خالص جلبي
الأربعاء 22 يونيو 2016 - 23:07
سحبت دولة البحرين الجنسية من الشيخ عيسى قاسم لأسباب رأتها في الشيخ أنه لايصلح أن يكون مواطنا صالحا، وفي مقابل ذلك صراح الجنرال سليماني إن "آل خليفة (العائلة الحاكمة في البحرين) يعرفون جيدا أن تعديهم على الشيخ عيسى قاسم خط أحمر يشعل تجاوزه النار في البحرين والمنطقة بأكملها، وأضاف أن هناك إمكانية ظهور مقاومة مسلحة في البحرين والسؤال هل جاء الدور على البحرين بعد أن قفزت إيران إلى مضيق المندب والبحر المتوسط والتهمت أربع عواصم عربية فهل ستنضم إلى المسبحة عاصمة جديدة هي المنامة.
والجواب على هذا يكمن ليس بالإمكان بل بالإرادة والتوقيت، فبلد صغير مغري على حافة مياه الخليج مثل البحرين يمكن أن يكون اسرع من ذوبان موزة في حلق قرد جائع في ساعات معدودات، ثم إن قسما من شيعة البحرين يحلمون بهذه الولادة؛ فيرجعوا إلى حضن الأم بعد فراق، كما عاد موسى إلى أمه بعد أن أصبح فؤاد أم موسى فارغا إن كادت لتبدي به. أو هكذا يخيل إليهم فخيالات الناس أكثر من دخان الحشيش وحقنة الهيروئين.
من هنا نرى أن الأحلام الخطيرة هي أكبر من كوابيس للأمم، ولكن أكثر الناس لايعقلون. كما أن قصص الالتهام والقرض والبلع في التاريخ متواترة؛ هتلر يلتهم النمسا والسوديت، ستالين يلتهم الشيشان ولاتفيا وبولندا، الأسد يزدرد لبنان، صدام يبتلع الكويت بلقمة سائغة، والسفيرة الأمريكية ابريل جيبسبي تقول له هنيئا مريئا، فلماذا لاتكرر إيران حماقات التاريخ، والتاريخ نادي مليء بقصص الحمقى، كما في قصة القطين والقرد الناسك وقطعة الجبن.
حلم إيران الآن يمشي على نحو استراتيجي بفعل الفراغ العربي. فالقوم دهاة يتقنون حياكة السجادات والمؤمرات منذ أيام أبو مسلم الخراساني، والقصة تقول أن الطبيعة تأبى الفراغ، والعرب هم في حلكات الظلمات مبلسين، ليس لهم إليها من خروج. حاليا المنطقة تسبح في تفكك وتكوين جديدين، قوة آل عثمان الصاعدة، وقوة بني صهيون الضاربة، وحاليا إيران انبعثت من طوق العمامة، وقفطان الشيخ الفقيه، وعباءة خضراء تدعي الحسينية، والحسين مستريح في تربته لايعرف شيئا عن الصراع الدائر حول قبره المزعوم في أكثر من مرقد؟.
قناعتي العميقة أن إيران سوف تمشي بمخطط علو في السنوات العشرين القادمة، قبل أن يصيبها داء التاريخ والانتروبيا فتهلك بعد قوة واقتدار، كما حصل مع دولة آشور في القرن السادس قبل الميلاد، ولذا وجب علينا تعلم اللغتين الروسية والفارسية لاستقبال الأسوء القادم من الأيام، وربما معها الصينية فنتأتيء فيها مانستطيع، بعد أن غلبتنا لغة ريتشارد قلب الأسد وفرنسوا ومعها الجرمان.
نحن نعلم في التاريخ أن المفتي والسلطان كانا دوما في خندق واحد منذ أيام الفرعون بيبي الثاني وكافور الأخشيدي. في القرآن ياتي ذكر الجبت والطاغوت، ولكن هل نعلم ماذا تعني كلمة الجبت مثلا؟ قد تكون كلمة طاغوت وطغيان مفهومة قليلا، ولكن مشية بوتين مع رئيس الأساقفة جنبا إلى جنب في كارثة الطائرة الروسية التي سقطت في سيناء بانفجار مروع معبرة عن هذا التلاقي الخفي المنحوس، تلك التي دفع إلى الموت جميع الركاب الـ 217 ولحقهم 7 من الطاقم الفني؛ فاكتملوا 224 راكبا في عدد غير منقوص. اجتمعوا في فناء الموت ودار الحق يبكون، وخلفهم تبكي روسيا وبوطين؟
لا أدري ماالذي ذكرني بموت رفاق أوديسوس في أسطورة اجتياح طروادة، حين أرادوا النجاة من قبضة الساحرة سيرسا فغرقوا، ليتحولوا خنازير يضربهم أوديسوس بقدمه وهو لايعلم، كذلك الحال مع مغامرات بوطين الروسي في الوحل السوري؟ (كلفة اليوم الواحد في ضرب السوريين ثلاثة ملايين دولار)
الجبت هو الممثل الديني من مفتي ورجل دين، يلبس قلنسوة وطربوش وعمامة جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود، كلهم يدعي الفضيلة والنطق باسم الواحد الأحد. شكله بشري من كرش وشحم، ولسانه إلهي لايقترب منه النقد والخطأ والزلل؟
والطاغوت هو الوجه السياسي يحكم بالخنجر والطبنجة وجيوش المخابرات السرية والعلنية، وهما متعانقان دوما، ولكن في جمهورية الفقيه المزعومة تبرز عمامة الجبت مجللة بالسواد.
التهام البحرين ليس نهاية الرحلة بعد ازدراد سوريا، وغصة الحلق في ابتلاع اليمن، وهضم لبنان في الأمعاء الطرية، وتحول العراق إلى حلاوة وبقلاوة في فم القرد الإيراني الشره الذي لاتعرف معدته الشبع.
الحلم يقول أن بترول المنطقة كله شيعي، فالمنطقة الشرقية من السعودية حتى الإحساء كلها شيعة، وهناك عقلاء بينهم، وعندي أصدقاء كرام من صفوفهم، يعرفون تماما الدخول تحت عباءة إيران ستدخل البلد السرداب الأبدي الذي لن يخرج منه هادي ومهدي وعسكري! ولكن المجانين أكثر من رمال الربع الخالي. وبيننا وبين عصور التنوير والتسامح فجوة عقلية، تحتاج إلى جسور عريضة متينة من فكر الحداثة وأدوية التنوير حتى يمر القوم فوقها آمنين.
نحن نعلم أن مرض الزهري (الأفرنجي) ضرب مفاصل القوم وأهلك أجيالا لمدة أربعة قرون قبل أن يصل فلمنج إلى اكتشاف البنسلين، وكذلك الحال مع عفونات الأدمغة.
حاليا أمامنا النموذج الكندي حيث عين (جستن ترودو) نصف الكابنيت من النساء، وحين سئل لماذا فازت النساء بخمس عشرة وزارة كان جوابه ضاحكا لأننا في عام 2015؟ ورأينا وزير الدفاع السيخي بعمامته يؤدي القسم ويقود وزارة رجل مقعد مشلول ويشرف على وزارة رائد فضاء وتقود وزيرة من أفغانستان الديموقراطية في الوزارات وتأخذ وزارة العدل امرأة من الهنود الحمر (السكان الأصليون Native).
سؤال خطير للطرح اين شرع الله بالله عليكم؟ أحيث يكتب على العلم الله أكبر والله لاعلاقة له به؟ أم قطع الرقاب عند داعش بدعوى التطبيق الفعلي للشريعة؟ أن إنشاء مباني هائلة لمجالس شورى لايشم منها رائحة شورى ونقد ولو من بعد أربعين خريفا؟
جاء في كتاب الخرافات أن قطين نهشا قطعة جبن مسروقة فاختلفا على القسمة، حتى دلهم رجل ناصح على قرد ناسك بجنب البحر، فهرعا إليه، فلما رآهما مشتدين عدوا إليه؛ قام إلى صلاته فأطال؛ فلما فرغ أقبل على القطين الملهوفين وقال قد وطئتم أرض العدالة، ثم قام إلى القبان فوزن بعد أن قضم طرفا جيدا من قطعة الجبن، وإذ تأرجح الميزان قام فقضم من القطعة الثقيلة أكبر مايسعه فمه عرضا، كما فعل بوتين مع القرم ثم أوكرانيا، وفي النهاية لم يتبق إلا قطعة صغيرة فالتهمها بلذة وقال: هذا جزاء أتعابي!! والقطين زائغي العينين يريان اختفاء الجبنة في كرش القرد الناسك الناصح، فهذه هي قصة البحرين وبوطين وإيران.
الأربعاء 22 يونيو 2016 - 23:07
سحبت دولة البحرين الجنسية من الشيخ عيسى قاسم لأسباب رأتها في الشيخ أنه لايصلح أن يكون مواطنا صالحا، وفي مقابل ذلك صراح الجنرال سليماني إن "آل خليفة (العائلة الحاكمة في البحرين) يعرفون جيدا أن تعديهم على الشيخ عيسى قاسم خط أحمر يشعل تجاوزه النار في البحرين والمنطقة بأكملها، وأضاف أن هناك إمكانية ظهور مقاومة مسلحة في البحرين والسؤال هل جاء الدور على البحرين بعد أن قفزت إيران إلى مضيق المندب والبحر المتوسط والتهمت أربع عواصم عربية فهل ستنضم إلى المسبحة عاصمة جديدة هي المنامة.
والجواب على هذا يكمن ليس بالإمكان بل بالإرادة والتوقيت، فبلد صغير مغري على حافة مياه الخليج مثل البحرين يمكن أن يكون اسرع من ذوبان موزة في حلق قرد جائع في ساعات معدودات، ثم إن قسما من شيعة البحرين يحلمون بهذه الولادة؛ فيرجعوا إلى حضن الأم بعد فراق، كما عاد موسى إلى أمه بعد أن أصبح فؤاد أم موسى فارغا إن كادت لتبدي به. أو هكذا يخيل إليهم فخيالات الناس أكثر من دخان الحشيش وحقنة الهيروئين.
من هنا نرى أن الأحلام الخطيرة هي أكبر من كوابيس للأمم، ولكن أكثر الناس لايعقلون. كما أن قصص الالتهام والقرض والبلع في التاريخ متواترة؛ هتلر يلتهم النمسا والسوديت، ستالين يلتهم الشيشان ولاتفيا وبولندا، الأسد يزدرد لبنان، صدام يبتلع الكويت بلقمة سائغة، والسفيرة الأمريكية ابريل جيبسبي تقول له هنيئا مريئا، فلماذا لاتكرر إيران حماقات التاريخ، والتاريخ نادي مليء بقصص الحمقى، كما في قصة القطين والقرد الناسك وقطعة الجبن.
حلم إيران الآن يمشي على نحو استراتيجي بفعل الفراغ العربي. فالقوم دهاة يتقنون حياكة السجادات والمؤمرات منذ أيام أبو مسلم الخراساني، والقصة تقول أن الطبيعة تأبى الفراغ، والعرب هم في حلكات الظلمات مبلسين، ليس لهم إليها من خروج. حاليا المنطقة تسبح في تفكك وتكوين جديدين، قوة آل عثمان الصاعدة، وقوة بني صهيون الضاربة، وحاليا إيران انبعثت من طوق العمامة، وقفطان الشيخ الفقيه، وعباءة خضراء تدعي الحسينية، والحسين مستريح في تربته لايعرف شيئا عن الصراع الدائر حول قبره المزعوم في أكثر من مرقد؟.
قناعتي العميقة أن إيران سوف تمشي بمخطط علو في السنوات العشرين القادمة، قبل أن يصيبها داء التاريخ والانتروبيا فتهلك بعد قوة واقتدار، كما حصل مع دولة آشور في القرن السادس قبل الميلاد، ولذا وجب علينا تعلم اللغتين الروسية والفارسية لاستقبال الأسوء القادم من الأيام، وربما معها الصينية فنتأتيء فيها مانستطيع، بعد أن غلبتنا لغة ريتشارد قلب الأسد وفرنسوا ومعها الجرمان.
نحن نعلم في التاريخ أن المفتي والسلطان كانا دوما في خندق واحد منذ أيام الفرعون بيبي الثاني وكافور الأخشيدي. في القرآن ياتي ذكر الجبت والطاغوت، ولكن هل نعلم ماذا تعني كلمة الجبت مثلا؟ قد تكون كلمة طاغوت وطغيان مفهومة قليلا، ولكن مشية بوتين مع رئيس الأساقفة جنبا إلى جنب في كارثة الطائرة الروسية التي سقطت في سيناء بانفجار مروع معبرة عن هذا التلاقي الخفي المنحوس، تلك التي دفع إلى الموت جميع الركاب الـ 217 ولحقهم 7 من الطاقم الفني؛ فاكتملوا 224 راكبا في عدد غير منقوص. اجتمعوا في فناء الموت ودار الحق يبكون، وخلفهم تبكي روسيا وبوطين؟
لا أدري ماالذي ذكرني بموت رفاق أوديسوس في أسطورة اجتياح طروادة، حين أرادوا النجاة من قبضة الساحرة سيرسا فغرقوا، ليتحولوا خنازير يضربهم أوديسوس بقدمه وهو لايعلم، كذلك الحال مع مغامرات بوطين الروسي في الوحل السوري؟ (كلفة اليوم الواحد في ضرب السوريين ثلاثة ملايين دولار)
الجبت هو الممثل الديني من مفتي ورجل دين، يلبس قلنسوة وطربوش وعمامة جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود، كلهم يدعي الفضيلة والنطق باسم الواحد الأحد. شكله بشري من كرش وشحم، ولسانه إلهي لايقترب منه النقد والخطأ والزلل؟
والطاغوت هو الوجه السياسي يحكم بالخنجر والطبنجة وجيوش المخابرات السرية والعلنية، وهما متعانقان دوما، ولكن في جمهورية الفقيه المزعومة تبرز عمامة الجبت مجللة بالسواد.
التهام البحرين ليس نهاية الرحلة بعد ازدراد سوريا، وغصة الحلق في ابتلاع اليمن، وهضم لبنان في الأمعاء الطرية، وتحول العراق إلى حلاوة وبقلاوة في فم القرد الإيراني الشره الذي لاتعرف معدته الشبع.
الحلم يقول أن بترول المنطقة كله شيعي، فالمنطقة الشرقية من السعودية حتى الإحساء كلها شيعة، وهناك عقلاء بينهم، وعندي أصدقاء كرام من صفوفهم، يعرفون تماما الدخول تحت عباءة إيران ستدخل البلد السرداب الأبدي الذي لن يخرج منه هادي ومهدي وعسكري! ولكن المجانين أكثر من رمال الربع الخالي. وبيننا وبين عصور التنوير والتسامح فجوة عقلية، تحتاج إلى جسور عريضة متينة من فكر الحداثة وأدوية التنوير حتى يمر القوم فوقها آمنين.
نحن نعلم أن مرض الزهري (الأفرنجي) ضرب مفاصل القوم وأهلك أجيالا لمدة أربعة قرون قبل أن يصل فلمنج إلى اكتشاف البنسلين، وكذلك الحال مع عفونات الأدمغة.
حاليا أمامنا النموذج الكندي حيث عين (جستن ترودو) نصف الكابنيت من النساء، وحين سئل لماذا فازت النساء بخمس عشرة وزارة كان جوابه ضاحكا لأننا في عام 2015؟ ورأينا وزير الدفاع السيخي بعمامته يؤدي القسم ويقود وزارة رجل مقعد مشلول ويشرف على وزارة رائد فضاء وتقود وزيرة من أفغانستان الديموقراطية في الوزارات وتأخذ وزارة العدل امرأة من الهنود الحمر (السكان الأصليون Native).
سؤال خطير للطرح اين شرع الله بالله عليكم؟ أحيث يكتب على العلم الله أكبر والله لاعلاقة له به؟ أم قطع الرقاب عند داعش بدعوى التطبيق الفعلي للشريعة؟ أن إنشاء مباني هائلة لمجالس شورى لايشم منها رائحة شورى ونقد ولو من بعد أربعين خريفا؟
جاء في كتاب الخرافات أن قطين نهشا قطعة جبن مسروقة فاختلفا على القسمة، حتى دلهم رجل ناصح على قرد ناسك بجنب البحر، فهرعا إليه، فلما رآهما مشتدين عدوا إليه؛ قام إلى صلاته فأطال؛ فلما فرغ أقبل على القطين الملهوفين وقال قد وطئتم أرض العدالة، ثم قام إلى القبان فوزن بعد أن قضم طرفا جيدا من قطعة الجبن، وإذ تأرجح الميزان قام فقضم من القطعة الثقيلة أكبر مايسعه فمه عرضا، كما فعل بوتين مع القرم ثم أوكرانيا، وفي النهاية لم يتبق إلا قطعة صغيرة فالتهمها بلذة وقال: هذا جزاء أتعابي!! والقطين زائغي العينين يريان اختفاء الجبنة في كرش القرد الناسك الناصح، فهذه هي قصة البحرين وبوطين وإيران.