رئيس لبناني لا يتلقى الأوامر من دمشق!


سفارة سورية في بيروت يتساوى بعدها السفير السوري مع سفراء نيبال وسوازيلاند والصومال وربما لاحقا جمهورية محمد عبد العزيز الصحراوية فهو أمر عجب، وحدث خََطَب!
جاء حين من الدهر كان السفير السوري في عاصمة فيروز كالسفير الأمريكي في العاصمة الهاشمية، وكانت الدكتورة كونداليزا رايس تهبط سلالم الطائرة الأمريكية برشاقة فيستقبلها رئيس مجلس النواب ورئيس الوزراء ورؤساء الكتل ( هل هناك لبناني لا يعمل رئيساً؟) وترحب هي بكل زعيم لبناني يختلف مع دمشق وطهران وغزة وهراري ، وكأن لبنان دار أبيها ، أو خيمة صديق أمريكا الجديد!
الرئيس ميشال سليمان رئيس التوافق اللبناني في الدوحة، وهو رجل نزيه ومحايد وليس طائفيا أو معاديا لأي فرقة أو مذهب أو جهة غير وطنية في لبنان!

لبنان بلد الغرائب، فزعماء الطوائف فيه يتعاملون كأن كل واحد منهم يملك مفتاح الحرب والسلام في الكون كله، ويهددون، ويتوعدون فتظن الحربَ الأهلية على وشك العودة مجدداً.
ما يميز لبنان أن كل دولة عربية يوحي جهاز إعلامها بأن لها الفضل الأكبر في الاستقرار والمصالحة وإعادة البناء، وأنه لو تَرَكت اللبنانيين لحال سبيلهم فسيصبحون أيتاماً من بعدها، فيخرج نصف اللبنانيين في استعراض قوة الطائفة وضعف الدولة، لتسمع طهران ودمشق، ويخرج النصف الثاني في استعراض آخر للتذكير بأهميتهم، وعدم اقصائهم!
بعد قليل تنفجر سيارة ويذهب ضحيتها أحد المسؤولين الحزبيين، ولا تعلن أي جهة مسؤوليتها أو براءتها، فالمطلوب أن يخاف اللبناني من اللبناني، وإلا فكيف لنظام طائفي أن يعيش عشرات السنوات دون أن يستأنس بنار أو يتدفء بها، ثم يًلَوّح بها جحيماً للشعب إنْ لمْ يتصالح اللبنانيون؟

ليس المطلوب من الرئيس ميشال سليمان أن يحرر لبنان من سطوة السوريين والأمريكيين والمصريين والخليجيين والفلسطينيين والفرنسيين فقط، ولكن أن يحرر اللبنانيين من أنفسهم، ومن انتماءاتهم الضيقة إلى لبنان الأصغر .. الأكبر!
الرئيس اللبناني الجديد حالة جديدة من الحياد، وشعبيته أكبر من شعبية كل زعماء الطوائف مجتمعين أو متفرقين، لكنه يقف فوق رمال متحركة من نظام محاصصة طائفي، تم تثبيته وفقا للمسافة بين اللبناني وبين الجنة.
مهمة صعبة وشاقة نتمنى أن ينجح فيها رئيس كل اللبنانيين ميشال سليمان، وأن تبسط الدولة سيطرتها على كل شبر في لبنان، وأن يكون حياده قوةً وليس ضعفا، وأن يُنهي عصر مكاتب الاستخبارات العربية والغربية والأمريكية والاسرائيلية التي تعمل من بيروت.
وعلى اللبنانيين أن يلتفوا حوله فهو الشرعية الوحيدة الحاكمة في لبنان.

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو النرويج
Taeralshmal@gmail.com
 
أعلى