طلال الهيفي يحذر من طبول الحرب

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

كظماوي

عضو فعال
كتب الاعلامي طلال الهيفي اليوم في جريدة الانباء مقالا عن طبول الحرب التي تقرع في منطقة الشرق الاوسط وقال فيها


تناولت الصحف الأجنبية على مر الأسبوعين المنصرمين أهم الدقائق المنقضية من اتهامات متبادلة بين المجتمع الغربي والجمهورية الإيرانية وكيف تصاعدت وتيرة التهديدات لتنتهي باستعراض عسكري متنوع ومختلف ينم عن قرب مواجهة فيما بينهما، وقد صاحب هذا الجو المشحون هالة إعلامية كبيرة بسبب تأثير هذه الحرب المحتملة على أهم منابع الطاقة وما ستخلفه من أضرار اقتصادية إذا نشبت، لذلك استحوذت هذه المواجهة على زخم إعلامي مكثف من كل وسائل الإعلام الأجنبية التي أخذت على عاتقها ترجمة تلك التصريحات عبر محللين عسكريين ومفكرين اقتصاديين لقراءة أبعاد هذه الأزمة، التي تنبئ بتوتر استقرار منطقة الخليج العربي من جديد وهذا الرأي اتفقت عليه جريدتا نيويورك تايمز وواشنطن بوست بالإضافة إلى جريدة برافدا الروسية والتي راحت إلى أبعد من ذلك في تحليلاتها.
وجميع هذه المشاهد تعيد لتحيي ذكرى حرب احتلال الكويت أوائل التسعينيات، فالمتتبع يرى مدى التطابق والتشابه في الأحداث الغابرة من احتلال الكويت وما يجري اليوم، وإن اختلفت المعطيات والمسميات والشخوص، إلا أن السيناريو المعد مسبقا مشابه للخطوات السابقة سواء من تسليط الضوء على قضية وتضخيمها عبر عدسات الإعلام وتناولها يوميا حتى تصل إلى مرحلة التصديق والتأكيد مع العلم أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية نفت حصول الإيرانيين على المواد المخصصة لبناء قنبلة نووية ومن ثم تلاشى السبب من ذلك.

إلا أن الماكينة الإعلامية التي لا تمل حجبت هذا الرأي عبر تواطئها مع الرؤية العسكرية وواصلت عرض برنامجها الدعائي ذي الوجهة الأحادية في هذا الموضوع عن قرب إيران من امتلاك القنبلة النووية.

ومع إنكار هذا الأخير، يواصل مؤشر إعلان الضربة الصعود لمستويات أكبر، عبر عدة مصادر متنوعة ترجح هذه المواجهة.

أما الدور المشبوه في المشهد الثاني فهو ينبني على التشابه الكبير حول دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية متمثلة في د.محمد البرادعي الذي أكد خلو إيران من أي أنشطة أو حتى برامج نووية، وتصريحه بعد إتمام مهمته بأنه إذا تم استهداف إيران فإنه سيستقيل، والمتابع لمسيرة هذا المسؤول يجد أنه يكرر ما أدلى به عند تفتيش المواقع البعثية أيام حكم المقبور صدام.

ولك أن تطابق لترى مدى التجانس بين تلك المرحلتين، والشواهد عديدة.
إلا أنني أظن أن المواجهة هذه المرة ستختلف عن سابقتها ليس بسبب قدرة إيران على مجابهة التقنية الغربية، بل بسبب أبعاد طبيعة الشخصية الإيرانية العنيدة التي لا ترضخ بسهولة ولا تقتنع بالقوة أضف إلى ذلك قوة العقيدة التي يؤمن بها الموالون لنظام الحكم الإيراني متمثلة بأفراد ميلشيات الباسيج المهيأة لمثل هذه الحروب والتي سيكون لها دور بلا شك في هذه المواجهة المرتقبة على المشهد السياسي المتشعب.
وعلى نفس السياق صرح مسؤول إيراني بأنه تم تحديد أكثر من أربعين موقعا أميركيا داخل الجزيرة العربية سيتم استهدافها حال ضرب المواقع الإيرانية المفترضة.
ونحن هنا منشغلون بقضايانا اليومية من تأجيل العام الدراسي والغلاء وغيرها من الأمور الجانبية ولا نقرأ أو نهتم لما يجري ويدور من حولنا أو ماذا سنفعل عند قرع طبول الحرب!
 

السلطاني

عضو مخضرم
32 منع اقتصار مساهمات أحد أعضاء منتدى الشبكة الوطنية الكويتية على النقل. دون إبداء وجهة نظره في النص المنقول.

مغلق.
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أعلى