بين صبحي حسن حلاق وطارق عوض الله

اقتنيتُ قبل مدة طويلة كتاب ( نيل الأوطار ) للشوكاني بتحقيق طارق عوض الله ( ١٢ مجلد ) .

وللأمانة :

فإنني قليل الاطلاع عليه ، لأنني من عشاق أوراق ( الشاموا ) ، والكتاب لم يكن كذلك ، بل كانت أوراقه بيضاء ناصعة البياض .:)

الخلاصة أنني كنتُ أظن أن تحقيقات طارق عوض الله أفضل من تحقيقات صبحي حسن خلاق .

ولكن عندما اطلعت على كتاب ( نيل الأوطار ) بتحقيق صبحي حسن حلاق ( ١٥ مجلد ) غيّرت رأيي .

فقد تميز تحقيق حلاق على تحقيق طارق عوض الله بـ :

١ - خدمة الكتاب بشكل أكبر في كتاب ( حلاق ) أكثر منها في كتاب ( طارق ) .

حيث أن ( طارق ) يكتفي بإحالة أقوال المحققين والشراح كالنووي وابن حجر والقرطبي وغيرهم إلى مصادرها الأصلية .

ولكن ( حلاق ) يفعل ذلك وزيادة ، فيحيل أقوال المذاهب في المسائل الفقهية إلى مصادرها المذهبية ، فإذا ذكر الشوكاني قولاً للشافعي مثلاً أحال إلى كتب من كتب الشافعية ، و ( طارق ) لا يفعل ذلك .

٢ - ( حلاق ) يذكر أحكام الشيخ الألباني على الأحاديث في المتن والشرح ( في الغالب ) ، بخلاف ( طارق ) .

٣ - ( حلاق ) خبيرٌ بكتب الشوكاني بحكم تحقيقه للكثير من كتبه ، فهو يذكر تراجعات الشوكاني عن بعض المسائل في كتبه الأخرى ، بخلاف ( طارق ) .

٤ - حتى في ضبط النص ، فإن ( حلاق ) قد حقق ( نيل الأوطار ) على ثلاث مخطوطات ، بخلاف ( طارق ) الذي حقق الكتاب على مخطوطتين فقط .

لذلك فإنني قد قررت تتبع تحقيقات ( حلاق ) واقتنائها .

وأنا أنصح من يريد اقتناء كتاب ( نيل الأوطار ) أن يأخذ النسخة التي هي بتحقيق صبحي حسن حلاق .

ولا تغتر بكثرة مجلداتها ( ١٥ مجلد ) وتظن أنها أكبر في المساحة من تحقيق طارق عوض الله ( ١٢ مجلد ) ، فمساحتهما واحدة في المكتبة .

والله أعلم .
 
أعلى