيل أمد الحرب معهم بما يترتب على ذلك من سقوط المزيد من الضحايا.
ليس كل المتطرفين من عشاق الموت، وعندما يحاصرون فهم يفكرون فقط في النجاة بجلودهم. عندما يعرفون أنهم محاصرون من كل جانب فهم بالطبع يفضلون التوقف عن القتال وتسليم أنفسهم لأعدائهم، وخصوصا عندما يتأكدون أن زملاء لهم يعيشون في الأسر بغير أن يتعرض لهم أحد بأذى.
http://classic.aawsat.com/leader.asp?section=3&article=785962&issueno=13065#.VAmg30pWk3E
التعليق:
أجل ان ما يقوم به ارهابيي داعش من قتل وتفجير ضد المسلمين وغير المسلمين الابرياء هي اعمال وحشية يخجل منها حتى الوحوش.
لو انفق اعداء الاسلام بلايين الدولارات من اجل تشويه سمعة الاسلام والمسلمين لما استطاعوا تحقيق عُشر (10%) مما حققه تنظيم داعش. لقد اظهر داعش المسلمين للعالم وكأنهم مجموعة من الناس تعشق القتل وتتلذذ بمناظر قطع الرؤوس وسفك الدماء.
لم تأتِ «داعش» من خارج المكان. لم تنزل علينا من الجحيم، وهو مكانها الطبيعي بين الزبانية، وإن كانت تحمل كل ملامح جهنم، وربما أيضا أوراقها الثبوتية. «داعش» لم تطلع علينا من باطن الأرض، حيث سجنها أحد ملوك الجن لألف عام. كما أنها لم تأتِ من كوكب بعيد يكن أهله كل هذه الكراهية لبني آدم. «داعش» تنظيم متطرف متوحش مجنون ولد أفراده على أرضنا، ودخلوا مدارسنا وجامعاتنا، وقرأوا كتبنا واستمعوا لشيوخنا.. فماذا حدث يا ترى في جهازهم النفسي وآليات التفكير في عقولهم حتى أوصلهم إلى درجة من الوحشية تخجل منها الوحوش؟ لا تنتظر مني إجابة، غير أنني أعرف شيئا واحدا هو أن معركتنا مع هذا التنظيم لا تقتصر على القضاء عليه، بل في فهم ومعرفة العوامل التي أدت لتكوينه. على ضوء ذلك علينا أن نتحلى بالشجاعة اللازمة لمصارحة بعضنا البعض بكل الأخطاء التي ارتكبناها بحسن نية.
هناك الكثيرون، ربما الآلاف، جاءوا من خارج المكان، من أوروبا عنوان التحضر، وهو الأمر الذي صدمنا له بشدة، الواقع أن صدمتنا كعرب وشرقيين بوجه عام ناتجة من تصورنا أن كل من يتكلم لغة أوروبية هو إنسان متحضر بالضرورة. الواقع أن المخابيل موجودون في كل مكان وعلى كل أرض ويتكلمون بكل اللغات، وتجمعهم في النهاية لغة واحدة هي الوحشية وكراهية البشر.
الدكتور أحمد عكاشة، وهو أحد شيوخ العلاج والتحليل النفسي، شخّص حالتهم بأنهم أشخاص سيكوباتيون. الواقع أن قاموس التحليل النفسي في اللغة العربية، يخلو من ترجمة أو تعريف شامل لها. ولكن المعروف أن الشخص السيكوباتي هو شخص ضد المجتمع (Anti society) على حد تعريف الدكتور فيل، وهو صاحب برنامج تلفزيوني أميركي شهير. غير أني أرى أن الشخص الداعشي ليس ضد المجتمع فقط، بل هو عدو له لا يشعر بالارتياح إلا بعد أن تمارس ضده أعلى درجات العدوان وأكثرها وحشية. الداعشية إذن درجة على سلم الشر أعلى من السيكوباتية بكثير.
هزيمة «داعش» والداعشية مؤكدة، ولأنهم يعرفون ماذا يفعلون بالناس بعد أن يقعوا في قبضتهم، ويتوقعون منا نفس المعاملة، لذلك سيقاومون بضراوة وقد يلجأون لسياسة الأرض المحروقة. وإذا كان لي أن أدلي برأيي في هذا الموضوع، فهو أن نحرص في قتالنا معهم على أن نشرح لهم أننا نختلف عنهم، وأن ما فعلوه بالناس سيئي الحظ الذين وقعوا في أيديهم، لن يكون هو ما سنفعله بهم، نحن نحترم أسرانا لأننا نعرف أن الأسير هو شخص انتهت الحرب بالنسبة إليه. كلامي ليس صادرا عن نظرة أخلاقية، بل عن حسابات عملية لا تطيل أمد الحرب معهم بما يترتب على ذلك من سقوط المزيد من الضحايا.
ليس كل المتطرفين من عشاق الموت، وعندما يحاصرون فهم يفكرون فقط في النجاة بجلودهم. عندما يعرفون أنهم محاصرون من كل جانب فهم بالطبع يفضلون التوقف عن القتال وتسليم أنفسهم لأعدائهم، وخصوصا عندما يتأكدون أن زملاء لهم يعيشون في الأسر بغير أن يتعرض لهم أحد بأذى.
http://classic.aawsat.com/leader.asp?section=3&article=785962&issueno=13065#.VAmg30pWk3E
التعليق:
أجل ان ما يقوم به ارهابيي داعش من قتل وتفجير ضد المسلمين وغير المسلمين الابرياء هي اعمال وحشية يخجل منها حتى الوحوش.
لو انفق اعداء الاسلام بلايين الدولارات من اجل تشويه سمعة الاسلام والمسلمين لما استطاعوا تحقيق عُشر (10%) مما حققه تنظيم داعش. لقد اظهر داعش المسلمين للعالم وكأنهم مجموعة من الناس تعشق القتل وتتلذذ بمناظر قطع الرؤوس وسفك الدماء.