للأمانة النشر منقول من موقع (( الأن )
أن يتوقع احتلال الكويت ثانية قلم طالما وقف مع الكويت كالسيف البتار في مواجهة الأقلام المأجورة الصفراء، فتلك مسألة تستدعي الحذر والانتباه والمراجعة. عبدالرحمن الراشد ليس كأي كاتب، فهو قلم عالمي شهير، ومدير محطة العربية الإخبارية الذائعة الصيت، ورئيس تحرير صحيفة العرب الأولى سابقا–الشرق الأوسط. وفوق هذا وذاك، فهو صديق محب ومخلص للكويت.
مقالة الراشد التي كتبها في ذكرى احتلال الكويت الثامنة عشر، فحواها أن كل شيء ممكن، وكل شيء جائز في عالم عربي يغيب عنه الاستقرار والأمن الإقليمي. ويضيف الراشد، أن الأمن الاستراتيجي الصحيح بالنسبة للكويتيين، ليس بشراء شقة في جبل لبنان أو في لندن، ولا هو بتوقيع الاتفاقيات الأمنية، بل بتبني التجربة السويسرية للأمن الاستراتيجي المعتمدة أساسا على الانسان السويسري.
المقالة مختلفة، وكتبت بقلم قد يكون 'ملكيا أكثر من الملك' أحيانا، واستحقت أن تكون 'مقال اليوم:
هل يحتل العراق الكويت مجددا؟
كل شيء ممكن في العالم العربي، فحماس قتلت من فلسطينيي فتح في اسبوع اكثر مما فعلته اسرائيل في ثلاثة اشهر. كما احتل حزب الله غرب بيروت في وقت لا تزال مزارع شبعا الموعودة بالتحرير عند اسرائيل. واليمن أوقف الحرب في مدينة صعدة ولا يزال عاجزا عن استردادها. والنظام في الخرطوم كاد ان يفقد عمامته وهو نائم بسبب بضع مئات من المتمردين استولوا على ام درمان، والآن ينافح للحفاظ على رئيسه خشية ان يخطف في الليل من قبل المحكمة الجنائية الدولية.
كل شيء ممكن في العالم العربي، لأنه لا يوجد نظام اقليمي يحترمه الجميع، ولا اتفاقيات ردع ملزمة، ولا جامعة تُحترَم كلمتها، كما ان في المنطقة انظمة لا تستطيع ان تتنبأ بأفعالها، وبالتالي كل شيء ممكن، بما في ذلك ان يقوم جنرال او معمم عراقي بدخول الكويت، كما دخلتها قوات صدام قبل 18 عاما، في مثل هذا الاسبوع من اغسطس.
وربما الكويت اليوم غير الكويت امس من حيث الحصانة الدولية، بعد ان وقعت دزينة اتفاقيات امنية وعسكرية مع كبرى دول العالم، ما يجعلها محمية قانونيا، وعسى ألا يأتي اليوم الذي يحتاج فيه الأمر الى إثبات.
والدرس الكويتي، أي نهب دولة آمنة مسالمة، فقط لانها صغيرة في مجتمع الغاب المتوحش العربي، يفترض ألا يكون قد ذهب سدى للجميع من كل النواحي.
بالنسبة للفرد الكويتي فإن الحل ليس العيش في حقيبة جاهزة للسفر، ولا شراء شقة في جبل لبنان، لانه قد يستولي عليها أي مسلح في بلد لا يزال منكوبا بالميلشيات. ولا ان يشتري بيتا في لندن الآمنة، لأن عقد الشراء لا يعطي حق الاقامة. الحل للانسان الكويتي ان يدرس التجربة السويسرية، ولا أعني ساعاتها وحساباتها البنكية وشوكولاتاتها. سويسرا بلد ثري، محاصر برياً بين المانيا وايطاليا والنمسا، بلا منفذ بحري، مساحته ضعف مساحة الكويت، وسكانه سبعة ملايين. الذي يحمي سويسرا أمران، احترام دول منطقتها لرغبتها في الحياد، وهذا أمر على الكويتيين ان ينسوه تماما، فالحياد يعني ان يصبحوا وجبة سائغة. ورغم أن حياد سويسرا يعفيها من التسلح ويجعلها تنام آمنة إلا أن قوتها الحقيقية هو مواطنها. فهو يتعهد بحمايتها، باستعداده المستمر، ما جعلها اكثر الدول منعة رغم صغر تجهيزات البلاد العسكرية. رأسمالها الحقيقي مواطنها لتأهيله العلمي وانضباطه والتزامه المستمر.
هل يقول لنا الكويتيون ما الذي فعلوه في مواجهة المخاوف المستقبليه، عدا عن توقيع بضع اتفاقيات قد لا تسمن من جوع؟
الحقيقة ان المواطن الكويتي لو شرد الليلة من أرضه، لا قدر الله، لن يجد مكانا او وظيفة او مساعدة. فالعالم مكتظ باللاجئين، والباحثين عن العون. إن رأسمال اي بلد في العالم ليس بتروله او أمواله او حتى جيشه بل اولا ابناؤه، بتأهيلهم الكامل وبشكل خاص في بلد صغير وغني كالكويت.
وهذا ينطبق على الجميع حيث اننا في منطقة الخوف، نعيش في رمال متحركة، فيها لا تدري من اين تهب الرياح.
مقال اليوم لعبدالرحمن الراشد
06:07:19 م05/08/2008
الشرق الأوسط-مقال اليوم
مقالة الراشد التي كتبها في ذكرى احتلال الكويت الثامنة عشر، فحواها أن كل شيء ممكن، وكل شيء جائز في عالم عربي يغيب عنه الاستقرار والأمن الإقليمي. ويضيف الراشد، أن الأمن الاستراتيجي الصحيح بالنسبة للكويتيين، ليس بشراء شقة في جبل لبنان أو في لندن، ولا هو بتوقيع الاتفاقيات الأمنية، بل بتبني التجربة السويسرية للأمن الاستراتيجي المعتمدة أساسا على الانسان السويسري.
المقالة مختلفة، وكتبت بقلم قد يكون 'ملكيا أكثر من الملك' أحيانا، واستحقت أن تكون 'مقال اليوم:
هل يحتل العراق الكويت مجددا؟
كل شيء ممكن في العالم العربي، فحماس قتلت من فلسطينيي فتح في اسبوع اكثر مما فعلته اسرائيل في ثلاثة اشهر. كما احتل حزب الله غرب بيروت في وقت لا تزال مزارع شبعا الموعودة بالتحرير عند اسرائيل. واليمن أوقف الحرب في مدينة صعدة ولا يزال عاجزا عن استردادها. والنظام في الخرطوم كاد ان يفقد عمامته وهو نائم بسبب بضع مئات من المتمردين استولوا على ام درمان، والآن ينافح للحفاظ على رئيسه خشية ان يخطف في الليل من قبل المحكمة الجنائية الدولية.
كل شيء ممكن في العالم العربي، لأنه لا يوجد نظام اقليمي يحترمه الجميع، ولا اتفاقيات ردع ملزمة، ولا جامعة تُحترَم كلمتها، كما ان في المنطقة انظمة لا تستطيع ان تتنبأ بأفعالها، وبالتالي كل شيء ممكن، بما في ذلك ان يقوم جنرال او معمم عراقي بدخول الكويت، كما دخلتها قوات صدام قبل 18 عاما، في مثل هذا الاسبوع من اغسطس.
وربما الكويت اليوم غير الكويت امس من حيث الحصانة الدولية، بعد ان وقعت دزينة اتفاقيات امنية وعسكرية مع كبرى دول العالم، ما يجعلها محمية قانونيا، وعسى ألا يأتي اليوم الذي يحتاج فيه الأمر الى إثبات.
والدرس الكويتي، أي نهب دولة آمنة مسالمة، فقط لانها صغيرة في مجتمع الغاب المتوحش العربي، يفترض ألا يكون قد ذهب سدى للجميع من كل النواحي.
بالنسبة للفرد الكويتي فإن الحل ليس العيش في حقيبة جاهزة للسفر، ولا شراء شقة في جبل لبنان، لانه قد يستولي عليها أي مسلح في بلد لا يزال منكوبا بالميلشيات. ولا ان يشتري بيتا في لندن الآمنة، لأن عقد الشراء لا يعطي حق الاقامة. الحل للانسان الكويتي ان يدرس التجربة السويسرية، ولا أعني ساعاتها وحساباتها البنكية وشوكولاتاتها. سويسرا بلد ثري، محاصر برياً بين المانيا وايطاليا والنمسا، بلا منفذ بحري، مساحته ضعف مساحة الكويت، وسكانه سبعة ملايين. الذي يحمي سويسرا أمران، احترام دول منطقتها لرغبتها في الحياد، وهذا أمر على الكويتيين ان ينسوه تماما، فالحياد يعني ان يصبحوا وجبة سائغة. ورغم أن حياد سويسرا يعفيها من التسلح ويجعلها تنام آمنة إلا أن قوتها الحقيقية هو مواطنها. فهو يتعهد بحمايتها، باستعداده المستمر، ما جعلها اكثر الدول منعة رغم صغر تجهيزات البلاد العسكرية. رأسمالها الحقيقي مواطنها لتأهيله العلمي وانضباطه والتزامه المستمر.
هل يقول لنا الكويتيون ما الذي فعلوه في مواجهة المخاوف المستقبليه، عدا عن توقيع بضع اتفاقيات قد لا تسمن من جوع؟
الحقيقة ان المواطن الكويتي لو شرد الليلة من أرضه، لا قدر الله، لن يجد مكانا او وظيفة او مساعدة. فالعالم مكتظ باللاجئين، والباحثين عن العون. إن رأسمال اي بلد في العالم ليس بتروله او أمواله او حتى جيشه بل اولا ابناؤه، بتأهيلهم الكامل وبشكل خاص في بلد صغير وغني كالكويت.
وهذا ينطبق على الجميع حيث اننا في منطقة الخوف، نعيش في رمال متحركة، فيها لا تدري من اين تهب الرياح.