بما أنني صاحب الموضوع من ناحية وأمون على إدارة المنتدى من ناحية أخرى فإنني أرجو عدم تحويل الموضوع إلى نقاش ديني حول تعريف الدعاء عند القبور ؛ فبعيدا عن الاستعباط كلنا نعرف أن السنة والشيعة لكل منهم وجهة نظر مختلفة عن الآخر ؛ ولن يقتنع الشيعي بوجهة نظر السني ولا السني سيتبنى موقف الشيعي ؛ إنما كل الذي سيحدث هو أن النقاش سيسخن على الخرطي ويتحول إلى شتائم متبادلة ثم يتم اختتام هذه الردحة بالعبارة الشهيرة ( الموضوع مغلق ) !!! ،
وشخصيا لا أريد هذا المصير المأساوي لموضوعي ...
الزميل الرحال :
تقول إن وجوه الشيعة قد تغيرت وأنت تروي قصة أبي بكر رضي الله عنه مع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في الغار ؛ وأنا أقول لك نعم لقد أصبح هذا ملاحظا في أيامنا هذه ؛ لكن عندما كنا نحن طلبة لم يكن هذا الشعور موجودا وكان الشيعة يدرسون هذه القصة ويختبرون فيها دون مشكلة رغم رأيهم المعروف حول خلافة الصديق رضي الله عنه !!! ،
إذًا فإن هذا يعني أن دعاة التحشيد الطائفي قد نجحوا في مسعاهم بشحن مشاعر المواطنين ضد بعضهم البعض ؛ فليست فقط وجوه الشيعة هي التي صارت تتغير ؛ لكن أسلوب عرض بعض المدرسين السنة لهذه القصة وغيرها قد تغير أيضا تبعا للتحشيد الطائفي إذ أن بعضهم أصبح يقرن الحديث عن فضل الصحابة بتعمد الإكثار من لعن من سبهم أثناء الشرح بقصد إثارة الشيعة ؛ يكون يعني مُسْتَقْوِيْ لأنه مدرس والدرجات بيده !!! ،
وفي الجامعة نجد بعض الدَّكَاْتِرَةِ الشيعة وخاصة في قسم التاريخ يفعلون الشيء نفسه لأن الدكتور في الجامعة ملك ولا أحد يقدر يكلمه !!! ...
بالمختصر ؛ التحشيد الطائفي بلغ اليوم حدا خطيرا لا تتحمله الكويت ؛ ولا يريد أي مواطن عاقل سنيا كان أم شيعيا زيادة حدة هذا التحشيد ؛ فحياتنا باستقرار وأمان في هذا البلد هو هدفنا المشترك ،
وعليه فإنه يجب اتخاذ إجراء ما لمعالجة الوضع يراعي المصلحة العليا للبلاد قبل مراعاة مشاعر غالبية أهلها ؛ ولقد ضربتَ بنفسك مثل الطلبة المسيحيين وهم قلة لا تذكر وتسعة وتسعين بالمئة من هذه القلة ليسوا مواطنين ؛ فإذا كنا نراعي قلة غالبيتها من غير المواطنين ؛ فما الذي يمنع من مراعاة الشيعة وهم وإن كانوا أقل منا لكن عددهم لا يستهان به من ناحية ؛ ومن ناحية أخرى وهو الأهم فإنهم مواطنون !!! ،
وأنت يا رحال لا تعترض على الفكرة ؛ لكنك ترى الحل في خروج الشيعة من حصص التربية الإسلامية التي يتم فيها تدريس ما يتعارض مع مذهبهم مع مراعاتهم في الدرجات أسوة بالمسيحيين ؛ وأنا أحترم طرحك لكنني أختلف معه !!! ،
ذلك لأن خروج مجموعة من الطلاب دون أخرى في حصص معينة سَيُأَصِّلُ لِلْفُرْقَةِ ويرسخها في نفوس الناشئة ؛ لكن الصحيح هو أن تكون مناهج التربية الإسلامية في مدارس التعليم العام ضمن المشتركات بين المذهبين وما أكثرها ؛ ويتم فتح المجال للتعليم الديني المتخصص في معاهد خاصة بالسنة وأخرى خاصة بالشيعة وفق الضابطين الواردين في المقالة ؛ على أن يبدأ هذا التعليم للراغبين فيه من المرحلة الثانوية وليس المتوسطة بحيث يكون الطالب مدركا لكيفية تعامله مع المعلومات التي يتلقاها وطريقة توظيفها وما يصلح منها للطرح في الأماكن والمقامات العامة وما لا يصلح ...
أعتذر عن الإطالة لكن توضيح الفكرة اقتضى ذلك كما أظن والله أعلم ...
تحياتي لك يا رحال ولبقية الزملاء ...