بسم الله الرحمن الرحيم، وددت ايراد حديث الغدير، عسى ان يكون محط فائدة لطالبها!!

عزّة

عضو فعال
حديث الغدير ينفي الخلاف بيننا:
ونبدأ بمصادر حديث الغدير حيث أجد من الضروري إلقاء نظرة على صيغة الحديث في مصادره عند الشيعة والسنّة، ليحصل الاطمئنان بأنه من الأحاديث المتواترة الثابتة في كتب الفريقين، وللتأكيد بأنّ اللفظ وهو (المولى) الذي نستدل به على جعل الإمامة لعليّ (عليه السلام) من قبل النبي (صلى الله عليه وآله)، موجود في جميع الصيغ الواردة في كتب علماء الفريقين.

حديث الغدير في مصادر أهل السنة

1 ـ قال النبي (صلى الله عليه وآله) يوم غدير خم: «ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجي أمهاتهم؟ فقلنا بلى يا رسول الله. قال: فمن كنت مولاه فعليّ مولاه اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه». (مسند أحمد، رقم الحديث 915.).

2-ـ وعن زاذان أبي عمر قال: سمعت عليّاً في الرحبة ، وهو ينشد الناس: من شهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم غدير خم وهو يقول ما قال.

فقام ثلاثة عشر رجلا فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه» (2).

3 ـ «إنّ النبي (صلى الله عليه وآله) قال يوم غدير خم: «من كنتُ مولاه» فعلي مولاه قال (ربما الراوي وهو أبو مريم أو غيره) فزاد الناس بعد: والِ من والاه وعادِ من عاداه» (3).

وفيه: أنّ هذه الزيادة ليست من الناس، بل هي رواية عن النبي (صلى الله عليه وآله) عن زيد عن رسول الله في حديث رقم 18522 في مسند أحمد.

ثم إن هذه الإضافة موجودة في مصادر الحديث الأخرى عند الطائفتين، فلا إشكال في ثبوت صدورها عن النبي (صلى الله عليه وآله)، ثم إن مورد الاستشهاد إنما بصدر الحديث أي قوله (صلى الله عليه وآله): «من كنتُ مولاه فعلي مولاه». وليس بذيله، أي: (اللهم والِ من والاه . . .).

4 ـ وعن أبي سرحة أو زيد بن علي عن النبي (صلى الله عليه وآله): «من كنت مولاه فعلي مولاه» (4).

5 ـ وقال سعد بن أبي وقاص لمعاوية بن أبي سفيان بعد أن نال الأخير من عليّ (عليه السلام): «تقول هذا لرجل سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه» (5).

6 ـ «وعن عامر بن سعد عن سعد، أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) خطب فقال: أما بعد، أيّها الناس فإني وليكم قالوا: صدقت، ثم أخذ بيد عليّ فرفعها ثم قال: هذا ولييّ والمؤدي عني، والِ اللهم من والاه، وعادِ اللهم من عاداه.

7-ـ وعن عائشة بنت سعد عن سعد قال: أخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) بيد علي فخطب فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ألم تعلموا أني أولى بكم من أنفسكم؟

قالوا: نعم، صدقت يا رسول الله. ثم أخذ بيد على فرفعها: فقال: من كنت وليه فهذا وليه، وإن الله ليوال من والاه ويعادي من عاداه» (6).

8 ـ «وعن عائشة بنت سعد عن سعد أنه قال: كنا مع رسول الله بطريق مكّة، وهو متوجه إليها، فلما بلغ غدير خم الذي بخم وقف الناس ثم ردّ من مضى ولحقه من تخلف فلما اجتمع الناس قال: أيّها الناس هل بلغت؟ قالوا: نعم. قال: اللهم اشهد. ثم قال: أيها الناس هل بلغت؟ قالوا: نعم. قال: اللهم اشهد ثلاثاً (ثم قال) أيها الناس من وليكم؟

قالوا: الله ورسوله ـ ثلاثاً ـ ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب فأقامه فقال: من كان الله ورسوله وليه فإن هذا وليه، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه» (7).

9 ـ «روى عثمان بن سعيد عن شريك بن عبد الله، قال: لما بلغ عليّاً (عليه السلام) أنّ الناس يتهمونه فيما يذكره من تقديم النبي (صلى الله عليه وآله) وتفضيله إياه على الناس، قال (عليه السلام): أنشد الله من بقي ممّن لقى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسمع مقاله في يوم غدير خم إلاّ قام فشهد بما سمع؟

فقام ستة ممن عن يمينه من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) وستة ممن على شماله من الصحابة أيضاً فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول ذلك اليوم وهو رافع بيدي علي: من كنتُ مولاه فهذا على مولاه، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه وانصر من نصره وأخذل من خذله، وأحبَّ من أحبَّه وأبغض من أبغضه» (8).

«وفي مكان آخر من كتاب النهج ينقل ابن أبي الحديد هذه القطعة الإضافية «وأنس بن مالك في القوم لم يقم: فقال له يا أنس! ما يمنعك أن تقوم فتشهد ولقد حضرتها؟

فقال: يا أمير المؤمنين كبرت ونسيت. فقال: اللهم إن كان كاذباً فارمه بها بيضاء لا تواريها العمامة.

قال طلحة بن عمير: فوالله لقد رأيت الوضح به بعد ذلك أبيض من عينيه» (9).

10 ـ « قال (صلى الله عليه وآله) يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه» (10).

11 ـ «وقام النبيّ (صلى الله عليه وآله) خطيباً وأخذ بيد علي بن أبي طالب فقال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟

قالوا: بلى يا رسول الله (صلى الله عليه وآله).

قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه» (11).

12 ـ وقال النبي (صلى الله عليه وآله) للمسلمين في عودته من حجّة الوداع: «من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه» (12).
 

عزّة

عضو فعال
حديث الغدير في كتب الشيعة

ومن الواضح أن جميع كتب الشيعة التي تعرضت لسيرة النبي (صلى الله عليه وآله)، أو لفضائل على (عليه السلام) ومناقبه، أو التي تعرضت لمسائل الإمامة ذكرت حديث الغدير، ونحن هنا نشير إلى بعض ما سجله علماء الشيعة في نقل حديث الغدير كنموذج لذلك:

1 ـ فلما رجع رسول الله (صلى الله عليه وآله) من حجة الوداع نزل عليه جبرئيل (عليه السلام) فقال: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} (13).

فنادى الناس فاجتمعوا، ثم قال عليه الصلاة والسلام: (يا أيها الناس مَن وليكم وأولى بكم من أنفسكم؟

فقالوا: الله ورسوله.

فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه ـ ثلاث مرات ـ» (14).

2-ـ قال النبي (صلى الله عليه وآله): «إني قد دعيت ويوشك أن أجيب ، وقد حان مني خفوق من بين أظهركم وإني مخلف فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض.

ثم نادى بأعلى صوته: ألست أولى بكم منكم بأنفسكم؟

قالوا: اللهم بلى.

فقال: فمن كنت مولاه فهذا عليّ مولاه، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله» (15).

3-ـ وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ألا وإني أشهدكم أني أشهد أنّ الله مولاي وأنا مولى كلّ مسلم وأنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فهل تقرّون لي بذلك وتشهدون لي به؟

فقالوا: نعم، نشهد لك بذلك.

فقال: ألا من كنت مولاه فإنّ عليّاً مولاه، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه وانصر من نصره وأخذل من خذله» (16).

4 ـ قال النبي (صلى الله عليه وآله): من كنتُ مولاه فهذا علي مولاه» (17).

5 ـ قال النبي (صلى الله عليه وآله): «من كنت مولاه فعلي مولاه» (18).

6 ـ قال النبي (صلى الله عليه وآله): فمن كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله» (19).

وأثبت المحدث هاشم البحراني 88 حديثاً في الغدير من طرق العامة و36 رواية من طرق الشيعة(20).

ولقد أحصى السيّد المحقّق الطباطبائي في كتابه (الغدير في التراث الإسلامي) 164 كتاباً صنف حول واقعة الغدير.
 

عزّة

عضو فعال
معاني حديث الغدير

وبعد أن ألقينا ضوءاً كافياً على أصل الحديث، واهتمام رواة الحديث وأرباب السنن بنقله، نتناول دلالة حديث الغدير على ثبوت امامة علي بن أبي طالب (عليه السلام) بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله)، ونستعرض أهم الشبهات التي اُثيرت على ذلك، وحاولت ـ بعد التسليم بصدور الحديث عن النبي (صلى الله عليه وآله) ـ تفسيره بمعان لا تساعد عليها اللغة والاستعمال والقرائن العامة التي حفّت بالحديث.




استعمال لفظ المولى

استعملت لفظة المولى في القرآن الكريم في اللغة في معان عديدة:

1 ـ فقد وردت بمعنى (الأولى) في تفسير قوله تعالى: {فَالْيَوْمَ لاَ يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلاَ مِنْ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمْ النَّارُ هِيَ مَوْلاَكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} (21).

واختاره أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتابه في القرآن (المجاز)، في تفسيره الآية المتقدمة، واستشهد ببيت لبيد:

فغدت كلا الفرجين تحسب أنه مولى المخافة خلفها وأمامها(22)

وقال به الزجاج والفراء أيضاً.

2ـ ووردت بمعنى المتصرف بالأمر في تفسير قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِاللهِ هُوَ مَوْلاَكُمْ} (23).

قال الفخر الرازي في تفسيره ناقلا عن القفال:

هو مولاكم: سيدكم والمتصرف فيكم(24).

3-ـ وردت بمعنى المتولي في الأمر في تفسير قوله تعالى:

{ذَلِكَ بِأَنَّ
اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا} (25) كما اختاره أبو العباس(26).
4 ـ وردت بمعنى الناصر في تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لاَ مَوْلَى لَهُمْ} (27) كما ذكر ذلك الشيخ المفيد (قدس سره) (28) وفسر لفظ المولى بمعنى الولي أيضاً كما عن الحاكم الحسكاني (29).

5ـ ووردت بمعنى الوارث كما في تفسير قوله تعالى: {وَلِكُلّ جَعَلْنَا مَوَالِىَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ . . .} (30) «وقال السدي: إنّ الموالي بمعنى الورثة وهو أقواها» (31).

6 ـ ووردت بمعنى الصاحب في تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ لاَ يُغْنِي مَوْلىً عَنْ مَوْلىً شَيْئاً وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ} (32) كما اختاره الطبرسي في تفسيره (33).

7-ـ ووردت بمعنى المالك كما في تفسير قوله تعالى:

{وَضَرَبَ اللهُ مَثَلا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَى شَيْء وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاَهُ}(34).

كما أشار إليه ابن الجوزي في تذكرته(35).

8-ـ وجاءت بمعنى العبد ، وقيل: ابن العم (36) في تفسير قوله تعالى:

{ادْعُوهُمْ لاِبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ}(37).

9-ـ ووردت بمعنى ابن العم ، قال الفضل بن العباس في ذلك:

مهلا بني عمنا مهلا موالينا لا تظهرون لنا ما كان مدفونا(38)

10-ـ ووردت بمعنى الحليف ، حيث قال الشاعر:

موالي حلف لا موالي قرابة *** لكن قطينا يسألون الاتاويا(39)

11-ـ ووردت بمعنى الربّ ومنه قول القائل:

«وقد وكلكم إلى المولى الكافي» أي الرب (40).

12 ـ ووردت بمعنى السيد ، فقد ورد في مجمع البحرين: «وتنكيل المولى بعبده بأن يجذع أنفه» (41).

وقال الخليل الفراهيدي:

والموالي بنو العم، والموالي من أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله) من يحرم عليه الصدقة.

والمولى: المعتق والحليف والولي(42).

والولي والمولى يستعملان في ذلك كل واحد منهما، يُقال في معنى الفاعل أي الموالي وفي معنى المفعول أي الموالي يُقال للمؤمن هو ولي الله ولم يرد مولاه(43).

وقد يُقال: بأنه إذا كان النبي (صلى الله عليه وآله) أراد أن ينصب علياً إماماً للمسلمين من بعده، فلماذا لم يذكر ذلك بلفظ يكون نصّاً في المعنى، فلا يقع النزاع بعد ذلك؟


والجواب

إنّ حديث الغدير وما تقدمه من كلام وما تأخر عنه يدل دلالة واضحة على مراد النبي(صلى الله عليه وآله) في تعيين علياً إماماً بعده ، فإذا أمكن النقاش في دلالة حديث الغدير; ودعوى عدم وضوحه في إفادة المعنى ، فإنه يمكن النقاش في كل نص يرد لا يحتمل معنى آخر غير معنى الإمامة على تقدير صدوره من النبي(صلى الله عليه وآله) كما ردّ طلب النبي ـ وهو على فراش الموت ـ في أن يكتب لهم كتاباً لن يضلوا من بعده أبداً ، حيث رفض عمر بن الخطاب ذلك الطلب وقال : إنّ الرجل ليهجر(44) أو غلب عليه الوجع كما روى ذلك البخاري بسنده عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال : لما اشتد بالنبي(صلى الله عليه وآله) وجعه قال : ائتوني بكتاب اكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده قال عمر : إنّ النبي(صلى الله عليه وآله)غلب عليه الوجع وعندنا كتاب الله حسبنا فاختلفوا وكثر اللغط قال(صلى الله عليه وآله) : قوموا عني ولا ينبغي عندنا النزاع ، فخرج ابن عباس يقول : الرزيئة كل الرزيئة ما حال بين رسول الله(صلى الله عليه وآله) وبين كتابه(45) .

وفي رواية أخرى روى البخاري بسنده عن ابن عباس قال: لما حضر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفي البيت رجال فقال النبي (صلى الله عليه وآله): هلموا أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده، فقال بعضهم: إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد غلبه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله(46).

هذه أهم موارد استعمال لفظة (المولى) التي جاءت في القرآن الكريم وفي كلمات العرب وشعرهم، ولكن علماء الحديث والعقائد ذكروا للفظ المولى معان أُخر غير التي ذكرناها، فقد ذكر ابن الجوزي: أن علماء العربية قالوا: إن لفظة المولى ترد على عشرة وجوه وهي:

الأول: المالك، ومنه قوله تعالى:

{وَضَرَبَ اللهُ مَثَلا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَى شَيْء وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاَهُ}.

أي على مالك رقه.

والثاني: بمعنى المولى المعتق بكسر التاء.

والثالث: بمعنى المعتق بفتح التاء.

والرابع: بمعنى الناصر ومنه قوله تعالى:

{ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لاَ مَوْلَى لَهُمْ}.

أي لا ناصر لهم.

والخامس: بمعنى ابن العم قال الشاعر:

مهلا بني عمنا مهلا موالينا لا تنبشوا بيننا ما كان مدفونا

وقال آخر:

هم الموالي حتفوا علينا وإنا من لقائهم لزور

وحكى صاحب الصحاح عن أبي عبيدة أن قائل هذا البيت عني بالموالي بني العم، قال: وهو كقوله تعالى:

{ثم يخرجكم طفلا}.

والسادس: الحليف قال الشاعر:

موالي حلف لا موالي قرابة ولكن قطينا يسألون الاتاويا

يقول هم حلفاء لا أبناء عم قال في الصحاح وأما قول الفرزدق:

ولو كان عبد الله مولى هجوته ولكن عبد الله مولى موالينا

فلأنّ عبد الله بن أبي إسحاق مولى الحضرميين، وهم حلفاء بني عبد شمس ابن عبد مناف، والحليف عند العرب مولى، وإنما نصب المواليا لأنه رده إلى أصله للضرورة، وإنما لم ينون مولى لأنه جعله بمنزلة غير المعتل الذي لا ينصرف.

والسابع: المتولي لضمان الجريرة وحيازة الميراث، وكان ذلك في الجاهلية ثم نسخ بآية المواريث.

والثامن: الجار وإنما سمي به لماله من الحقوق بالمجاورة.

والتاسع: السيد المطاع وهو المولى المطلق قال في الصحاح: كل من ولي أمر أحد فهو وليه.

والعاشر: بمعنى الأولى، قال الله تعالى: {فَالْيَوْمَ لاَ يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلاَ مِنْ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمْ النَّارُ هِيَ مَوْلاَكُمْ} أي أولى بكم(47).

وقال أبو بكر محمد بن القاسم الانباري في كتابه في القرآن المعروف بـ (المشكل):

«والمولى في اللغة ينقسم إلى ثمانية أقسام:

المنعم، المعتق، والمعتق بالفتح ـ، والاولى بالشيء والجار، وابن العم، والصهر والحليف، وقد استشهد على كل قسم من أقسام المولى بشيء من الشعر» (48) وجعلها شيخنا الامين (قدس سره) في غديره سبعة وعشرين معنى(49).




معنى لفظ المولى في لغة العرب

وهكذا يتضح أنّ لفظ المولى في اللغة استعمل في عدة معان، ولكن نسأل هل اللفظ موضوع ـ لغةً ـ لمعنى الأولى، واستعمل في سائر المعاني على نحو المجاز كما في استعمال لفظ الأسد في الرجل الشجاع بمناسبة شجاعته، فيكون الاستعمال فيها مجازاً وفي الأولى على نحو الحقيقة، أو أن تلك المعاني أيضاً معان حقيقية للفظ المولى، فالاشتراك معنوي، أو أن الاشتراك في اللفظ بنحو الاشتراك اللفظي؟
 

عزّة

عضو فعال
هل لفظ المولى مشترك لفظي؟

عُرف المشترك اللفظي بـ:

«أن يكون اللفظ موضوعاً لمعنيين ، أو لمعان بأوضاع متعددة كلفظ العين للباصرة والجارية والذهب» (50).

وقد عرفه أهل الاصول بعبارة أوضح: «اللفظ الواحد الدال على معنيين مختلفين فأكثر دلالة على السواء عند أهل اللغة» (51).

ومن الواضح أنّ لفظ المولى ليس كذلك، إذ معانيه ليست متباينة، إنما فيها معنى مشترك، وإن كان يوجد تفاوت في نسبة صدق المعنى الواحد عليها بنحو سواء، كما أنه من تتبع معاني لفظ المولى يستشعر أنّ اللفظ لم يوضع لتلك المعاني بنحو الوضع المستقل لكل معنى عن وضعه للآخر.


هل لفظ المولى حقيقة في الأولى مجاز في غيره؟

عرف المعنى الحقيقي بأنه: «استعمال اللفظ فيما وضع له في الاصطلاح الذي وقع به التخاطب».

وعرف المعنى المجازي بأنه: استعمال اللفظ في غير ما وضع له في أصل تلك المواضعة للعلاقة(52).

وعرف أيضاً بأنّ المعنى الحقيقي هو: «استعمال الكلمة فيما وضعت له في اصطلاح التخاطب».

أما المجاز فهو: «استعمال الكلمة في غير ما وضعت له في اصطلاح التخاطب» (53) والتعريفان متطابقان في المضمون.

وهذا التعريف لا ينطبق على لفظ المولى في معانيه المتعددة، وذلك لأنه كما استعمل في معنى(الاولى) بلا قرينة، كذلك أستعمل في سائر المعاني بلا قرينة أيضاً، مع أن الاستعمال المجازي للفظ لا يصح بلا قرينة، وهذا يدل على أن بقية المعاني هي أيضاً معاني حقيقة للفظ المولى.



هل لفظ المولى مشترك معنوي؟

المشترك المعنوي:

«هو أن يكون اللفظ موضوعاً لمعنى كلي كالإنسان للحيوان الناطق» (54).

وحيث إنّ هذا التعريف ينطبق على لفظ المولى للأدلة التي سنذكرها لاحقاً ، يكون لفظ المولى موضوعاً ـ في اللغة ـ لمعنى الأولى ، غاية الأمر أن الأولوية تختلف في كل مورد عن المورد الآخر فمثلا النبي(صلى الله عليه وآله) مولى المؤمنين يعني : هو أولى بهم من أنفسهم في أمورهم ، وله الأمر والنهي ، وله عليهم حقّ الطاعة ، والمولى بمعنى الوارث ، يعني أن الابن أو غيره من الورثة أولى من أي شخص آخر بمال مورثه المتوفى ، والمولى بمعنى الناصر ، كأن يُقال العباس بن علي مولى الحسين(عليه السلام)يعني : أن العباس(عليه السلام)أولى الناس بنصرة الحسين(عليه السلام) من غيره لمعرفته به ، وهكذا يكون معنى الأولوية موجوداً في جميع معاني لفظ المولى مع اختلاف في مصداق الأولوية كما يطلق لفظ إنسان على زيد وعمرو وبكر فإنهم جميعاً يصدق عليهم لفظ إنسان مع اختلاف كل مصداق عن المصداق الآخر ببعض الأمور .

والصحيح هو: أنّ لفظ المولى مشترك معنوي بدلالة تبادر معنى الأولوية منه رغم تعدد كيفيات الأولوية، وبدليل صحة استعمال لفظ الأولى مكان المولى، فيصح القول: «النبي (صلى الله عليه وآله) أولى بالمؤمنين» بدل قولنا «النبي (صلى الله عليه وآله) مولى المؤمنين» ويصح القول: (الاب أولى بالولد) بدل قولنا: (الاب مولى ولده) وهكذا، وهذا يدل على أن لفظ المولى يعني الأولى.
برهان المعاني الباقية
ويمكن الاستدلال على أن النبي (صلى الله عليه وآله) أراد معنى الأولى من لفظ المولى بالقول: إن النبي (صلى الله عليه وآله) لا يريد بالمولى المعتق أي مالك الرق الذي يملك المولى عبده وله أن يبيعه ويهبه، إذ ليس كل من ملكه النبي (صلى الله عليه وآله) ملكه علي. ولا يريد به العبد.

ولا يقصد النبي (صلى الله عليه وآله) من لفظ المولى (ابن العم)، لأن من كان ابن عم النبي (صلى الله عليه وآله) فهو ابن عم علي (عليه السلام) بلا حاجة إلى تجشم عناء بيان ذلك تحت أشعة الشمس الحارقة وإبلاغ المسلمين بذلك.

وكذلك لا يقصد النبي (صلى الله عليه وآله) بلفظ المولى (العاقبة) إذ لا معنى له في جملة (فمن كنت مولاه فهذا على مولاه).

ولا يمكن أن يريد به معنى الناصر; لأن المسلمين كلهم أنصار لمن نصره النبي (صلى الله عليه وآله) فلا معنى لتخصيص على (عليه السلام) بالنصرة عن جماعة المسلمين.

ولا يقصد به (صلى الله عليه وآله) معنى الحليف، لأن علياً حليف لجميع حلفاء النبي (صلى الله عليه وآله).

وكذلك لا يريد النبي (صلى الله عليه وآله) من لفظ المولى أن علياً وارث لكل من يرثه النبي (صلى الله عليه وآله).

أما معنى المتولي بالأمر والمتصرف فيه، فإنه لو قصد هذا المعنى فإنه يقصد الأولى; لأن المتولي للأمور والمتصرف فيه إنما يكون للأولى بالتصرف في الأمور، أي من له حق الأمر والنهي والطاعة . . . وكذلك لا يريد النبي (صلى الله عليه وآله) سائر معاني المولى نظير الصاحب والشريك والرب والجار ويظهر ذلك بأدنى تأمل في سياق الرواية، وفي القرائن العامة، فيبقى المعنى الوحيد المحتمل وهو الأولى بالمسلمين من أنفسهم فيجب حمله عليه.

ويدل على أولويّة على (عليه السلام) بالخلافة من جميع الأنصار والمهاجرين اعتراف هؤلاء بأولوية على (عليه السلام) منهم في ذلك، إلاّ أنهم طعنوا ذلك ببعض الأمور.

ففي شرح النهج لابن الحديد المعتزلي ورد:

«أن عمر قال: يا ابن عباس أما والله إن صاحبك هذا لأولى الناس بالأمر بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، إلاّ أنّا خفناه على اثنين . . . فقلت: ـ أي ابن عباس ـ قال: وماهما يا أمير المؤمنين؟

قال: خفناه على حداثة سنّه، وحبّه بني عبد المطلب» (55).

وفيما يلي بعض الشواهد على أن المراد بلفظ المولى في حديث الغدير معنى الأولوية دون غيرها من المعاني:


الشاهد الأول: شعر حسان بن ثابت

ما نظمه حسان بن ثابت شاعر الرسول (صلى الله عليه وآله) بعد فراغ النبي (صلى الله عليه وآله) من واقعة الغدير، حيث فهم منه حسان أن النبي (صلى الله عليه وآله) قد نصب علياً (عليه السلام) ولياً للمؤمنين، وأولى بهم من أنفسهم كما أن النبي (صلى الله عليه وآله) كذلك ـ أي ولى بالمسلمين من أنفسهم ـ حيث إنّ حسان بن ثابت استأذن النبي (صلى الله عليه وآله) أن يقول شعراً في الواقعة، فأذن له النبي (صلى الله عليه وآله) فأنشد أبياتاً منها:

فقال له قم يعلي فإنني *** رضيتك من بعدي إماماً وهادياً

«ويروى أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لحسان بعد أن فرغ من شعره: لا تزال مؤيداً بروح القدس ما نصرتنا أودافعت عنا بلسانك» (56).

وكذلك ما قاله الصحابي الجليل قيس بن سعد بن عبادة الانصاري:

وعلى إمامنا وإمام *** لسوانا أتى به التنزيل

يوم قال النبي من كنت مولاه *** فهذا علي خطب جليل(57)




الشاهد الثاني: كلام ابن منظور الديلمي

قال: أبو زكريا يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الديلمي (إمام الكوفيين في النحو واللغة والادب) في كتاب (معاني القرآن): الولي والمولى في كلام العرب واحد وفي قراءة عبد الله بن مسعود:

«إنما مولاكم الله ورسوله مكان وليكم» (58) وإنما يكون الولي ولياً ، إذا كان أولى من كل أحد في الأمر والنهي والطاعة من قبل الآخرين.



 
وهذه لائحة بالمصادر لا تغفلوا عنا☺
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)

(2) مسند أحمد ، رقم الحديث 906.

(3) مسند أحمد ، رقم الحديث 1242.

(4) مسند الترمذي ، كتاب المناقب ـ رقم الحديث 3646.

(5) سنن بن ماجة ، رقم الحديث 118.

(6) خصائص الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب: 176-حديث رقم 94 و95.

(7) ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق 2: 53.

(8) شرح ابن أبي الحديد 2: 287.

(9) شرح نهج البلاغة 4: 4.

(10) الصواعق المحرقة: 122.

(11) تاريخ اليعقوبي 2: 112.

(12) المجموعة الكاملة لمؤلفات الدكتور طه حسين ، المجلد الرابع: الخلفاء الراشدون: 443.

(13) سورة المائدة: 67.

(14) الأصول من الكافي 1: 295.

(15) الارشاد ، للمفيد: 94.

(16) الخصال: 166-حديث رقم 98.

(17) كمال الدين وتمام النعمة: 103.

(18) التوحيد: 212-ـ باب أسماء الله تعالى.

(19) معاني الاخبار: 63-حديث رقم 1.

(20) راجع كتاب كشف المهم في طريق خبر غدير خم.

(21) سورة الحديد: 16.

(22) الشافي 2: 177.

(23) سورة الحج: 78.

(24) تفسير الرازي 6: 210.

(25) سورة محمد: 11.

(26) الغدير 1: 367.

(27) سورة محمد: 11.

(28) عدة رسائل: 186-للشيخ المفيد.

(29) شواهد التنزيل لقواعد التفضيل 2: 174.

(30) النساء: 33; راجع تفسير الميزان 4: 363.

(31) التبيان في تفسير القرآن 3: 186.

(32) سورة الدخان: 42.

(33) مجمع البيان 9: 101.

(34) سورة النحل: 76.

(35) تذكرة الخواص: 37.

(36) مجمع البيان 7: 528.

(37) سورة الاحزاب: 5.

(38) التبيان في تفسير القرآن 3: 187.

(39) تذكرة الخواص: 38.

(40) البداية والنهاية 6: 334.

(41) مجمع البحرين 4: 373.

(42) كتاب العين 8: 365 ، للخليل الفراهيدي.

(43) مفردات غريب القرآن: 523.

(44) على ما أخرجه أبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري في كتاب السقيفة كما روى ذلك ابن أبي الحديد 2: 20 ، طبعة مصر راجع كتاب الفصول المهمة في تأليف الأمة ، للسيد شرف الدين: 105.

(45) صحيح البخاري 1: 37.

(46) صحيح البخاري 5: 137.

(47) تذكرة الخواص: 37 ـ 38.

(48) الشافي 2: 181.

(49) راجع الغدير 1: 362.

(50) جامع العلوم في اصطلاحات الفنون 1: 118.

(51) هامش كتاب مبادئ الوصول إلى علم الأصول عن كتاب المزهر 1: 369.

(52) مبادئ الوصول إلى علم الأصول: 76.

(53) تلخيص المفتاح في المعاني والبيان والبديع: 262.

(54) جامع العلوم في اصطلاحات الفنون 1: 118.

(55) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 10: 20.

(56) تذكرة الخواص: 39.

(57) الغدير 1: 340. وراجع كتاب (خصائص الأئمة) للشريف الرضي: 43.

(58) تلخيص الشافي 2: 180.
(منقول).
 

بو فاطمة

عضو بلاتيني
فعلاً
فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ...
قال تعالى مبيناً ذلك أن ليس من هدى الوحى التناقض
النساء - الآية 82
أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا


خذ أول إختلاف في هذه الروايات

رقم ٨ قال هذا الحديث و هو ذاهب إلي مكه

و رقم ١٢ و هو راجعٌُ منها

على فكرة بعض الأئمة ضعف هذه الروايات أمثال الإمام البخاري و بن تيمية



الناقض الثاني أستدليت برواية كتب الكتاب التي كانت على حد زعمك أنها وصية على تنصبيب الخلافة لعلي عليه السلام

فكيف يوصي بشئٍ ينجي من الضلال و قد وصى به من قبل
 

ولد الاحساء

عضو فعال
السنة مواليه العلي كرم الله وجهه ودلليل انه الخليفه الرابع عند السنه حيث تم تفظيله على معاويه وتمت مبايعه على كرم الله وجهه امام وخليفه للمسلمين السنه حتى قتلوه الشيعه.
 

عزّة

عضو فعال
بسم الله الرحمن الرحيم،

والحمد لله أهل الحمد والشكر على ما أنعم، "..الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ۖ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ۖ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ"، وصلى الله على النبي الكريم وآله الطاهرين،

وبعد، فإنّ القلوب حرّى، مما نشهد ونسمع، فقد أجمع الناس على انكار الظاهر وإخفاء الباهر، وجلّ الجهد التزام الجحد، وجلّ العمل كثرة الأمل، استرشدوا الضال فضلوا، واستهدوا الجاهل فزلّوا، رغبوا بالقليل وزهدوا بالكثير. اللهمّ فاشهد أنما البلاغ لك، والأمر إليك، تهدي من تشاء وتضلّ من تشاء، إنّك على كل شيء قدير.

فلنلتفت "عين العصبية تعمي"..، فكيف يصل من وطّن نفسه على البقاء؟! أم كيف يرتحل إلى الحق قلبٌ همّه المراء؟! أمْ كيف يدرك قافلة الواصلين المبصرين جموعُ نيامٍ غافلين؟!.

هوّن -يا سائلي- عليك، فالبيان شأن الله تعالى لتتمّ حجّته، وتحيط الناس كلمته، قال تعالى: "وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ" (سورة القصص الآية ٤٧)، فأرسل جلّ ذكره الرسل، حتى انكفأ المكذّب، وبُهت المحاجج، وها نحن أمّة محمّد صلى الله عليه وآله، أمّة خير نبيٍّ وأصحاب أعظم رسالة، خصّنا الله تعالى برحمته، واستنقذنا من بعد أن كنا على شفا حفرةٍ ثمّ عرفنا القرآن آياً بعد آيٍ، فقصَّت البراهين الساطعات من الذكر: " وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ" (سورة آل عمران الآية ١٤٤)، ولم يكن الله تعالى غافلاً عن تنبيه الناس في قوله جلّ ذكره: "إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ" (سورة الزمر الآية ٣٠). فهذا الرسول صلى الله عليه وآله، بشرٌ كباقي البشر ستدركه المنية، ويلتحق بالمحلّ الأعلى، ويعود إلى ربّه جلّ وعلا، ثمّ يقول القائل أنّ الله جلّ شأنه يغفل عن تنصيبٍ إمامٍ بعد نبيّه يقود الأمّة، ويمسك زمامها كي لا تضلّ ولا تردى، فمهلاً مهلاً، موسى عليه السلام لم يخرج إلى ميقات ربّه حتى نصّب خليفة، ولم يترك الأمر لبني اسرائيل، ولم يجعله شورى بينهم، بحكمةٍ ورأفةٍ كي لا يُصار إلى الضلال، فيتحمّل كليم الله وزراً -حاشاه- لأنه لم يعقل ناقته وأمّته؛ ألسيت الحكمة اعقل ثم توكّل، بلى، وهو فراق يعلم النبي الكليم عليه السلام أنه لن يطول وأن اللقاء مع أمّته سيليه، فكيف نزّلتم الرسول الكريم محمّد صلى الله عليه وآله منزلةً ربه يأباها، تقولون مشى أعظم الأنبياء صلى الله عليه وآله صاحب الأمّة الحقّة، ولم يخلّف له خلفاً، ولم ينصّب لهم إماماً، يرشدهم إذا ضلّوا وينقذهم إذا اعتلّوا، فهل ارتأى الرسول صلى الله عليه وآله اللقاء مع ربّ الأرباب، وهو يعلم أنّه ذاهب ولا عود بعد ذلك في ذي الدنيا، فيتخلّف عن حكمة صنعها النبيون عليهم السلام من قبل، إن هذا لافتراء عليه وآله الصلاة والسلام، ومحض تبلٍّ.

ثمّ إننا نعلم أن العاقل هو من استوى له في نفسه ما يدبّر شأن أعضائه وجوارحه، ولم يترك الله تعالى الشورى تحكم في اختيار أيّ الأعضاء ترشد الحواس وتميزّ له السليم من السقيم، ثمّ نقول أنّ الله تعالى ترك أمّة محمّد صلّى الله عليه وآله بلا مرشدٍ ولا هادٍ، فتقتحم أستار الظلام، وتحلّها مصائب الخلاف، فإن قالوا الشورى تكفي فلماذا إذاً تفرّقت الأمّة مذاهب حتى كأن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله بعثه الله تعالى بثلاثٍ وسبعين شريعة؟!! وإن قالوا كيف للمسلمين أن يتخلّفوا لو كان الرسول صلى الله عليه وآله آمرهم، أو أنه نصّب إماماً؟! فالجواب أنّ الأحداث تشهد أنّهم طالما كثر من المسلمين اللغط، وبرز منهم التخلّف والتباطؤ، كيف ولا وأُحُدٌ تشهد، ألم يتقهقر المسلمون عن مواقعهم ولم يثبت منهم إلا القليل؟!، إذ طمعوا بالغنيمة فبوغتوا بعد المعصية بالهزيمة، ثمّ نادى المنادي محمد صلى الله عليه وآله قد قتل، فارتجّ المسلمون وتخبّطت بهم الأخبار ففرّ من فرّ ولم يبقَ مع النبي الكريم صلى الله عليه وآله إلا قلّة، إلا إنه ولو كان ذو الفقار ناطقاً منبئاً لحكى!

أم أنّكم لم تَخبروا ما كان من بعض الصحابة من تباطؤ وتخلّف عن جيش أسامة، أم نستبعد ذلك بعينٍ مريضة طعنا بظهر الانصاف، عينٍ طالما خرجت عن سواء السبيل. وعليه فأي الفرقين أحقّ بالتهمة أنه لم يدرك الحكمة في فعله، هل الرسول؟! حاشاه هو المنزّه من ربّه، إذاً فالمسلمون.

ولأن المسلم المنصف، والعامة المريدة للحقيقة أبت ظلم النبي الكريم عليه وآله أفضل الصلاة والسلام، فنفت أن يكون النبي صلى الله عليه وآله تخلّف عن حكمة او ترك ما فيه الأمان من الفرقة وهو تعيبن وصيّ وخليفة ووليٍّ يحمل أعباء الأمة ويلي أمور المسلمين، كان علينا التدقيق والتمحيص عن الخليفة الذي اودعه فينا وائتمننا على طاعته، كي لا نهلك بالتقصير يوم الدين.

وأهمّ حادثة –كما يعرف المسلمون-لتعيبن الخليفة وتوكيده كانت قبل الرحيل إلى المحلّ الأعلى بعد أداء حجة الوداع والتي ختمت بحديث الغدير.

أمّا حديث الغدير فقد ثبت تواتره عندكم ولكن تأكيد المؤكد، وإثبات الثبات وإيضاح الواضح، سأورد لكم الأمر أمراً لن ينكره غير الجاحدين.

ولكن قبل ذلك لابدّ من تعريف أمرٍ هام، ما هي الإمامة؟ وما مفهومها؟

الإمامة تعني لغةً: الرئاسة والقيادة، والزعامة، وأما حقيقةً وانطلاقاً من الشريعة فتعني: "رئاسة عامّة في أمور الدنيا والدين نيابة عن النبي صلى الله عليه وآله" (العلامة الحلّي/ الباب ١١ ص٦٩)، وهذا بديهي لأن خليفة النبي يقوم مقامه في جميع الشؤون، إذاً نستنتج أنّ الإمامة أمرٌ حيويّ من شؤون الأمة، فإلى من يرجع المسلمون في أخذ أحكام الإسلام وحلول المشكلات الفكرية؟! وبمن يقتدي المسلمون بعد غياب النبي صلى الله عليه وآله؟! إنّ روح الاسلام كشريعة ورسالة خاتمة تامّة تنطوي على مسؤولية بالغة الأهمية وهي مهمة تطبيقها مدى الحياة، وعلى هذا فالقرآن الذي يلائم كلّ عصر لا بدّ أن يوازيه إمام وخليفة يحرص على تطبيق احكامه، والتي بالبداهة لا يطبقها بتمامها إلا من لا يفترق عنها. ونبهنا غير عابث الرسول الأمجد صلى الله عليه وآله إلى ذلك بواسطة حديث الثقلين وما جاء فيه: "إنّي تاركٌ فيكم الثقلين، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما فلن تضلّوا بعدي أبداً" (الجامع الصحيح للترمذي ٥: ٦٦٣).

وعوداً إلى حديث الغدير، والذي أبى العزيز عزّ شأنه إلا أن تتناقله الألسن، وتلوكه أشداق رواة الحديث، حتى تتمّ على الناس الحجة البالغة، وحتى تكون لمن طلب النجاة الدربُ مضاءةً بينة موصلة إلى الجنة. وما نطق به لسان العقل الصادق إلا أن قال أنّي ما رأيت من شبهات حول الامامة، الا كطفلٍ يعبث بالتراب ليغبّر وبغباره يريد أن يخفي عن الناس واضح السبيل، ولكن أكثر الناس للأسف أنفسَهم يخدعون، يقول جلّ شأنه في كتابه: "وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ۚ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ" وبما قال الله عزّ وجلّ نكتفي.

أما رواة حديث الغدير فبلغ عددهم مائة وعشر صحابياً (١١٠)، ولكثرتهم نذكر اشخاصاً منهم، ولو شئنا بلغنا بكم من ذلك المرام، لكن اقتصاراً على الاختصار نذكر اسماءً منهم، ولا بدّ من الإشادة أن الحديث وارد في كتب الفريقين لدرجة تفوق التواتر المفيد لليقين، فنبدأ بسم الله:
 

عزّة

عضو فعال
أبو هريرة الدوسي، أبو ليلى الأنصاري، أبو زينب بن عوف الأنصاري، أبو فضالة الأنصاري من اهل بدر، أبو قدامة الأنصاري المستشهد يوم الرحبة، أبو عمرة بن عمرو بن محصن الأنصاري، أبو الهيثم بن التيهان قتل بصفين سنة ٣٧، أبو ذويب خويلد بن خالد بن محرث الهذلي الشاعر الجاهلي الاسلامي المتوفى غي خلافة عثمان، ((أبو بكر بن أبي قحافة التيمي روى عنه حديث الغدير ابن عقدة في اسناده في حديث الولاية وأبو بكر الجعابي في النخب والمنصور الرازي في كتابه حديث الغدير وعدّه شمس الدين الجزري الشافعي في أسنى المطالب ص٣ ممن روى حديث الغدير من الصحابة))، أسامة بن زيد بن حارثة الكلبي، أبي بن كعب الأنصاري الخزرجي، أسعد بن زرارة الأنصاري، أسماء بنت عميس الخعثمية، (((أم سلمة زوجة النبي الطاهر صلى الله عليه وآله)))، أم هاني بنت أبي طالب سلام الله عليهما، مالك بن أنس الأنصاري الخزرجي خادم النبي صلى الله عليه وآله، براء بن عازب الانصاري الأوسي، ثابت بن وديعة الانصاري الخزرجي المدني، جابر بن عبد الله الأنصاري، أبو ذرّ جندب بن جنادة الغفاري، رفاعة بن عبد المنذر الأنصاري، زيد بن ارقم الانصاري، زيد بن عبد الله الانصاري، سعد بن عبادة الانصاري، طلحة بن عبيد الله التميمي المقتول يوم الجمل، (((عائشة بنت أبي بكر بن أبي قحافة زوجة النبي صلى الله عليه وآله أخرج الحديث عنها ابن عقدة في حديث الولاية)))، عباس بن عبد المطلب بن هاشم عم النبي محمد صلى الله عليه وآله، عبدالله بن جعفر بن ابي طالب الهاشمي، عبد الله بن ربيعة، ((عبد الله بن عباس المتوفى ٦٨، اخرج الحافظ النسائي في الخصائص ص٧ عن ميمون بن المثنى قال حدثنا ابو الوضاح (الوضاح) وهو ابو عوانة قال: حدثنا ابو بلج ابن ابي سليم عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس في حديث طويل، قال: إني جالس إلى ابن عباس إذا أتاه تسعة رهط فقالوا: يا ابن عباس إما ان تقوم معنا، وإما أن تخلو بنا من بين هؤلاء، فقال ابن عباس: بل انا أقوم معكم، قال: وهو يومئذٍ صحيح قبل ان يعمى قال فانتدبوا (فانتدوا أي جلسوا في النادي) فحدثوا فلا ندري ما قالوا، قال: فجاء (ابن عباس) يتفض ثوبه وهو يقول: أف وتف (أي قذرا لهم) وقعوا في رجلٍ له بضع عشر فضايل ليست لأحدٍ غيره وقعوا في رجلٍ قال له النبي صلى الله عليه وآله: لأبعثنّ رجلاً لا يخزيه الله أبداً يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله، فاستشرف لها مشرف فقال صلى الله عليه وآله: أين علي؟، فقالوا: إنه يطحن في الرحى، قال صلى الله عليه وآله: وما كان أحد ليطحن؟!، قال: فجاء وهو أرمد لا يكاد يبصر، قال: فنفث صلى الله عليه وآله في عينيه (عيني على عليه السلام) ثمّ هزّ الراية ثلاثاً فأعطاها إياه فجاء على بصفية بنت حي. قال: ابن عباس: ثمّ بعث رسول الله فلاناً بسورة التوبة فبعث علياً خلفه فأخذها منه وقال صلى الله عليه وآله: " لا يذهب بها إلا رجلٌ هو مني وأنا منه"، فقال ابن عباس: وقال النبي صلى الله عليه وآله لبني عمّه: أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ فأبوا قال: وعلي جالس معهم فقال علي : أنا أواليك في الدنيا والآخرة، قال فتركه صلى عليه وآله وأقبل على رجلٍ رجلٍ منهم فقال صلى الله عليه وآله: أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ فأبوا فقال علي: أنا أواليك في الدنيا والآخرة ، فقال صلى الله عليه وآله: أنت وليي في الدنيا والآخرة. قال ابن عباس وكان عليّ أوّل من آمن من الناس بعد خديجة رضي الله عنها. قال: وأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله ثوبه فوضعه على عليّ وفاطمة وحسن وحسين وقال صلى الله عليه وآله: إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً. قال ابن عباس: وشرى علي نفسه فلبس ثوب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثمّ نام مكانه، فقال ابن عباس: وكان المشركون يرمون رسول الله فجاء ابو بكر وعلي نائم قال: وابو بكر يحسب أنّه رسول الله قال فقال: يا نبي الله، فقال علي عليه السلام: إنّ نبي الله قد انطلق نحو بير ميمون فأدركه، قال: فانطلق ابو بكر فدخل معه الغار قال: وجعل علي يُرمى بالحجارة كما كان النبي صلى الله عليه وآله يُرمى وهو يتضوّر (يتقلب ظهرا لبطن)، وقد لف رأسه في الثوب لا يخرجه حتى أصبح ثم كشف عن رأسه فقالوا: إنّك للئيم وكان صاحبك لا يتضوّر ونحن نرميه وأنت تتضور وقد استنكرنا ذلك. فقال ابن عباس: وخرج رسول الله صلى الله عليه وآله في غزوة تبوك وخرج الناس معه قال له عليّ: أخرج معك؟ قال فقال النبي صلى الله عليه وآله: لا، فبكى عليّ فقال له: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ إلا أنه لا نبي بعدي (معلوم لدى جميع المسلمين أنّ هارون كان خليفة موسى)، أنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي. فقال ابن عباس: وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنت ولي كل مؤمن بعدي ومؤمنة. قال ابن عباس: وسدّ رسول الله صلى الله عليه وآله أبواب المسجد غير باب عليّ فكان يدخل المسجد جنباً وهو طريقه ليس له طريق غيره. قال ابن عباس: وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: من كنت مولاه فإنّ مولاه عليّ. الحديث (هذا الحديث بطوله رواه وأخرجه جمع كثير من الحفاظ بأسانيدهم الصحاح منهم : إمام الحنابلة أحمد في مسنده ج ١ ص ٣٣١ عن يحيى بن حماد عن أبي عوانة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس، والحافظ الحاكم في المستدرك ج ٣ ص ١٣٢ وقال: هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة ، والخطيب الخوارزمي في المناقب ص ٧٥ رواه بطريق الحافظ البيهقي ، ومحب الدين الطبري في الرياض ج ٢ ص ٢٠٣ ، وفي ذخائر العقبى ص ٨٧ ، والحافظ الحمويني في فرائده بإسناده عن ضحاك عنه بطريق الطبراني أبي القاسم ابن أحمد ، وابن كثير الشامي في البداية والنهاية ج ٧ ص ٣٣٧ عن طريق أحمد بالسند المذكور وعن أبي يعلى عن يحيى بن عبد الحميد عن أبي عوانة إلى آخر السند ، والحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد ج ٩ ص ١٠٨ عن أحمد والطبراني وقال: ورجال أحمد رجال الصحيح غير أبي بلج الفزاري وهو ثقة وفيه لين ، وروى أيضا حديث الغدير عن ابن عباس في ص ١٠٨ فقال: رواه البزار في أثناء حديث ورجاله ثقات ، ورواه بطوله الحافظ الكنجي في الكفاية ص ١١٥ نقلا عن أحمد وابن عساكر في كتابه الأربعين الطوال، وذكره ابن حجر في الإصابة ٢ ص ٥٩).

وأيضاً من رواة الحديث من الصحابة عبد الله بن عمر بن الخطاب، عثمان بن عفان، عبيد بن عازب الأنصاري، سيّد الموحدين وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، عمارة الخزرجي الأنصاري، عمر الخطاب، عمرو بنت مرّ الجهني، الصدّيقة فاطمة بنت النبي الأعظم صلى الله عليه وآله، فاطمة بنت حمزة بنت عبد المطلب، قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري...

نعم، أما عدد رواة الحديث من التابعين بلغ أربعة وثمانون تابعياً، أما طبقات رواة الحديث وحفاظه والأساتذة بلغوا ثلاث مائة وستون نسمة، وأيضاً -أعزائي- روى الحديث أحمد بن حنبل من أربعين طريقاً، والجزري المقري من ثمانين طريقاً، وابن عقدة من مائة وخمس طرق، وأبو سعيد السجستاني من مائة وعشرين طريقاً، وأبو بكر الجعابي من مائة وخمس وعشرين طريقاً، وفي تعليق هداية العقول ص 30 عن الأمير محمد اليمني (أحد شعراء الغدير في القرن الثاني عشر): إنّ له مائة وخمسين طريقاً. فالذي قال أنّ الحديث ضعّفه من ضعّفه فيخبرني بأي حقّ ضعّفه، الحديث أكثر من متواتر!! فمن ذا يقف أمام الله تعالى يوم القيامة ويقول أنّ خبر الغدير وردني غير متواتر، أو ضعيف؟!!.

لكن استيفاء للحجة الكاملة والبرهان التام نورد لكم شهادات من عندكم:
 

عزّة

عضو فعال
قد صرّح جمع كبير من علماء أهل السنة بتواتر الحديث؛ فمنهم العلامة شمس الدين الذهبي قال في تذكرة الحفاظ: (ولما بلغ ابن جرير أن أبا داود تكلم في حديث غدير خم عمل كتاب الفضائل وتكلم في تصحيح الحديث، وقد رأيت مجلداً في طريق الحديث لابن جرير فاندهشت له ولكثرة الطرق) (تذكرة الحفاظ 2/ 713).

وفي سير أعلام النبلاء روى الذهبي أثناء ترجمته للمطلب بن زياد بسنده عنه عن عبد الله بن محمد بن عقيل قال: (كنت عند جابر في بيته، وعلي بن الحسين ومحمد بن الحنفية أبو جعفر، فدخل رجل من أهل العراق فقال: أنشدك بالله إلاّ حدّثتني ما رأيت وما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كنّا بالجحفة بغدير خم وناس كثير من جهينة ومزينة وغفار، فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من خباء أو فسطاط فأشار بيده ثلاثاً، فأخذ بيد عليّ رضي الله عنه فقال: "منكنت مولاه فعلي مولاه"ثم قال الذهبي: (هذا حديث حسن عال جداً، ومتنه متواتر). (سير أعلام النبلاء 7/ 571).

ومنهم ابن حجر العسقلاني، قال: (وأمّا حديث «من كنت مولاه فعلي مولاه»، فقد أخرجه الترمذي والنسائي وهو كثير الطرق جداً، وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان) (فتح الباري 7/ 74).

وقال أيضاً أثناء ترجمته للإمام أمير المؤمنين عليه السلام: (... قلت: لم يجاوز المؤلف ما ذكر ابن عبد البر، وفيه مقنع، ولكنه ذكر حديث الموالاة عن نفر سماهم فقط، وقد جمعه ابن جرير الطبري في مؤلف فيه أضعاف من ذكر، وصححه واعتنى بطرقه أبو العباس ابن عقدة، فأخرجه من حديث سبعين صحابيّاً أو أكثر) (تهذيب التهذيب 4/ 213).ومنهم البدخشاني في كتابه مفتاح النجا «مخطوط» قال: (أقولهذا حديث مشهور، نصّ الحافظ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي التركماني الفارقي ثم الدمشقي على كثير من طرقه بالصحة، وهو كثير الطرق جدّاً، وقد استوعبها الحافظ أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي المعروف بابن عقدة في كتاب مفرد).

ومنهم الملا علي القاري، فقال: (... وروى المحاملي في أماليه عن ابن عباس، ولفظه: علي بن أبي طالب مولى من كنت مولاه، والحاصل: أنّ هذا حديث صحيح لا مرية فيه، بل بعض الحفاظ عده متواتراً، إذْ في رواية أحمد أنه سمعه من النبي صلى الله عليه وآله ثلاثون صحابيّاً وشهدوا به لعلي لما نوزع أيام خلافته) (المرقاة في شرح المشكاة 5/ 568).

ومنهم الكتاني أورده في كتابه نظم المتناثر، وهو كتاب خصصه لذكر الأحاديث المتواترة، فقال: (من كنت مولاه فعلي مولاه، أورد فيها أيضاً من حديث زيد بن أرقم، وعلي، وأبي أيوب الأنصاري، وعمرو ذي مر، وأبي هريرة، وطلحة، وعمارة، وابنعباس، وبريدة، وابن عمر، ومالك بن الحويرث، وحبشي بن جنادة، وجرير، وسعد بن أبي وقاص، وأبي سعيد الخدري، وأنس، وجندع الأنصاري، ثمانية عشر نفساً، وعن عدة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله وعن اثني عشر رجلاً منهم قيس بن ثابت، وحبيب بن بديل بن ورقاء، وعن بضعة عشر رجلاً منهم يزيد أو زيد بن شراحيل الأنصاريقلت: ورد أيضاً من حديث البراء بن عازب، وأبي الطفيل، وحذيفة بن أسيد الغفاري، وجابر، وفي رواية لأحمد أنه سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثون صحابيّاً، وشهدوا به لعلي لما نوزع أيام خلافته، وممن صرح بتواتره أيضاً المناوي في التيسير نقلاً عن السيوطي وشارح المواهب اللدنية، وفي الصفوة للمناوي قال الحافظ: ابن حجر حديث من كنت مولاه فعلي مولاه خرجه الترمذي والنسائي وهو كثير الطرق جداً وقد استوعبها ابن عقدة في مؤلف مفرد وأكثر أسانيدها صحيح أو حسن) (نظم المتناثر صفحة 194 – 195).).ومنهم جلال الدين السيوطي وذلك في كتابين خصصهما لذكر الأحاديث المتواترة وهما: «الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة» وكتاب «الفوائد المتكاثرة في الأخبار المتواترة» ونقل حكم السيوطي على حديث الغدير بالتواتر العلامة المناوي في التيسير في شرح الجامع الصغير، حيث قال في شرح الحديث: (قال: حديث متواتر) (التيسير في شرح الجامع الصغير 2/ 442).

ونقل أيضاً حكم السيوطي على حديث الغدير بالتواتر العلامة العزيزي في السراج المنير في شرح الجامع الصغير فقال أثناء شرحه للحديث: (وقال المؤلف: حديث متواتر) (السراج المنير 3/ 360).

ومنهم العجلوني في كشف الخفاء قال: («من كنت مولاه فعلي مولاه»، رواه الطبراني وأحمد والضياء في المختارة، عن زيد بن أرقم وعليّ وثلاثين من الصحابة بلفظ «اللهم وال من والاه وعاد من عاداه»، فالحديث متواتر أو مشهور) (كشف الخفاء 2/ 361).

ومنهم العلامة عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين، فقال: (وقد روى حديث غدير خم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، نحو مائة نفس، وفيهم العشرة وهو حديث ثابت لا أعرف له علّة، تفرّد عليّ بهذه الفضيلة لم يشركه فيها أحد) (شرح مذاهب أهل السنة صفحة 103).

ومنهم العلامة محمد مبين اللكهنوي وهو من علماء أهل السنة في الهند، قال بعد أن ذكر بعض الأحاديث في فضائل الإمام علي عليه السلام ومنها حديث الغدير: (وأكثر الأحاديث المذكورة في هذا الباب من المتواترات كحديث: أنت مني بمنزلة هارون من موسى، وحديث أنا من علي، وعليّ مني، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ...) (وسيلة النجاة في فضل السادات صفحة 104).

ومنهم أبو القاسم الفضل بن محمد، قال ابن المغازلي الشافعي بعد أن أخرج حديث الغدير: (قال أبو القاسم الفضل بن محمد: هذا حديث صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد روى حديث غدير خم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو مائة نفس منهم العشرة، وهو حديث ثابت لا أعرف له علة تفرّد عليّ بهذه الفضيلة لم يشركه أحد. (المناقب لابن المغازلي الشافعي صفحة 26).

ومنهم ابن الجزري، قال بعد إخراجه لأحد طرق حديث الغدير: (هذا حديث حسن من هذا الوجه، صحيح عن وجوه كثيرة متواترة عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، وهو متواتر أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم، رواه الجم الغفير عن الجم الغفير، ولا عبرة بمن حاول تضعيفه ممن لا إطلاع له في هذا العلمفقد ورد مرفوعاً عن أبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوّام، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرّحمن بن عوف، والعباس بن عبد المطلب، وزيد بن أرقم، وأبي سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله، وعبد الله بن عباس، وحبشي بن جنادة، وعبد الله بن مسعود، وعمران بن حصين، وعبد الله بن عمر، وعمار بن ياسر، وأبي ذر الغفاري، وسلمانالفارسي، وسعد بن زرارة، وخزيمة بن ثابت، وأبي أيوب الأنصاري، وسهل بن حنيف، وحذيفة بن اليمان، وسمرة بن جندب، وزيد بن ثابت، وأنس بن مالك، وغيرهم من الصحابة رضوان الله عليهم. وصح عن جماعة ممن يحصل القطع بخبرهم، وثبت أيضاً أنّ هذا القول كان منه صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم) (أسنى المطالب في مناقب علي بن أبي طالب صفحة 3 – 4).
 

عزّة

عضو فعال
ومنهم جمال الدين المحدّث في الأربعين قال: (الحديث الثالث عشر: عن جعفر بن محمد، عن آبائه الكرام عليهم السلام أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما كان بغدير خم، نادى الناس فاجتمعوا، فأخذ بيد علي وقال: «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيث دار»، وفي رواية: «اللهم أعنه وأعن به، وارحمه وارحم به، وانصره وانصر به»، فشاع ذلك في البلاد، فبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري، فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ناقة له، فنزل بالأبطح على ناقتهوأناخها، فقال: يا محمد أمرتنا أن نشهد أن لا إله إلاّ الله وأنك رسول الله فقبلناه منك، وأمرتنا أن نصلي خمساً فقبلناه منك، وأمرتنا بالزكاة فقبلناه منك، وأمرتنا أن نصوم فقبلناه منك، ثم أمرتنا بالحج فقبلناه منك، ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعي ابن عمّك تفضله علينا، فقلت: من كنت مولاه فعلي مولاه، فهذا منك أم من الله عز وجل؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: والله الذي لا إله إلاّ الله إن هذا من الله.

فولى الحارث بن النعمان وهو يريد راحلته وهو يقول: اللهم إن كان ما يقوله محمد حقّاً فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم، فما وصل إلى راحلته حتى رماه الله عز وجل بحجر فسقط على هامته وخرج من دبره فقتله، وأنزل الله عزّ وجل: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ* لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ} (المعارج: 1 – 2).

أقول: أصل هذا الحديث سوى قصة الحارث تواتر عن أمير المؤمنين عليه السلام، وهو متواتر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً، رواه جمع كثيروجمّ غفير من الصحابة) (الأربعين، مخطوط، عنه السيد الميلاني دام ظله في نفحات الأزهار 6/ 113).

ومنهم ضياء الدين، قال وهو يتحدث عن الأحاديث الواردة في فضل أهل البيت عليهم السلام: (ومن شواهد ذلك ما ورد في حق علي كرم الله وجهه في الجنة وهو على حدته متواتر معنى، ومن أوضحه معنى وأشهره رواية حديث: «من كنت مولاه فعلي مولاه»، وفي بعض رواياته زيادة: «اللهم وال من والاه وعاد من عاداه»، وفي بعض زيادة: «وانصر من نصره واخذل من خذله»، وطرقه كثيرة جداً، ولهذا ذهب بعضهم إلى أنّه متواتر فضلاً عن المعنى، وعزاه السيوطي في الجامع الكبير إلى أحمد بن حنبل والحاكم وابن أبي شيبة وابن ماجة والترمذي والنسائي وابن أبي عاصم والشيرازي وأبي نعيم وابن عقدة وابن حبان، بعضهم من رواية صحابي وبعضهم من رواية اثنين، وبعضهم أكثر من ذلكوذلك من حديث: ابن عباس، وبريدة بن الحصيب، والبراء بن عازب، وجرير البجلي، وجندب الأنصاري، وحبشي بن جنادةوأبي الطفيل، وزيد بن أرقم، وزيد بن ثابت، وحذيفة بن أسيد، وأبي أيوب الأنصاري، وزيد بن شراحيل الأنصاري، وعلي بن أبي طالب، وابن عمر، وأبي هريرة، وطلحة، وأنس بن مالك، وعمرو ابن مرة، وفي بعض روايات أحمد عن علي وثلاثة عشر رجلاً، وفي رواية له وللضياء المقدسي عن أبي أيوب وجمع من الصحابة، وفي رواية لابن أبي شيبة وفيها: «اللهم وال من والاه ... الخ»، عن أبي هريرة واثني عشر من الصحابة، وفي رواية أحمد والطبراني والمقدسي عن علي وزيد بن أرقم وثلاثين رجلاً من الصحابة، نعم فإن كان مثل هذا معلوماً وإلاّ فما في الدنيا معلوم) (الأبحاث المسددة في الفنون المتعددة صفحة 122).

ومنهم الشيخ أحمد محمد شاكر، قال أثناء تعليقة له على أحد طرق حديث الغدير في مسند أحمد: (وأما متن الحديث فإنّه صحيح، ورد من طرق كثيرة، ذكر المناوي في شرح الجامع الصغير في الحديث «9000» عن السيوطي أنّه قال: حديث متواتر) (مسند أحمد بن حنبل 1/ 56 طبعة دار المعارف بمصر).

ومنهم الشيخ أبو عبد الله السلفي الداني بن منير آل زهوي قال في تعليقة له على الحديث في خصائص عليّ للنسائي: (فحديث المولاة حديث صحيح ثابت، بل هو متواتر كما قال الألباني في الصحيحة) (خصائص علي هامش صفحة 78 بتحقيق الداني بن منير آل زهوي).

ومنهم الدكتور خلدون الأحدب أستاذ الحديث وعلومه في جامعة الملك عبد العزيز بجدة، قال بعد أن حكم على أحد طرق الحديث بالضعف لوجود بعض الرّواة الضعفاء عندهم في السند، قال: (والشطر الأول منه «من كنت مولاه فعلي مولاه»، متواتر، والشطر الثاني «اللهم وال من والاه وعاد من عاداه» صحيح من طرق أخرى) (زوائد تاريخ بغداد على الكتب الستة 6/ 43).

وقال أيضاً: (وقد بلغ عدد رواته من الصحابة أربعون صحابيّاً، وعدّه من المتواتر ابن الأثير والذهبي والسيوطي والمناوي والزرقاني والكتاني) (زوائد تاريخ بغداد على الكتب الستة 6/ 44) ومنهم الدكتور عامر حسن صبري، قال: (قلت: وأول الحديث متواتر، أعني قوله صلى الله عليه وسلم: «من كنت مولاه فعلي مولاه»، وأما قوله: «اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه» فزيادة قوية الإسناد) (زوائد عبد الله بن أحمد بن حنبل في المسند صفحة 415).

ومنهم الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، قال في سلسلته الصحيحة بعد أن ذكر الكثير من الطرق لهذا الحديث وصحح العديد منها: (وللحديث طرق أخرى كثيرة جمع طائفة كبيرة منها الهيثمي في المجمع (9/ 103 - 108) وقد ذكرت وخرّجت ما تيسر لي منها مما يقطع الواقف عليها بعد تحقيق الكلام على أسانيدها بصحة الحديث يقيناً، وإلاّ فهي كثيرة جداً، وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد، قال الحافظ ابن حجر: منها صحاح وحسان.

وجملة القول أنّ حديث الترجمة صحيح بشطريه، الأول منه متواتر عنهكما يظهر لمن تتبع أسانيده وطرقه، وما ذكرت منها كفاية (سلسلة الأحاديث الصحيحة 4/ 343).

أظنّ أنه بعد هذا بات لا شكّ من تواتر الحديث، ويبقى لنا التحدّث عن ابن تيمية المجسّم، الذي لم يطالع استنكار العلماء على آراء ابن تيمية الشاذة، والتي لا يتصوّرها عاقل، ومنها ذهابه للتجسيم التي بدا من خلالها ضعف هذا الرجل وبالتالي عدم أهليته للإفتاء، وما ذكره ابن تيمية من تضعيف لحديث واضح التواتر يخبر عن عصبيته العمياء وبغض دفين وغلٍّ وحقد واضحين، ولإنّ هذا الرجل المجسم الذي ادعى أنّ لله تعالى أيدٍ وأرجل أو أنه ينزل على حمار ليلة الجمعة تعالا الله عن ذلك علواً كبيراً، فبدا لي أن لا اطيل عنه الكلام لأنه هدر للوقت والقلم ومثل هذا ما يتّبعه إلا من هم على شاكلته.
وما هالني في ردّ أحدهم أن افترى على الشيعة وقال أنهم قتلوا أميرهم، هيهات ولكن قتله الخوارج، الذين خرجوا على إمام زمانهم، فكانت الضربة المؤلمة للمؤمنين الذين هم شيعة عليّ عليه السلام، عندما ضرب اللعين ابن ملجم شلّت يمينه أشقى الأولين والآخرين، لا ننسى أن كم من الخوارج خرجوا على إمام زمانهم ومن ذلك كانت حرب الجمل، أم أنّ الذين هرعوا وراء الجمل كانوا شيعة!! هذا تضليل وهروب من الواقع، وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون.
يسرني أن أكون قد قدمت لكم ما يفيدكم إن شاء الله تعالى، فإن كان تبين لكم الحق فاسلكوه فإنّكم مسؤولون والله المستعان وإليه المآل.
 

بو فاطمة

عضو بلاتيني
سؤال مهم إذا ممكن مدامك تصحح حديث الثقلين

الرواية تقول لن يفترقا و الآن صاحب الزمان غاب

السؤال هل القرآن غائب مع الغائب أم مفترق عنه



جاوب يا شاطر
 

عزّة

عضو فعال
بسم الله الرحمن الرحيم،
الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على محمّد وآله أجمعين،
أولاً ولأن الروايات ثابتة وتأبى يا معاند أن تقرّ بها، وتعلم أن الرسول صلى الله عليه وآله قالها، فلا يجوز لمثلك أن يتجرأ على مقام النبي صلى الله عليه وآله، أما تقرأ القرآن:" وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا".
وثانياً النبي صلى الله عليه وآله قال أنهما لن يفترقا ولم يقل لن يغيب أحدهما عنكم، بل القرآن غائب عنكم، وذلك أنكم تقرؤونه لا يتعدى حناجركم، أم لم تقرؤوا قوله تعالى: "إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ"، أو لا تقرؤون: ".. ۗ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ۚ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ .."، أو أنكم لا تقرؤون: "سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ"، أم..، ولكن لا تغفل أنّ الله تعالى قال: "وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ ۚ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" فيا جاهل لو كان كما تدّعي أن القرآن فهمه غير غائب عنكم، إذاً لماذا كل هذا الاختلاف؟! لماذا هناك مذاهب أربعة؟! على أيهم جاء رسول الله صلى الله عليه وآله؟!! وما ذلك إلا مصداق قول الله تعالى: "هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ"، فبصريح القرآن تأويله غائب عننكم، وأما الراسخون في العلم فهم سفن النجاة وآل رسول الله صلى الله عليه وآله، بدءً بسيدهم علي ابن أبي طالب الذي قال رسول الله صلى الله عليه وآله الذي لا ينطق عن الهوى في حقه في غدير خم : "من كنت فعلي مولاه". "قُلْ كَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا".
 

عزّة

عضو فعال
بسم الله الرحمن الرحيم،
الحمدلله رب العالمين وصلى الله على محمّد وآله أجمعين،
وبعد أن استحوذ بك العجز عن ردّ حديث رسول الله صلى الله عليه وآله، ما أراك فاعل تكون مصداق الآية الكريمة: "قالوا آمنا برب العالمين" ... إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أوّل المؤمنين"، أم تكون مصداق الآية: "قالوا سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين" وأكون إذاك مصداق قوله تعالى: "وإن تدعوهم إلى الهدى لا يتبعوكم سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون". هذه الدنيا مكان عمل واختيار ولا حساب ولكن غدا حساب بلا عمل، قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون.
 

بو فاطمة

عضو بلاتيني
سؤال مهم إذا ممكن مدامك تصحح حديث الثقلين
الرواية تقول لن يفترقا و الآن صاحب الزمان غاب
السؤال هل القرآن غائب مع الغائب أم مفترق عنه

جاوب يا شاطر
 

ولد الاحساء

عضو فعال
معاني حديث الغدير

وبعد أن ألقينا ضوءاً كافياً على أصل الحديث، واهتمام رواة الحديث وأرباب السنن بنقله، نتناول دلالة حديث الغدير على ثبوت امامة علي بن أبي طالب (عليه السلام) بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله)، ونستعرض أهم الشبهات التي اُثيرت على ذلك، وحاولت ـ بعد التسليم بصدور الحديث عن النبي (صلى الله عليه وآله) ـ تفسيره بمعان لا تساعد عليها اللغة والاستعمال والقرائن العامة التي حفّت بالحديث.




استعمال لفظ المولى

استعملت لفظة المولى في القرآن الكريم في اللغة في معان عديدة:

1 ـ فقد وردت بمعنى (الأولى) في تفسير قوله تعالى: {فَالْيَوْمَ لاَ يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلاَ مِنْ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمْ النَّارُ هِيَ مَوْلاَكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} (21).

واختاره أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتابه في القرآن (المجاز)، في تفسيره الآية المتقدمة، واستشهد ببيت لبيد:

فغدت كلا الفرجين تحسب أنه مولى المخافة خلفها وأمامها(22)

وقال به الزجاج والفراء أيضاً.

2ـ ووردت بمعنى المتصرف بالأمر في تفسير قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِاللهِ هُوَ مَوْلاَكُمْ} (23).

قال الفخر الرازي في تفسيره ناقلا عن القفال:

هو مولاكم: سيدكم والمتصرف فيكم(24).

3-ـ وردت بمعنى المتولي في الأمر في تفسير قوله تعالى:

{ذَلِكَ بِأَنَّ
اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا} (25) كما اختاره أبو العباس(26).
4 ـ وردت بمعنى الناصر في تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لاَ مَوْلَى لَهُمْ} (27) كما ذكر ذلك الشيخ المفيد (قدس سره) (28) وفسر لفظ المولى بمعنى الولي أيضاً كما عن الحاكم الحسكاني (29).

5ـ ووردت بمعنى الوارث كما في تفسير قوله تعالى: {وَلِكُلّ جَعَلْنَا مَوَالِىَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ . . .} (30) «وقال السدي: إنّ الموالي بمعنى الورثة وهو أقواها» (31).

6 ـ ووردت بمعنى الصاحب في تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ لاَ يُغْنِي مَوْلىً عَنْ مَوْلىً شَيْئاً وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ} (32) كما اختاره الطبرسي في تفسيره (33).

7-ـ ووردت بمعنى المالك كما في تفسير قوله تعالى:

{وَضَرَبَ اللهُ مَثَلا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَى شَيْء وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاَهُ}(34).

كما أشار إليه ابن الجوزي في تذكرته(35).

8-ـ وجاءت بمعنى العبد ، وقيل: ابن العم (36) في تفسير قوله تعالى:

{ادْعُوهُمْ لاِبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ}(37).

9-ـ ووردت بمعنى ابن العم ، قال الفضل بن العباس في ذلك:

مهلا بني عمنا مهلا موالينا لا تظهرون لنا ما كان مدفونا(38)

10-ـ ووردت بمعنى الحليف ، حيث قال الشاعر:

موالي حلف لا موالي قرابة *** لكن قطينا يسألون الاتاويا(39)

11-ـ ووردت بمعنى الربّ ومنه قول القائل:

«وقد وكلكم إلى المولى الكافي» أي الرب (40).

12 ـ ووردت بمعنى السيد ، فقد ورد في مجمع البحرين: «وتنكيل المولى بعبده بأن يجذع أنفه» (41).

وقال الخليل الفراهيدي:

والموالي بنو العم، والموالي من أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله) من يحرم عليه الصدقة.

والمولى: المعتق والحليف والولي(42).

والولي والمولى يستعملان في ذلك كل واحد منهما، يُقال في معنى الفاعل أي الموالي وفي معنى المفعول أي الموالي يُقال للمؤمن هو ولي الله ولم يرد مولاه(43).

وقد يُقال: بأنه إذا كان النبي (صلى الله عليه وآله) أراد أن ينصب علياً إماماً للمسلمين من بعده، فلماذا لم يذكر ذلك بلفظ يكون نصّاً في المعنى، فلا يقع النزاع بعد ذلك؟


والجواب

إنّ حديث الغدير وما تقدمه من كلام وما تأخر عنه يدل دلالة واضحة على مراد النبي(صلى الله عليه وآله) في تعيين علياً إماماً بعده ، فإذا أمكن النقاش في دلالة حديث الغدير; ودعوى عدم وضوحه في إفادة المعنى ، فإنه يمكن النقاش في كل نص يرد لا يحتمل معنى آخر غير معنى الإمامة على تقدير صدوره من النبي(صلى الله عليه وآله) كما ردّ طلب النبي ـ وهو على فراش الموت ـ في أن يكتب لهم كتاباً لن يضلوا من بعده أبداً ، حيث رفض عمر بن الخطاب ذلك الطلب وقال : إنّ الرجل ليهجر(44) أو غلب عليه الوجع كما روى ذلك البخاري بسنده عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال : لما اشتد بالنبي(صلى الله عليه وآله) وجعه قال : ائتوني بكتاب اكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده قال عمر : إنّ النبي(صلى الله عليه وآله)غلب عليه الوجع وعندنا كتاب الله حسبنا فاختلفوا وكثر اللغط قال(صلى الله عليه وآله) : قوموا عني ولا ينبغي عندنا النزاع ، فخرج ابن عباس يقول : الرزيئة كل الرزيئة ما حال بين رسول الله(صلى الله عليه وآله) وبين كتابه(45) .

وفي رواية أخرى روى البخاري بسنده عن ابن عباس قال: لما حضر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفي البيت رجال فقال النبي (صلى الله عليه وآله): هلموا أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده، فقال بعضهم: إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد غلبه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله(46).

هذه أهم موارد استعمال لفظة (المولى) التي جاءت في القرآن الكريم وفي كلمات العرب وشعرهم، ولكن علماء الحديث والعقائد ذكروا للفظ المولى معان أُخر غير التي ذكرناها، فقد ذكر ابن الجوزي: أن علماء العربية قالوا: إن لفظة المولى ترد على عشرة وجوه وهي:

الأول: المالك، ومنه قوله تعالى:

{وَضَرَبَ اللهُ مَثَلا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَى شَيْء وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاَهُ}.

أي على مالك رقه.

والثاني: بمعنى المولى المعتق بكسر التاء.

والثالث: بمعنى المعتق بفتح التاء.

والرابع: بمعنى الناصر ومنه قوله تعالى:

{ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لاَ مَوْلَى لَهُمْ}.

أي لا ناصر لهم.

والخامس: بمعنى ابن العم قال الشاعر:

مهلا بني عمنا مهلا موالينا لا تنبشوا بيننا ما كان مدفونا

وقال آخر:

هم الموالي حتفوا علينا وإنا من لقائهم لزور

وحكى صاحب الصحاح عن أبي عبيدة أن قائل هذا البيت عني بالموالي بني العم، قال: وهو كقوله تعالى:

{ثم يخرجكم طفلا}.

والسادس: الحليف قال الشاعر:

موالي حلف لا موالي قرابة ولكن قطينا يسألون الاتاويا

يقول هم حلفاء لا أبناء عم قال في الصحاح وأما قول الفرزدق:

ولو كان عبد الله مولى هجوته ولكن عبد الله مولى موالينا

فلأنّ عبد الله بن أبي إسحاق مولى الحضرميين، وهم حلفاء بني عبد شمس ابن عبد مناف، والحليف عند العرب مولى، وإنما نصب المواليا لأنه رده إلى أصله للضرورة، وإنما لم ينون مولى لأنه جعله بمنزلة غير المعتل الذي لا ينصرف.

والسابع: المتولي لضمان الجريرة وحيازة الميراث، وكان ذلك في الجاهلية ثم نسخ بآية المواريث.

والثامن: الجار وإنما سمي به لماله من الحقوق بالمجاورة.

والتاسع: السيد المطاع وهو المولى المطلق قال في الصحاح: كل من ولي أمر أحد فهو وليه.

والعاشر: بمعنى الأولى، قال الله تعالى: {فَالْيَوْمَ لاَ يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلاَ مِنْ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمْ النَّارُ هِيَ مَوْلاَكُمْ} أي أولى بكم(47).

وقال أبو بكر محمد بن القاسم الانباري في كتابه في القرآن المعروف بـ (المشكل):

«والمولى في اللغة ينقسم إلى ثمانية أقسام:

المنعم، المعتق، والمعتق بالفتح ـ، والاولى بالشيء والجار، وابن العم، والصهر والحليف، وقد استشهد على كل قسم من أقسام المولى بشيء من الشعر» (48) وجعلها شيخنا الامين (قدس سره) في غديره سبعة وعشرين معنى(49).




معنى لفظ المولى في لغة العرب

وهكذا يتضح أنّ لفظ المولى في اللغة استعمل في عدة معان، ولكن نسأل هل اللفظ موضوع ـ لغةً ـ لمعنى الأولى، واستعمل في سائر المعاني على نحو المجاز كما في استعمال لفظ الأسد في الرجل الشجاع بمناسبة شجاعته، فيكون الاستعمال فيها مجازاً وفي الأولى على نحو الحقيقة، أو أن تلك المعاني أيضاً معان حقيقية للفظ المولى، فالاشتراك معنوي، أو أن الاشتراك في اللفظ بنحو الاشتراك اللفظي؟
المقصود بالموالاه هو المحبه والاقتداء لوكان المقصود بها غير ذلك لكان احتج بها الامام علي كرم الله وجهه عندما كتب الى معاويه وقال بايعني القوم الذين بايعوا ابا بكر وعمر وعثمان الامام لو كان امام منصوص عليه لكان كتب الى معاويه وقال انا امام منصوب من الله وهذا حديث النبي ولم يستشهد الامام علي كرم الله وجهه بهذا الحديث اعلمه كرم الله وجهه بمعنى الحديث حاشاه الامام كرم الله وجهه ان يخفي امر الهي
 

meshal

عضو بلاتيني
كان زين المسألة على هالحديث .. لكن المسألة أعظم .
الشيعة عندهم الله وحده ما يكفي
يبونا نعبد أل البيت ندعي ونطلبهم نطوف على قبورهم نمشي نزحف لهم نلطم ونضرب نفسنا بالسلاسل ونمشي على الجمر ونطلع الدم عليهم ونندفن بترابهم ...
الحمدلله على نعمة الإسلام ولذة التوحيد .
وإلا كان شفتوني براس الفريج مع مطارتين فيمتو

 
أعلى