عمر بن معاويه
عضو مخضرم
«أردت أن أنهي الصفحة المؤلمة في ما تبقى لي كرئيس للوزراء»
02 مايو 2015
اضغط هنا لمشاهدة الصورة كاملة.
| حوار علي الراشدي |
- علاقتنا بالكويت تقدمت نتيجة الثقة بيني وبين سمو الأمير
- الساسة العراقيون علقوا فشل كل سياساتهم على الكويت
- الانفتاح لم يكن سهلاً على الكويتيين ... فمن حقهم أن يتذكروا مرارة فقدان أهاليهم ودخول الدبابات والجيش والاعتداءات
- في موضوع ميناء مبارك اتفقنا على لجنة مشتركة تدير حركة البواخر بين البلدين
- الشيعة كانوا يتعاملون مع أميركا وإيران وفق المصالح
- كنت أقدم السلاح للعشائر دون تفكير وإلا فكيف وقف البونمر والبوفهد؟
- سقوط الموصل كان «مؤامرة» مرتبطة بإيحاءات حول سقوط الأسد وتسلم المتطرفين زمام الأمور
- «داعش» تراجع لكن انتهاءه في العراق مقرون بانتهائه في سورية
- «داعش» تقدم بأعداد هائلة صوب بغداد ولولا الحشد الشعبي لكان وصل إليها
أكد نائب الرئيس العراقي رئيس الوزراء السابق نوري المالكي ان التقدم في العلاقات بين الكويت والعراق تحقق من خلال الكلام والتواصل بين سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وبينه، عندما كان رئيسا للحكومة، مضيفا ان «الانفتاح لم يكن سهلا على الكويتيين، فمن حقهم ان يتذكروا مرارة فقدان أهاليهم ودخول الدبابات والجيش والاعتداءات».
وقال المالكي في حوار خص به «الراي» ان «الساسة العراقيين علقوا فشل كل سياساتهم على الكويت»، مضيفا ان «قراري كان ان اغلق البوابة التي تاتي منها دائما المشاكل والدماء والمعاناة والابتزاز والمزايدات»، مقدما الشكر لسمو الأمير لأنه «كان متعاونا ومتفهما»، ومشيرا الى ان «الاجواء معقدة ولكن سموه أظهر انفتاحا حين لمس مني ومن الحكومة العراقية توجها حقيقيا لانهاء الازمة. فاصبحت هناك ثقة عند الجانب الكويتي اننا نريد حلا حقيقيا اصبح من خلال الزيارات المتبادلة واللقاءات الثنائية». واشار المالكي إلى «مؤامرة» اسفرت عن سقوط الموصل، كانت مرتبطة باحتمال سقوط الرئيس السوري بشار الأسد على الجهة الأخرى، ليتسلم المنطقة المتطرفون، حيث اتفق البعثيون والنقشبندية وسياسيون معارضون وبعض اطراف الحكومة المحلية وسحبوا العناصر السنة من الجيش فانهار في الموصل. وانتقد المالكي ما وصفه بـ «القراءة المختلفة» داخل الادارة الاميركية والكونغرس اذ يقولون ان ما حصل في العراق هو تهميش والغاء للسنة، مشيرا الى انه كان يقدم السلاح للعشائر دون تفكير «وإلا كيف وقف البونمر والبوفهد؟»، وقال أنه بعدما ما حصل للجيش من انهيار في الموصل على خلفيات طائفية «اصبحنا لا نملك غير الجمهور لتعبئته لمواجهة الخطر. وأكد أن«داعش»تراجع لكنه اعتبر ان انتهاءه في العراق مقرون بانتهائه في سورية. وفي الاتي نص الحوار:
• لنبدأ من العلاقات العراقية - الكويتية وادارة الملفات العالقة وحضرتك كنت رئيس وزراء العراق لثماني سنوات. كيف تعاطيت مع ملفات متداخلة وشائكة وتركة تبدو صعبة؟
- منذ وقت مبكر، عندما كنا شبابا، نسمع قضية الكويت والعراق. قال عبد الكريم قاسم، قالت بريطانيا، وتم تمديد الانتداب، ونسمع التعبئة التي كان يفتعلها السياسيون العراقيون للشعب العراقي، ويعزون فقر وحاجة الشعب إلى ان الكويت أخذت ثروة العراق وهي جزء منه. ويقولون ان العراقيين لايملكون السيارة بسبب الكويت، وليس عندهم عمران بسبب الكويت، فعلقوا كل فشل السياسات العراقية على الكويت التي اعتبروها جزءا من العراق. وتحولت الكويت الى ازمة مزمنة بالنسبة للعراق ومصدر ابتزاز مشترك. واكثر من طرف واكثر من دولة واكثر من جهة عراقية وغير عراقية ابتزت العراق والكويت وأخذت اموالا من الطرفين لحل الاشكال، لكن لم يحصل، حتى تحولت الازمة بغزو الكويت ودخول الجيش محتلا، وحصل السلب والنهب والقتل والتخريب لدولة عضو في الأمم المتحدة وعضو في الجامعة العربية ودولة ذات سيادة، فانهارت بهجوم عسكري مباغت، وماحصل من تبعات ومحاولات نظام حزب البعث اعطاء هذا الغزو صفة انها حركة داخلية وانها كويتية. هذا اللعب المعروف لحزب البعث وصدام حسين. ثم تلت ذلك عملية اخراج القوات العراقية من الكويت وماحصل فيها من تخريب وتدمير هائل للجيش العراقي وعشرات الالاف من الضحايا من الجيش. وفقد من الكويتيين اكثر من 600 من مواطنيهم غير الذين استشهدوا والذين اعتدى عليهم. مؤلمة قضية العراق والكويت
• كيف تعاملت مع ملف هو الازمة ؟ وما لذي تحقق؟
- كان قراري ان اغلق البوابة التي تأتي منها دائما المشاكل والدماء والمعاناة والابتزاز والمزايدات. لابد من غلقها. كان الظرف صعبا، لان الكويتيين ومن حقهم، يتذكرون مرارة فقدان أهاليهم ودخول الدبابات والجيش والاعتداءات، وليس سهلا عليهم الانفتاح في ايجاد حل سيما بعد ان اتجهوا الى مجلس الامن وقراراته التي هي ملزمة ولايستطيع احد التخلي عنها. انا رأيت ان الحل في اعادة لحمة العلاقات الاخوية بين الشعبين، وليس قضية املاءات وفرض ومجلس الامن والفصل السابع. صحيح انه يجب الالتزام بالطابع التنفيذي، لكن حتى لو نفذت سيبقى الجرح بين البلدين. وهذا كان رأيي عند حصول الغزو حين التقينا بوفد كويتي كان من بينهم رئيس مجلس الامة انذاك، وكانوا خارج الكويت. قلت كلمة كنت اؤمن بها وعملت عليها لاحقا، وهي ان الحل لمشكلة العراق والكويت، هو نحن الشعب وليس الحكومات. اذا ما كشفنا تلاعب الحكومات بمشاعر العراقيين وتحفيزهم للعمل العدواني ضد الكويت. اذا كشفنا هذه النقطة وعملنا عليها نستطيع حل المشكلة. لذلك اتجهت نحو عملية حل هذه الازمة المعقدة.
• المفاوضات كانت مباشرة او بوساطة اطراف اخرى؟
- المفاوضات والاتصالات لم تكن سهلة. واشترك فيها من ساعد باتجاه الحل، ولكن لم ينته الدفع الخارجي الى حل حقيقي واستقرار. واستطعنا ان نحقق تقدما من خلال التواصل والكلام مع سمو الامير، وأقدم له الشكر لانه كان متعاونا ومتفهما. في البداية كانت الاجواء معقدة ولكنه أظهر انفتاحا حين لمس مني ومن الحكومة العراقية توجها حقيقيا لانهاء الازمة وتعاونا كبيرا. واصبح بيننا تفاهم وثقة متبادلة من خلال الزيارات المتبادلة واللقاءات الثنائية والوفود المتبادلة بين الحكومتين. اصبحت هناك ثقة عند الجانب الكويتي في اننا نريد حلا حقيقيا.
• التفاهم الذي حصل كان بين الحكومتين فقط ام البرلمان العراقي ومجلس الامة الكويتي؟
- لا التفاهم حكومي. وكمالكي بالذات، قلت انا اريد ان احل المشكلة في ماتبقى من فترة وجودي رئيسا للوزراء وان انهي صفحة من الصفحات المؤلمة في تاريخ العراق وهي قضية الكويت. وحصل التفاهم في ما بيننا على اساس قرارات مجلس الامن، اضافة الى التساهل والتعاون الموجود بين الطرفين. استطعنا ان نصل. ويبدو ان القضية اذا جردناها من المزايدات والتلاعب الخارجي هي سهلة. وفعلا كانت سهلة بسبب حصول الثقة المتبادلة بين الحكومتين.
• حصل لغط حول ميناء مبارك، حيث تقول بعض الاطراف العراقية انه يحول دون انشاء ميناء الفاو؟
- ميناء الفاو لاعلاقة له بميناء مبارك. ميناء الفاو ارتبط بطبيعة قدراتنا واوضاعنا بعد ان تم استكمال المخططات وتحديد كاسر الامواج. ميناء مبارك لم يؤثر عليه ولم يوقفه وهناك فرق بينهما في المسافة والموقع الجغرافي، لكن الاشكال حول بناء ميناء مبارك على قناة خور الزبير واذا بني عليه سوف يغلق القناة ويمنع مرور السفن التجارية الذاهبة الى الموانئ العراقية. وحصل تحرك عراقي ولجان مشتركة. وانا ذهبت الى الكويت. وصار شرح وبوضوح ان ميناء مبارك ليس على القناة مباشرة ولايؤثر عليها وانما خارج مجال مرور البواخر. كانت هناك مجموعة من الامور يجب ان تتحقق من جانبنا، منها عدم تاثر الملاحة وعدم تأثر االتلوث البيئي للقناة في حال كثرة السفن وعدم وجود تاخير كبير في حركة البواخر الذي سيرفع من اجور النقل ويفرض ضرائب عالية على حركة السفن القادمة الى العراق. وذهبت اللجنة الفنية التي شكلت من قبلنا واطلعت ميدانيا ونقلت لنا الخرائط مع صور وعرضت على مجلس الوزراء واطلع عليها مجلس النواب. وأصبحت هناك قناعة ان المرحلة الثالثة من ميناء مبارك يجب ان تتوقف لانها ستؤثر، وهذه المخاوف تتحقق اذا عمل على المرحلة الثالثة. ووعدتنا الحكومة الكويتية بان تتوقف المرحلة الثالثة وتستمر المرحلتان الاولى والثانية. وتقدير الخبراء انهما لاتؤثران على حركة الملاحة. وكانت هناك مشكلة كان فيها موقف بالنسبة لنا هو موضوع المرور، هل انها تخضع للجانب الكويتي ام العراقي. وبعد مفاوضات ومشاورات، وبعد الاستعانة بالقوانين الدولية في ما يخص مثل هكذا مياه، وصلنا الى اتفاق على تشكيل لجنة مشتركة لادارة وحركة البواخر بين البلدين وكان موضع رضا الطرفين.
• العراق اليوم طرف اساسي ومثير في صراع الشرق الاوسط بتناقضاته. وهو ساحة صراع بل محورالصراع؟ اين يقف ومع من؟
- العراق يجب ان يقف مع نفسه ومع مصالحه. واينما تكون المصالح يجب ان تكون العلاقات والاتفاقات. العراق يقف مع نفسه. ومن الخطا القول ان العراق يقف مع جهة ضد جهة اخرى. مع هذه الدولة ضد دولة اخرى. العراق يقف مع سيادته ومع ارادته ومع مستقبله. وهذا هو المبدأ. لكن بحكم طبيعة العلاقات الدولية والمصالح المشتركة، مرة يكون العراق عنده اتفاقية مع ايران، واخرى مع اميركا. لنا اتفاقية شراكة وقعت مع الولايات المتحدة الاميركية، ولنا اتفاقيات عديدة وقعت مع ايران وتركيا. لكن الاصل العراق ان يكون مع مصالحه واين ماتكون المصالح تكون حركة الاتفاقات والعلاقات.
• انت تقول ان العراق حاليا يقف مع نفسه مع العلم هناك نزاعات كثيرة من الداخل؟
- انا قلت ان المبدأ هو هذا. ولكن ان نقول ان جزءا من العراق او جزءا من المكون فذلك موضوع اخر. اما المبدأ فهو هذا لا غبار عليه. ويجب ان تلتزم به الحكومة وتلتزم به مكوناته. انهم يتفاعلون مع قضاياهم داخل هذا الاطار الوطني. اما ان يذهب البعض ويستقوي بهذه الدولة وذلك يستقوي بالدولة الثانية فهذا مخالف لطبيعة الدول التي تحترم سيادتها.
• مشكلة العراق عدم التوافق السياسي. السنة يبحثون عن حليف فيذهبون الى السعودية وتركيا والشيعة يذهبون الى ايران للتحالف معها؟
- الشيعة تربطهم علاقات قوية مع ايران، لأسباب معروفة عند الجميع، منها الجوار والتاريخ والحوزات العلمية والعتبات المقدسة والمرجعيات. وهذه العلاقات متينة وليست هامشية. ولكن العراقيين من موقع الحكم في الدولة لم يتعاملوا على انهم امتداد لايران او لدولة اخرى. وحتى الشيعة في نفس الوقت كانوا يتعاملون مع اميركا وفق المصالح كما يتعاملون مع ايران وفق المصالح. وقيل لنائب الرئيس الاميركي ان المالكي ينفذ سياسات ايران، فاجاب المالكي لا ينفذ سياسات ايران بل هو ينفذ مصلحة العراق اينما تكون. اما حركة بعض المسؤولين او بعض السياسين باتجاه هذه الدولة او تلك لا يمكن ان نقول عنها انها في صالح العراق وانما حركة مجموعة سياسية. ولا نستطيع ان نقول كل السنة يذهبون الى السعودية. فهذا الامر غير صحيح. ولا كل الشيعة يذهبون الى إيران. بل هي حركة مجموعات سياسية تتحرك وفق علاقات نحترمها، ولكن يجب ان نحرص ان لا تؤثر على مصلحة وسياسة الدولة وسيادتها.
02 مايو 2015
| حوار علي الراشدي |
- علاقتنا بالكويت تقدمت نتيجة الثقة بيني وبين سمو الأمير
- الساسة العراقيون علقوا فشل كل سياساتهم على الكويت
- الانفتاح لم يكن سهلاً على الكويتيين ... فمن حقهم أن يتذكروا مرارة فقدان أهاليهم ودخول الدبابات والجيش والاعتداءات
- في موضوع ميناء مبارك اتفقنا على لجنة مشتركة تدير حركة البواخر بين البلدين
- الشيعة كانوا يتعاملون مع أميركا وإيران وفق المصالح
- كنت أقدم السلاح للعشائر دون تفكير وإلا فكيف وقف البونمر والبوفهد؟
- سقوط الموصل كان «مؤامرة» مرتبطة بإيحاءات حول سقوط الأسد وتسلم المتطرفين زمام الأمور
- «داعش» تراجع لكن انتهاءه في العراق مقرون بانتهائه في سورية
- «داعش» تقدم بأعداد هائلة صوب بغداد ولولا الحشد الشعبي لكان وصل إليها
أكد نائب الرئيس العراقي رئيس الوزراء السابق نوري المالكي ان التقدم في العلاقات بين الكويت والعراق تحقق من خلال الكلام والتواصل بين سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وبينه، عندما كان رئيسا للحكومة، مضيفا ان «الانفتاح لم يكن سهلا على الكويتيين، فمن حقهم ان يتذكروا مرارة فقدان أهاليهم ودخول الدبابات والجيش والاعتداءات».
وقال المالكي في حوار خص به «الراي» ان «الساسة العراقيين علقوا فشل كل سياساتهم على الكويت»، مضيفا ان «قراري كان ان اغلق البوابة التي تاتي منها دائما المشاكل والدماء والمعاناة والابتزاز والمزايدات»، مقدما الشكر لسمو الأمير لأنه «كان متعاونا ومتفهما»، ومشيرا الى ان «الاجواء معقدة ولكن سموه أظهر انفتاحا حين لمس مني ومن الحكومة العراقية توجها حقيقيا لانهاء الازمة. فاصبحت هناك ثقة عند الجانب الكويتي اننا نريد حلا حقيقيا اصبح من خلال الزيارات المتبادلة واللقاءات الثنائية». واشار المالكي إلى «مؤامرة» اسفرت عن سقوط الموصل، كانت مرتبطة باحتمال سقوط الرئيس السوري بشار الأسد على الجهة الأخرى، ليتسلم المنطقة المتطرفون، حيث اتفق البعثيون والنقشبندية وسياسيون معارضون وبعض اطراف الحكومة المحلية وسحبوا العناصر السنة من الجيش فانهار في الموصل. وانتقد المالكي ما وصفه بـ «القراءة المختلفة» داخل الادارة الاميركية والكونغرس اذ يقولون ان ما حصل في العراق هو تهميش والغاء للسنة، مشيرا الى انه كان يقدم السلاح للعشائر دون تفكير «وإلا كيف وقف البونمر والبوفهد؟»، وقال أنه بعدما ما حصل للجيش من انهيار في الموصل على خلفيات طائفية «اصبحنا لا نملك غير الجمهور لتعبئته لمواجهة الخطر. وأكد أن«داعش»تراجع لكنه اعتبر ان انتهاءه في العراق مقرون بانتهائه في سورية. وفي الاتي نص الحوار:
• لنبدأ من العلاقات العراقية - الكويتية وادارة الملفات العالقة وحضرتك كنت رئيس وزراء العراق لثماني سنوات. كيف تعاطيت مع ملفات متداخلة وشائكة وتركة تبدو صعبة؟
- منذ وقت مبكر، عندما كنا شبابا، نسمع قضية الكويت والعراق. قال عبد الكريم قاسم، قالت بريطانيا، وتم تمديد الانتداب، ونسمع التعبئة التي كان يفتعلها السياسيون العراقيون للشعب العراقي، ويعزون فقر وحاجة الشعب إلى ان الكويت أخذت ثروة العراق وهي جزء منه. ويقولون ان العراقيين لايملكون السيارة بسبب الكويت، وليس عندهم عمران بسبب الكويت، فعلقوا كل فشل السياسات العراقية على الكويت التي اعتبروها جزءا من العراق. وتحولت الكويت الى ازمة مزمنة بالنسبة للعراق ومصدر ابتزاز مشترك. واكثر من طرف واكثر من دولة واكثر من جهة عراقية وغير عراقية ابتزت العراق والكويت وأخذت اموالا من الطرفين لحل الاشكال، لكن لم يحصل، حتى تحولت الازمة بغزو الكويت ودخول الجيش محتلا، وحصل السلب والنهب والقتل والتخريب لدولة عضو في الأمم المتحدة وعضو في الجامعة العربية ودولة ذات سيادة، فانهارت بهجوم عسكري مباغت، وماحصل من تبعات ومحاولات نظام حزب البعث اعطاء هذا الغزو صفة انها حركة داخلية وانها كويتية. هذا اللعب المعروف لحزب البعث وصدام حسين. ثم تلت ذلك عملية اخراج القوات العراقية من الكويت وماحصل فيها من تخريب وتدمير هائل للجيش العراقي وعشرات الالاف من الضحايا من الجيش. وفقد من الكويتيين اكثر من 600 من مواطنيهم غير الذين استشهدوا والذين اعتدى عليهم. مؤلمة قضية العراق والكويت
• كيف تعاملت مع ملف هو الازمة ؟ وما لذي تحقق؟
- كان قراري ان اغلق البوابة التي تأتي منها دائما المشاكل والدماء والمعاناة والابتزاز والمزايدات. لابد من غلقها. كان الظرف صعبا، لان الكويتيين ومن حقهم، يتذكرون مرارة فقدان أهاليهم ودخول الدبابات والجيش والاعتداءات، وليس سهلا عليهم الانفتاح في ايجاد حل سيما بعد ان اتجهوا الى مجلس الامن وقراراته التي هي ملزمة ولايستطيع احد التخلي عنها. انا رأيت ان الحل في اعادة لحمة العلاقات الاخوية بين الشعبين، وليس قضية املاءات وفرض ومجلس الامن والفصل السابع. صحيح انه يجب الالتزام بالطابع التنفيذي، لكن حتى لو نفذت سيبقى الجرح بين البلدين. وهذا كان رأيي عند حصول الغزو حين التقينا بوفد كويتي كان من بينهم رئيس مجلس الامة انذاك، وكانوا خارج الكويت. قلت كلمة كنت اؤمن بها وعملت عليها لاحقا، وهي ان الحل لمشكلة العراق والكويت، هو نحن الشعب وليس الحكومات. اذا ما كشفنا تلاعب الحكومات بمشاعر العراقيين وتحفيزهم للعمل العدواني ضد الكويت. اذا كشفنا هذه النقطة وعملنا عليها نستطيع حل المشكلة. لذلك اتجهت نحو عملية حل هذه الازمة المعقدة.
• المفاوضات كانت مباشرة او بوساطة اطراف اخرى؟
- المفاوضات والاتصالات لم تكن سهلة. واشترك فيها من ساعد باتجاه الحل، ولكن لم ينته الدفع الخارجي الى حل حقيقي واستقرار. واستطعنا ان نحقق تقدما من خلال التواصل والكلام مع سمو الامير، وأقدم له الشكر لانه كان متعاونا ومتفهما. في البداية كانت الاجواء معقدة ولكنه أظهر انفتاحا حين لمس مني ومن الحكومة العراقية توجها حقيقيا لانهاء الازمة وتعاونا كبيرا. واصبح بيننا تفاهم وثقة متبادلة من خلال الزيارات المتبادلة واللقاءات الثنائية والوفود المتبادلة بين الحكومتين. اصبحت هناك ثقة عند الجانب الكويتي في اننا نريد حلا حقيقيا.
• التفاهم الذي حصل كان بين الحكومتين فقط ام البرلمان العراقي ومجلس الامة الكويتي؟
- لا التفاهم حكومي. وكمالكي بالذات، قلت انا اريد ان احل المشكلة في ماتبقى من فترة وجودي رئيسا للوزراء وان انهي صفحة من الصفحات المؤلمة في تاريخ العراق وهي قضية الكويت. وحصل التفاهم في ما بيننا على اساس قرارات مجلس الامن، اضافة الى التساهل والتعاون الموجود بين الطرفين. استطعنا ان نصل. ويبدو ان القضية اذا جردناها من المزايدات والتلاعب الخارجي هي سهلة. وفعلا كانت سهلة بسبب حصول الثقة المتبادلة بين الحكومتين.
• حصل لغط حول ميناء مبارك، حيث تقول بعض الاطراف العراقية انه يحول دون انشاء ميناء الفاو؟
- ميناء الفاو لاعلاقة له بميناء مبارك. ميناء الفاو ارتبط بطبيعة قدراتنا واوضاعنا بعد ان تم استكمال المخططات وتحديد كاسر الامواج. ميناء مبارك لم يؤثر عليه ولم يوقفه وهناك فرق بينهما في المسافة والموقع الجغرافي، لكن الاشكال حول بناء ميناء مبارك على قناة خور الزبير واذا بني عليه سوف يغلق القناة ويمنع مرور السفن التجارية الذاهبة الى الموانئ العراقية. وحصل تحرك عراقي ولجان مشتركة. وانا ذهبت الى الكويت. وصار شرح وبوضوح ان ميناء مبارك ليس على القناة مباشرة ولايؤثر عليها وانما خارج مجال مرور البواخر. كانت هناك مجموعة من الامور يجب ان تتحقق من جانبنا، منها عدم تاثر الملاحة وعدم تأثر االتلوث البيئي للقناة في حال كثرة السفن وعدم وجود تاخير كبير في حركة البواخر الذي سيرفع من اجور النقل ويفرض ضرائب عالية على حركة السفن القادمة الى العراق. وذهبت اللجنة الفنية التي شكلت من قبلنا واطلعت ميدانيا ونقلت لنا الخرائط مع صور وعرضت على مجلس الوزراء واطلع عليها مجلس النواب. وأصبحت هناك قناعة ان المرحلة الثالثة من ميناء مبارك يجب ان تتوقف لانها ستؤثر، وهذه المخاوف تتحقق اذا عمل على المرحلة الثالثة. ووعدتنا الحكومة الكويتية بان تتوقف المرحلة الثالثة وتستمر المرحلتان الاولى والثانية. وتقدير الخبراء انهما لاتؤثران على حركة الملاحة. وكانت هناك مشكلة كان فيها موقف بالنسبة لنا هو موضوع المرور، هل انها تخضع للجانب الكويتي ام العراقي. وبعد مفاوضات ومشاورات، وبعد الاستعانة بالقوانين الدولية في ما يخص مثل هكذا مياه، وصلنا الى اتفاق على تشكيل لجنة مشتركة لادارة وحركة البواخر بين البلدين وكان موضع رضا الطرفين.
• العراق اليوم طرف اساسي ومثير في صراع الشرق الاوسط بتناقضاته. وهو ساحة صراع بل محورالصراع؟ اين يقف ومع من؟
- العراق يجب ان يقف مع نفسه ومع مصالحه. واينما تكون المصالح يجب ان تكون العلاقات والاتفاقات. العراق يقف مع نفسه. ومن الخطا القول ان العراق يقف مع جهة ضد جهة اخرى. مع هذه الدولة ضد دولة اخرى. العراق يقف مع سيادته ومع ارادته ومع مستقبله. وهذا هو المبدأ. لكن بحكم طبيعة العلاقات الدولية والمصالح المشتركة، مرة يكون العراق عنده اتفاقية مع ايران، واخرى مع اميركا. لنا اتفاقية شراكة وقعت مع الولايات المتحدة الاميركية، ولنا اتفاقيات عديدة وقعت مع ايران وتركيا. لكن الاصل العراق ان يكون مع مصالحه واين ماتكون المصالح تكون حركة الاتفاقات والعلاقات.
• انت تقول ان العراق حاليا يقف مع نفسه مع العلم هناك نزاعات كثيرة من الداخل؟
- انا قلت ان المبدأ هو هذا. ولكن ان نقول ان جزءا من العراق او جزءا من المكون فذلك موضوع اخر. اما المبدأ فهو هذا لا غبار عليه. ويجب ان تلتزم به الحكومة وتلتزم به مكوناته. انهم يتفاعلون مع قضاياهم داخل هذا الاطار الوطني. اما ان يذهب البعض ويستقوي بهذه الدولة وذلك يستقوي بالدولة الثانية فهذا مخالف لطبيعة الدول التي تحترم سيادتها.
• مشكلة العراق عدم التوافق السياسي. السنة يبحثون عن حليف فيذهبون الى السعودية وتركيا والشيعة يذهبون الى ايران للتحالف معها؟
- الشيعة تربطهم علاقات قوية مع ايران، لأسباب معروفة عند الجميع، منها الجوار والتاريخ والحوزات العلمية والعتبات المقدسة والمرجعيات. وهذه العلاقات متينة وليست هامشية. ولكن العراقيين من موقع الحكم في الدولة لم يتعاملوا على انهم امتداد لايران او لدولة اخرى. وحتى الشيعة في نفس الوقت كانوا يتعاملون مع اميركا وفق المصالح كما يتعاملون مع ايران وفق المصالح. وقيل لنائب الرئيس الاميركي ان المالكي ينفذ سياسات ايران، فاجاب المالكي لا ينفذ سياسات ايران بل هو ينفذ مصلحة العراق اينما تكون. اما حركة بعض المسؤولين او بعض السياسين باتجاه هذه الدولة او تلك لا يمكن ان نقول عنها انها في صالح العراق وانما حركة مجموعة سياسية. ولا نستطيع ان نقول كل السنة يذهبون الى السعودية. فهذا الامر غير صحيح. ولا كل الشيعة يذهبون الى إيران. بل هي حركة مجموعات سياسية تتحرك وفق علاقات نحترمها، ولكن يجب ان نحرص ان لا تؤثر على مصلحة وسياسة الدولة وسيادتها.