كونفوشيوس هو أول فيلسوف صيني يفلح في إقامة مذهب يتضمن كل التقاليد الصينية عن
السلوك الإجتماعي و الأخلاقى. ففلسفته قائمة على القيم الأخلاقية الشخصية و على أن تكون
هناك حكومة تخدم الشعب تطبيقاً لمثل أخلاقي أعلى . و قد ظلت هذه الأفكار تتحكم في سلوك
الناس أكثر من ألف عام . و يلقب بنبي الصين.
كثيراً ما وصف كونفوشيوس بأنه أحد مؤسسي الديانات ، و هذا تعبير غير دقيق إن لم يكن خاطئاً
فمذهبه ليس ديناً . فهو لا يتحدث عن إله أو السماوات . و إنما مذهبه هو طريقة في الحياة الخاصة
و السلوك الإجتماعي و السلوك السياسي . و مذهبه يقوم على الحب - حب الناس و حسن
معاملتهم و الرقة في الحديث و الأدب في الخطاب . و نظافة اليد و اللسان . و أيضاً يقوم مذهبه
على احترام الأكبر سناً و الأكبر مقاماً ، و على تقديس الأسرة و على طاعة الصغير للكبير و طاعة
المرأة لزوجها . و لكنه في نفس الوقت يكره الطغيان و الإستبداد . و هو يؤمن بأن الحكومة إنما
أنشئت لخدمة الشعب و ليس العكس . و أن الحاكم يجب أن يكون عتد قيم أخلاقية و مثل عليا .
و من الحكم التي اتخذها كونفوشيوس قاعدة لسلوكه تلك الحكمة القديمة التي
تقول : " أحب لغيرك ما تحبه لنفسك " .
من حكم كونفوشيوس
* لو قال كل إنسان ما يفكر فيه بصدق فإن الحوار بين البشر يصبح قصيراً جداً.
* سلح عقلك بالعلم خير من أن تزين جسدك بالجواهر.
* ليس من أغراك بالعسل حبيباً، بل من نصحك بالصدق عزيزاً.
* العقل كالمعدة المهم ما تهضمه لا ما تبتلعه.
*مما قاله عن لسان المرأة " إنك مهما حذرت من لسان المرأة فسوف تلدغ منه عاجلاً أو أجلاً ".
* إن تجاوز الهدف مثل عدم بلوغه.
*ليست العظمة في ألا تسقط أبداً بل في أن تسقط ثم تنهض من جديد.
هذا الكتاب يحتوي على مجموعة التسجيلات الكتابية لتعاليم كونفوشيوس وتعليقات تلاميذه. وقد
تم تدوينها بوصفها أقوالاً ومواعظ مناسبة لحلقات الفكر والدراسة وكان هذا هو السبب وراء اختيار
عنوان الكتاب "المحاورات". وكان واحد من تلاميذه هو الذي جمع الأقوال المتناثرة وضمها بين دفتي
كتاب. وذلك أثناء فترة مهمة من التاريخ الصيني. هى عصر الدول المتحاربة وكتابة القاعدة العامة
في المدارس والاتجاهات الفكرية والدراسية، حينئذ لجأ إلى تدوين الأفكار كتابياً إلا أن كونفوشيوس
رفض التدوين الكتابي لأفكاره زاعماً أنه مجرد "وسيط" وليس "مبدعاً".
من مصادر مختلفة...