عانت كرة القدم الكويتية منذ سنوات طويلة من تذبذب في مستواها الفني ، ومن اخفاقاتها الكثيرة التي سببت الكثير من الاحباط لدى جماهير الكرة ، حتى بلغ اليأس مداه ، وأصبح لدى هذه الجماهير ما يشبه اليقين من عدم قدرة الكرة الكويتية والمسؤولين عليها على استعادة المستوى المطلوب لهذه اللعبة الشعبية ، وإعادة الأمجاد السابقة التي غدت كالأساطير التي ترويها الجدات للأحفاد في قصص ما قبل النوم ، على الرغم من أن ملاعبنا تحفل بالكثير من المواهب الرائعة والتي ستُدفن وتنتهي سريعا بسبب سوء الإدارة ، ونقص الخبرة الفنية والإدارية ، وتخبط المسؤولين ، وانعدام حس المسؤولية لديهم .
ولأن الأندية الرياضية هي الأساس في تطوير اللعبة ، وهي المدرسة التي تخرّج اللاعبين وتوصلهم للتمثيل الدولي للبلد وتمد المنتخب بأفضل ما لديها من لاعبين ، لذا فإن ما سأطرحه هنا هو يخص الأندية الرياضية .
اقتراحي يتلخص في تخصيص الأندية الرياضية ، وتحويلها لشركات مساهمة ، وتُطرح أسهمها في البورصة ، وتتحول وظيفة الأندية من مجرد أندية تعتمد على المعونات الحكومات وتُمارس الرياضة للهواية فقط ، إلى شركات استثمارية ، تستثمر الرياضة من أجل تحقيق العوائد المالية وترسيخ اسمها في السوق ، لذلك فإن هذه الشركات سوف تسعى بكل قوة لأن تكون شركات استثمارية ناجحة ، وقوية ، ومن أجل ذلك ستستقطب أفضل اللاعبين المحترفين وأفضل المدربين ، وستُقيم أفضل المعسكرات ، وسيزداد الاهتمام في اللاعب ، لأنه سيكون عملة صعبة ، يتم استثماره في الإعلانات التجارية ، أو في إعارته لأندية أخرى أو بيعه ، وبالتالي سيكون الناتج هو امداد المنتخب بمجموعة فذة من اللاعبين الموهوبين ، هذا بالإضافة إلى أن النادي سيكون بإمكانه استثمار اسم النادي في المشاريع التجارية من أجل تغطية مصروفاته ، وهذا من شأنه أن يُبعد الأندية عن تدخلات الحكومة أو تدخلات أعضاء مجلس الأمة كما حدث في المشكلة الأخيرة مع الفيفا ، ويجب أن يُصاحب كل ذلك أدوار أخرى للنادي ، ثقافية واجتماعية وبيئية وتربوية ويتم تثبيت ذلك في القانون الأساسي للنادي ، وهذه التجربة موجودة في كل الأندية العالمية الكبرى كريال مدريد وبرشلونة وليفربول وغيرها ..
ولكن كيف يمكن تطبيق هذه التجربة في البداية ؟
بداية يجب أن تتم خصخصة أقل عدد من الأندية ، ولنقل ثلاثة فقط أو أربعة ،ولكن كيف سيتم اختيارها ؟
يتم حصر البطولات التي حققها كل نادي في الثلاث السنوات الأخيرة بالإضافة إلى السنة الحالية ، ويقوم اتحاد الكرة بوضع نقاط على كل بطولاته الرئيسية ، والمتمثلة ببطولة الدوري العام وبطولة كأس ولي العهد وبطولة كأس الأمير ، بحيث يحصل صاحب المركز الأول على 3 نقاط ، وصاحب المركز الثاني على نقطتين ، وصاحب المركز الثالث على نقطة واحدة ، ولا يحصل على أية نقاط من يأتي تاليا لذلك ، ثم يقوم الاتحاد بعد نهاية الموسم بجمع تلك النقاط ، مع النقاط التي حصدها النادي في السنوات الثلاث الأخيرة ، لتخرج لنا الثلاثة (أو الأربعة) أندية الأولى ويتم تطبيق تجربة التخصيص عليها ، وفيما بعد ، وحين تتضح نتيجة التجربة ، يمكن تطبيقها على بقية الأندية أو إلغائها في حال فشلت التجربة .
ما الفائدة العائدة من خصخصة الأندية ؟
ستخرج لنا هذه التجرية الكثير من الفوائد ، منها :
· توقف الدعم الحكومي السنوي وفي هذا توفير على ميزانية الدولة
· قيام النادي بالاهتمام بمنشآته بنفسه ، بل وفتح أندية صغيرة كفروع و مدارس تدريبية في مناطق أخرى ،والاستغناء عن مطالبة الدولة ببناء الاستادات وغيرها
· الاهتمام باللاعب المحلي والصرف عليه بشكل لائق ، واستقطاب اللاعبين الموهوبين من الأندية الأخرى بأغلى الأثمان
· شراء اغلى اللاعبين العالميين لتطوير مستوى النادي
· الاهتمام بالجهاز الفني ليكون على مستوى عالمي
· القيام بدور ثقافي وتربوي وبيئي واجتماعي إلى جانب القيام بالدور الرياضي والتجاري
· تنشيط الاقتصاد
· النأي عن التدخل الحكومي أو ندخل النواب .
وبس ...