جورج واشنطن
عضو مميز
فلسطين سبب كل هزائمنا
بقلم : قاسم عبدالقادر
----------------------------------------
لماذا يقف العالم ضدنا ؟!
ما الذي يدعوه للنظر إلينا بعيون الشك ويرمينا بسهام الريبة والظنون ؟!
لماذا صوّت مجلس الأمن بالاجماع على قرار 1701 ورآى فيه مصلحة الأطراف المتنازعة ووافق عليه لبنان والحزب المعتدي بتحفّظ ؟
في الخمسينيات كنا نتهم الغرب انه ضد حركات التحرر ويناصب العروبة العداء ؟!
ومع حركة المد الديني في السبعينيات , تعالت أصوات اتهام الغرب انه يخشى الاسلام ان يقضي عليه , وراجت حكايات تؤكد أن اللمبي حين دخل سوريا مستعمرا وضع قدمه على قبر صلاح الدين قائلاً : ها نحن عدنا , وكأن ابن صلاح الدين لم يسلم القدس للصليبيين !!
أسئلة حائرة
هل العيب فينا أم أن العيب في الغرب ؟! ما بال من نظنهم مفكرين يؤكدون أن الحروب الصليبية ما زالت قائمة , مع أن الغرب أبعد ما يكون عن الكنيسة , ويسمحون للدعاة الاسلاميين أن ينطلقوا بحرية في مدنهم وقراهم وعواصمهم يبنون المساجد و ويترجمون القرآن ويقيمون دروسهم بل ويخربون !!
ويسمحون لهم بالدخول الى مساجينهم لعلهم يهتدون !!! بينما لا يسمح للمسيحيين عندنا ببناء كنيسة ولا اقامة قداس ولا الاحتفال حتى بعيد الميلاد ؟! من هو الواثق من نفسه ؟!! ومن هو القلق المرتجف تهزه نسائم من الغرب ؟!
لم نتعلم
العيب فينا أم العيب فيهم ؟! ما الذي جعل الغرب يقف مع اسرائيل هذا الكيان المصطنع وينظر الينا بشك وريبا ؟! ما بالنا .. نهتف ويعملون ونصرخ وينتجون ونحتج ويتقدمون ونتوعد ويرتقون ونعتدي وينتصرون ؟!! نتهم الغرب ونحن أساساً لم نتعلم من دروس الماضي ولادروس الحاضر وربما نستمر في غينا وجهلنا ولن نتعلم حتى من دروس المستقبل !!!
نكرر الخطأ
ليس التاريخ يكرر نفسه , بل نحن نكرر أخطائنا ونجتر ذنوبنا ومعاصينا ولا نتعلم درسا ولا تنفعنا موعظة ولا توقظنا عبر تتعاقب على أذهاننا وعيوننا وآذاننا .., الشعارات نفسها واللافتات نفسها والمتظاهرون انفسهم خرجوا للطاغية صدام حسين حين احتل الكويت عام 1990 فقط غيروا لافتاتهم وناصروا بن لادن !!! اندهشنا هنا ولم تنفع دهشتنا حيث غلبت أصوات العاطفة همس العقل , وانهزم بن لادن وتوارى داخل الكهوف !! ولم يتعظ العرب والمتظاهرون والناعقون الزاعقون !!! ربما جيل مر على ثورة يوليو المصرية وغفل عنها هذا الجيل حيث تكررت اللافتات والمظاهرات ورايات النصر منذ تلك الثورة حتى غزوة مانهاتن !!!
صحوة
لم تمض سنتان حتى عادت مع تحرير العراق من الطاغية ! تغيرت الصور فقط , من بن لادن مبعوث العناية الالهية الى صدام وحزب البعث محرر فلسطين , حتى الفلسطينيون آمنوا وصدقوا واقتنعوا أن النصر آت على يديه لا ريب فيه !! وانهزم واختبأ كالفأر في حفرة وقبض عليه ذليلا مهاناً منتكساً .. لم يتعظ المتظاهرون !!
عبادة الفرد
ولم يتغيّر إلاّ الفرد !!! مولعون بعبادة الفرد , وكأن ديننا الذي خلصنا من عبادة الصنم الجامد دعانا الى لنعبد صنماً متحركاً !!!! وخرج علينا حسن نصرالله ولم تتغير المفردات ولا العبارات ولا الشعارات !!! وخرجت المظاهرات وارغدوا وازبدوا ورفعوا الرايات وصور الصنم الجديد !!! هل هم مجانين أم هم عقلاء !!! هل هم مخلصون أم أنهم عملاء !!! لا ثقافة أيقظت العقول ولا شهادة دكنوراة علمية حركت الضمائر !!! ولن يتعض المؤيدون لا عبد المحسن جمال ولا عدنان عبد الصمد ولا عبدالله النيباري ولا جاسم الياسين مع أن لكل منهم فكراً مغايراً .!! فما رضي به حسن نصرالله الآن كان على أرض الواقع قبل اعتدائه فما الذي تغيّر الآن ؟!! أقلقتم اسرائيل مقابل هدم وتشريد وموت وتدمير ؟!!! أم أن الأمر طلب للشهادة ؟!! فما بال حسن نصرالله اختبأ ليصدر بيانات ولم يتقدم الصفوف لينال الشهادة التي يبشر بها أنصاره ؟!!! ونالها الأطفال والنساء والعجائز ... والمعوقون في العمارات وملاجيء اطلاق الصوايخ ؟!!!
جينات
السياسي المحنك المخضرم عبدالله بشارة ذكر في أحد مقالاته المفيدة في الزميلة " الوطن " أنه حين زار الرئيس الأمريكي جونسون مع الأمير الراحل صباح السالم بعد نكسة حزيران وجده غاضباً من جمال عبدالناصر الذي خرق العهود والمواثيق فَمَنِيَ بهذه النكسة !!! فكيف سيجد من يسانده في الغرب ؟!! هو الذي خرق فيجب أن يتحمل خطيئته ! فمن يقرأ ويتعظ !! هل صدق ما ذهب اليه د. أحمد البغدادي استاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت أن الخلل في الجينات العربية ؟!! وماذا عن الجينات من أصل فارسي ؟!!!
لم يتوحدوا
متى توحد العرب طوال تاريخهم ؟!! في الخلافة الأموية فقط توحد العرب في خلافة ممتدة من الصين الى أسبانيا ولفترة محدودة وهي الخلافة التي يرفضها وتشكك فيها أغلب الاتجاهات الفكرية العربية والاسلامية . مما يعني أن توحدهم عند الأغلب كان قائما على غير هدى !!! فمتى توحدوا إذاً حتى يطالب الفلسطينيون العرب بارجاع أراضيهم المحتلة ؟!! فإذا ما يئسوا لجأوا لإيران الفارسية !!!
إلا فلسطين
والعجب العجاب , أن كل الدول العربية التى احتلت ايام الاستعمار حررت نفسها بنفسها ولم تطلب جيوشاً من دول عربية أخرى تساعدها !!! فلا المصريون طلبوا جيوشاً مغربية ولا السوريون لجأوا للجزائر ولا دول الخليج جثت على ركبتيها لمصر أو فلسطين أو سوريا ؟!!! إلاّ فلسطين ... تحمل العرب وزرها ومازالوا , وكأن سبب نكستها واستعمارها واحتلالها وخيانة قادتها وحجارة أطفالها ؟؟!!! وتخيّلوا .. لو رضي أهل فلسطين عام 1947 بقرار التقسيم أو حتى لو لم يرضوا , لكنا انتبهنا لأنفسنا وممتلكاتنا وانصرفنا عن فلسطين وانشغلنا ببناء دولنا وشعوبنا وعلومنا وارضنا واقتصادنا . هل كنّا نستقبل كل فترة مجانين وثوريين يخرجون علينا باسم فلسطين ؟!!! ربما باستثناء مسيحيي لبنان فما أعقلهم فعلاً انهم واقعيون عاقلون !!!! وما أعقل قطر الشقيقة واقعية مع ما خطته لنفسها حين شعرت ان القضية مجرد قميص عثمان الذي عليه يتشاجرون !!!
من ؟!!!
هل من يقرأ ويفكر ؟!!
أم من يقرأ ويعارض ؟!!
أم من يقرأ ويرفض ويمزق الأوراق ؟!!
من نحن ؟! والى أين نسير ؟!!
--------------------------
قاسم عبدالقادر
العدد 1767- المجالس
19 – 8 -2006
التعليق :
نعم صحيح فلسطين هي سبب كل هزائمن .. لكن من سمح لها أن تكون كذاك !! أليس نحن ؟!! أليس العرب هم من سمح بذلك ؟!! حتى لو لم تُحتل فلسطين أصلاً أو حُرّرت .. عبثاً سيحاولون إيجاد تبريرات واهية لتحطيم نجاح الغرب المُحب المسالم والمسامح لهفوات وزلاّت العربان !!
إليك جزء من خطاب كوندى عن السبب الحقيقي لهزائم وحقد العرب للغرب :
والسبب الأساسي لهجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر هو التعبير العنيف لإيديولوجية عالمية متطرفة، وهي إيديولوجية متجذرة في الظلم واليأس في الشرق الأوسط الحديث. لذا يجب أن يكون ردنا شاملاوتطلعي النظرة. ويجب علينا أن نعمل على إزالة مصدر الإرهاب نفسه عن طريق مساعدة رجال ونساء تلك المنطقة المضطربة على تحويل حياتهم وبلادهم.
ونحن نعلم أن مسيرة الديمقراطية ليست سهلة. ويمثل تاريخنا شعبا غير مثالي كافح على مدى قرون للنهوض إلى المثل السامية للمبادىء الديمقراطية. وفيما نحن ننظر إلى الآخرين الذين يكافحون أيضا، فإننا ندين لهم باحترامنا وبثقتنا بأن يحققوا هم أيضا آمالهم وطموحاتهم