بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين وعجل فرجهم يا كريم
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين وعجل فرجهم يا كريم
روى محمد بن الفضيل عن الإمام موسى الكاظم عليه السلام: "أنه قال له عليه السلام:
جعلت فداك! الرجل من اخواني يبلغني عنه الشيء الذي اكرهه، فاسأله عنه فينكر ذلك، وقد أخبرني عنه قوم ثقات. فقال لي: يا محمد، كذب وبصرك عن أخيك، فان شهد عندك خمسون قسامة، فقال لك قولا، فصدقه وكذبهم، ولا تذيعن عليه شيئاً تشينه به وتهدم مروته، فتكون من الذين قال الله: "إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذي آمنوا لهم عذاب شديد".
جعلت فداك! الرجل من اخواني يبلغني عنه الشيء الذي اكرهه، فاسأله عنه فينكر ذلك، وقد أخبرني عنه قوم ثقات. فقال لي: يا محمد، كذب وبصرك عن أخيك، فان شهد عندك خمسون قسامة، فقال لك قولا، فصدقه وكذبهم، ولا تذيعن عليه شيئاً تشينه به وتهدم مروته، فتكون من الذين قال الله: "إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذي آمنوا لهم عذاب شديد".
من أهان سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (ع)
أهو من يدعي البعض كذباً أنه أنكر مظلوميتها؟!
أم من زج بإسمها بالإنتخابات للتكسب الإنتخابي
وإثارة الفتنة النائمة!
أيها الأخوة المؤمنين.. أيتها الأخوات المؤمنات
من يريد أن يناقش الآخرين بهدف الوصول إلى نتيجة ومعرفة الحق فليذهب لهم أو حتى يتصل بهم، فهذا الأمرليس بالعسير على الجميع فعله، بدل أن يفسر ما يريد أن يفسره حسب فهمه الخاص الذي قد لا يخلو في كثير من الأحيان من التسرع .
فلماذا نخلق المشاكل تلو المشاكل حينما يكون اتصال هاتفي عابر، أو حتى زيارة قد لاتصعب كثيرا على البعض .
لقد أشعلت الإشاعات والعصبيات في السنوات السابقة فتنة كبيرة وصلت إلى الكثير من البيوت الآمنة المؤمنة وأحرقت ما أحرقته من روابط أخوية وهشمت ماهشمته من أواصر للمحبة وشقت صفوف الكثير من الإخوة المؤمنين، و كان من أهم أسباب استعار النار، أن الكثير من الناس الذين لا يملكون العلم والمعرفة أدلوا بدلوهم لجهل أو لعصبية، وياليته كان دلو ماء يطفئ بعذوبته نار هذه الفتنة المتأججة، بل كان زيتا حارقا يزيد الأجيج تأججا ويملأ النار نارا، ونحن نعيش في زمن لا نحتاج فيه لمزيد من الإحراق والتمزيق مطلقاً، فلم يبق من هذا الجسد الإسلامي إلا القليل، وهؤلاء أعداؤنا يتربصون و يهجمون و يفترسون الأخضر واليابس، فهل يا ترى نعرف أولوياتنا جيداً، هل الأولوية هي أن نهاجم أخواننا المؤمنين المخلصين؟ أم أن الأولوية هي أن نتحد و نلقى بغيوم الخلافات الداكنة العابسة جانبا ليصفو لنا جو المحبة والأخوة كي نتحد صفاً واحداً ونخطط لمواجهة أخطارأمتنا الإسلامية.. التي ملأت كل أرجاء الأرض.. و نكون كالذين أحبهم سبحانه و تعالى في قوله تعالى : "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّاكَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ" الصف / 4، ولنبتعد عن التراشق بحجارة البغضاء حتى يسقطعلينا نيزك الأعداء فيخر الهيكل على من فيه.
ولا أعتقد أن هذه التشنجات والعصبيات بها أي فائدة لأنها دمرت الكثير و هدمت الكثير، ولم تبن سوى جدار الحقد و البغضاء، ولم تزرع سوى أشواك العداوة والفرقة ، فلنتعاون ونتحاورلكل ما فيه خير وهدى وصلاح.. "لاَّ خَيْرَ فِيكَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْإِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا" النساء / 114 . آية قرآنية تسكن لها الروح ويطمئن لها القلب..حديث كريم يقوم أخلاقنا و سلوكنا.. موعظة دينية.. يستفيد منيقرأها..إن التركة الثقافية الدينية..التي تركها لنا أهل البيت عليهم السلام كبيرة كبيرة.. و تحملنا مسؤولية أكبر من غيرنا في أن نحمل هذه التركة.. و نستفيد منها.. لا أن نكون كما قال سبحانه و تعالى لليهود "مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُواالتَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارً"الجمعة /5 . لدينا الكثير من المواضيع المفيدة.. لدينا الكثير من المشاكل الأخلاقيةالمتفشية في مجتمعاتنا.. و يحتاج الكثيرون للحلول. فبتحركنا نستطيع أن نكون دعاة إلى الخير والهدى.. لنقترب من الله سبحانه وتعالى أكثر.. و نقرب كل من حولنا إليه عز و جل.. و نتفق في أن ننشر رسالة الإسلام المحمدي..ليس بيننا فقط.. و ليسبين المسلمين الشيعة فقط.. و ليس بين المسلمين فقط.. بل كما أرادها الله سبحانه وتعالى رسالة سلام واضحة كاملة رحيمة للعالم أجمع .. "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ" الأنبياء / 107.
الأمة الإسلامية الآن تواجه مرحلة خطيرة ولا مجال حتى للحوار المذهبي حتى العقلائي بين المسلمين الشيعة والمسلمين السنة فما بالكم بأن نهاجم بعضنا البعض، وللأسف ما زال بعضنا يحطم المحطم أصلاً.
وأقول للجميع إن الذي لا يملك القدرة على خطاب الناس بالأساليب الشرعية وإقناعهم من خلال الأدلة والبراهين.. لا بد وأن يجنح إلى استعمال الأساليب الرخيصة والتي تكون بعيدة كل البعد عن الأخلاق الإسلامية في الحوار وإقناع الآخر وهذا ما نستوحيه من كلمة للإمام زين العابدين عليه السلام"وإنما يحتاج إلى الظلم الضعيف" فإنه لا يحتاج إلى الظلم القوي لأن القوي يمكن له الوصول عن طريق آخر غير الظلم ما دام قوياً،وهكذا العالم يمكن له الوصول إلى إقناع الآخرين ولا يحتاج إلى سلوك الطرق الملتوية معهم والتي تكون من مخاطبة عواطفهم وغرائزهم .. بل هو إنما يخاطب عقول الآخرين .. ومن اهتدى فلنفسه ومن ضل فعليها ولذلك فنحن نقول لكل هؤلاء، لا بد وأن يتعلموا كيف يختلفون وكيف يتفقون .. ولا يجادلوا الآخرين إلا بالحق ومن خلال الحق والطرق العلمية الرصينة والبعيدة عن الإساءات والمهاترات.
مع محبتي ودعائي
وأسألكم الدعاء للجميع
وأسألكم الدعاء للجميع