قصة خيول الشيخ العربية وبغال الروماني

يحكى ان شيخا عجوزا كان ذا مال وقوة اكتسبها بسبب سلالات من الخيول العربية كان يملكها في بداية شبابة حققت له الثراء والعزة في زمن السلم والقوة والنصر في زمن الحرب ...حتى اذا بلغ مرحلة الكهولة وقل اهتمامة بخيولة وامهارها كما كان يفعل في شبابه تسلط عليه علج روماني فاخذ منه امهار خيله العربية الاصيلة وترك له الخيول والافراس الكبيرة في السن واستبدل الامهار الاصيلة ببغال واقنع الشيخ ان تلك البغال تغني عن امهاره الاصيله في زمن السلم والحرب ...وكان الروماني الخبيث يقنع الشيخ في كل مرة يزورة لاستبدال امهاره العربية بالبغال وكان يستخدم الترغيب والترهيب حتى اصبح الامر عند الشيخ امرا معتادا مع مرور الوقت ..بل ان الشيخ كان يتصل يالروماني لاخباره عن ولادة امهار جديدة.
وقد كانت تلك البغال وبال على الشيخ حيث كان وجوده بين الخيول العربية سببا في فساد اخلاقها وتغير طباعها من العزة والكرامة والقوة والصبر والتي هي من صفات الخيول العربية الفطرية الى الدناءة والذل والعيش بين الاقذار والطين كطباع بغال الروماني التى كانت تعيش معها.
ولمبلغ ماوصل الشيخ من الهوان عند الروماني الخبيث كلف احد البغال بمتابعة حال الشيخ وحال افراسه لان الشيخ ليس له قيمة عند الروماني لتضيع وقته مع الشيخ وان البغل كفيل بالشيخ وافراسه العربية.
حتى اذا اراد الله ابدال حال الشيخ العجوز وفي ليلة مباركة ولدت احد افراسه مهرا عربيا اصيلا قوي البنية متمردا على طباع البغال التي اصبحت سلوك لخيول الشيخ من طول معاشرتها لبغال الروماني...ولجمال المهر وقوته اسماه صاحبة الشيخ جهاد ..وقد شب المهر (جهاد) على التمرد والعنفوان حتى انه فر من حضيرة خيول الشيخ والتي كان الروماني قد استبدل بها اسطبلات الشيخ التي كانت تعيش بها الخيول..حيث كان الروماني يفرض على الشيخ تربية خيولة مع حظيرة البغال حيث الاوساخ والقاذورات التي تعتاد البغال العيش فيها على عكس الخيول العربية ...وهو مالم يستطع المهر الاصيل العيش فيها .
وقد كان المهر يلوذ بجبل قريب من مزرعة الشيخ حتى لا يراه الروماني فلا يستطيع القضاء علية ...فلم علم الروماني بحال المهر (جهاد )حاول اللحاق به في الجبل الا ان كل محاولته باءت بالفشل بل ان الحملات التي كان يرسلها له باستمرار للقضاء عليه تفشل وتهلك ولاتعود للروماني لقوة المهر المتمرد ولسرعته ...ومع مرور الزمن كبر المهر واصبح حصان قويا لا يمكن القضاء عليه .
ولخوف الروماني من منهج الحصان (جهاد) وخشيته من ان تقلده بقية الخيول ويكون سبب لعودة الشيخ لسابق عهده من القوة والمنعه ،كلف بغاله الموجوده بين الخيول الى تنفيرهم منه وتشويه سمعته بين اهله وذوية من الخيول العربية ،وان جهاد سيكون سببا لقيام الروماني بقتلهم والتخلص منهم خاصة ان الشيخ العجوز اصبح رجلا عجوزا لايملك من امره شيئ ولا يستطيع الدفاع عنهم .
وقد كانت البفال من الخبث ان زرعوا في وجدان الخيول ان الحرية والهروب من حضائر البغال خروج على منهج الخيول العربية الاصيلة ،وان الخيول الاصيلة معتادة على العيش بين الطين والاوساخ والقاذورات ،وان العيش في الحرية في الجبال والمروج النظيفة يشوة سمعة الفروسية العربية الاصيلة،كما اكد ت البغال ان قوة الحصان جهاد وسرعته بسبب عمالته مع الروماني الذي اذلهم واذل سيدهم الشيخ ،كما اكدت البغال لهم ان الحصان (جهاد)يستخدم المنشطان التي يزودها به الروماني وهو مايبرر قوته وسرعته.
وحيث ان الحظيرة كانت تحوي خيول عجائز كانت قد تشربت طباع البغال فقد اقنعت بقية الخيول بصحة كل ماكانت تردده البغال ،وان صلاح حالهم يكون بالقضاء على (جهاد)المخرب حتى يرضى العلج الروماني ولا يتسبب في القضاء عليهم .
حتى اذا جاءت ليلة ظلماء يخلو من سماءها القمر عاد (جهاد ) لاهلة حتى يحرضهم على الحريه والتمرد على طباع البغال لاصلاح حالهم ولعودتهم وسيدهم العجوز للعزة والكرامة التي سلبها منهم العلج الروماني ..لكنه تفاجئ بمؤامرة عواجيز الخيل وبغال الروماني ،فهجموا عليه هجمة واحدة واشبعوه رفسا ونطحا حتى كادوا يقتلوه ،ولان البغال لا تغلب الحصان العربي الاصيل مهما كثر عددهم ،فقد تمكن جهاد من صدهم ثم لاذ بالفرار وقد ثخن جسده بالجراح والاصابات ، ثم التجئ الى جبله الذي كان يعصمه من حملات الروماني وهو يصيح ياليت قومي يعلمون .
مايزال الرجل العجوز يعيش ذليلا ،وماتزال خيولة تعيش مع البغال في الحضائر ،وماتزال بغال الروماني تكذب على (جهاد) وتلفق التهم وتقلب الحقائق وهي تاكد للخيول العربية ان عيشة البغال التي يعيشونه هي الفروسية العربية الاصيلة...ومايزال الروماني الخبيث يحاول القضاء على الحصان العربي الاصيل (جهاد)................انتهت القصة دون معرفة مصير الخيول والبغال والعلج الروماني ...والاهم دون معرفة مصير الشيخ العجوز


اعتذر لطول القصة وللاخطاء الاملائية ان وجدت
 
التعديل الأخير:
أعلى