تركيا لديها عدة أبواب مفتوحة فبالإضافة إلى قطر
داود أوغلو من أذربيجان: اتفقنا على إنجاز مشروع "تاناب" للغاز الطبيعي قبل موعده المحدد
الأناضول
قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، " توصلنا إلى اتفاق من أجل إنجاز مشروع "تاناب" (خط أنابيب الغاز الطبيعي العابر للأناضول، والذي ينقل الغاز الأذري إلى أوروبا عبر تركيا)، قبل عام 2018 وهو التاريخ المحدد للانتهاء من المشروع.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس أذربيجان إلهام علييف، في العاصمة الأذرية باكو اليوم الخميس، عقب لقاء وفدي البلدين، حيث أكد داود أوغلو أنهم سيعملون ليل نهار من أجل إنجاز المشروع، مضيفاً " سيتم القيام بما يترتب من أجل مشروع تاناب داخل الحدود التركية والأمر ذاته ساري على أذربيجان".
وأشار داود أوغلو أنه أطلع علييف على معلومات حول قمة تركيا والاتحاد الأوروبي التي عقدت الأحد الفائت في بروكسل البلجيكية، لافتاً أنه أكد للأوروبيين خلال القمة "أن أكثر خط آمن لايصال الموارد النفطية في بحر قزوين إلى أوروبا هو عبر تركيا، في حال كان المقصود هو أمن الطاقة في أوروبا".
واعتبر داود أوغلو أن نمو أذربيجان هو من نمو تركيا والعكس صحيح، مبيناً أن البلدين يمتلكان الإرادة من أجل القيام بكل شيء مطلوب من أجل رفع التبادل التجاري الحالي والبالغ 5 مليارات دولار أمريكي بين البلدين إلى 15 مليار دولار.
ولفت داود أوغلو أن تطوير أذربيحان لصناعاتها الدفاعية، يعد أحد المسائل التي توليها تركيا أهمية بالغة، معتبراً أن إحلال السلام في القوقاز والمناطق المحيطة مرتبط بشكل كبير بالعلاقات التركية الأذرية، وقال "نولي أهمية كبيرة لإضفاء مزيد من التطور على آليات التعاون المشترك بين تركيا وأذربيجان وجورجيا وإيران وتركمانستان".
وفي سياق أخر، قال داود أوغلو، " نجد تناقضاً كبيراً في فرض روسيا حظراً اقتصاديا على تركيا، لاسيما أنها ليست الطرف المسبب للأزمة. وينبغي على الذين يستاؤون من الحصار الاقتصادي المفروض عليهم، ألا يقوموا بفرض مثيل له على الآخرين".
وذكر داود إوغلو أن الاجتماع تناول التطورات في الشرق الأوسط والمنطقة المحيطة، وعلى رأسها الأزمة في سوريا، داعياً روسيا البلد الصديق والجار والشريك إلى تقييم التطورات باتزان، مضيفاً" إن تركيا حمت حدودها، ولم تقم حتى الآن أبداً بأي عمل هجومي يستهدف أي بلد".
وأكد داود أوغلو أن أراضي الجمهورية التركية ومجالها الجوي تعد مقدسةً، وأن بلاده ليس لديها أي مطامع في أراضي البلدان الأخرى، مستدركاً أن من حقها الطبيعي أن تحترم الدول الأخرى حدودها ومجالها الجوي.
وأشاردواد أوغلو إلى أن بلاده مستعدة للتشاور م روسيا في أي موضوع، وبحث تفاصيله، مشدداً أن الحظر الاقتصادي لا يسهم في إيجاد حل للمشاكل السياسية.
ونوه داود أوغلو إلى أن الحظر الاقتصادي يأتي بالضرر على الجانبين، داعياً روسيا والرئيس فلاديمير بوتين الذي يدلي بتصريحات من شأنها التصعيد، إلى خفض مستوى التوتر في الخطاب، والالتقاء على أرضية الحوار عوضا عن الاتهامات المتبادلة.
ورأى داود أوغلو أن العلاقات التركية الروسية الجيدة من شأنها أن تساهم في السلام والاستقرار بالعاديد من المناطق، بما فيها مناطق القوقاز، والبلقان، وآسيا الوسطى، والشرق الأوسط والبحر الأسود وبحر قزوين، مستدركاً أنه بلاده لن تقبل باتهامات لا أساس لها من الصحة.
وكان بوتين وقّع مرسومًا يتضمن سلسلة إجراءات اقتصادية ضد تركيا، على خلفية إسقاط الأخيرة مقاتلة روسية من طراز "سوخوي 24"، انتهكت المجال الجوي التركي الثلاثاء قبل الماضي، بحسب بيان صادر عن الكرملين، حيث أشار أن الإجراءات تتضمن "منع المؤسسات والمنشآت التركية من ممارسة نشاطات في روسيا، ووقف استيراد بعض السلع ذات المنشأ التركي مؤقتًا أو منع استيرادها بالكامل".
وتتضمن الإجراءات أيضًا، منع كافة الشركات العاملة في روسيا، من توظيف مواطنين أتراك، اعتبارًا من مطلع كانون ثاني/يناير 2016 المقبل، كما وقّع بوتين قراراً بتعليق السفر بدون تأشيرة بين روسيا وتركيا من طرف واحد، اعتبارًا من الأول من بداية العام المقبل 2016 ، فضلًا عن منع الشركات السياحية من تنظيم رحلات إلى تركيا، ووقف رحلات الطائرات المستأجرة من قبل الشركات (شارتر)، بين البلدين، وتشديد الرقابة على شركات الشحن التركية الناشطة في روسيا، والناقلات البحرية التركية في البحر الأسود وبحر آزوف.
وكانت مقاتلتان تركيتان من طراز "إف-16"، أسقطتا طائرة روسية من طراز "سوخوي-24"، الثلاثاء قبل الماضي، لدى انتهاك الأخيرة المجال الجوي التركي عند الحدود مع سوريا بولاية هطاي (جنوبا)، وقد وجّهت المقاتلتان 10 تحذيرات للطائرة الروسية خلال 5 دقائق- بموجب قواعد الاشتباك المعتمدة دولياً- قبل أن تسقطها، فيما أكد حلف شمال الأطلسي (الناتو)، صحة المعلومات التي نشرتها تركيا حول حادثة انتهاك الطائرة لمجالها الجوي.
بدورها أعلنت روسيا، أن الطائرة التي أصابتها تركيا وسقطت في منطقة بايربوجاق (جبل التركمان) بريف اللاذقية الشمالي (شمال غربي سوريا) قبالة قضاء يايلاداغي بولاية هطاي التركية، تابعة لسلاحها الجوي.
وكانت طائرات حربية تابعة لسلاح الجو الروسي، انتهكت الأجواء التركية مطلع تشرين أول/أكتوبر الماضي، وقدم المسؤولون الروس اعتذاراً آنذاك، مؤكدين حرصهم على عدم تكرار مثل تلك الحوادث مستقبلًا، فيما حذرت أنقرة، من أنها ستطبق قواعد الاشتباك التي تتضمن ردًا عسكريًا ضد أي انتهاك لمجالها الجوي.