عمر بن معاويه
عضو مخضرم
Jun 3, 2015
خالد الجيوسي: الأمير محمد بن نايف كان منصتاً وصبوراً وحازماً عندما خاطبه رجل القديح “الشيعي” الشجاع لكن هل سارت الرياح كما يشتهيها فعلاً في مسجد الإمام الحسين؟ ولماذا نسبت وزارة داخليته فضل إحباط تفجير المسجد لعناصرها رغم كونه جهداً “شيعياً”؟! ..
خالد الجيوسي:
لم يكن حديث ولي عهد السعودية ووزير داخليتها الأمير محمد بن نايف الملقب بقيصر الإرهاب حسب بعض الصحف الغربية لأحد أقارب ضحايا تفجير القديح عادياً بالنسبة لقناة “العربية” في مثل تلك الظروف العصيبة التي تمر بها حكومة يستهدف فئة من شعبها الإرهاب، وهي تحاول مواساته بالمعتاد من الوعود البراقة، والتطمينات اللماعة، والبطولات الخفاقة، بل حاولت العربية “تلميعه” في تقرير “خرافي” تخطى كل أنواع التهليل والتعظيم الخاص بالحكام والسلاطين على مر الأزمان!
الحديث الذي لم يتعد النصف دقيقة بين الأمير والمواطن “الشيعي”، والذي بثته قناة الإخبارية السعودية أولاً، تلك التي طرد بضم الطاء مراسلها يوم حادث تفجير جامع بلدة القديح “الشيعية”، ومن ثم وضعته “العربية” في تقريرها ثانياً، وحاولت الاستفادة منه على طريقتها، وهنا سأرويه كما حصل “يتقدم قريب لأحد ضحايا التفجير نحو الأمير المتواجد بطبيعة الحال لتقديم واجب العزاء والمواساة لهم، قريب الضحية يخاطب محمد بن نايف قائلاً “إحنا نقول إذا الحكومة ماتقوم بدورها فهي تسمح لي ‘سماحة’ يخطىء، ومن ثم يعدلها بسمو الأمير فهي شريكة في هذا الجرم”، فيرد ولي العهد محمد “شوف، إسمع، أنا أدري إنك منفعل، ولا ألومك، لكن الدولة قائمة بدورها، وأي أحد سيحاول القيام بدور الدولة سيحاسب”، مضيفاً “الدولة لن تأخذها في الله لومة لائم، الدولة ستبقى دولة، وستضبط الأمن مع من يخالفها كائناً من كان، خلينا نكون يداً واحدة مع الدولة”.
المتابع والمشاهد المحايد للحديث سيرى أن هنالك رجلاً من الطائفة الشيعية المهضوم حقها، والمغضوب عليها في السعودية، تحلى بالإقدام والشجاعة، وخاطب ولي عهد بلاده “السني” القوي بكل جرأة وثبات، محملاً إياه مسؤولية أمنه ودماء ضحايا بلدته الذي نتج سواء عن التقصير المتعمد أو غض الطرف والمشاركة في تمويل تنظيمات إسلامية، وتخويف أبناء طائفته المهمشة أساساً، وتعاني الظلم منذ عقود، وهو أي الرجل يعلم علم اليقين أن الذي يخاطبه أمير ووزير بإشارة منه يستطيع أن يقتلع رأسه، ويخفيه عن الوجود، حتى أن تاريخ ميلاده لن يعود موجوداً على التقويم السنوي، وتلك عبارة كان يستخدمها زملائي الصحفيين “الشيعة” تعبيراً منهم عن مدى عنف، وتطرف السلطات السعودية بحقهم!
قناة “العربية” اختزلت كل ذلك الحديث، وعنونت النصف دقيقة بثلاث كلمات بدأ معد التقرير فيهم عقب استعراضه مطلع تقريره الحوار المرئي الذي ألهم قريحته بثلاث توصيفات “إنصات وحلم وردة حازم”، وتلك الصفات الثلاثية بالطبع ليست لرجلنا المذكور، بل للأمير المنصور الذي تفضل وتكرم بحسب القناة بالاستماع “للشيعي”، وتحلى بالصبر لأقل من دقيقة في حضرة “رافضي” كما يسموه في العقيدة الوهابية المتطرفة، كما اعتبرته بعض حسابات “تويتر” التي يسبح أصحابها بحمد دولتهم النفطية، وحكومتهم الملكية متطاولاً، ليأتيه الرد الأميري الناري الصاروخي الحازم أن لا تهاون في أمن المملكة واستقرارها، وحزم جاد أمام كل من يخرج على القانون، ويقرر أخذ حقه بيده!
سنسلم بأن الغلبة كانت للأمير محمد بن نايف في هذا الحوار “الأميري الشيعي”، وأن “الحزم” كان سيد الموقف كما قالت “العربية”، وأنا عن نفسي انذهلت من شدة مصداقية المشهد الحواري، وكنت سأرفع الراية البيضاء للسلطات السعودية، وأعتزل الكتابة، وظلت هذه الحالة ترافقني حتى وقع للأسف تفجير انتحاري أمام أبواب مسجد الإمام الحسين بحي العنود في محافظة الدمام شرق السعودية، في مشهد يعيد لأذهاننا تفجير بلدة القديح، ولولا عناية الله، وتدخل أحد المواطنين من عائلة الأربش المكلفين بحماية المسجد “الشيعي”، وشكه في المنفذ الذي كان يتنكر بزي نسائي لحدثت مجزرة راح ضحيتها المئات من المصلين “الشيعة”، ولم يقتصر الأمر على ثلاثة شهداء رابعهم الانتحاري فقط!
وزارة الداخلية السعودية حاولت أن تنسب الفضل لها في إحباط محاولة تفجير مسجد حي العنود، والادعاء أن أجهزتها الأمنية بكامل جهوزيتها، وعلى أهبة الاستعداد، لكن الفضل كل الفضل حسب رواية قناة “العربية” وأخواتها التي أضافت وجود عناصر أمنية رسمية وتحركها حتى يظهر الأمر، وكأنها جهود رسمية شعبية مشتركة ويتماشى مع بيان الداخلية، لكن الفضل وحده بالحقيقة يعود للشهيد الشاب عبدالجليل الأربش الذي ضحى بحياته فداء للمصلين، وللتحرك الشعبي الذي بدأ تدريجياً بتفعيل فكرة اللجان الشعبية، وتشكيلها من الشباب السعوديين الشيعة، وتكليفهم بحماية مساجدهم، وأحيائهم، وحسينياتهم، بل والدعوة إلى تسليحها لكي تقوم مقام الدولة في حماية الطائفة الشيعية الكريمة، وإجبار السلطات على التسليم بها تحت مسمى “لجان الدفاع الشعبي”.
قد يكون كلام الأمير محمد الاستعراضي منطقياً في بعضه لو أن الأمور انتهت وتوقفت تماماً عند حدود بلدة القديح وتفجيرها الانتحاري، لكن يبدو أن الرياح لا تسير كما يشتهي ولي العهد السعودي في الدمام، وتهديد الرجل “الشيعي” المبطن باللجوء للحماية الذاتية في تقرير “العربية” سيصبح واقعاً إجبارياً لا مفر منه، ويبدو أن حديث الأمير الذي هللت له ذات القناة لن يكون حزماً لا على المعتدين على أمن المملكة، ولا على الراغبين في حماية أنفسهم، وأخذ حقهم ورد اعتبارهم، وسيسير حسب أهواء تنظيم “الدولة الإسلامية” وتغلغلها وعناصرها ومؤيديها في عمق مملكة النفط، وعملياتها الانتحارية التي ستتوالى، نتيجة استمرار سوء التخطيط الرسمي السعودي، وعنجهية تطلعه للقيادة الإقليمية.
كاتب وصحافي فلسطيني
.......................................................
التعليق:
المهم الفعل يا سمو الامير ليس من المعقول استمرار الادبيات التكفيرية في السعودية لان فيها اساءة للشعب السعودي و للدولة السعودية
ننتظر و نرى جهود الدولة السعودية في القريب ؟؟
خالد الجيوسي: الأمير محمد بن نايف كان منصتاً وصبوراً وحازماً عندما خاطبه رجل القديح “الشيعي” الشجاع لكن هل سارت الرياح كما يشتهيها فعلاً في مسجد الإمام الحسين؟ ولماذا نسبت وزارة داخليته فضل إحباط تفجير المسجد لعناصرها رغم كونه جهداً “شيعياً”؟! ..
لم يكن حديث ولي عهد السعودية ووزير داخليتها الأمير محمد بن نايف الملقب بقيصر الإرهاب حسب بعض الصحف الغربية لأحد أقارب ضحايا تفجير القديح عادياً بالنسبة لقناة “العربية” في مثل تلك الظروف العصيبة التي تمر بها حكومة يستهدف فئة من شعبها الإرهاب، وهي تحاول مواساته بالمعتاد من الوعود البراقة، والتطمينات اللماعة، والبطولات الخفاقة، بل حاولت العربية “تلميعه” في تقرير “خرافي” تخطى كل أنواع التهليل والتعظيم الخاص بالحكام والسلاطين على مر الأزمان!
الحديث الذي لم يتعد النصف دقيقة بين الأمير والمواطن “الشيعي”، والذي بثته قناة الإخبارية السعودية أولاً، تلك التي طرد بضم الطاء مراسلها يوم حادث تفجير جامع بلدة القديح “الشيعية”، ومن ثم وضعته “العربية” في تقريرها ثانياً، وحاولت الاستفادة منه على طريقتها، وهنا سأرويه كما حصل “يتقدم قريب لأحد ضحايا التفجير نحو الأمير المتواجد بطبيعة الحال لتقديم واجب العزاء والمواساة لهم، قريب الضحية يخاطب محمد بن نايف قائلاً “إحنا نقول إذا الحكومة ماتقوم بدورها فهي تسمح لي ‘سماحة’ يخطىء، ومن ثم يعدلها بسمو الأمير فهي شريكة في هذا الجرم”، فيرد ولي العهد محمد “شوف، إسمع، أنا أدري إنك منفعل، ولا ألومك، لكن الدولة قائمة بدورها، وأي أحد سيحاول القيام بدور الدولة سيحاسب”، مضيفاً “الدولة لن تأخذها في الله لومة لائم، الدولة ستبقى دولة، وستضبط الأمن مع من يخالفها كائناً من كان، خلينا نكون يداً واحدة مع الدولة”.
المتابع والمشاهد المحايد للحديث سيرى أن هنالك رجلاً من الطائفة الشيعية المهضوم حقها، والمغضوب عليها في السعودية، تحلى بالإقدام والشجاعة، وخاطب ولي عهد بلاده “السني” القوي بكل جرأة وثبات، محملاً إياه مسؤولية أمنه ودماء ضحايا بلدته الذي نتج سواء عن التقصير المتعمد أو غض الطرف والمشاركة في تمويل تنظيمات إسلامية، وتخويف أبناء طائفته المهمشة أساساً، وتعاني الظلم منذ عقود، وهو أي الرجل يعلم علم اليقين أن الذي يخاطبه أمير ووزير بإشارة منه يستطيع أن يقتلع رأسه، ويخفيه عن الوجود، حتى أن تاريخ ميلاده لن يعود موجوداً على التقويم السنوي، وتلك عبارة كان يستخدمها زملائي الصحفيين “الشيعة” تعبيراً منهم عن مدى عنف، وتطرف السلطات السعودية بحقهم!
قناة “العربية” اختزلت كل ذلك الحديث، وعنونت النصف دقيقة بثلاث كلمات بدأ معد التقرير فيهم عقب استعراضه مطلع تقريره الحوار المرئي الذي ألهم قريحته بثلاث توصيفات “إنصات وحلم وردة حازم”، وتلك الصفات الثلاثية بالطبع ليست لرجلنا المذكور، بل للأمير المنصور الذي تفضل وتكرم بحسب القناة بالاستماع “للشيعي”، وتحلى بالصبر لأقل من دقيقة في حضرة “رافضي” كما يسموه في العقيدة الوهابية المتطرفة، كما اعتبرته بعض حسابات “تويتر” التي يسبح أصحابها بحمد دولتهم النفطية، وحكومتهم الملكية متطاولاً، ليأتيه الرد الأميري الناري الصاروخي الحازم أن لا تهاون في أمن المملكة واستقرارها، وحزم جاد أمام كل من يخرج على القانون، ويقرر أخذ حقه بيده!
سنسلم بأن الغلبة كانت للأمير محمد بن نايف في هذا الحوار “الأميري الشيعي”، وأن “الحزم” كان سيد الموقف كما قالت “العربية”، وأنا عن نفسي انذهلت من شدة مصداقية المشهد الحواري، وكنت سأرفع الراية البيضاء للسلطات السعودية، وأعتزل الكتابة، وظلت هذه الحالة ترافقني حتى وقع للأسف تفجير انتحاري أمام أبواب مسجد الإمام الحسين بحي العنود في محافظة الدمام شرق السعودية، في مشهد يعيد لأذهاننا تفجير بلدة القديح، ولولا عناية الله، وتدخل أحد المواطنين من عائلة الأربش المكلفين بحماية المسجد “الشيعي”، وشكه في المنفذ الذي كان يتنكر بزي نسائي لحدثت مجزرة راح ضحيتها المئات من المصلين “الشيعة”، ولم يقتصر الأمر على ثلاثة شهداء رابعهم الانتحاري فقط!
وزارة الداخلية السعودية حاولت أن تنسب الفضل لها في إحباط محاولة تفجير مسجد حي العنود، والادعاء أن أجهزتها الأمنية بكامل جهوزيتها، وعلى أهبة الاستعداد، لكن الفضل كل الفضل حسب رواية قناة “العربية” وأخواتها التي أضافت وجود عناصر أمنية رسمية وتحركها حتى يظهر الأمر، وكأنها جهود رسمية شعبية مشتركة ويتماشى مع بيان الداخلية، لكن الفضل وحده بالحقيقة يعود للشهيد الشاب عبدالجليل الأربش الذي ضحى بحياته فداء للمصلين، وللتحرك الشعبي الذي بدأ تدريجياً بتفعيل فكرة اللجان الشعبية، وتشكيلها من الشباب السعوديين الشيعة، وتكليفهم بحماية مساجدهم، وأحيائهم، وحسينياتهم، بل والدعوة إلى تسليحها لكي تقوم مقام الدولة في حماية الطائفة الشيعية الكريمة، وإجبار السلطات على التسليم بها تحت مسمى “لجان الدفاع الشعبي”.
قد يكون كلام الأمير محمد الاستعراضي منطقياً في بعضه لو أن الأمور انتهت وتوقفت تماماً عند حدود بلدة القديح وتفجيرها الانتحاري، لكن يبدو أن الرياح لا تسير كما يشتهي ولي العهد السعودي في الدمام، وتهديد الرجل “الشيعي” المبطن باللجوء للحماية الذاتية في تقرير “العربية” سيصبح واقعاً إجبارياً لا مفر منه، ويبدو أن حديث الأمير الذي هللت له ذات القناة لن يكون حزماً لا على المعتدين على أمن المملكة، ولا على الراغبين في حماية أنفسهم، وأخذ حقهم ورد اعتبارهم، وسيسير حسب أهواء تنظيم “الدولة الإسلامية” وتغلغلها وعناصرها ومؤيديها في عمق مملكة النفط، وعملياتها الانتحارية التي ستتوالى، نتيجة استمرار سوء التخطيط الرسمي السعودي، وعنجهية تطلعه للقيادة الإقليمية.
كاتب وصحافي فلسطيني
.......................................................
التعليق:
المهم الفعل يا سمو الامير ليس من المعقول استمرار الادبيات التكفيرية في السعودية لان فيها اساءة للشعب السعودي و للدولة السعودية
ننتظر و نرى جهود الدولة السعودية في القريب ؟؟