قصيدة المطعم البلدي

إن كان في كل أرض ما تشان بــــــه
فإن طنجة فيها المطعم البلدي

أخلاق أربابها كالمسك فــــــــي أرج
بعكس أخلاق رب المطعم البلدي

يأتيك بالأكل والذباب يتبـــــــــــــــعه
وكالضباب ذباب المطعم البــلدي

والبق كالفول إن جهلت بـــــــــــــــه
فعشه في فراش المطعم البلدي

ما بالبراغيث إن تثاءبت عجـــــــب
لما ترى حجمها بالمطعم البـــــلدي
تلقاك راقصة بالباب قائلـــــــــــــــــة
يا مرحبا بضيوف المطعم البلــــــــــــدي

تبيت روحك بالأحلام في رعــــــــب
إن نمت فوق سرير المطعم البلـــــدي

وفي السقوف من الجدران خشخشة
فأي نوم ترى بالمطعم البلـــــــــــدي

ولا تعج فيه إبان المصيف ففـــــــي
المصيف نار لظى بالمطعم البلـــــــدي

وفي الشتاء من الثلج الفراش به
ومن حديد جدار المطعم البـــــــلـــــدي

أما الطبيب فعجل بالذهاب ـــــــــله
إذا أكلت طعام المطعم البــــــــــــــلدي

الطرف في أرق والقلب في خنق
والنفس في قلق بالمطعم البلــــــــدي

الصدر منقبض والمرء ممتعض
والشر معترض بالمطعم البـــــــــلدي

يا من مناه المكان الرحب في سفر
كالقبر في الضيق بيت المطعم البلدي

وليلة زارني في الفجر صاحبـــــه
يا شقوتي بنزول المطعم البـــــــــلدي

وكالمدافع خلف الباب سعلتـــــــــه
يهتز منها جدار المطعم البلـــــــــــدي

دق ، فمن قلت قال افتح فقلت لمن
قال افتحن أنا رب المطعم البلـــــــــدي

أشر من رؤية الجلاد رؤيتــــــــه
لما يزورك رب المطعم البلـــــــــــــــدي

وكم ثقيل رأت عيني وما نظرت
فيهم مثيلا لرب المطعم البلـــــــــــــدي

طاب الحديث له فجاء يسألنــــي
وقال:ماذا ترى في المطعم البلـــــــدي

فقلت خيرا فقال:الخير أعرفــــــه
ويعرف الناس خير المطعم البلــــــــدي

إن كان عندك قل لي من ملاحظة
مثل الضباب بأفق المطعم البلـــــــــــدي

فقال: إن فضول الناس يقلقنـــي
هذا الذباب ذباب المطعم البلـــــــــــــدي

فقلت والبق قال : البق ليس به
بأس إذا كان بق المطعم البلـــــــــــــدي

فقلت:هذي البراغيث التي كثرت
ما بالها كبرت في المطعم البــــــــــــلدي

فهزني كصديق لي يداعبنـــــــي
وقال:تلك جيوش المطعم البلــــــــــــدي

فقلت: عفوا فما لي من ملاحظة
وإنني معجب بالمطعم البلـــــــــــــــــــدي

فقال:ها أنت للحق اهتديت فقل
إذن متى ستزور المطعم البـــــــــــــــلدي

فقلت:إن قدر الله الشقاوة لـــي
فإنني سأزور المطعم البلــــــــــــــــــــدي

ينسى الفتى كل مقدور يمر به
إلا مبيت الفتى بالمطعم البلــــــــــــــــــــدي

يامن قضى الله أن يرمي به سفر
إياك إياك قرب المطعم البلـــــــــــــــــــدي

لصاحبها محمد بن براهيم الملقب بشاعر الحمراء .



ولد السيد محمد بن الحاج إبراهيم السراج زيد بمدينة مراكش عاصمة المملكة المغربية سنة1897 ومراكش يقال
لها مراكش الحمراء لذا لقب شاعرنا ب(شاعر الحمراء)وأبوه كان يعمل بالسراجة ،لذا لقب بالسراج وقد تعلم القرآن الكريم بمراكش، ثم درس وتخرج من جامعة القرويين سنة 1901
ولم يخاط محلات أُخـَر معدة للقراءة،ذو قريحة متفتحة للأدب والثقافة ، وله ميلان للشعر،ونال في أقرب وقت بعض الشهرة لدى أهل العلم من رجال الدين بقصائده الشعرية ، ودرس على
يد السيد الحاج السباعي التونسي الوكيل الشرعي الفقه الشرعي والأدب بما فيه الشعر مدة أربعة أعوام،أو خمسة، بحيث كان يتكفل بنشر قصائد تلميذه الشاعر محمد بن إبراهيم المراكشي في الصحف التونسية لعلاقاته مع محرريها
توفي سنة 1955.
 
أعلى