كاتب عن الحق
عضو ذهبي
بسم الرحمن الرحيم
:
:
نحن في زمن تغلب فيه القوة والمال على المنطق والرجال ففي السنوات الماضية شهدت الكويت أحداث كبيرة جدا وتطوارات غير مسبوقة في خطاب المعارضة ضد الحكومة وتعامل الحكومة مع المعارضين لسياستها فالمعارضة بشقيها الليبرالي والإسلامي كانت لها مطالب واضحة وأسباب ربما تكون منطقية للنزول الى الشارع والإعتصام في ساحة الإرادة وكذالك الحكومة والموالون لها ربما كانوا يعتقدون أنهم أمام مؤامرة خارجية مدبرة من جماعة الإخوان المسلمين في مصر لإسقاط نظام الأسرة الحاكمة في الكويت فلهذا هم يبررون كل السياسات التي قامت بها الحكومة ضد المعارضين لسياستها من قمع المظاهرات وسحب الجناسي وسجن كل من ينتقد الفساد والسياسات الخاطئة للحكومة حتى لو بتغريدة من 60 حرفا فنحن هنا لا نستطيع أن نحكم أيهما أقرب للحق والصواب والمنطق هل المعارضة ومؤيديها أم الحكومة ومواليها ولكن في هذا الزمان كما ذكرنا لا مجال للحديث عن المنطق والصواب فالمنطق والصواب يكون مع من بيده القوة والمال والنفوذ الإقتصادي والسياسي
لقد كانت الأحداث كبيرة ولكن المال والقوة كانا أكبر منها حيث لعب المال والقوة دور مهم لتغيير تلك الأحداث لصالح الطرف الذي يمتلك القوة والمال فالمعارضة هزمت فعلا وخرجت من الأحداث بدون حمص ولا طحين ليس لأنها كانت على خطأ أو أن مطالبها غير منطقية ولكن القوة والمال أصبحا هما المنطق والصواب عند عموم الشعب الكويت ولأن المعارضة لم تستطيع مقاومة سياسة العصى والجزرة
فقد استطاعت الحكومة بفضل سياسة العصى والجزرة أن تجعل المعارضة اليوم التي كانت تطالب بحل المجلس وإلغاء قانون الصوت الواحد والحكومة الشعبية المنتخبة بحيث أصبح طموحها اليوم فقط اسقاط التهم الموجهة للبراك وبعض المعارضين الذين أعادوا خطاب ( لن نسمح لك ) وإرجاع الجنسيات لمن سحبت جنسياتهم وسيكون لو تحقق هذا للمعارضة نصرا كبيرا تخرج به لجماهيرها في ساحة الإرادة معلنة نهاية النضال من أجل الحرية والديمقراطية ثم تقوم بتوقيع إتفاقية الصلح مع الحكومة على أن تدخل لبيت الطاعة وتقبل بالدخول لمجلس أبو صوت وعدم رفع الصوت عاليا في وجه الفساد وأن تكون معارضة هزيلة ذليلة بحيث تكون كفة الموالون للحكومة تساوي ضعف المعارضة
؟؟؟
؟؟؟
التعديل الأخير: