علماء الجرح والتعديل كثيرون يتجاوز عددهم 150 عالماً على مر القرون ، ولكنني في هذا الموضوع سأذكر أشهرهم وأبرزهم في هذا الفن العظيم ( علم الجرح والتعديل ) .
1 - محمد بن سيرين ، أبو بكر البصري ( ت 110 هـ ) :
متفق على ثقته وجلالته وإتقانه ، قال الذهبي : ( الإمام الرباني ... كان فقيها إماما غزير العلم، ثقة ثبتا، علامة في التعبير، رأسا في الورع ) تذكرة الحفاظ ( 1 / 78 ) .
وله في العلم والحديث صفات ومزايا قلما تجتمع لغيره ، منها :
أ – لا يروي إلا عن ثقة .
قال ابن عبد البر : ( أجمع أهل العلم بالحديث أن ابن سيرين أصح التابعين مراسل ، وأنه كان لا يروي ولا يأخذ إلا عن ثقة ، وأن مراسيله صحاح كلها ، ليس كالحسن وعطاء في ذلك ) ، المصدر : التمهيد ( 8 / 301 ) .
ب – لا يدلس .
قال علي بن المديني : ( كان لا يدلس ) ، المصدر : المعرفة والتاريخ ( 2 / 55 ) .
ج – لا يرى الرواية بالمعنى .
قال ابن عون : ( أدركت ستة : ثلاثة منهم يشددون في الحروف ، وثلاثة يرخصون في المعاني ، وكان أصحاب الحروف : القاسم بن محمد ، ورجاء بن حيوة ، ومحمد بن سيرين ، وكان أصحاب المعاني : الحسن ، والشعبي ، والنخعي ) ، المصدر : الكفاية للخطيب البغدادي ص 186 .
وقال هشام بن حسان : ( كان ابن سيرين إذا حدث لم يقدم ولم يؤخر ، وكان الحسن إذا حدث قدم وأخر ) ، المصدر : سنن الدارمي ( 1 / 105 ) .
د – من أوائل التابعين نقدا للرواة .
قال ابن رجب : ( فالجهابذة النقاد العارفون بعلل الحديث أفراد قليل من أهل الحديث جداً ، وأول من اشتهر في الكلام في نقد الحديث ابن سيرين ، ثم خَلَفَهُ أيوب السختياني ... ) ، المصدر : جامع العلوم والحكم ص 241 .
وقال : ( وابن سيرين – رضي الله عنه – هو أول من انتقد الرجال وميز الثقات من غيرهم ، وقد روى عنه من غير وجه أنه قال : [ إن هذا العلم دين ، فانظروا عمن تأخذون دينكم ] ، وفي رواية عنه أنه قال : [ إن هذا الحديث دين فلينظر الرجل عمن يأخذ دينه ] ، قال يعقوب بن شيبة قلت ليحيى بن معين : [ تعرف أحدا من التابعين كان ينتقي الرجال كما كان ابن سيرين ينتقيهم ؟ ] فقال –برأسه – : [ أي لا ] ، قال يعقوب : وسمعت علي بن المديني يقول : [ كان ممن ينظر في الحديث ويفتش عن الإسناد ولا نعرف أحداً أول منه محمد بن سيرين ثم كان أيوب وابن عون ثم كان شعبة ثم كان يحيى بن سعيد وعبد الرحمن ] ، قلت لعلي : [ فمالك بن أنس ؟ ] فقال : أخبرني سفيان بن عيينة قال : [ ما كان أشد انتقاء مالك الرجال] ) ، المصدر : شرح علل الترمذي ( 1 / 355 ) ، وانظر أمثلة على نقده في مقدمة العقيلي لكتابه الضعفاء ( 1 / 6 – 8 ، 10 ، 12 ) .
وقال الذهبي : [ فأول من زكى وجرح عند انقراض عصر الصحابة : الشعبي ، وابن سيرين ) ، المصدر : ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل ص 172 .
هـ - لم يكتب ولم يحدث من كتاب ، فهو شديد الحفظ لحديثه .
قال ابن عون : ( قال محمد : ما كتبت شيئاً قط ) ، المصدر : المحدث الفاصل للرامهرمزي ص 381 .
وقال ابن سيرين : ( لو كنت متخذاً كتاباً لاتخذت رسائل النبي ) ، المصدر : سنن الدارمي ( 1 / 131 ) .
وقال أحمد بن حنبل : ( لقد كان مذهب محمد بن سيرين وأيوب وابن عون ألا يكتبوا ) ، المصدر : علل الحديث ومعرفة الرجال ( 1 / 71 ) .
وقال عاصم الأحول : ( أتينا ابن سيرين بكتاب فقال : لا يبيت عندي ) ، المصدر السابق ( 2 / 110 ) .
وكان يجيز كتابة الحديث للحفظ ثم يمحى ، قال يحيى بن عتيق : ( عن محمد بن سيرين أنه كان لا يرى بكتاب الحديث بأساً فإذا حفظه محاه ) ، المصدر : المحدث الفاصل ص 382 ، تقييد العلم ص 60 .
و - كان لا يفتي برأيه .
قال أشعث بن سوار : ( كان ابن سيرين لا يقول برأيه إلا شيئاً سمعه ) ، المصدر : سنن الدارمي ( 1 / 95 ) .
2- أيوب بن أبي تميمة السختياني، أبو بكر البصري ( ت 131 هـ ) :
متفق على ثقته وجلالته وإتقانه ، قال ابن سعد : ( كان أيوب ثقة ثبتاً في الحديث ، جامعاً ، عدلاً ، ورعاً ، كثير العلم ، حجة ) المصدر : الطبقات الكبرى ( 7 / 246 – 251 ) .
وقال أبوحاتم : ( ثقة لا يُسأل عن مثله ) ، المصدر : الجرح والتعديل ( 2 / 255 – 256 برقم 915 ) .
وقال شعبة : ( شكُّ أيوب ويونس وابن عون أحب إلي من يقين قوم كثير ) ، المصدر : تاريخ مدينة دمشق ( 31 / 340 ) .
وتقدم قول ابن رجب : ( فالجهابذة النقاد العارفون بعلل الحديث أفراد قليل من أهل الحديث جداً ، وأول من اشتهر في الكلام في نقد الحديث ابن سيرين ، ثم خلفه أيوب السختياني ... ) .
3 – شعبة بن الحجاج ، أبو بسطام الواسطي ثم البصري (ت 160 هـ ) :
قال ابن رجب : ( وهو أول من وسع الكلام في الجرح والتعديل ، واتصال الأسانيد وانقطاعها ، ونَقَّبَ عن دقائق علم العلل ، وأئمة هذا الشأن بعده تبع له في هذا العلم ) ، المصدر : شرح علل الترمذي ( 1 / 172 ) .
وقال ابن أبي حاتم : ( باب ما ذكر من معرفة شعبة بعلل الحديث صحيحه وسقيمه وما فسر من ذلك ) ثم سرد له جملة من الأخبار الدالة على علمه بهذا الشأن ، انظر : تقدمة الجرح والتعديل ص 157 .
وأخبار شعبة بن الحجاج في نقد الأحاديث والرجال كثيرة ، منها :
قال غندر : ( رأيتُ شعبة راكباً على حمار ، فقيل له : أين تريد يا أبا بسطام ؟ قال : [ أذهب فاستعدي على هذا – يعني جعفر بن الزبير – وضع على رسول الله أربع مائة حديث كذب ] ) ، المصدر : ضعفاء العقيلي ( 1 / 182 ) وتهذيب الكمال ( 5 / 34 ) .
وقال الشافعي : ( لولا شعبة ما عرف الحديث بالعراق ، وكان يجيء إلى الرجل فيقول : لا تحدث ، وإلا استعديت عليك السلطان ) ، المصدر : تقدمة الجرح والتعديل ص 127 .
قال هشيم بن بشير : ( لو كان شعبة حياً استعدى عليه – أي على إبراهيم بن هدبة – لأنه يروي مناكير ) ، المصدر : ضعفاء العقيلي ( 1 / 69 ) .
وقال أبو زيد النحوي الأنصاري : ( أتيت شعبة يوم مطر ، فقال : [ ليس هذا يوم حديث ، اليوم يوم غيبة ، تعالوا حتى نغتاب الكذابين ] ) ، المصادر : موضح أوهام الجمع والتفريق ( 2 / 494 ) ، الكفاية في علم الرواية ص 45 ، وانظر: الضعفاء للعقيلي ( 1 / 11 ، 15 ) ، حلية الأولياء ( 7 / 152 ) .
وقال سفيان بن عيينة : ( كان شعبة يقول : [ تعالوا حتى نغتاب في الله عز وجل ] ) ، المصدر : الضعفاء للعقيلي ( 1 / 11 ) .
قال ابن رجب : ( يعني نذكر الجرح والتعديل ) ، المصدر : شرح علل الترمذي ( 1 / 349 ) .
( ورئي شعبة – مرة – راكباً على حمار ، فقيل له : أين يا أبا بسطام ؟ قال : [ أذهب إلى أبي الربيع السمان أقول له : لا تكذب على رسول الله ] ) ، المصدر : المجروحين ( 1 / 172 ) .
قال الذهبي : ( شعبة بن الحجاج ... الإمام الحافظ ، أمير المؤمنين في الحديث ، أبو بسطام ... الواسطي عالم أهل البصرة وشيخها ... روى عنه عالم عظيم ، وانتشر حديثه في الآفاق ... ومن جلالته قد روى مالك الإمام ، عن رجل عنه ، وهذا قلَّ أنْ عمله مالك ، وكان أبو بسطام إماماً ، ثبتاً ، حجة ، ناقداً ، جهبذاً ، صالحاً ، زاهداً ، قانعاً بالقوت ، رأساً في العلم والعمل ، منقطع القرين ، وهو أول من جرح وعدل ، أخذ عنه هذا الشأن : يحيى القطان ، وابن مهدي وطائفة ، وكان سفيان الثوري يخضع له ، ويجله ويقول : شعبة أمير المؤمنين في الحديث ) ، المصدر : سير أعلام النبلاء ( 7 / 202 ) .
قال وكيع : ( إني لأرجو أن يرفع الله لشعبة درجات في الجنة بذبه عن رسول الله ) ، المصدر : المجروحين ( 1 / 13 ) .
4 – يحيى بن سعيد القطان ، أبو سعيد البصري (ت 198 هـ ) :
قال ابن أبي حاتم : ( باب ما ذكر من كلام يحيى بن سعيد في علل الحديث ) وسرد له جملة من الأخبار الدالة على علمه بهذا الشأن ، انظر : تقدمة الجرح والتعديل ص 235 .
وذكر ابن رجب أن هناك مؤلفاً في علل الحديث منقول عن يحيى بن سعد القطان ، انظر : شرح علل الترمذي ( 2 / 805 ) ، وتسمية ما ورد به الخطيب دمشق ص 89 .
وقال علي بن المديني : ( شعبة أحفظ الناس للمشايخ ، وسفيان أحفظ الناس للأبواب ، وابن مهدي أحفظهم ..... ويحيى بن سعيد أعرف بمخارج الأسانيد وأعرف بمواضع الطعن من جميعهم ) ، المصدر : شرح علل الترمذي ( 1 / 466 ) .
قال الذهبي : ( وكان رأساً في معرفة العلل ، أخذ ذلك عنه ابن المديني ، وأخذ ذلك عن ابن المديني أبو عبد الله البخاري ) ، المصدر : تاريخ الإسلام : حوادث سنة 198 : ص 467 .
وقال أيضاً : ( الإمام الكبير ، أمير المؤمنين في الحديث ، أبو سعيد التميمي مولاهم البصري الأحول القطان الحافظ ..... وعني بهذا الشأن أتم عناية ، ورحل فيه ، وساد الأقران ، وانتهى إليه الحفظ ، وتكلم في العلل والرجال ، وتخرج به الحفاظ كمسدد وعلي والفلاس ..... وكان يقول : [ لزمت شعبة عشرين سنة ] ..... قال أحمد بن عبد الله العجلي : [ كان يحيى بن سعيد نقي الحديث لا يحدث إلا عن ثقة ] ..... قلت : كان يحيى بن سعيد متعنتاً في نقد الرجال ، فإذا رأيته قد وثق شيخاً فاعتمد عليه ، أما إذا لين أحداً فتأنَّ في أمره حتى ترى قول غيره فيه ، فقد لَيَّنَ مثل : إسرائيل وهمام وجماعة احتج بهم الشيخان ، وله كتاب في الضعفاء لم أقف عليه ينقل منه ابن حزم وغيره ، ويقع كلامه في سؤالات علي وأبي حفص الصيرفي وابن معين له ) ، المصدر : سير أعلام النبلاء ( 9 / 183 ) .
وقال ابن رجب : ( خليفة شعبة ، والقائم بعده مقامه في هذا العلم ، وعنه تلقاه أئمة هذا الشأن كأحمد وعلي ويحيى ونحوهم ، وقد كان شعبة يحكمه على نفسه في هذا العلم ) ، المصدر : شرح علل الترمذي ( 1 / 464 ) .
ويحيى بن سعيد القطان معروفٌ بتشدده في نقد الرجال ، قال علي بن المديني : ( إذا اجتمع يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي على ترك رجل لم أحدث عنه ، فإذا اختلفا أخذت بقول عبد الرحمن لأنه أَقصَدَهُما ، وكان في يحيى تشدد ) ، المصدر : تاريخ بغداد ( 10 / 243 ) .
وتقدم قول الذهبي : ( كان يحيى بن سعيد متعنتاً في نقد الرجال ) .
1 - محمد بن سيرين ، أبو بكر البصري ( ت 110 هـ ) :
متفق على ثقته وجلالته وإتقانه ، قال الذهبي : ( الإمام الرباني ... كان فقيها إماما غزير العلم، ثقة ثبتا، علامة في التعبير، رأسا في الورع ) تذكرة الحفاظ ( 1 / 78 ) .
وله في العلم والحديث صفات ومزايا قلما تجتمع لغيره ، منها :
أ – لا يروي إلا عن ثقة .
قال ابن عبد البر : ( أجمع أهل العلم بالحديث أن ابن سيرين أصح التابعين مراسل ، وأنه كان لا يروي ولا يأخذ إلا عن ثقة ، وأن مراسيله صحاح كلها ، ليس كالحسن وعطاء في ذلك ) ، المصدر : التمهيد ( 8 / 301 ) .
ب – لا يدلس .
قال علي بن المديني : ( كان لا يدلس ) ، المصدر : المعرفة والتاريخ ( 2 / 55 ) .
ج – لا يرى الرواية بالمعنى .
قال ابن عون : ( أدركت ستة : ثلاثة منهم يشددون في الحروف ، وثلاثة يرخصون في المعاني ، وكان أصحاب الحروف : القاسم بن محمد ، ورجاء بن حيوة ، ومحمد بن سيرين ، وكان أصحاب المعاني : الحسن ، والشعبي ، والنخعي ) ، المصدر : الكفاية للخطيب البغدادي ص 186 .
وقال هشام بن حسان : ( كان ابن سيرين إذا حدث لم يقدم ولم يؤخر ، وكان الحسن إذا حدث قدم وأخر ) ، المصدر : سنن الدارمي ( 1 / 105 ) .
د – من أوائل التابعين نقدا للرواة .
قال ابن رجب : ( فالجهابذة النقاد العارفون بعلل الحديث أفراد قليل من أهل الحديث جداً ، وأول من اشتهر في الكلام في نقد الحديث ابن سيرين ، ثم خَلَفَهُ أيوب السختياني ... ) ، المصدر : جامع العلوم والحكم ص 241 .
وقال : ( وابن سيرين – رضي الله عنه – هو أول من انتقد الرجال وميز الثقات من غيرهم ، وقد روى عنه من غير وجه أنه قال : [ إن هذا العلم دين ، فانظروا عمن تأخذون دينكم ] ، وفي رواية عنه أنه قال : [ إن هذا الحديث دين فلينظر الرجل عمن يأخذ دينه ] ، قال يعقوب بن شيبة قلت ليحيى بن معين : [ تعرف أحدا من التابعين كان ينتقي الرجال كما كان ابن سيرين ينتقيهم ؟ ] فقال –برأسه – : [ أي لا ] ، قال يعقوب : وسمعت علي بن المديني يقول : [ كان ممن ينظر في الحديث ويفتش عن الإسناد ولا نعرف أحداً أول منه محمد بن سيرين ثم كان أيوب وابن عون ثم كان شعبة ثم كان يحيى بن سعيد وعبد الرحمن ] ، قلت لعلي : [ فمالك بن أنس ؟ ] فقال : أخبرني سفيان بن عيينة قال : [ ما كان أشد انتقاء مالك الرجال] ) ، المصدر : شرح علل الترمذي ( 1 / 355 ) ، وانظر أمثلة على نقده في مقدمة العقيلي لكتابه الضعفاء ( 1 / 6 – 8 ، 10 ، 12 ) .
وقال الذهبي : [ فأول من زكى وجرح عند انقراض عصر الصحابة : الشعبي ، وابن سيرين ) ، المصدر : ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل ص 172 .
هـ - لم يكتب ولم يحدث من كتاب ، فهو شديد الحفظ لحديثه .
قال ابن عون : ( قال محمد : ما كتبت شيئاً قط ) ، المصدر : المحدث الفاصل للرامهرمزي ص 381 .
وقال ابن سيرين : ( لو كنت متخذاً كتاباً لاتخذت رسائل النبي ) ، المصدر : سنن الدارمي ( 1 / 131 ) .
وقال أحمد بن حنبل : ( لقد كان مذهب محمد بن سيرين وأيوب وابن عون ألا يكتبوا ) ، المصدر : علل الحديث ومعرفة الرجال ( 1 / 71 ) .
وقال عاصم الأحول : ( أتينا ابن سيرين بكتاب فقال : لا يبيت عندي ) ، المصدر السابق ( 2 / 110 ) .
وكان يجيز كتابة الحديث للحفظ ثم يمحى ، قال يحيى بن عتيق : ( عن محمد بن سيرين أنه كان لا يرى بكتاب الحديث بأساً فإذا حفظه محاه ) ، المصدر : المحدث الفاصل ص 382 ، تقييد العلم ص 60 .
و - كان لا يفتي برأيه .
قال أشعث بن سوار : ( كان ابن سيرين لا يقول برأيه إلا شيئاً سمعه ) ، المصدر : سنن الدارمي ( 1 / 95 ) .
2- أيوب بن أبي تميمة السختياني، أبو بكر البصري ( ت 131 هـ ) :
متفق على ثقته وجلالته وإتقانه ، قال ابن سعد : ( كان أيوب ثقة ثبتاً في الحديث ، جامعاً ، عدلاً ، ورعاً ، كثير العلم ، حجة ) المصدر : الطبقات الكبرى ( 7 / 246 – 251 ) .
وقال أبوحاتم : ( ثقة لا يُسأل عن مثله ) ، المصدر : الجرح والتعديل ( 2 / 255 – 256 برقم 915 ) .
وقال شعبة : ( شكُّ أيوب ويونس وابن عون أحب إلي من يقين قوم كثير ) ، المصدر : تاريخ مدينة دمشق ( 31 / 340 ) .
وتقدم قول ابن رجب : ( فالجهابذة النقاد العارفون بعلل الحديث أفراد قليل من أهل الحديث جداً ، وأول من اشتهر في الكلام في نقد الحديث ابن سيرين ، ثم خلفه أيوب السختياني ... ) .
3 – شعبة بن الحجاج ، أبو بسطام الواسطي ثم البصري (ت 160 هـ ) :
قال ابن رجب : ( وهو أول من وسع الكلام في الجرح والتعديل ، واتصال الأسانيد وانقطاعها ، ونَقَّبَ عن دقائق علم العلل ، وأئمة هذا الشأن بعده تبع له في هذا العلم ) ، المصدر : شرح علل الترمذي ( 1 / 172 ) .
وقال ابن أبي حاتم : ( باب ما ذكر من معرفة شعبة بعلل الحديث صحيحه وسقيمه وما فسر من ذلك ) ثم سرد له جملة من الأخبار الدالة على علمه بهذا الشأن ، انظر : تقدمة الجرح والتعديل ص 157 .
وأخبار شعبة بن الحجاج في نقد الأحاديث والرجال كثيرة ، منها :
قال غندر : ( رأيتُ شعبة راكباً على حمار ، فقيل له : أين تريد يا أبا بسطام ؟ قال : [ أذهب فاستعدي على هذا – يعني جعفر بن الزبير – وضع على رسول الله أربع مائة حديث كذب ] ) ، المصدر : ضعفاء العقيلي ( 1 / 182 ) وتهذيب الكمال ( 5 / 34 ) .
وقال الشافعي : ( لولا شعبة ما عرف الحديث بالعراق ، وكان يجيء إلى الرجل فيقول : لا تحدث ، وإلا استعديت عليك السلطان ) ، المصدر : تقدمة الجرح والتعديل ص 127 .
قال هشيم بن بشير : ( لو كان شعبة حياً استعدى عليه – أي على إبراهيم بن هدبة – لأنه يروي مناكير ) ، المصدر : ضعفاء العقيلي ( 1 / 69 ) .
وقال أبو زيد النحوي الأنصاري : ( أتيت شعبة يوم مطر ، فقال : [ ليس هذا يوم حديث ، اليوم يوم غيبة ، تعالوا حتى نغتاب الكذابين ] ) ، المصادر : موضح أوهام الجمع والتفريق ( 2 / 494 ) ، الكفاية في علم الرواية ص 45 ، وانظر: الضعفاء للعقيلي ( 1 / 11 ، 15 ) ، حلية الأولياء ( 7 / 152 ) .
وقال سفيان بن عيينة : ( كان شعبة يقول : [ تعالوا حتى نغتاب في الله عز وجل ] ) ، المصدر : الضعفاء للعقيلي ( 1 / 11 ) .
قال ابن رجب : ( يعني نذكر الجرح والتعديل ) ، المصدر : شرح علل الترمذي ( 1 / 349 ) .
( ورئي شعبة – مرة – راكباً على حمار ، فقيل له : أين يا أبا بسطام ؟ قال : [ أذهب إلى أبي الربيع السمان أقول له : لا تكذب على رسول الله ] ) ، المصدر : المجروحين ( 1 / 172 ) .
قال الذهبي : ( شعبة بن الحجاج ... الإمام الحافظ ، أمير المؤمنين في الحديث ، أبو بسطام ... الواسطي عالم أهل البصرة وشيخها ... روى عنه عالم عظيم ، وانتشر حديثه في الآفاق ... ومن جلالته قد روى مالك الإمام ، عن رجل عنه ، وهذا قلَّ أنْ عمله مالك ، وكان أبو بسطام إماماً ، ثبتاً ، حجة ، ناقداً ، جهبذاً ، صالحاً ، زاهداً ، قانعاً بالقوت ، رأساً في العلم والعمل ، منقطع القرين ، وهو أول من جرح وعدل ، أخذ عنه هذا الشأن : يحيى القطان ، وابن مهدي وطائفة ، وكان سفيان الثوري يخضع له ، ويجله ويقول : شعبة أمير المؤمنين في الحديث ) ، المصدر : سير أعلام النبلاء ( 7 / 202 ) .
قال وكيع : ( إني لأرجو أن يرفع الله لشعبة درجات في الجنة بذبه عن رسول الله ) ، المصدر : المجروحين ( 1 / 13 ) .
4 – يحيى بن سعيد القطان ، أبو سعيد البصري (ت 198 هـ ) :
قال ابن أبي حاتم : ( باب ما ذكر من كلام يحيى بن سعيد في علل الحديث ) وسرد له جملة من الأخبار الدالة على علمه بهذا الشأن ، انظر : تقدمة الجرح والتعديل ص 235 .
وذكر ابن رجب أن هناك مؤلفاً في علل الحديث منقول عن يحيى بن سعد القطان ، انظر : شرح علل الترمذي ( 2 / 805 ) ، وتسمية ما ورد به الخطيب دمشق ص 89 .
وقال علي بن المديني : ( شعبة أحفظ الناس للمشايخ ، وسفيان أحفظ الناس للأبواب ، وابن مهدي أحفظهم ..... ويحيى بن سعيد أعرف بمخارج الأسانيد وأعرف بمواضع الطعن من جميعهم ) ، المصدر : شرح علل الترمذي ( 1 / 466 ) .
قال الذهبي : ( وكان رأساً في معرفة العلل ، أخذ ذلك عنه ابن المديني ، وأخذ ذلك عن ابن المديني أبو عبد الله البخاري ) ، المصدر : تاريخ الإسلام : حوادث سنة 198 : ص 467 .
وقال أيضاً : ( الإمام الكبير ، أمير المؤمنين في الحديث ، أبو سعيد التميمي مولاهم البصري الأحول القطان الحافظ ..... وعني بهذا الشأن أتم عناية ، ورحل فيه ، وساد الأقران ، وانتهى إليه الحفظ ، وتكلم في العلل والرجال ، وتخرج به الحفاظ كمسدد وعلي والفلاس ..... وكان يقول : [ لزمت شعبة عشرين سنة ] ..... قال أحمد بن عبد الله العجلي : [ كان يحيى بن سعيد نقي الحديث لا يحدث إلا عن ثقة ] ..... قلت : كان يحيى بن سعيد متعنتاً في نقد الرجال ، فإذا رأيته قد وثق شيخاً فاعتمد عليه ، أما إذا لين أحداً فتأنَّ في أمره حتى ترى قول غيره فيه ، فقد لَيَّنَ مثل : إسرائيل وهمام وجماعة احتج بهم الشيخان ، وله كتاب في الضعفاء لم أقف عليه ينقل منه ابن حزم وغيره ، ويقع كلامه في سؤالات علي وأبي حفص الصيرفي وابن معين له ) ، المصدر : سير أعلام النبلاء ( 9 / 183 ) .
وقال ابن رجب : ( خليفة شعبة ، والقائم بعده مقامه في هذا العلم ، وعنه تلقاه أئمة هذا الشأن كأحمد وعلي ويحيى ونحوهم ، وقد كان شعبة يحكمه على نفسه في هذا العلم ) ، المصدر : شرح علل الترمذي ( 1 / 464 ) .
ويحيى بن سعيد القطان معروفٌ بتشدده في نقد الرجال ، قال علي بن المديني : ( إذا اجتمع يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي على ترك رجل لم أحدث عنه ، فإذا اختلفا أخذت بقول عبد الرحمن لأنه أَقصَدَهُما ، وكان في يحيى تشدد ) ، المصدر : تاريخ بغداد ( 10 / 243 ) .
وتقدم قول الذهبي : ( كان يحيى بن سعيد متعنتاً في نقد الرجال ) .