بقلم// ياسين شملان الحساوي
يخترعون..ونحن نيامٌ نتخرًع
مع جريدة النهار
كتبت قبل سنتين او ثلاث عن اختراع جهاز تلفزيون يبث روائح الصور او المناظر التي يعرضها فان كانت في حدائق سنستنشق روائح الزهور الزكية وان كانت اماكن كالمراحيض او الاماكن العفنة كما تعرضها بعض الافلام فسنشم الروائح الكريهة.
وقد تساءلت هل بإمكاننا ان نتمكن من وقف الروائح التي تزعجنا فكان الجواب بنعم
فحمدت الله لانني لا اطيق ان اشم رائحة مذيع او مذيعة او نجم تلفزيوني معجب به قد تفوح منه رائحة كريهة نظرا لمجهود بدني سابق لظهوره فيمحي صورته المحببة لي كنجم بالغ الجمال والاناقة في نظري.
إلى اين هذه الابتكارات والاختراعات؟ لا ادري، بلغ التطور العلمي آفاقا غير متوقعة في السنوات الاخيرة ربما بعد اختراع العالم احمد زويل بالفيمتو ثانية الذي يستطيع التصوير والتسجيل آلاف المرات في الثانية الواحدة ونحن نيام.
ما أعادني لهذا الموضوع هو ما نشرته الصحف الكويتية في 4/3/2018 من اختراع هاتف ذكي مزود بأنف لشم رائحة الملوثات بالاجواء لشركة هواتف اسمها cat انوفها الكترونية تستشعر الملوثات الموجودة في الهواء.
من الطبع ان كل هذه الاختراعات هي لخدمة الانسان ولكن الامور اصبحت في نظري خيالاً غير متوقع بل سيأتي الاعجب والأغرب.
لم يبقَ للانسان من اشياء يمارسها.. فقط عليه ترك هذه الاجهزة الالكترونية والمتحركة لتضبط له نمط حياته فالآتي اعظم.. انه العلم ونحن نيام.
ولكن.. هنا ستظهر المخاوف التي لا يريد البشر حدوثها فهذه الاجهزة ستتطور وقد تصل الى بوح ما يكنه الانسان في نفسه تجاه مَنْ لا يعجبه فربما يأتي اليوم الذي يعلمك جهازك بان من تثق به يكن لك كراهية غائبة عنك بفضل استشعار جهازك الذي بين يديك والذي يستطيع كشف مشاعره من رائحته او نبرة صوته او حتى من نظرات عيونه.
هل هذا التطور العلمي سيجلب السعادة للبشرية ان وصل الى حد فضح مواقف الاحباب والاصدقاء؟ عندها ستكون التعاسة هي الغالبة على حياة البشر؟
إذن سيكون الفخر بهذه الاختراعات والابتكارات لاصحابها ولكن لن تكون خيرا للبشر ان استمرت على هذا المنوال.
رائحة صور او برامج وافلام تملأ غرفتك او صالتك ثم اجهزة تشم.. فما ستكون مشاعرك ان حدث وملكت جهازا يقرأ ما تخفيه عنك نفوس الاخرين؟
مع جريدة النهار
كتبت قبل سنتين او ثلاث عن اختراع جهاز تلفزيون يبث روائح الصور او المناظر التي يعرضها فان كانت في حدائق سنستنشق روائح الزهور الزكية وان كانت اماكن كالمراحيض او الاماكن العفنة كما تعرضها بعض الافلام فسنشم الروائح الكريهة.
وقد تساءلت هل بإمكاننا ان نتمكن من وقف الروائح التي تزعجنا فكان الجواب بنعم
فحمدت الله لانني لا اطيق ان اشم رائحة مذيع او مذيعة او نجم تلفزيوني معجب به قد تفوح منه رائحة كريهة نظرا لمجهود بدني سابق لظهوره فيمحي صورته المحببة لي كنجم بالغ الجمال والاناقة في نظري.
إلى اين هذه الابتكارات والاختراعات؟ لا ادري، بلغ التطور العلمي آفاقا غير متوقعة في السنوات الاخيرة ربما بعد اختراع العالم احمد زويل بالفيمتو ثانية الذي يستطيع التصوير والتسجيل آلاف المرات في الثانية الواحدة ونحن نيام.
ما أعادني لهذا الموضوع هو ما نشرته الصحف الكويتية في 4/3/2018 من اختراع هاتف ذكي مزود بأنف لشم رائحة الملوثات بالاجواء لشركة هواتف اسمها cat انوفها الكترونية تستشعر الملوثات الموجودة في الهواء.
من الطبع ان كل هذه الاختراعات هي لخدمة الانسان ولكن الامور اصبحت في نظري خيالاً غير متوقع بل سيأتي الاعجب والأغرب.
لم يبقَ للانسان من اشياء يمارسها.. فقط عليه ترك هذه الاجهزة الالكترونية والمتحركة لتضبط له نمط حياته فالآتي اعظم.. انه العلم ونحن نيام.
ولكن.. هنا ستظهر المخاوف التي لا يريد البشر حدوثها فهذه الاجهزة ستتطور وقد تصل الى بوح ما يكنه الانسان في نفسه تجاه مَنْ لا يعجبه فربما يأتي اليوم الذي يعلمك جهازك بان من تثق به يكن لك كراهية غائبة عنك بفضل استشعار جهازك الذي بين يديك والذي يستطيع كشف مشاعره من رائحته او نبرة صوته او حتى من نظرات عيونه.
هل هذا التطور العلمي سيجلب السعادة للبشرية ان وصل الى حد فضح مواقف الاحباب والاصدقاء؟ عندها ستكون التعاسة هي الغالبة على حياة البشر؟
إذن سيكون الفخر بهذه الاختراعات والابتكارات لاصحابها ولكن لن تكون خيرا للبشر ان استمرت على هذا المنوال.
رائحة صور او برامج وافلام تملأ غرفتك او صالتك ثم اجهزة تشم.. فما ستكون مشاعرك ان حدث وملكت جهازا يقرأ ما تخفيه عنك نفوس الاخرين؟