معالي الوزير .. اتق الله

معالي الوزير .. اتق الله​
الخميس 2
3 / 10 / 2008 م​

يوماً بعد يوم وفي كل مناسبة تمس الشعب الكويتي وقوته وتؤثر فيه سلباً ، يتحفنا معالي الوزير بحِكمٍ كان بعضنا غافلاً عنها ، وبعضنا الآخر يجهلها ، فيقوم معاليه بتذكيرنا بها جزاه الله خيراً .. فعندما ثارت ثائرة القروض ، طلع لنا معاليه مؤنباً ومعنفاً إيانا على أن نسينا المثل القائل " مد لحافك على قد رجولك " وعندما قيل له يا معالي الوزير لا مجال للوم اليوم ، فقد وقعت الفأس في الرأس ، أعطنا الحل ،ما هو الحل ؟ أجاب معاليه الله يبقيه : " قلعتكم " من قال لكم تأخذون قروضاً ! هذا الرد حدا بأحد أفراد الشعب - ممن مدوا لحافهم أطول من رجليهم - وفي بيت الشعب ( مجلس الأمة ) بأن يدعو معالي الوزير لأن يتقي الله في شعبه ، فرفع معاليه دعوى قضائية ضد هذا المواطن متهماً إياه بسبه ؟! نعم لقد اعتبر معالي الوزير الدعوة لتقوى الله مسبة له ؟! نبي الأمة وخاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم ، يجره رجل من ردائه ويقول له بعنف " اتق الله يا محمد " فيبتسم صلى الله عليه وسلم في وجهه ويعطيه حاجته ، أما معالي الوزير فلا ، بل يرفع قضية على الرجل حتى يتأدب ويعرف أن معاليه فوق النصح والإرشاد . وعندما هبت رياح الأسعار وصاح الناس ، ترجل معاليه من سيارته الفارهة ، وقال لنا لاتشترون الغالي ، وعليكم بالرخيص فهو ذو قيمة غذائية تناسبكم ، وانتظروني في رمضان فسأتصدق عليكم . وجاء شهر رمضان الفضيل فتفضل علينا وتصدق معاليه بما لذ وطاب من كراتين الشعيرية والمعكرونية والطحين ( والتي تبلغ قيمتها المالية دينارين لكل فرد ) فوقفنا في طوابير طويلة أمام التموين كالفقير ينتظر المحسنين ، ننتظر هديه معاليه التي تأتي يوماً وتنقطع خمسة ، إلى أن انقضى الشهر الكريم ولم ينل بعضنا شرف هذه الهدية وخسر معاليه بعضاً من ثوابها . وتتوالى الأزمات الشعبوية ومعاليه لها بالمرصاد ، فتحل علينا الأزمة الكبرى ، أزمة البورصة ، فيطل علينا معاليه ويصفنا نحن أبناء الشعب من المتداولين في البورصة بأننا " مغامرون " يستحقون ما أصابهم ؟! لله درّك يا معالي الوزير كم أنت حكيم ! نعم دع هؤلاء المغامرون يتأدبون فهم لايسمعون الكلام ولا يتّبعون حِكمك ومواعظك !! لذلك ولحكمته وعقليته الفذّة ، لم يخرج معالي الوزير وطوال عمله السياسي من العضوية النيابية أو العضوية الوزارية ، بل إنه يترأس في المناصب النيابية اللجان المالية ،و يتبوأ في المناصب الوزارية الوزارات الشعبية ، كالتجارة والعدل والبلدية ! فتزداد الفوائض المالية في عهده ويسود العدل وتزدهر التجارة وتُنظّم البلد ! مشكلة معالي الوزير هذا أنه لايقول خيراً ولا يصمت ! ورغم أنه دائماً يُذكرنا بالأمثال المفيدة إلا أنه يتجاهل مثلاً حكيماً يقول " إذا كان الكلام من فضة، فالسكوت من ذهب " ولكن أعتقد أنه سيصمت نهائياً هذه المرة ، لأن الأزمة الأخيرة ليست مقتصرة على " شوية " مغامرين ، بل الأمر أكبر من ذلك ، فهناك " هوامير " في السوق ساءهم ما قاله وأثر في أسهم شركاتهم هبوطاً ، ولعل خير دليل على ذلك ما قاله أحد هؤلاء الهوامير بحق كلام معالي الوزير الذي تفوه به بأنه " كلام غير مسؤول وليس هذا وقته " ! فيا معالي الوزير خذ مدير سوقك ، البطل الصامت ، وارحلا قبل أن تُرحّلا ، لأنكما لاتملكان حلا لهذه المشكلة ، وإن ملكتما فلا تتجرآن على تطبيقه على من هم أكبر من المغامرين !

www.abshr.org
 

ala7sas

عضو بلاتيني
لسان حاله يردد

والله لو تقولون عني اللي تقولونه قاعد على قلبكم لما تموتون فكه مافيه فكه مني :باكي:
 
أعلى