أخر تحديث 19/11/2008
رسالة إلى حدس
كتب المحامي معاذ مبارك الدويلة
يكفي للحركة الدستورية الإسلامية وضوح مواقفها وثباتها على مبادئها وقناعاتها وانسجامها مع نفسها حتى تفرض احترامها على الآخرين... كما أنها تتميز بتقبلها للنقد البناء وآخذة محمل الجد، ومن هذا المنطلق نوجه هذه الكلمات إلى المكتب السياسي للحركة الدستورية وهي كلمات نابعة من قلب محب إن شاء الله وتعبر عن شريحة كبيرة من المتعاطفين مع التيار الإسلامي في الكويت.
المتابع للوضع السياسي ولمنهجية عمل الحكومة وطريقة إدارتها لعملها وأسلوبها في معالجة الأزمات سيخرج بقناعة أن من يشارك بهكذا حكومة يخسر سياسيا وأن مشاركته لافائدة منها وهذا ما ينطبق على حال حدس... فالحركة الدستورية الإسلامية تتحمل وزر أخطاء الحكومة بسبب إصرارها على الدخول بالتشكيل الحكومي لقناعتها بأهمية ذلك لتحقيق الإصلاح السياسي وهي قناعة يدحضها واقعنا السياسي المريض... أخواني في حدس أنتم تشاركون في حكومة وتتحملون نتائج قرارات لا ناقة لكم فيها ولا جمل فالجميع يعلم آلية إتخاذ القرار وكيف تدار الأمور داخل الحكومة... أنتم تشاركون في حكومة مستعدة أن تسحب نصف جناسي المواطنين لضمان استمرارها أطول فترة ممكنة.. أنتم تشاركون في حكومة تتخذ مواقفها على حسب الاستجوابات لا على أساس خطة إستراتيجية أو رؤية واضحة.. أنتم تشاركون في حكومة مستعدة أن تضحي بوزيركم من أجل عيون كتلة العمل الشعبي.. حكومة لا تملك من أمرها شيء وتنتظر التعليمات ممن هم أكبر سنا منها! واليوم إن كان مشروع المصفاة مرضياً عنه فغدا ولأسباب مزاجية قد يطلب البعض توقيفه وإعادة النظر فيه وهذا أمر ليس بغريب عن حياتنا السياسية السائرة على وتر المزاجية... أخواني في الحركة الدستورية الإسلامية تقولون إن دخول الحكومة هو قرار استراتيجي لمن يرغب بالإصلاح.. نقول كلامكم صحيح كمبدأ عام ولكن الواقع لا يسمح بالإصلاح الذي تنشدونه من خلال السلطة التنفيذية.. تقولون أن المشاركة بالحكومة تمكنكم من وقف السرقات والتنفيعات التي تقدر بالملايين من خلال الوزارة التي تتولونها.. نقول تستطيعون القيام بهذا الدور من خلال السلطة التشريعية التي تمنحكم حق الرقابة والتشريع.. تقولون لانملك الأغلبية اللازمة لوقف السرقات.. نقول العيب فيكم إذا وفي باقي التيارات الوطنية فعليكم من الآن تطوير قدراتكم وعقد التحالفات للوقوف بوجه الفساد وسراق المال العام.. تقولون أنكم تشاركون باتخاذ القرار داخل السلطة التنفيذية.. عاد إهنيه أقول صلوا على النبي «عليه الصلاة والسلام» أي قرار هذا الذي تشاركون باتخاذه في حكومة بلد لا يفرق بعض القائمين عليه بين دور الأسرة الحاكمة في الحكم وبين إدارة البلاد التي لا تكون إلا عن طريق المؤسسات التي نص عليها الدستور ناهيك أن المشاركة الحالية للحركة الدستورية في الحكومة تقتصر على الجانب الفني وبعيدة كل البعد عن الدور السياسي الذي يجيده بعض وزراء التجمعات السياسية وما إلغاء مركز الوسطية عنا ببعيد!
كل ما أتمناه أن تعيد الحركة الدستورية الإسلامية النظر في قرار مشاركتها بهذه الحكومة قبل أن تعيد الحكومة النظر في قرار إشراكها لحدس!
إشراقة
لماذا يختفي النقد الذاتي عند كتلة العمل الشعبي ويحل محله التعصب لرموزه وإيصالهم إلى درجة التقديس كما يفعل بعض الكتاب هذه الأيام؟!
muath65@hotmail.com
رابط المقالة
___________________
التعليق :
- إن الحركة السياسية التي تمتلك هذه الأريحية في النقد الذاتي والأصوات الداخلية المعارضة وتستمع لها وتتفاعل معها هي حركة امتلكت أهم عناصر القوة .
هذه المقالة وغيرها الكثير من شباب حدس وكوادرها تبيّن مدى النضج الذي بلغته الحركة ، والتي للأسف نفتقد في بقية الحركات السياسية مثل هذا الحراك الداخلي .
رسالة إلى حدس
كتب المحامي معاذ مبارك الدويلة
يكفي للحركة الدستورية الإسلامية وضوح مواقفها وثباتها على مبادئها وقناعاتها وانسجامها مع نفسها حتى تفرض احترامها على الآخرين... كما أنها تتميز بتقبلها للنقد البناء وآخذة محمل الجد، ومن هذا المنطلق نوجه هذه الكلمات إلى المكتب السياسي للحركة الدستورية وهي كلمات نابعة من قلب محب إن شاء الله وتعبر عن شريحة كبيرة من المتعاطفين مع التيار الإسلامي في الكويت.
المتابع للوضع السياسي ولمنهجية عمل الحكومة وطريقة إدارتها لعملها وأسلوبها في معالجة الأزمات سيخرج بقناعة أن من يشارك بهكذا حكومة يخسر سياسيا وأن مشاركته لافائدة منها وهذا ما ينطبق على حال حدس... فالحركة الدستورية الإسلامية تتحمل وزر أخطاء الحكومة بسبب إصرارها على الدخول بالتشكيل الحكومي لقناعتها بأهمية ذلك لتحقيق الإصلاح السياسي وهي قناعة يدحضها واقعنا السياسي المريض... أخواني في حدس أنتم تشاركون في حكومة وتتحملون نتائج قرارات لا ناقة لكم فيها ولا جمل فالجميع يعلم آلية إتخاذ القرار وكيف تدار الأمور داخل الحكومة... أنتم تشاركون في حكومة مستعدة أن تسحب نصف جناسي المواطنين لضمان استمرارها أطول فترة ممكنة.. أنتم تشاركون في حكومة تتخذ مواقفها على حسب الاستجوابات لا على أساس خطة إستراتيجية أو رؤية واضحة.. أنتم تشاركون في حكومة مستعدة أن تضحي بوزيركم من أجل عيون كتلة العمل الشعبي.. حكومة لا تملك من أمرها شيء وتنتظر التعليمات ممن هم أكبر سنا منها! واليوم إن كان مشروع المصفاة مرضياً عنه فغدا ولأسباب مزاجية قد يطلب البعض توقيفه وإعادة النظر فيه وهذا أمر ليس بغريب عن حياتنا السياسية السائرة على وتر المزاجية... أخواني في الحركة الدستورية الإسلامية تقولون إن دخول الحكومة هو قرار استراتيجي لمن يرغب بالإصلاح.. نقول كلامكم صحيح كمبدأ عام ولكن الواقع لا يسمح بالإصلاح الذي تنشدونه من خلال السلطة التنفيذية.. تقولون أن المشاركة بالحكومة تمكنكم من وقف السرقات والتنفيعات التي تقدر بالملايين من خلال الوزارة التي تتولونها.. نقول تستطيعون القيام بهذا الدور من خلال السلطة التشريعية التي تمنحكم حق الرقابة والتشريع.. تقولون لانملك الأغلبية اللازمة لوقف السرقات.. نقول العيب فيكم إذا وفي باقي التيارات الوطنية فعليكم من الآن تطوير قدراتكم وعقد التحالفات للوقوف بوجه الفساد وسراق المال العام.. تقولون أنكم تشاركون باتخاذ القرار داخل السلطة التنفيذية.. عاد إهنيه أقول صلوا على النبي «عليه الصلاة والسلام» أي قرار هذا الذي تشاركون باتخاذه في حكومة بلد لا يفرق بعض القائمين عليه بين دور الأسرة الحاكمة في الحكم وبين إدارة البلاد التي لا تكون إلا عن طريق المؤسسات التي نص عليها الدستور ناهيك أن المشاركة الحالية للحركة الدستورية في الحكومة تقتصر على الجانب الفني وبعيدة كل البعد عن الدور السياسي الذي يجيده بعض وزراء التجمعات السياسية وما إلغاء مركز الوسطية عنا ببعيد!
كل ما أتمناه أن تعيد الحركة الدستورية الإسلامية النظر في قرار مشاركتها بهذه الحكومة قبل أن تعيد الحكومة النظر في قرار إشراكها لحدس!
إشراقة
لماذا يختفي النقد الذاتي عند كتلة العمل الشعبي ويحل محله التعصب لرموزه وإيصالهم إلى درجة التقديس كما يفعل بعض الكتاب هذه الأيام؟!
muath65@hotmail.com
رابط المقالة
___________________
التعليق :
- إن الحركة السياسية التي تمتلك هذه الأريحية في النقد الذاتي والأصوات الداخلية المعارضة وتستمع لها وتتفاعل معها هي حركة امتلكت أهم عناصر القوة .
هذه المقالة وغيرها الكثير من شباب حدس وكوادرها تبيّن مدى النضج الذي بلغته الحركة ، والتي للأسف نفتقد في بقية الحركات السياسية مثل هذا الحراك الداخلي .