كثيرا ما يكرر البعض القول : بأن ما يحدث لغزة هو بسبب تهور حماس و إنهائها للتهدئة .. فكانت النتيجة ضرب غزة ..
هذا القول قد يقوله من يحسن الظن ولكن ينقصه العلم الحقيقي ، وقد يقوله حاقد امتلأ قلبه بالضغينة و الحقد
وفي كل الأحوال فإن ترديد مثل هذا القول هو تريديد لما يقوله الصهاينة و مايبررون به عملياتهم الوحشية ، لأنهم يصوّرون إسرائيل بأنها دولة مسالمة ، ولا تعتدي إلا على من يعتدي عليها ..
وهذا تصور لا شك في بطلانه ..
بل إن أصحاب هذا التصور يأخذون مايحدث في غزة منفصلا عن سياقه التاريخي الطويل والمليء بالإجرام والغدر الصهيوني ، فهم يصوّرن مايحدث الآن على أنه مجرد فعل من حماس ورد فعل من إسرائيل .. وهذا تصور غااااية في السذاجة ..
المعركة لم تكن وليدة إنتهاء التهدئة ، والمعركة ممتدة في التاريخ القديم والمعاصر ، المعركة بدأت منذ أول يوم احتل فيه أول شبر من أرض فلسطين .. ثم توالت فصول المعركة
وقد ركّزفضيلة الشيخ سلمان العودة على هذه الفكرة المحورية في فهم حقيقة الصراع الدائر الآن وذلك في برنامجه " الحياة كلمة " يوم الجمعة الماضي حين حذر من " أن ينظر البعض إلى أن إسرائيل حَمَلٌ وديع، وأنها قُوَّةٌ للدفاع فقط، وأنها استُفِزَّت من صواريخ حماس! فهذه هي الرسالة الإسرائيلية التي يرددونها
إسرائيل قَصَفَتْ آلاف المرات، وقتلت مئاتِ الآلاف من الشهداء، والمقابرُ تَشْهَدُ بالمجازر الإسرائيلية من دير ياسين، وما قبلها، وما بعدها، فإسرائيل ليست بحاجةٍ دائمةٍ إلى ذريعةٍ فقط، هي تبدأ بالعدوان، وحتى لو لم تُوجَدْ ذريعةٌ، لَخُلِقَتْ هذه الذريعة "
فليحذر الذين يحاولون الآن تصوير المعركة الدائرة على أنها عبارة عن دفاع الإسرائليين عن أنفسهم ، فهم يروّجون لفكرة أسرائيلية صرفة ، وكم سيسعد الصهاينة حين يرون أبناء المسلمين يروّجون لهذه الفكرة الخبيثة وينشرونها ويدافعون عنها ..
كم سيفرحون حين يجدون مسلمين يتحدثون بلسان صهيوني !!