رضا البطاوى
عضو ذهبي
قراءة فى كتاب أساليب الدعاية الحديثة
الكتاب أو الفصل من أحد كتب عبد الرازق الدليمى وهو مذكور فى كتابين بعناوين مختلفة أولهما علوم الإتصال فى القرن الحادى والعشرين والثانى الدعاية والشائعات والرأى العام رؤية معاصرة ومن الممكن أن يكون هذا الجزء نشر فى كتاب ثالث بنفس العنوان أساليب الدعاية الحديثة
استهل الدليمى الكتاب بالقول أن العاملين بالإعلام إنتاجا وتمويلا يقومون بعملية خداع للناس على أساس استفادة الأغنياء فقط من الإعلام وهو قوله:
"مع تطور وتوسع دور وسائل الإعلام وتقنيات الاتصال التي تجتاح عالمنا اليوم، تتماهى باطراد تلك الحدود التي كانت تفصل في الماضي بين دور كل من الإعلامي والمعلن، إذ يضطر كل منهما للتحايل على ارتفاع مستوى الوعي الاجتماعي، مستفيدين من تطور مهارات الاتصال وتقنيات الإبهار، مما دفعهما للانتقال إلى مستويات أعلى من الإسفاف في نقل الصور المؤدلجة عن الواقع، أو الإمعان في ترسيخ صور أخرى في ذهن المتلقي وتلعب الفلسفة العملية البراغماتية دورا رئيسا في تشكيل العقل الجمعي المجبر على الانصياع للواقع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي السائد في العالم الغربي، وبما يصب أساسا في مصلحة النخبة المتنفذة، الأمر الذي يتم تعميمه في مجتمعات العالم كافة مع تزايد وطأة العولمة وفق صياغة "عالم القطب الواحد""
والدليمى هنا يؤكد على أن كل المجتمعات الكافرة تدار على أساس سادة وكبراء وهم الأغنياء ممثلين فى الحكام ومن معهم ومعهم رعية أى شعب يعمل من أجل مصالحهم وهو ما أقر به الكفار فى النار عندما قالوا:
" ربنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا"
فالنخبة المتنفذة التى سماها رب العالمين المترفين والسادة وأكابر المجرمين مهمتها الأولى والأخيرة فى الحياة هى إضلال الشعوب عن الحقيقة فى سبيل أن يظلوا هم ملاك السلطة والمال
وتحدث الرجل عن استغلال تقنيات الإعلام والتسويق فى تضليل الشعوب فقال:
"يعتمد الإعلاميون والمعلنون - على حد سواء- على التطور الملفت في تقنيات الإعلام والتسويق، حيث تستفيد معظم الجامعات المختصة بهذين الفرعين من دراسات تقنيات التأثير والاتصال، والتي تتركز في معظمها على النفوذ إلى العقل الباطن والتأثير اللاواعي على اهتمامات المتلقي ورغباته، ثم توجيهها وفق مصالح النخبة "
وعدد الدليمى أساليب الدعاية المستخدمة ضد المسلمين فقال:
"ويمكن تلخيص أكثر الأساليب الدعائية شيوعا في النقاط التالية:
1 - القولبة والتنميط: لعل هذا الأسلوب من أكثر أساليب الدعاية شيوعا ووضوحا، إذ تقدم لنا وسائل الإعلام وجهات نظر أصحابها الخاصة في كل شيء، كأن يحرص على تقديم المسلم في صورة رجل طويل اللحية غريب الملبس أو في صورة امرأة تتشح بالسواد وتجلس في مقعد السيارة الخلفي، حيث يعمل تكرار هذه الصورة على الربط التلقائي لكل ما تستدعيه من توابع قد لا يصرح بها، فيغدو الإسلام مرتبطا في ذهن الغربي بكل الصفات السلبية التي تستطبنها تلك الصورة دون البحث عما يمكن أن يخفيه المظهر الخارجي من قيم ومبادئ تقصى عمدا عن الطرح والمناقشة"
وللأسف الشديد فإن الغرب ليس هو من يستخدم تلك الصورة النمطية وحده وإنما كل أجهزة الإعلام فى بلادنا والتى تديرها المخابرات الحربية أو أمن الدولة وفى المقابل تضع العلمانيين المهندمين والعلمانيات العاريات الكاسيات كأمر مطلوب من الرعية أن تقلده
الأسلوب الثانى تسمية الشىء بغير اسمه الحقيقى وفيه قال:
2 - تسمية الأشياء بغير مسمياتها: بما أن وسائل الإعلام تمسك اليوم بزمام الرأي العام وتعمل على توجيهه وصياغته على النحو الذي تريد، فإن ذلك يستتبع بالبداهة تحكمها في المفاهيم والمصطلحات التي تتداولها وتسعى لتدويلها بين الناس، إذ تتجنب غالبا التعرض المباشر للقضايا التي ترغب في تحويرها أو تغييرها، وإنما تعمل على إعادة صياغتها بلغة جديدة تتناسب مع سياساتها وبثها بين الناس الذي يتقبلونها لا شعوريا على المدى الطويل ومن ذلك مثلا إطلاق كلمة الدين على كافة الأديان دون تمييز، تمهيدا لتقبل النقد العلماني للإسلام على أنه دين لا يختلف في شيء عن ذلك الدين الذي وقف عائقا في وجه النهضة الأوربية لعشرة قرون، أو تعميم كلمة الأصولية على كل من يعد الأصول (النصوص) مرجعية له، للوصول إلى حتمية الربط بين الدين والعنف، وينطبق الأمر على مسميات كثيرة يتم العبث بها كتعدد الزوجات وحقوق المرأة وحجابها وحقوق الإنسان، إلى غير ذلك"
وكما سبق القول تحاول الأجهزة الأمنية التى تدير الإعلام أن ترسخ فى نفس الرعية كراهية الإسلام من خلال تعابير مثل الأديان السماوية والاخوة الوطنية والدين لله والوطن للجميع والإرهاب بدلا من دين الله وأديان الكفر واخوة المسلمين والوطن للمسلمين والجهاد
وهم يعملون على جر الشعب لمستنقعات القذارة فالزنى اسمه حب وعلاقة وعاطفة والخمر اسمها مخدرات وأدوية والجلباب اسمه كيس القمامة واللحية مقشة
وذكر الدليمى الأسلوب الثالث وهو الشعارات الكاذبة فقال:
3 - إطلاق الشعارات: وهو أسلوب شائع في الدعايات التجارية والسياسية على السواء كما هو معروف، إذ غالبا ما يتم تعميم أحد الشعارات المنتقاة بعناية كعنوان عريض لكل حملة إعلانية، ومن ذلك مثلا تأكيد أحد أشهر معاجين الأسنان في أمريكا على شعار (النفس المنعش) أكثر من التذكير بالهدف الرئيس من تنظيف الأسنان وهو حمايتها من التسوس، إذ دلت الدراسات التي قام بها المنتجون على أن اهتمام المستهلك ينصب عادة على رائحة الفم الطيبة أكثر من صحة الأسنان وهكذا يعتمد المعلنون على ربط أهدافهم الإعلانية بأكثر الشعارات جاذبية، وبغض النظر عن مصداقيتها، وصولا إلى الربط اللاشعوري بين الشعار والمعلن عنه حتى يغدو مجرد تذكر المستهلك لرائحة الفم الطيبة محرضا تلقائيا على استحضار صورة ذلك المعجون بالرغم من أن كل المعاجين تشاركه في هذه الخاصية!"
والشعارات تعتمدها الأنظمة الحاكمة للضحك على شعوبها كمشروع الألف يوم ومشروع المفيض وخصخصة الشركات والقراءة للجميع فتلك المشروعات هى واجهات دعاية للحكام لا ينفذ منها سوى القليل جدا والغرض شغل الناس كل فترة بأن الدولة تعمل من أجل مصالحهم وفى كل الأحوال هى لا تعمل إلا من اجل مصالح ملاك السلطة والثروة أو ملاك السلاح والمال ويعبر عن ذلك حكاية يسوع مع الكنعانية" ليس حسناً أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب؟ فَقَالَتْ:«نَعَمْ، يَا سَيِّدُ! وَالْكِلاَبُ أَيْضًا تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا "
فمقولة الكنعانية هى سياسة الكفار فى كل عالمنا فالكبار يأخذون معظم الطعام ويرمون الفتات للشعوب
والأسلوب هو تكرار الدعاية تكرارا كثيرا فى كل زمان ومكان ممكن وفيه قال:
4 - التكرار: لا يكتفي المعلنون عادة بمجرد التنميط والكذب، بل يعمدون كثيرا إلى التكرار المستمر لشعاراتهم وحملاتهم الإعلانية التي تلاحق الناس أينما ذهبوا، وقد يلجأ البعض إلى التكرار في عرض إعلاناتهم غير المباشرة ليحصدوا نتائج أكثر فعالية من الإعلان المباشر عندما يكون التصريح مثيرا للحساسية أو الرفض، إذ دلت إحدى الدراسات على أن تكرار ظهور أحد نجوم السينما وهو يدخن خلال الفيلم لأربع مرات، قد يؤدي إلى زرع صورة إيجابية للتدخين عند المراهقين المعجبين بهذا النجم، مما يعطي دلالة واضحة على أثر الإعلان غير المباشر في بث الرسائل الإعلانية مع التكرار المستمر، وهو أمر يزداد خطورة عندما يقترن بالتصريح المباشر والموجه.
يقول غوستاف لوبون: "إن التوكيد والتكرار عاملان قويان في تكوين الآراء وانتشارها، وإليهما تستند التربية في كثير من المسائل، وبهما يستعين رجال السياسة والزعماء في خطبهم كل يوم، ولا يحتاج التوكيد إلى دليل عقلي يدعمه، وإنما يجب أن يكون التوكيد حماسيا وجيزا ذا وقع في النفس ... والتوكيد لا يلبث بعد أن يكرر تكرارا كافيا أن يحدث رأيا ثم معتقدا، والتكرار تتمة التوكيد الضرورية، ومن يكرر لفظا أو فكرة أو صيغة تكرارا متتابعا يحوله إلى معتقد" [غوستاف لوبون، الآراء والمعتقدات، ص 115 - 116]."
ويؤكد هذه المقولة المثل القائل التكرار يعلم الشطار عند الشعب أو التكرار يعلم الحمار عند المترفين فالشعوب تظن أن التكرار يعلم من لا يفهم والمترفون يظنون أن التكرار يعلم الحمار وهم الشعب الذى يمتطونه الاستجابة لهم
وقد بين الله أن هذا كلام صحيح فالشعوب كفرت نتيجة أستخادم اسلوب الخداع والتضليل ولم يؤمن منه كل شعب إلا أعداد قليلة جدا أحيانا كانت واحد كلوط0ص) الذى آمن بإبراهيم(ص) وأحيانا كان بيت واحد كبنات لوط (ص)اللاتى أمن به
الأسلوب التالى الاعتماد على لغة الأرقام ليصدق الناس وفيه قال:
5 - الاعتماد على الأرقام والإحصائيات ونتائج الاستفتاء: وهذا الأسلوب يضفي الكثير من المصداقية على الخبر المراد ترويجه، إذ تعمد وسائل الإعلام – الأمريكية منها على وجه الخصوص- إلى دعم الكثير من الأخبار والإعلانات باستفتاءات وإحصائيات تنسب عادة إلى بعض الجهات المتخصصة ذائعة الصيت، وبالرغم من شيوع القول بأن هذه المؤسسات البحثية والإحصائية قد اكتسبت شهرتها بسبب مصداقيتها ونزاهتها، إلا أنه من غير الممكن أيضا التأكد من ذلك بأي وسيلة كانت"
وبالقطع الدراسات العلمية الصحيحة أظهرت أن تلك البيانات الرقمية التى تصدر عن مؤسسات ما يسمى بالراىة العام هى إحصائيات كاذبة غالبا الغرض منها حث الناس على الاستجابة لشىء معين لا يهم إن كان صوابا أو خطئا مفيدا أو ضارا
الكتاب أو الفصل من أحد كتب عبد الرازق الدليمى وهو مذكور فى كتابين بعناوين مختلفة أولهما علوم الإتصال فى القرن الحادى والعشرين والثانى الدعاية والشائعات والرأى العام رؤية معاصرة ومن الممكن أن يكون هذا الجزء نشر فى كتاب ثالث بنفس العنوان أساليب الدعاية الحديثة
استهل الدليمى الكتاب بالقول أن العاملين بالإعلام إنتاجا وتمويلا يقومون بعملية خداع للناس على أساس استفادة الأغنياء فقط من الإعلام وهو قوله:
"مع تطور وتوسع دور وسائل الإعلام وتقنيات الاتصال التي تجتاح عالمنا اليوم، تتماهى باطراد تلك الحدود التي كانت تفصل في الماضي بين دور كل من الإعلامي والمعلن، إذ يضطر كل منهما للتحايل على ارتفاع مستوى الوعي الاجتماعي، مستفيدين من تطور مهارات الاتصال وتقنيات الإبهار، مما دفعهما للانتقال إلى مستويات أعلى من الإسفاف في نقل الصور المؤدلجة عن الواقع، أو الإمعان في ترسيخ صور أخرى في ذهن المتلقي وتلعب الفلسفة العملية البراغماتية دورا رئيسا في تشكيل العقل الجمعي المجبر على الانصياع للواقع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي السائد في العالم الغربي، وبما يصب أساسا في مصلحة النخبة المتنفذة، الأمر الذي يتم تعميمه في مجتمعات العالم كافة مع تزايد وطأة العولمة وفق صياغة "عالم القطب الواحد""
والدليمى هنا يؤكد على أن كل المجتمعات الكافرة تدار على أساس سادة وكبراء وهم الأغنياء ممثلين فى الحكام ومن معهم ومعهم رعية أى شعب يعمل من أجل مصالحهم وهو ما أقر به الكفار فى النار عندما قالوا:
" ربنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا"
فالنخبة المتنفذة التى سماها رب العالمين المترفين والسادة وأكابر المجرمين مهمتها الأولى والأخيرة فى الحياة هى إضلال الشعوب عن الحقيقة فى سبيل أن يظلوا هم ملاك السلطة والمال
وتحدث الرجل عن استغلال تقنيات الإعلام والتسويق فى تضليل الشعوب فقال:
"يعتمد الإعلاميون والمعلنون - على حد سواء- على التطور الملفت في تقنيات الإعلام والتسويق، حيث تستفيد معظم الجامعات المختصة بهذين الفرعين من دراسات تقنيات التأثير والاتصال، والتي تتركز في معظمها على النفوذ إلى العقل الباطن والتأثير اللاواعي على اهتمامات المتلقي ورغباته، ثم توجيهها وفق مصالح النخبة "
وعدد الدليمى أساليب الدعاية المستخدمة ضد المسلمين فقال:
"ويمكن تلخيص أكثر الأساليب الدعائية شيوعا في النقاط التالية:
1 - القولبة والتنميط: لعل هذا الأسلوب من أكثر أساليب الدعاية شيوعا ووضوحا، إذ تقدم لنا وسائل الإعلام وجهات نظر أصحابها الخاصة في كل شيء، كأن يحرص على تقديم المسلم في صورة رجل طويل اللحية غريب الملبس أو في صورة امرأة تتشح بالسواد وتجلس في مقعد السيارة الخلفي، حيث يعمل تكرار هذه الصورة على الربط التلقائي لكل ما تستدعيه من توابع قد لا يصرح بها، فيغدو الإسلام مرتبطا في ذهن الغربي بكل الصفات السلبية التي تستطبنها تلك الصورة دون البحث عما يمكن أن يخفيه المظهر الخارجي من قيم ومبادئ تقصى عمدا عن الطرح والمناقشة"
وللأسف الشديد فإن الغرب ليس هو من يستخدم تلك الصورة النمطية وحده وإنما كل أجهزة الإعلام فى بلادنا والتى تديرها المخابرات الحربية أو أمن الدولة وفى المقابل تضع العلمانيين المهندمين والعلمانيات العاريات الكاسيات كأمر مطلوب من الرعية أن تقلده
الأسلوب الثانى تسمية الشىء بغير اسمه الحقيقى وفيه قال:
2 - تسمية الأشياء بغير مسمياتها: بما أن وسائل الإعلام تمسك اليوم بزمام الرأي العام وتعمل على توجيهه وصياغته على النحو الذي تريد، فإن ذلك يستتبع بالبداهة تحكمها في المفاهيم والمصطلحات التي تتداولها وتسعى لتدويلها بين الناس، إذ تتجنب غالبا التعرض المباشر للقضايا التي ترغب في تحويرها أو تغييرها، وإنما تعمل على إعادة صياغتها بلغة جديدة تتناسب مع سياساتها وبثها بين الناس الذي يتقبلونها لا شعوريا على المدى الطويل ومن ذلك مثلا إطلاق كلمة الدين على كافة الأديان دون تمييز، تمهيدا لتقبل النقد العلماني للإسلام على أنه دين لا يختلف في شيء عن ذلك الدين الذي وقف عائقا في وجه النهضة الأوربية لعشرة قرون، أو تعميم كلمة الأصولية على كل من يعد الأصول (النصوص) مرجعية له، للوصول إلى حتمية الربط بين الدين والعنف، وينطبق الأمر على مسميات كثيرة يتم العبث بها كتعدد الزوجات وحقوق المرأة وحجابها وحقوق الإنسان، إلى غير ذلك"
وكما سبق القول تحاول الأجهزة الأمنية التى تدير الإعلام أن ترسخ فى نفس الرعية كراهية الإسلام من خلال تعابير مثل الأديان السماوية والاخوة الوطنية والدين لله والوطن للجميع والإرهاب بدلا من دين الله وأديان الكفر واخوة المسلمين والوطن للمسلمين والجهاد
وهم يعملون على جر الشعب لمستنقعات القذارة فالزنى اسمه حب وعلاقة وعاطفة والخمر اسمها مخدرات وأدوية والجلباب اسمه كيس القمامة واللحية مقشة
وذكر الدليمى الأسلوب الثالث وهو الشعارات الكاذبة فقال:
3 - إطلاق الشعارات: وهو أسلوب شائع في الدعايات التجارية والسياسية على السواء كما هو معروف، إذ غالبا ما يتم تعميم أحد الشعارات المنتقاة بعناية كعنوان عريض لكل حملة إعلانية، ومن ذلك مثلا تأكيد أحد أشهر معاجين الأسنان في أمريكا على شعار (النفس المنعش) أكثر من التذكير بالهدف الرئيس من تنظيف الأسنان وهو حمايتها من التسوس، إذ دلت الدراسات التي قام بها المنتجون على أن اهتمام المستهلك ينصب عادة على رائحة الفم الطيبة أكثر من صحة الأسنان وهكذا يعتمد المعلنون على ربط أهدافهم الإعلانية بأكثر الشعارات جاذبية، وبغض النظر عن مصداقيتها، وصولا إلى الربط اللاشعوري بين الشعار والمعلن عنه حتى يغدو مجرد تذكر المستهلك لرائحة الفم الطيبة محرضا تلقائيا على استحضار صورة ذلك المعجون بالرغم من أن كل المعاجين تشاركه في هذه الخاصية!"
والشعارات تعتمدها الأنظمة الحاكمة للضحك على شعوبها كمشروع الألف يوم ومشروع المفيض وخصخصة الشركات والقراءة للجميع فتلك المشروعات هى واجهات دعاية للحكام لا ينفذ منها سوى القليل جدا والغرض شغل الناس كل فترة بأن الدولة تعمل من أجل مصالحهم وفى كل الأحوال هى لا تعمل إلا من اجل مصالح ملاك السلطة والثروة أو ملاك السلاح والمال ويعبر عن ذلك حكاية يسوع مع الكنعانية" ليس حسناً أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب؟ فَقَالَتْ:«نَعَمْ، يَا سَيِّدُ! وَالْكِلاَبُ أَيْضًا تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا "
فمقولة الكنعانية هى سياسة الكفار فى كل عالمنا فالكبار يأخذون معظم الطعام ويرمون الفتات للشعوب
والأسلوب هو تكرار الدعاية تكرارا كثيرا فى كل زمان ومكان ممكن وفيه قال:
4 - التكرار: لا يكتفي المعلنون عادة بمجرد التنميط والكذب، بل يعمدون كثيرا إلى التكرار المستمر لشعاراتهم وحملاتهم الإعلانية التي تلاحق الناس أينما ذهبوا، وقد يلجأ البعض إلى التكرار في عرض إعلاناتهم غير المباشرة ليحصدوا نتائج أكثر فعالية من الإعلان المباشر عندما يكون التصريح مثيرا للحساسية أو الرفض، إذ دلت إحدى الدراسات على أن تكرار ظهور أحد نجوم السينما وهو يدخن خلال الفيلم لأربع مرات، قد يؤدي إلى زرع صورة إيجابية للتدخين عند المراهقين المعجبين بهذا النجم، مما يعطي دلالة واضحة على أثر الإعلان غير المباشر في بث الرسائل الإعلانية مع التكرار المستمر، وهو أمر يزداد خطورة عندما يقترن بالتصريح المباشر والموجه.
يقول غوستاف لوبون: "إن التوكيد والتكرار عاملان قويان في تكوين الآراء وانتشارها، وإليهما تستند التربية في كثير من المسائل، وبهما يستعين رجال السياسة والزعماء في خطبهم كل يوم، ولا يحتاج التوكيد إلى دليل عقلي يدعمه، وإنما يجب أن يكون التوكيد حماسيا وجيزا ذا وقع في النفس ... والتوكيد لا يلبث بعد أن يكرر تكرارا كافيا أن يحدث رأيا ثم معتقدا، والتكرار تتمة التوكيد الضرورية، ومن يكرر لفظا أو فكرة أو صيغة تكرارا متتابعا يحوله إلى معتقد" [غوستاف لوبون، الآراء والمعتقدات، ص 115 - 116]."
ويؤكد هذه المقولة المثل القائل التكرار يعلم الشطار عند الشعب أو التكرار يعلم الحمار عند المترفين فالشعوب تظن أن التكرار يعلم من لا يفهم والمترفون يظنون أن التكرار يعلم الحمار وهم الشعب الذى يمتطونه الاستجابة لهم
وقد بين الله أن هذا كلام صحيح فالشعوب كفرت نتيجة أستخادم اسلوب الخداع والتضليل ولم يؤمن منه كل شعب إلا أعداد قليلة جدا أحيانا كانت واحد كلوط0ص) الذى آمن بإبراهيم(ص) وأحيانا كان بيت واحد كبنات لوط (ص)اللاتى أمن به
الأسلوب التالى الاعتماد على لغة الأرقام ليصدق الناس وفيه قال:
5 - الاعتماد على الأرقام والإحصائيات ونتائج الاستفتاء: وهذا الأسلوب يضفي الكثير من المصداقية على الخبر المراد ترويجه، إذ تعمد وسائل الإعلام – الأمريكية منها على وجه الخصوص- إلى دعم الكثير من الأخبار والإعلانات باستفتاءات وإحصائيات تنسب عادة إلى بعض الجهات المتخصصة ذائعة الصيت، وبالرغم من شيوع القول بأن هذه المؤسسات البحثية والإحصائية قد اكتسبت شهرتها بسبب مصداقيتها ونزاهتها، إلا أنه من غير الممكن أيضا التأكد من ذلك بأي وسيلة كانت"
وبالقطع الدراسات العلمية الصحيحة أظهرت أن تلك البيانات الرقمية التى تصدر عن مؤسسات ما يسمى بالراىة العام هى إحصائيات كاذبة غالبا الغرض منها حث الناس على الاستجابة لشىء معين لا يهم إن كان صوابا أو خطئا مفيدا أو ضارا