هارون الرشيد
عضو بلاتيني
أتى الوداع بكل ما يحمله من ألم ومعاناة ،بصمت تام ، لا حديث فيه الا للدموع وهي تفيض من العيون كأنها تتحدى ذلك المطر الذي يتساقط بغزارة . إنه الوداع لذلك الطيف الذى اصبح ذكرى . كان وأصبح وكان الحياة بكل جمالها وروعتها ، فهو طيف طالما انتظرته . فلما طال انتظاري جسده خيالي خوفا من فقده .مرت سنونٌ طويلةٌ وانا اعيش إنتظاره حتى اشفق علي القدر فالتقيته ، فإذا به أمامي ! فأبهرني وأدهشني بنقاء روحه وسمو فكره قبل جماله ، فعشت الخيال واقعا ، والمستحيل حقيقة ،حينها بدات مشاعري المكبلة بالإنطلاق والتعبير عن فرحتها وبهجتها من غير حدود او قيود ، فهي حبيبتي التي انتظرتها والتقيتها ، فكيف بي لا اعبر لها ، ومرت الأيام والشهور ومشاعري لا حد لإنطلاقها الى ان أتى ذلك اليوم الذي شعرت بشيء استوقفني بعد ان شعرت بجرح في اعماق قلبي .إن طيفي الجميل لا يستطيع ان يتحدث! ، نعم لا يستطيع ان يتحدث بلغة المشاعر ! ، يا الهي هو اخرس ! ، فتوقفت قليلا وقلت لنفسي : يكفيني عن صمته لغة عينه ، ولكن ذلك ايضا صعب عليه! ، اذا تعابير وجهة ، فكانت الصدمة انه من دون ملامح! . يا الهي ماذا يحدث او ماذا حدث !؟ . فتأملت في أعماقي لأجد كل شيء يتراجع ، فهاهي المشاعر تعود وهي خائبة خذلى لتتهاوى أعماقي عليها وتقتلها . لقد اختفى النور من أعماقي وحل محله الظلام الذي جلبه الشتاء القارس الذي سلب حياة كل شيء تاركا خلفه أمواتا قبورها أصبحت أطلالا تحكي قصة نهاية لم يكن لها بداية ، آه من قسوة هذا الزمن الذي هجرته المشاعر وأصبح فيه الانسان عبارة عن تمثال لديه لسان وعقل وقلب هجرته المشاعر هاربة من قسوته وجموده. هي قصتي أحكيها وانا لا زلت أهيم بها ، فكيف الخلاص من حلم واقع تحول الى ذكرى ندم !؟ هي الذكرى للمشاعر فقط ....... لن يدركها إلا إنسان !