بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين والطاهرين، ورضي الله عن أصحابه المتقين.
وبعد:-
إن أغلب الفرق الضالة مثل المرجئة والقرامطة والقدرية والجبرية والحشوية والخوارج قد اندثرت وتلاشت إلا فرقتين فما زالتا باقيتين فكريا وعمليا وهما الحشوية المجسمة والخوارج وكذا النواصب إن قلنا أنها فرقة مستقلة ، ولكن هناك من هم أشد خطرا وفتكا في المسلمين فرقة انتمت للسلف الصالح هكذا فجمعت كل أفكار الشر، فاختلط عندها فكر النواصب مع الخوارج مع الحشو والتجسيم ، ولا يظهر أمر هذه الأفكار لديها إلا عند المحك والنقاش الجاد معهم.
فمن أفكار الخوارج تضليل أو تكفير من لم يوافقهم في بعض الأفكار التي يتبنونها، وهذا واضح جلي فيهم فقد كفروا الأمة الإسلامية بالجملة إلا نفر يسير ومن وافقهم، وما عدا ذلك فهو من عداد المرتدين عندهم ، ويستشهدون بآيات نزلت على المشركين فيحملونها عند المسلمين فمن تلكم الآيات:
قوله تعالى: {وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ} سورة هود
هذه الآية تتكلم عن الناس، ولم تتكلم عن المؤمنين، والناس خليط من المؤمنين والكفار المشركين، فمن هدي القرآن الكريم إذا خص الله تعالى نداءه للمؤمنين فقط يقول ( يا أيها الذين آمنوا ) وإذا أراد الله تعالى مخاطبة المشركين مع المؤمنين يذكر كلمة الناس ( يا أيها الناس ) أو يقول ( يا بني آدم ) فيكون النداء عاما ويشمل جميع المؤمنين والمشركين.
وكذلك قوله تعالى
{ وَمَآ أَكْثَرُ ٱلنَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ } سورة يوسف
يقول جلّ ثناؤه : وما أكثر مشركي قومك يا مـحمد، ولو حرصت علـى أن يؤمنوا بك فـيصدّقوك، ويتبعوا ما جئتهم به من عند ربك بـمصدّقـيك ولا متبعيك، فهذه نزلت على مشركي مكة الذين يعاون الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
وكذلك وقوله تعالى: {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ} سورة الأنعام.
ولم يقل الله تعالى أكثر المسلمين والمعني إن تطع أكثر من في الأرض من بني آدم يضلوك لأنهم كانوا حينئذ كفارا لا مسلمين فلا نستطيع أن نستدل بهذه الآية على المسلمين فنرميهم بالضلال والكفر والشرك وغير ذلك مقتدين بالخوارج.
بل وجعلوا المؤمنين أشد كفرًا وشركًا من هؤلاء الكفار الذين ذمهم الله تعالى في كتابه الكريم، وكذلك ذمهم رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – في السنة، بل وحمل أصحاب الفكر المتطرّف الآيات التي نزلت على المشركين فجعلوها على المؤمنين فمالهم كيف يحكمون؟!! وهذا والله صنع الخوارج ، فقد جاء في صحيح البخاري عن ابن عمر – رضي الله عنهما – أنه قال: " إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار، فجعلوها على المؤمنين" اهـ
بل إن هناك من قال منهم بأن " أبو جهل وأبو لهب أكثر توحيدًا لله وأخلص إيمانا به من المسلمين الذين يقولون لا إله إلا الله محمد رسول الله " اهـ وتجد هذه العبارة في كتاب "كيف نفهم التوحيد" ص 16 لمحمد أحمد باشميل.
و عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: إِنَّ مِمَّا أَتَخَوَّفُ عَلَيْكُمْ رَجُلاً قَرَأَ الْقُرْآنَ، حَتَّى إِذَا رُؤيَتْ بَهْجَتُهُ وَكَانَ رِدءَ الإِسْلاَمِ أَعْرَاهُ إِلٰى مَا شَاءَ اللَّهُ وَانْسَلَخَ مِنْهُ، وَنَبَذَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ، وَخَرَجَ عَلٰى جَارِهِ بِالسَّيْفِ، وَرَمَاهُ بِالشرْكِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّهُمَا أَوْلٰى بِالشرْكِ ؟ المَرْمِيُّ أَوِ الرَّامِي ؟ قَالَ: لاَ بَلِ الرَّامِي». وقال ابن كثير في تفسيره (2/266) إسناده جيدٌ.
وعن جُنْدبٌ البَجَلِيّ ، في هٰذا المسجدأن حُذَيفة حدَّثه، قال: قال رسولُ اللَّه : «إن مَا أَتَخَوَّفُ عَلَيْكُمُ رَجُلٌ قَرَأَ الْقُرْآنَ حتَّى إذَا رُئِيَتْ بَهْجَتُهُ عَلَيْهِ وَكَانَ رِدْئاً للإِسْلامِ، غَيَّرَهُ إلَى مَا شَاء اللَّهُ ، فانْسَلَخَ مِنْهُ، ونَبَذَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ، وَسَعَى عَلَى جَارِهِ بالسَّيْفِ، وَرَمَاهُ بالشِّرْكِ» قالَ: قُلْتُ: يا نَبِيَّ اللَّهِ، أَيُّهُمَا أَوْلى بالشِّرْكِ، المَرْمِيُّ أَمِ الرَّامِي؟ قَالَ: «بَلِ الرَّامِي». صحيح ابن حبان (1/108)
نسأل الله السلامة والحفظ والأمان إنه ولي ذلك والقادر عليه
والحمد لله رب العالمين.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين والطاهرين، ورضي الله عن أصحابه المتقين.
وبعد:-
إن أغلب الفرق الضالة مثل المرجئة والقرامطة والقدرية والجبرية والحشوية والخوارج قد اندثرت وتلاشت إلا فرقتين فما زالتا باقيتين فكريا وعمليا وهما الحشوية المجسمة والخوارج وكذا النواصب إن قلنا أنها فرقة مستقلة ، ولكن هناك من هم أشد خطرا وفتكا في المسلمين فرقة انتمت للسلف الصالح هكذا فجمعت كل أفكار الشر، فاختلط عندها فكر النواصب مع الخوارج مع الحشو والتجسيم ، ولا يظهر أمر هذه الأفكار لديها إلا عند المحك والنقاش الجاد معهم.
فمن أفكار الخوارج تضليل أو تكفير من لم يوافقهم في بعض الأفكار التي يتبنونها، وهذا واضح جلي فيهم فقد كفروا الأمة الإسلامية بالجملة إلا نفر يسير ومن وافقهم، وما عدا ذلك فهو من عداد المرتدين عندهم ، ويستشهدون بآيات نزلت على المشركين فيحملونها عند المسلمين فمن تلكم الآيات:
قوله تعالى: {وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ} سورة هود
هذه الآية تتكلم عن الناس، ولم تتكلم عن المؤمنين، والناس خليط من المؤمنين والكفار المشركين، فمن هدي القرآن الكريم إذا خص الله تعالى نداءه للمؤمنين فقط يقول ( يا أيها الذين آمنوا ) وإذا أراد الله تعالى مخاطبة المشركين مع المؤمنين يذكر كلمة الناس ( يا أيها الناس ) أو يقول ( يا بني آدم ) فيكون النداء عاما ويشمل جميع المؤمنين والمشركين.
وكذلك قوله تعالى
{ وَمَآ أَكْثَرُ ٱلنَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ } سورة يوسف
يقول جلّ ثناؤه : وما أكثر مشركي قومك يا مـحمد، ولو حرصت علـى أن يؤمنوا بك فـيصدّقوك، ويتبعوا ما جئتهم به من عند ربك بـمصدّقـيك ولا متبعيك، فهذه نزلت على مشركي مكة الذين يعاون الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
وكذلك وقوله تعالى: {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ} سورة الأنعام.
ولم يقل الله تعالى أكثر المسلمين والمعني إن تطع أكثر من في الأرض من بني آدم يضلوك لأنهم كانوا حينئذ كفارا لا مسلمين فلا نستطيع أن نستدل بهذه الآية على المسلمين فنرميهم بالضلال والكفر والشرك وغير ذلك مقتدين بالخوارج.
بل وجعلوا المؤمنين أشد كفرًا وشركًا من هؤلاء الكفار الذين ذمهم الله تعالى في كتابه الكريم، وكذلك ذمهم رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – في السنة، بل وحمل أصحاب الفكر المتطرّف الآيات التي نزلت على المشركين فجعلوها على المؤمنين فمالهم كيف يحكمون؟!! وهذا والله صنع الخوارج ، فقد جاء في صحيح البخاري عن ابن عمر – رضي الله عنهما – أنه قال: " إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار، فجعلوها على المؤمنين" اهـ
بل إن هناك من قال منهم بأن " أبو جهل وأبو لهب أكثر توحيدًا لله وأخلص إيمانا به من المسلمين الذين يقولون لا إله إلا الله محمد رسول الله " اهـ وتجد هذه العبارة في كتاب "كيف نفهم التوحيد" ص 16 لمحمد أحمد باشميل.
و عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: إِنَّ مِمَّا أَتَخَوَّفُ عَلَيْكُمْ رَجُلاً قَرَأَ الْقُرْآنَ، حَتَّى إِذَا رُؤيَتْ بَهْجَتُهُ وَكَانَ رِدءَ الإِسْلاَمِ أَعْرَاهُ إِلٰى مَا شَاءَ اللَّهُ وَانْسَلَخَ مِنْهُ، وَنَبَذَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ، وَخَرَجَ عَلٰى جَارِهِ بِالسَّيْفِ، وَرَمَاهُ بِالشرْكِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّهُمَا أَوْلٰى بِالشرْكِ ؟ المَرْمِيُّ أَوِ الرَّامِي ؟ قَالَ: لاَ بَلِ الرَّامِي». وقال ابن كثير في تفسيره (2/266) إسناده جيدٌ.
وعن جُنْدبٌ البَجَلِيّ ، في هٰذا المسجدأن حُذَيفة حدَّثه، قال: قال رسولُ اللَّه : «إن مَا أَتَخَوَّفُ عَلَيْكُمُ رَجُلٌ قَرَأَ الْقُرْآنَ حتَّى إذَا رُئِيَتْ بَهْجَتُهُ عَلَيْهِ وَكَانَ رِدْئاً للإِسْلامِ، غَيَّرَهُ إلَى مَا شَاء اللَّهُ ، فانْسَلَخَ مِنْهُ، ونَبَذَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ، وَسَعَى عَلَى جَارِهِ بالسَّيْفِ، وَرَمَاهُ بالشِّرْكِ» قالَ: قُلْتُ: يا نَبِيَّ اللَّهِ، أَيُّهُمَا أَوْلى بالشِّرْكِ، المَرْمِيُّ أَمِ الرَّامِي؟ قَالَ: «بَلِ الرَّامِي». صحيح ابن حبان (1/108)
نسأل الله السلامة والحفظ والأمان إنه ولي ذلك والقادر عليه
والحمد لله رب العالمين.