ولكن أكثركم للحق كارهون !
للمرة الثانية الله يعلم أنني لم أشأ النقاش , ولكن للأسف هناك من يدس السم بالشاي , فلم يكن منِّي إلا تبيان الحق , غضبة لله , وأكتب الحق لأن هناك من عوام المسلمين من غرَّه زخرف القول غرورا .
بالمناسبة ، ما الغاية و الهدف من خلق الفار إن كان خالق هذا الفار يأمر رسوله بقتله ؟
يقول تعالى { وكذلك جعلنا لكل نبيٍ عدواً شياطين الإنس والجن , يوحي بعضهم إلى بعضٍ زُخرفَ القولِ غروراً } .
وفي القول السابق لأحد الأعضاء فيه من الغباء ما الله بهِ عليم , هو ضربٌ من الجنون , فسؤاله ينم عن بلادة ذهن وباعثٍ لكل شرٍ , وهو الجنون الذي ليس بعده جنون .
فلو تكملنا بمنطقهِ والرد عليه بسيط : ولماذا خلقك الله ثم أماتك ! ولماذا خلق الله البحر مقابل اليابس !؟
ولماذا خلق الله الليل والنهار ولم يجعله ليلاً سرمدا بلا نهار , ولماذا لم خلقك الله برجلين ولم يخلقك بأربع !؟
وهكذا , فلماذا هذه الكلمة الاستفهامية لن تنتهي عند الفويسق الفأر , بل سنفتح لها باباً لن يُغلق حتى يُصبح الإنسان مجنون ويكفر بكل الملل , وأكثر المجادلين في الشريعة ووجود الله باعث تساؤلهم كما يقول العلماء هي مجرد آثار نفسية وردات فعل نفسية , لمَ القتل والخراب في العالم , لمَ الشر يكبر والخير يقل , لمَ هناك فقير ومقابله الغني , لمَ ولمَ ولمَ , هو ليس بحثاً عن حق , ولكنه حديث نفس وردات فعل نفسية ليست من العقل في شيء .
طيب الآن خلصنا إلى خلاصة , أنًّ الأمر كله لله , يخلق ما يشاء ويأمر بما يشاء { يخلق ما يشاء ويختار , ما كان لهمُ الخيرة } , وإلا لو اعترضنا لاعترضنا حتى على أنفسنا وعلى أشكالنا وعلى أمورٍ كثيرة , وليس لأنَّها تستحق الاعتراض , بل لقصر عقولنا وضعفها وقلة حيلتنا , وليس كما قال أحد الأعضاء :
السادة مشائخ الإسلام لا يرون أبعد من "سبعة" شماغاتهم ،
بل لا يرون أبعد من النص الإلهي المُنزَّل , { ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا }.
وبعد أن خلصنا من هذه نسأل أنفسنا , لماذا الفأر أمر بقتلهِ , وأمر قتل الفأر لمصلحة من بالضبط !
طيب قد أمر الله سبحانه وتعالى بقتل الفأر وذلك بالنص الصحيح من النبي صلى الله عليه وسلم .
وظهر هناك مدافعين للفأر ومحامين عنه يدافعون عنه ويذبون عنه , وهنيئاً لكل من دافع عن مقام الفأر الشريف ( عندهم ) والفاسق ( عندنا ) .
وكلنا يعلم أنَّ الفأر مسبباً للطاعون , وأنَّ برغوث الفأر ينقل للإنسان المرض ويسبب الطاعون , فالفأر يحمل هذا البرغوث متطفلاً معه , والطاعون كما تعلمون داءٌ مميت , فسبحان الله الذي أجرى على لسان رسولهِ الحق , وهنا عندما تسلَّم للنص الإلهي وما أتى بهِ النبي صلى الله عليه وسلم , ينتهى الأمر بك إلى اليقين وعدم الحيرة والشك الذي يُفضي دوماً إلى الخذلان والعياذ بالله .
فلم يحرِّم الله شيئاً إلا كان لتحريمه حكمة , علمها من علمها , وجهلها من جهلها , وإذا جهلنا فلا يهم أن نعلم إن لم نستطع أن نعلم , لأن الله قد قال { الذين يؤمنون بالغيب } ولا شك أنَّ الأمور التي لا نعلمها هي محض غيب .
أما بخصوص ميكي ماوس وتوم وجيري والنمر الوردي , لينظر الجميع مثلاً إلى توم وجيري , ألم يصعدوا إلى السماء وفوق السماء ممثلين دور الرب !
بل ألم يسجد النمر الوردي إلى الذي أزال الشوكة من رجله , أليس في ذلك طعناً في عقائد الأطفال وإيهامهم بأنَّ السجود لغير الله أمر جائز .
أنا أريد أن أذهب لأبعد من ذلك , فالرسوم المتحركة عموماً فيها الكثير من التدليس في العقيدة والأخلاق وغير ذلك , أتذكر هناك مسلسلاً كارتونياً يُعرض في قنوات كثيرة وكان على الكويت أيضاً , وفيه أن الرجل يستطيع أن يزلزل الأرض ويجري السحاب ويجري الشمس ويفعل الأفاعيل بالكويت , فما هو الحال والطفل ينظر ويتعلم ويحفظ .
وبالنسبة لنظرية فرويد , فرويد اليهودي النمسوي يرى أنَّ الجنس سبب رئيسي للهستيريا , بل هو محور الحياة , وكان لهُ معارضين بسبب هذا الاستنتاج .
واعترض عليه بروير وكذلك أطباء آخرين وكان هذا الموقف سبب للانفصال بينه وبين بروير , ونصل ونخلص هنا بأنَّ النظريات هي لأشخاص ناقصين وفيها يحل النقد والاختلاف , فليست أمور قطعية , ففرويد لا يستطيع أن يحمل في نفسه جميع العلوم .
ومعلوم أنَّ فرويد انشغل بالجنس حتى الثمالة في دراساته , ولو قرأت مراحل نمو الإنسان لعلمت بذلك , حتى قال الدكتور لؤي خدام وهو يشرح كلام فرويد :
فيتقمص الطفل شخصية أحد الأبوين المماثلة له بالجنس و يظهر اهتمام جنسي مع أحد والديه من الجنس المقابل.
ويقول أيضاً في المرحلة القضيبية :
و تطرح البنت أسئلتها لماذا لا تملك القضيب. وهل سيظهر عندها يوما أن شاهدت قضيب والدها أو أخوتها. و لا تستطيع أن تشاهد فرجها و مهبلها لأنهما داخليين. ينصح بهذه الحالة أن نعلمها أنها تملك مثله و يمكن أن تلامس بظرها، أو نفهمها أن ما يملكه الذكر من الخارج، تملكه هي من الداخل .
ويقول يونج عن فرويد المجنون الجنسي : إن مصدر سرور الطفل بالغذاء يجب ألا يوصف بأنَّه جنسي أبداً .
بل هل تعلم أن اليهود استخدموا هذه النظرية , وهذا مصرح به من خلال بروتوكولاتهم , لا أتهمهم بلا دليل , فقد قالوا :
يجب أن نعمل لتنهار ألأخلاق في كل مكان فتسهل سيطرتنا إن فرويد منا و سيظل يعرض العلاقات الجنسية في ضوء الشمس لكي لا يتبقى في نظر الشباب شيئ مقدس و يصبح همه الأكبر هو إرواء غرائزه الجنسية و عندئذ تنهار أخلاقه
ويقول ادلر وهو أحد تلاميذ فرويد :
إن الدافع الجنسي ليست له هذه الأهمية الشاملة التي ينسبها فرويد إليه و أن حافز توكيد الذات , و ليس الدافع الجنسي هو القوة السائدة الإيجابية في الحياة .
وهنا أختم وأقول أنَّ فرويد جعل الحياة كلها يدور محورها حول الغريزة والجنس ,فسعى بها إلى حضيض الحضيض وسافل الأخلاق , وجعل من الحياة مجرد إراء وإشباع للغريزة , ومن قبله الداروينية الذي قال بأنَّ الإنسان أصله قرد , فهو ذو أصل نسيب , فالقرد ذلك الحيوان الذي لا يهمه سوى الأكل والقفز والشرب والجنس لا غاية ولا روحانيات ولا سمو نفسي .
فماذا تُريدون من عقولٍ حائرة لا تملك من أمرها شيئاً , ليست ذات كمال لنأخذ عنها , بل هناك من يخالفها , فلم تجتمع كل العلوم فيها , وبعضهم يخالف بعض ( انظروا إلى التوقيع أدناه ) وبعضنا ينتقص بعض , وهكذا هم لا ينفكون إلا في حيرة وجدال على أمور فُطرَ عليها الإنسان منذ نعومة أظفاره .
لذلك السلامة في التسليم ( فالشريعة لا تخالف العقل ) والتسليم المقصود فيه تسليم الناقص للكامل ( الإنسان الناقص لله الكامل ) فلماذا هذه الحيرة والجدال العقيم الغريب !
ثم الآن نأتي لمحامي الفأر , فللفأر محامون , خذو عني هذه :
يهزؤون ويسخرون { ويسخرون من الذين آمنوا والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة } .
وهنا أقول : ما تنقمون على قتل كائن حي فيه من النجاسة والبلاء ( المرض ) المعدي للإنسان , يبدو أنَّ حقوق الإنسان تسعى حتى لحماية الفأر القذر من القتل .
وكما قلت وقال بعض الإخوة أنَّ الشيخ أتى بقوله ( ميكي ماوس يُقتل ) من باب التهكم , وإلا فإن رسوم ميكي ماوس تُكسر أشرطتها ولا تُقتل
( ياووو يالمتشدد ) .
ولكن أنا بصراحة لا أستغرب من وصم الفتاوى الإسلامية والإسلام برمته بهذه السخافات وباعث ذلك الحقد والبغض للإسلام منذ بروز نجمه وسطوع شمسه .
انظروا معي ماذا يقولون عنه :
تقول كارين أرمسترونغ : نحن في الغرب لدينا تاريخ طويل من الحقد , وما زالت تزدهر هذه المشاعر , ولا شيء يمنع الناس من مهاجمة هذا الدين حتى وإن كانوا لا يعلمون عنه شيئاً . في كتابه سيرة محمد ونقلاً عن إمراطورية الشر صفحة 41 .
ويقول المستشرق غوستاف لوبون : إن أوهامنا ضد الإسلام القديمة تراكمت منذ القرون الماضية ضده , وصارت جزءاً من مزاجنا . كتاب حضارة العرب صفحة 21 .
ويقول الدكتور مراد هوفمان : إن الغرب يتسامح مع الجميع وحتى عبدة الشيطان , ولكن لا يُظهر تسامحاً مع المسلمين , فكل شيء مسموح إلا أن تكون مسلماً . كتاب الطريق إلى مكة صفحة 149 .
وسبحان الذي قال : لقد جئناكم بالحق ولكنَّ أكثركم للحق كارهون !
لذلك سأقول خاتماً شربنشوخ .
سمران بن كنعان المطيري