صانع التاريخ
عضو بلاتيني
في عام 2001 م وقف سليمان أبو غيث مع بداية الغزو الأمريكي لأفغانستان كناطق
باسم تنظيم القاعدة ليتحدث عما أسماه الرباط والجهاد مُعلنا بصريح العبارة اتباعه لابن
لادن في وقت أعلن فيه الأرعن جورج بوش حربه على كل لحية وثوب قصير !
في ذلك الوقت كان كل ذي لحية يخشى أن يُسحب بالشبهة وظُلمًا إلى غوانتنامو
؛ وفي تلك الظروف قامت السلطات الكويتية بسحب جنسية سليمان أبو غيث في إجراء كان خاطئا
بكل المقاييس ، ولقد سجل الكاتب فؤاد الهاشم اعتراضه على تلك الخطوة رغم رفضه ونحن معه
جملة وتفصيلا للفكر المتطرف الذي يمثله أبو غيث ومَن لف لفه لأن أمريكا ذاتها وهي الطرف
المباشر في الحرب لم تسحب جنسية مواطنها الذي قاتل إلى جانب القاعدة وطالبان ضد الأمريكان بل ولم تودعه سجن غوانتنامو وإنما حاكمته وفق القوانين الأمركية وعبر محاكم الولايات المتحدة الأمريكية ! ، فكيف نكون في الكويت ملكيين أكثر من الملك ؟
عندما سُحبت جنسية أبو غيث فرح بذلك أدعياء الليبرالية شماتة في خصومهم
المطاوعة ؛ ولم يرى الشيعة الموضوع يعنيهم لأن مَن سُحبت جنسيته لم يكن شيعيا ، أما
المتطرفون السنة فقد عضو ألسنتهم لأن أيًا منهم لو اعترض على سحب جنسية أبو غيث آنذاك
لكان من الممكن أن يُسحب لغوانتنامو دون أن يسأل عنه أحد !
اتضح خطأ سحب جنسية أبو غيث أكثر فأكثر عام 2009 م حينما ثارت فتنة ياسر الحبيب ؛ فقد ارتكب ذلك الفتنوي النزق فعلا مُجَرَّمًا في قانون الجزاء الكويتي يستدعي من الحكومة
الكويتية المطالبة به عبر الإنتربول ، وسواء تعاونت بريطانيا مع الكويت في هذا الموضوع
أو أحجمت بحجة حماية حرية الفكر والتعبير فإنه لم يكن من الحكمة أبدا تكريس الخطيئة
التي حدثت بسحب جنسية سليمان أبو غيث حتى لا تصبح الجنسية وهي رمز المواطَنة محل عبث
، لكن المُزايدين على عرض أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما أبو إلا
المطالبة بسحب جنسية ياسر الحبيب أُسوة بما تم مع سليمان أبو غيث ، فكانت النتيجة أن
خرج ياسر المقيم في لندن بعد هذه الزوبعة أقوى مما كان قبلها وأعلى صوتا بينما دخل الذين
رقصوا طربا مُحتفلين بسحب جنسيته في دوامة ما زالوا يدورون فيها حتى اليوم ، وبين حادثتي
أبو غيث والحبيب تم العبث بمصطلح ؟ الخدمات الجليلة ) خاصة وملفات التجنيس عامة فمُنِحَت
الجنسية الكويتية لبعض مَن لا يستحق بل دخلت الرشاوى على خطها وأصبح حديثو التجنيس قوة
فاعلة في سوق تجارة الإقامات بُغية تعويض ما دفعوه من مال نظير الحصول على جنسية دولة
الكويت ورمز سيادتها !
ويدور الزمن دورته مجددا ؛ هذه المرة على بعض مَن رقصوا طربا حينما سُحبت جنسية
ياسر الحبيب ، فانطلقت حملة لسحب الجنسية كردة فعل على التظاهرات والاعتصامات والمطالبات
السياسية ، والمخجل في هذا الفصل من المشهد السياسي الكويتي أن قطاعات من الشعب بدأت
تتبادل اتهامات التخوين والتشكيك بالولاء ؛ والمخجل أكثر هو أن تلك الاتهامات غبية وساذجة
إلى حد أن تم توجيه الاتهام للبعض بانتمائه إلى دول لا تقبل أصلا بفكرة الحراك السياسي
التي قادت إلى سحب الجنسية والإبعاد عن الكويت كما حصل في حالة سعد العجمي !
من الذين رقصوا طربا حينما سُحبت جنسية ياسر الحبيب كان النائب السابق عبد
الله البرغش والذي كان بدوره أبرز الشخصيات التي دفعت بعد ذلك ثمن فكرة شرعنة سحب الجنسية
كأداة عقابية وهو الأمر المخالف للقانون تماما ، فتم سحب جنسية البرغش وانقسمت قطاعات
الشعب حول ما حدث له ولأفراد عائلته وآخرين غيرهم في مشهد مخجل لم يترك للقانون أن يأخذ
مجراه فيما كُنا نظنها دولة مؤسسات ؛ فمن الكويتيين من رفض الخطوة لأسباب ودوافع مختلفة
ومنهم من صفق لها مع شماتة مقرفة بمصيبة آل البرغش المحترمين والذين يجب علينا جميعا
احترامهم هم وكافة العوائل الكويتية بغض النظر عن اختلافنا أو اتفاقنا مع هذا أو ذاك
من الشخصيات العامة .
أتى الحكم القضائي أول أمس ليُبطل قرار سحب جنسيات آل البرغش ويصحح
بعض الخلل الذي ألم بمكانة الجنسية الكويتية كرمز سيادي ، لكن الحكومة بإعلانها المستعجل
عن نيتها استئناف الحكم أبت إلا أن تتصدر بنفسها هذه الصورة المخجلة من صور المشهد السياسي
الكويتي ؛ فلا هي التي قبلت الحكم وسمحت بتصحيح جزء من المسار ولا هي التي تريثت في
إعلانها نيتها باستئناف الحكم كي تضعه على الأقل ضمن سياق إجراءات قانونية بحتة ، فانقسم
الشعب كعادته بين رافض لاستئناف الحكم ومؤيد لذلك الاستئناف أي بمعنى أصح مُتدخلا فيما
لا يعنيه ورافضا لحكم القضاء !
هكذا وصلت الحالة الكويتية إلى أبشع الصور المخجلة ؛ لتفقد الجنسية الكويتية مكانتها كرمز سيادي عزيز ولا عزاء للانتماء والمواطَنة .
باسم تنظيم القاعدة ليتحدث عما أسماه الرباط والجهاد مُعلنا بصريح العبارة اتباعه لابن
لادن في وقت أعلن فيه الأرعن جورج بوش حربه على كل لحية وثوب قصير !
في ذلك الوقت كان كل ذي لحية يخشى أن يُسحب بالشبهة وظُلمًا إلى غوانتنامو
؛ وفي تلك الظروف قامت السلطات الكويتية بسحب جنسية سليمان أبو غيث في إجراء كان خاطئا
بكل المقاييس ، ولقد سجل الكاتب فؤاد الهاشم اعتراضه على تلك الخطوة رغم رفضه ونحن معه
جملة وتفصيلا للفكر المتطرف الذي يمثله أبو غيث ومَن لف لفه لأن أمريكا ذاتها وهي الطرف
المباشر في الحرب لم تسحب جنسية مواطنها الذي قاتل إلى جانب القاعدة وطالبان ضد الأمريكان بل ولم تودعه سجن غوانتنامو وإنما حاكمته وفق القوانين الأمركية وعبر محاكم الولايات المتحدة الأمريكية ! ، فكيف نكون في الكويت ملكيين أكثر من الملك ؟
عندما سُحبت جنسية أبو غيث فرح بذلك أدعياء الليبرالية شماتة في خصومهم
المطاوعة ؛ ولم يرى الشيعة الموضوع يعنيهم لأن مَن سُحبت جنسيته لم يكن شيعيا ، أما
المتطرفون السنة فقد عضو ألسنتهم لأن أيًا منهم لو اعترض على سحب جنسية أبو غيث آنذاك
لكان من الممكن أن يُسحب لغوانتنامو دون أن يسأل عنه أحد !
اتضح خطأ سحب جنسية أبو غيث أكثر فأكثر عام 2009 م حينما ثارت فتنة ياسر الحبيب ؛ فقد ارتكب ذلك الفتنوي النزق فعلا مُجَرَّمًا في قانون الجزاء الكويتي يستدعي من الحكومة
الكويتية المطالبة به عبر الإنتربول ، وسواء تعاونت بريطانيا مع الكويت في هذا الموضوع
أو أحجمت بحجة حماية حرية الفكر والتعبير فإنه لم يكن من الحكمة أبدا تكريس الخطيئة
التي حدثت بسحب جنسية سليمان أبو غيث حتى لا تصبح الجنسية وهي رمز المواطَنة محل عبث
، لكن المُزايدين على عرض أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما أبو إلا
المطالبة بسحب جنسية ياسر الحبيب أُسوة بما تم مع سليمان أبو غيث ، فكانت النتيجة أن
خرج ياسر المقيم في لندن بعد هذه الزوبعة أقوى مما كان قبلها وأعلى صوتا بينما دخل الذين
رقصوا طربا مُحتفلين بسحب جنسيته في دوامة ما زالوا يدورون فيها حتى اليوم ، وبين حادثتي
أبو غيث والحبيب تم العبث بمصطلح ؟ الخدمات الجليلة ) خاصة وملفات التجنيس عامة فمُنِحَت
الجنسية الكويتية لبعض مَن لا يستحق بل دخلت الرشاوى على خطها وأصبح حديثو التجنيس قوة
فاعلة في سوق تجارة الإقامات بُغية تعويض ما دفعوه من مال نظير الحصول على جنسية دولة
الكويت ورمز سيادتها !
ويدور الزمن دورته مجددا ؛ هذه المرة على بعض مَن رقصوا طربا حينما سُحبت جنسية
ياسر الحبيب ، فانطلقت حملة لسحب الجنسية كردة فعل على التظاهرات والاعتصامات والمطالبات
السياسية ، والمخجل في هذا الفصل من المشهد السياسي الكويتي أن قطاعات من الشعب بدأت
تتبادل اتهامات التخوين والتشكيك بالولاء ؛ والمخجل أكثر هو أن تلك الاتهامات غبية وساذجة
إلى حد أن تم توجيه الاتهام للبعض بانتمائه إلى دول لا تقبل أصلا بفكرة الحراك السياسي
التي قادت إلى سحب الجنسية والإبعاد عن الكويت كما حصل في حالة سعد العجمي !
من الذين رقصوا طربا حينما سُحبت جنسية ياسر الحبيب كان النائب السابق عبد
الله البرغش والذي كان بدوره أبرز الشخصيات التي دفعت بعد ذلك ثمن فكرة شرعنة سحب الجنسية
كأداة عقابية وهو الأمر المخالف للقانون تماما ، فتم سحب جنسية البرغش وانقسمت قطاعات
الشعب حول ما حدث له ولأفراد عائلته وآخرين غيرهم في مشهد مخجل لم يترك للقانون أن يأخذ
مجراه فيما كُنا نظنها دولة مؤسسات ؛ فمن الكويتيين من رفض الخطوة لأسباب ودوافع مختلفة
ومنهم من صفق لها مع شماتة مقرفة بمصيبة آل البرغش المحترمين والذين يجب علينا جميعا
احترامهم هم وكافة العوائل الكويتية بغض النظر عن اختلافنا أو اتفاقنا مع هذا أو ذاك
من الشخصيات العامة .
أتى الحكم القضائي أول أمس ليُبطل قرار سحب جنسيات آل البرغش ويصحح
بعض الخلل الذي ألم بمكانة الجنسية الكويتية كرمز سيادي ، لكن الحكومة بإعلانها المستعجل
عن نيتها استئناف الحكم أبت إلا أن تتصدر بنفسها هذه الصورة المخجلة من صور المشهد السياسي
الكويتي ؛ فلا هي التي قبلت الحكم وسمحت بتصحيح جزء من المسار ولا هي التي تريثت في
إعلانها نيتها باستئناف الحكم كي تضعه على الأقل ضمن سياق إجراءات قانونية بحتة ، فانقسم
الشعب كعادته بين رافض لاستئناف الحكم ومؤيد لذلك الاستئناف أي بمعنى أصح مُتدخلا فيما
لا يعنيه ورافضا لحكم القضاء !
هكذا وصلت الحالة الكويتية إلى أبشع الصور المخجلة ؛ لتفقد الجنسية الكويتية مكانتها كرمز سيادي عزيز ولا عزاء للانتماء والمواطَنة .