ميثاق الشرف ؛ أي شرف ؟؟؟ !!!

صانع التاريخ

عضو بلاتيني
كغيري من أمة لا إله إلا الله لم أعد أستمع للراديو إلا في السيارة :
عَرَضًا وعن طريق الصدفة سمعتُ في موجز أنباء راديو سَوَاْ الأمريكي أن نوابا كويتيين يطالبون بإيجاد ميثاق شرف للصحافة كي يتم تجنب التأزيم بين السلطتين التشريعية والتنفيذية والذي قال النواب المطالبون بميثاق الشرف أن الصحافة مسؤولة عنه !!! ،
ولأن ما استمعتُ إليه كان موجزا فإنه لم تَرِدْ به أسماء النواب ؛ لكن على كل حال لا تهمني تلك الأسماء فمادة موضوعي هذا لا تحتاجها !!! ...
ثَمَّةَ سؤال مهم يبرز هنا :
في كل الدول التي تعتمد الديمقراطية منهجا لها يتم فتح الباب على مصراعيه لكل أشكال الصحافة وأصناف الصحفيين لكتابة ما يريدون ؛ فلكل وسيلة إعلامية سياستها التي تعبر عن الحزب الذي تنتمي له أو حتى رجل الأعمال وربما سيدة الأعمال الذي يقوم بتمويلها ؛ لكن في أي من تلك الدول التي يُكْتَبُ في صحافتها ما لا تجرؤ صحافتنا على كتابة رُبْعِهِ ؛ في أي من تلك الدول لم تُتَّهَمِ الصحافة بأنها عامل تأزيم ؛ فلماذا يتم الترويج لمثل هذا الاتهام في درة الخليج التي تَدَّعِيْ أنها رائدة الديمقراطية فيه ؟؟؟ !!! ،
في رأيي الشخصي أن المسألة لا تحتاج إلى تفكير ؛ هؤلاء الذين يقال أنهم نواب مدفوعون ممن أصبح يتضايق من هامش الحرية المحدود في بلدنا مقارنة بالدول المتقدمة ؛ وهذا الذي تضايق من ذلك يريد شرعنة تحجيم هذا الهامش عن طريق برلمان هو أمام العالم منتخب بشكل قانوني ودستوري !!! ،
وسترون أنه إن تم تفعيل تلك المطالبة المشبوهة فإن منتداكم هذا وغيره سيكون الضحية القادمة ؛ ولا يظن أحد منكم أن هذا أمر صعب على ذلك المتضايق !!! ...
أما التأزيم بين السلطتين إن جاز لنا اعتبار ما كان يعرف بمجلس الأمة سلطة تشريعية فإن أسبابه الحقيقية معروفة لدى الناس ؛ وكلنا في الكويت يعلم حقيقة ما يجري ؛ لكننا نخشى من الحديث عنه بوضوح ؛ ولنا في ذلك مبرراتنا التي أظن أنها مشروعة !!! ،
فلماذا تكون الصحافة سببا في هذا التأزيم بين الحكومة وما كان يعرف بمجلس الأمة وهو في حقيقته مؤسسة خاضعة لها ؟؟؟ !!! ،
ذلك المجلس عندما تم توقيع اتفاقية الحدود البحرية مع السعودية عام 2001 م دعي خلال 48 ساعة ووافق على الاتفاقية بالإجماع ودون مناقشة بطريقة تشبه طريقة ما يسمى مجلس الشعب في سوريا الجريحة في تعديل ما قيل أنه دستور بعد وفاة الوالد من أجل سواد عيون الولد !!! ،
ذلك المجلس المسخ لم يُسْتَشَرْ حول مسألة تحشيد القوات الأمريكية والبريطانية على أرض الكويت استعدادا لغزو العراق ولم يحدث تأزيم ولا هم يحزنون ؛ بينما في تركيا وهي شريكة الدولتين الغازيتين في حلف الناتو دارت سجالات حادة في البرلمان هناك شهدها العالم كله على التلفزيون !!! ،
هذا المجلس الألعوبة هو حجة حكومتنا في رفض التوقيع على الاتفاقية الأمنية بين دول مجلس التعاون الخليجي باعتبار أن ما كان يعرف بمجلس الأمة هو من يرفض ذلك ؛ بينما تقوم حكومتنا بإعادة العلاقات مع دول الضد دون اعتذار من تلك الدول وبدون مشورة المجلس ولم يحدث تأزيم بين السلطتين !!! ،
قرارات مصيرية يتم تجاهل المجلس حولها ولا يحدث تأزيم ؛ وكتابات صحفية هنا أو هناك يقال لنا أنها هي سبب التأزيم ؛ فهل نحن بلهاء حتى نصدق تلك الأكذوبة ؟؟؟ !!! ...
تُرَىْ لو حدث ما نخشاه وتم تضييق هامش الحرية لدينا وهو المحدود أصلا ؛ ماذا ستكون ردة فِعْلِنَاْ ؟؟؟ !!! ،
هل سندافع عن حريتنا في التعبير كباقي الشعوب الحية أم سننام كما نمنا بعد جلسة 24 / 6 / 2008 م ...
 
أعلى