افتتاحية جاسم بودي: شراء السلاح و الوهم

Manager

عضو مميز
يتحفنا مرة أخرة السيد جاسم بودي بافتتاحية معبرة عن الواقع الحالي، وهو تكديس السلاح وشراءه و لماذا و لمن؟ و لقد رأينا سابقا كيف أنه في منطقة الخليج يوجد تزايد طردي في عدد السكان، فمهما زاد عدد السكان في الكويت فلا يمكن أن يوازي التزايد في عدد السكان في الدول المجاورة

لا أعلم لم نفتقد بالكويت ابسط مفاهيم المحاورة والمناورة والتفاوض

أنصح الساسة في الكويت بقراءة كتاب The Power of Negotiating للمؤلف روجر داونسون والذي كان في الكويت منذ 8 أسابيع

-------------------------------------------------------------------

الرأي اليوم / شراء السلاح ... والوهم


لا نعرف كيف نشكر الرئيس ساركوزي على استطاعته تأمين اربع ساعات بكاملها لزيارة الكويت في اطار جولته على المنطقة، فالرجل مشاغله كثيرة ومع ذلك خصنا بلفتة مميزة حين زارنا فكنا الضيوف وكان رب المنزل... لاربع ساعات.

والاهم من زيارة الرئيس الفرنسي للكويت كان جدول الاعمال الزاخر بكل انواع المجاملات والمرتكز فعليا على نقطة واحدة هي صفقات السلاح. تحدث ساركوزي باستفاضة عن تزويد الكويت بين 14 و20 طائرة رافال وفرقاطات بحرية ونظاماً دفاعياً صاروخياً اضافة الى تحديثات جديدة على اتفاقية الدفاع المشترك بين البلدين، وقدم وجهة نظر بلاده في ما يتعلق بعدد من القضايا الاقليمية.

زيارة الرئيس الفرنسي للكويت يفترض ان تكون تاريخية نظرا الى ندرة مثل هذه الزيارات وعلى هذا المستوى، ومع ذلك فقد تمخضت الساعات الاربع عن نتيجة اسمها صفقات السلاح بغض النظر عما شملته المحادثات الاخرى اقتصاديا وتجاريا، فالامور تقاس بنتائجها الفعلية القابلة للتنفيذ. وهنا نتساءل ككويتيين: هل هذا هو جل ما تستطيع ان تقدمه فرنسا للكويت؟
هو يبيعنا السلاح ونحن نشتري الوهم. فالسلاح موجود دائما طالما المال موجود، لكن من يبيعنا السلاح يفترض اننا سنستخدمه في اتجاهين: اما جار الشرق او جار الشمال باعتبار ان جار الجنوب ليس جارا بل هو البيت الاكبر للكويتيين. جار الشرق لا مشكلة ثنائية معه بل هناك مشكلة دولية معه، واذا حصل تصعيد خطير في اطار هذه الازمة فان اهداف ايران ستركز على الاشكال الدولية من قواعد وسفن، كذلك فان الدول ستستنفر لحماية مصالحها وقواعدها وسفنها ووجودها وهي بالتأكيد تملك اسلحة اكثر وافعل واقوى واحدث من كل ما تملكه دول مجلس التعاون الخليجي مجتمعة.

اما جار الشمال فنحن نعتقد ان الاشقاء العراقيين هم في صدد بناء دولة ديموقراطية تعددية مهما اعترضتهم الصعوبات على المدى المنظور، وهم اكتووا بنار الحكم الديكتاتوري البعثي كما اكتوت الكويت وايران منه. يكفي ان تراب الجنوب العراقي انكشف عن نصف مليون شهيد سحقتهم الآلة الصدامية بدم بارد ناهيك عن مئات آلاف القتلى في حلبجة وغير حلبجة. النظام الجديد في العراق سيتفرغ للتنمية لاعادة بناء الدولة واعادة بناء الوحدة واعادة بناء الامن والاستقرار، ولا مصلحة ذاتية له في القيام بمغامرات تعيد العراق عقودا مديدة الى الوراء. اما الحديث عن مخاوف مستقبلية لتبرير حمى التسلح فهو يعني ادخال الكويت في دائرة ادمان الصفقات لان سلاح اليوم لن ينفع غدا وسلاح الغد لن ينفع بعد غد وهكذا دواليك.

الكويت كانت تنتظر منكم يا فخامة الرئيس ساركوزي ان تحملوا في ملفاتكم اتفاقات صحية تتضمن المساعدة في افضل ما توصلت اليه المستشفيات ومراكز الابحاث الفرنسية في هذا المجال. فالسلاح سيستنزف الخزائن من اجل «عدو» غير موجود حاليا، اما تطوير القطاع الصحي فسيساعد على مواجهة عدو حقيقي اسمه المرض يفتك بالكويتيين كل يوم. ولا بأس من حصول الوسطاء على نسب وعمولات كالتي يحصلون عليها في ميدان السلاح اذا كانت الكويت ستشهد نهضة صحية شاملة.

والكويت كانت تنتظر منكم يا فخامة الرئيس ان تحملوا في ملفاتكم اتفاقات جامعية تتضمن المساعدة في افضل ما توصلت اليه قطاعات التربية والتعليم الفرنسية في هذا المجال، فالجهل عدو حقيقي ايضا وليس وهميا. كما انها كانت تنتظر اتفاقات تشمل مجالات تحديث الادارة وشؤون القضاء والقوانين وقطاعات العمل والصناعة والزراعة والتكنولوجيا وكلها امور تحقق فيها فرنسا تقدما مطردا... ولكن علينا الا نكون طماعين وان نتفهم ان زيارة الساعات الاربع لم تتسع الا لاولويات الرئيس الفرنسي في جولته، وهي اولويات تسليحية في ظل الازمة المالية العالمية يمكن ان تساهم في دعم هذه الصناعات في بلاده.

مرة اخرى، تتفاهم الكويت مع الآخرين حول اولوياتهم لا اولوياتها، على رغم انها قادرة وقادرة جدا على ربط مسارات التعاون في كل المجالات. فلا شيء مجانيا في العلاقات الدولية، والتعاون في مختلف القطاعات له دروبه ومداخله اللهم الا اذا كان التركيز على السلاح اولوية للبعض عندنا ايضا.

نقول هذا الكلام من باب الحرص على الكويت والكويتيين ورغبة في رؤية الامور تسير في مسارها الصحيح. نعرف انه قد يزعج البعض وتحديدا «ابو صباح» و «ابو صباح»، وقد يدفع «ابو صباح» و «ابو صباح» الى «التحريض» لضيق الصدر بالرأي الآخر، لكننا نقول ذلك من باب قناعاتنا، واحقية الكويتيين باتفاقات اشمل، واتكالنا على الباري عز وجل، وثقتنا بسعة صدر سمو الامير... صباح.

جاسم بودي

http://www.alraimedia.com/alrai/Article.aspx?id=111679
 

حر الفكر

عضو مميز
افتتاحية اكثر من رائعة فعلا لماذا التركيز على السلاح؟ اين التعاون في المجال الصحي والتعليمي؟
 

الحاسم

عضو بلاتيني
اصاب فعلاً بودي، اذا كان الشراء مفروض علينا، فلماذا لانشتري ما نحتاجه فعلاً! .. ولماذا لانعزز العلاقة بمزيد من التعاون الكويتي الفرنسي .. خصوصا بالمجال العلمي والبحثي والتعليمي! فابوظبي .. الآن لديها فرع للسوربون .. وقريبا اللوفر وحنا نشتري اسلحة لانحتاجها!
المشكلة أعتقد بعقلية المسؤوليين الحكوميين .. للحين عايشين باجواء الحرب العراقية الايرانية .. ومهم فاهمين طبيعة الوضع الحالي!
 

بيان

عضو بلاتيني
المشكلع ليست في فرنسا بل لدينا لاننا لانعرف ان نتعاطى مع الاهتمامات الحياتيه
 
أعلى